رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات alsharq
د. أحمد الفرجابي بجامع الشيوخ: توبة باللسان وشوق للمعصية.. كاذبة

حذر الشيخ د. أحمد الفرجابي خلال خطبة الجمعة بجامع الشيوخ من انتظار الآخرة بغير عمل ومن تأخير التوبة لطول الأمل.. وقال إن من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن سأله أعطاه.. وأكد الخطيب أن التوبة تمحو ما قبلها وفق ما جاء في السنة.. وأضاف: التائب من الذنب كمن لا ذنب له والتائب حبيب الرحمن، والعظيم يحب التوابين ويحب المتطهرين، وذكر ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أن طائفة ممن أشركوا وأسرفوا جاءوا للنبي عليه صلاة الله وسلامه وقالوا إن الذي تقول لحسن إلا أن الله يقول والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ونحن أشركنا وقتلنا النفس التي حرم الله ووقعنا في الفواحش فأنزل الرحيم التواب «إلا من تاب». دعوة للتوبة النصوح وأضاف: إن ربنا الكريم يفتح باب التوبة على مصراعيه فلنبادر إلى التوبة، فتوبة الله تبارك وتعالى على عباده ندبهم إليها سبحانه وهي واجبة في كل حين وحال من الذنوب الصغيرة ومن الذنوب الكبيرة، والعظيم تبارك وتعالى يفتح الأمل أمام اليائسين من أجل أن يقبلوا عليه، قال لشرار الخلق الذين قالوا إن الله هو المسيح، الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة، الذين قالوا يد الله مغلولة، قال لهؤلاء «أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه». باب التوبة مفتوح وأشار الخطيب إلى قاتل المائة رجل، الذي قتل تسعة وتسعين نفسا ثم أراد أن يتوب فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فاخبره انه قتل تسعة وتسعين نفسا فزجره وطرده فقتله وكمل به مائة، ثم قذف الله في قلبه الميل إلى التوبة، فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على عالم فقال له ومن يحول بينك وبين التوبة؟ من يحول بين العاصي وبين رحمة أرحم الراحمين سبحانه؟ الذي ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، ولا سمى نفسه غفورا إلا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا. وقال د. الفرجابي إن التواب الرحيم يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه، فقد جاء في الصحيح أن النبي عليه صلاة الله وسلامه يقول لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم سقط على راحلته انفلتت منه الدابة تخيلوا رجل يركب هذه الدابة على ظهرها الطعام والشراب نام فانفلتت منه الدابة ضاعت منه في الصحراء، بحث عنها اجتهد كاد العطش أن يقطع عنقه تمدد ليموت وفي تلك اللحظات وبينما هو بلغ به اليأس كل مبلغ إذا بخطامها يتدلى على رأسه، أمسك بالخطام وقال من شدة الفرح اللهم أنت عبدي وأنا ربك أخطأ من شدة الفرح». يجب المسارعة بالتوبة وذكر الخطيب ان العظيم أشد فرحا بتوبة عبده من هذا بعودة دابته إليه وفي عودة الدابة عودة الأمل والحياة، ولذلك علينا أن نسارع فنتوب إلى الله «يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا» غير أن التوبة هذه المنزلة الرفيعة من منازل السائلين من منازل السالكين السائرين إلى رب العالمين لها شرائط أولها الإخلاص فيها لله، أن يخلص التائب في توبته إلى الله، ثانيها الصدق فيها مع الله فإن توبة الكذابين هو أن يتوب الإنسان بلسانه ويظل القلب يتشوق للمعصية، يتحدث عن أيامها يحتفظ بأرقامها يحتفظ بصورها أو آلاتها تلك توبة الكذابين. ثم عليك أيها التائب أن تقلع عن الذنب في الحال، أن تندم على ما مضى من التفريط أن تعزم على عدم العود للذنب فإن كان للذنب حقا لآدمي يسعى في الإصلاح وفي رد الحقوق لأصحابها، هذه أمور في غاية الأهمية، كما أن هذه التوبة لكي تكون نصوحا فينبغي أن تكون في موقعها الصحيح فإن رب العزة والجلال يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، إلى متى يا رب؟ حتى تطلع الشمس من مغربها فلا بد أن تكون التوبة قبل هذه العلامة.

964

| 08 يوليو 2023

محليات alsharq
عبد الله النعمة في جامع الإمام: التوبة باجتناب المحظور ورد حقوق الآخرين

قال فضيلة الشيخ عبدالله النعمة خلال خطبة الجمعة التي ألقاها بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب: إن الله قد جعل في التوبة ملاذا مكينا وملجأ حصينا يلجه المذنب معترفا بذنبه مؤملا في ربه نادما على فعله غير مصر على خطيئة يحتمي بحمى الاستغفار ويلوذ بالتوبة والإنابة، يتبع السيئة الحسنة فيكفر الله عنه سيئاته ويرفع من درجاته. وقال إن التوبة خضوع وانكسار وتذلل واستغفار، التوبة صفحة بيضاء صفاء ونقاء خشية وإشفاق وبكاء. وأضاف: التوبة خجل ووجل ورجوع وإنابة نجاة من كل غم جُنة من كل هم بابها مفتوح وخيرها ممنوح، أخرج ابن ماجة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «لو أخطأتم حتى تبلغ خطاياكم السماء ثم تبتم لتاب عليكم». وقال إن الله فتح أبوابه لكل التائبين يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل، قال سبحانه: «قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم». وذكر الخطيب بأن من ظن أن ذنبا لا يتسع لعفو الله فقد ظن بربه ظن السوء، فكم من عبد كان بعيدا عن أمر الله، فمن الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف، فصار من أولياء الرحمن صواما قواما قانتا لله ساجدا. وزاد القول: إن رحمة الله وسعت الذنوب جميعها، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول عن عبد أصاب ذنبا فقال: رب أذنبت ذنبا فاغفر لي، فقال ربه: علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ بالذنب، قد غفرت لعبدي، فليعمل ما شاء» فمهما تكرر من العبد الذنب فإن رحمة الله واسعة وكرمه عظيم، ومغفرته قريبة من التائبين، روى الطبراني بإسناد حسن عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: إن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أحدنا يذنب، فقال: يُكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال يُغفر له ويتاب عليه، قال: فيعود فيذنب: قال فيكتب عليه، قال: ثم يستغفر منه ويتوب، قال: يغفر له ويتاب عليه، ولا يمل الله حتى تملوا». الإقلاع عن المعصية شرط للتوبة ونوه الخطيب بأن المؤمن ليس معصوما من الخطيئة وليس في منأى عن الهفوة ليس في معزل عن الوقوع في الذنب، فأكثروا عباد الله من التوبة والاستغفار، روى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «والله إني لاستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة»، فاعلموا أن التوبة واجبة على كل مسلم في كبيرة أو صغيرة وركنها الأعظم وشرطها المقدم هو الإقلاع عن المعصية والنزوع عن الخطيئة، ولا توبة إلا بفعل المأمور واجتناب المحظور والتخلص من المظالم وإبراء الذمة من حقوق الآخرين.

1096

| 08 يوليو 2023

محليات alsharq
د. ثقيل الشمري: الوضوء والاستغفار والأعمال الصالحة تمحو الذنوب

أوضح الشيخ د. ثقيل ساير الشمري أن طبيعة الإنسان والنفس البشرية مجبولة على النقص والتقصير، ولما كان الذنب والخطأ من لوازم النقص البشري كان من فضل الله سبحانه وتعالى وحكمته ورحمته بعباده أن شرع لهم من الأعمال ما يكفر بها عن ذنوبهم، ويتجاوز بها عن سيئاتهم إذا أخلصوا لله عز وجل وحده ولم يشركوا به شيئا، لأن الله لا يغفر أن يشرك به «إنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا». وأوضح الخطيب في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن مكفرات الذنوب كثيرة، جعلها الله سبحانه وتعالى أسبابا يسلكها العبد المؤمن في الطريق إلى الله عز وجل ومن هذه المكفرات التوبة الصادقة «وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون». إسباغ الوضوء وقال: من مكفرات الذنوب الوضوء، يقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا بلى يا رسول الله، قال إسباغ الوضوء على المكاره»، إسباغ الوضوء أي غسل الأعضاء، الغسل الذي يعممها ولا يجعل أجزاء منها غير مغسولة، إسباغ الوضوء على المكاره، والمكاره التي يكرهها الإنسان لأسباب إما لشدة برد أو لشدة حر أو لمرض أو لعجز أو أي سبب من الأسباب، «إسباغ الوضوء على المكاره وكثرة الخطى إلى المساجد وانتظار الصلاة بعد الصلاة فذلكم الرباط فذلكم الرباط». وزاد القول: وفي الصحيحين من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه توضأ يوما ثم قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا ثم قال من توضأ نحو وضوئي هذا ثم صلى ركعتين لله لا يحدث فيهما نفسه أو قال لا يسهو فيهما غفر له ما تقدم من ذنبه». وأشار إلى الحديث: يقول صلى الله عليه وسلم «من أحسن الوضوء ثم أتى إلى الجمعة واستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة وزيادة ثلاثة أيام»، كل ذلك من فضل الله عز وجل على عباده المؤمنين العابدين الذين يقصدون الله سبحانه وتعالى طلبا للعفو والمغفرة. الاستغفار يكفر السيئات وأضاف الخطيب: ومن مكفرات الذنوب الاستغفار «ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما»، ويقول تعالى: «وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ»، ويقول سبحانه «وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَىٰ مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ». وذكر الشيخ د. ثقيل الشمري أن من مكفرات الذنوب كذلك فعل الحسنات والأعمال الصالحات يفعلها العبد المؤمن ابتغاء وجه الله عز وجل فيمحو الله عنه ذنوبه، «وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَٰلِكَ ذِكْرَىٰ لِلذَّاكِرِينَ»، ويقول صلى الله عليه وسلم «اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن»، وجاء في الحديث الآخر «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار». وأردف: ومن مكفرات الذنوب، عباد الله، ما يصيب المؤمن من ابتلاء ومصائب يصبر عليها ويحتسبها عند الله عز وجل، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال «ما يصيب المؤمن من نصب - والنصب هو التعب - ولا وصب - والوصب هو المرض أو الألم الشديد - ولا هم ولا حزن ولا غم ولا أذى حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه»، هذه مكفرات تكفر الذنوب الابتلاء والمصائب والهموم كلها تكفر الذنوب والسيئات. ولفت الخطيب أن من مكفرات الذنوب شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم، النبي عليه الصلاة والسلام الرحيم بأمته له شفاعة عظمى، وشفاعته يوم القيامة، يقول صلى الله عليه وسلم «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي»، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباعه صلى الله عليه وسلم ومن المحبين له والسائرين على نهجه.

1574

| 28 يناير 2023

محليات alsharq
د. محمد المريخي: المعاصي فشل في الدنيا.. وحسرة في الآخرة

أوضح فضيلة الشيخ د. محمد حسن المريخي أن العباد خُلِقُوا غير معصومين يخطئون ويذنبون ويضعفون فتكون منهم الأخطاء والذنوب والمعاصي.. وقال في خطبة الجمعة بجامع الشيوخ إن من طبيعة البشر الوقوع في الخطأ والذنب ولكن لا حجة للإنسان في ذلك ولا مبرر للاستمرار في الذنب بل هو مأمور بالتوبة والتحفظ من الذنوب كما هو مأمور بتصحيح الخطأ، مشيرا إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث وخير الخطائين التوابون ترشد إلى التخلص من الذنوب وتفتح للعبد باب الأمل، وخير الخطائين الذين يتوبون إلى الله، والذين يتخلصون من ذنوبهم. وأضاف الخطيب أن الذنوب الصغيرة والكبيرة مؤاخذ عليها عبد الله وأمة الله، وهي ذنوب وهي أعمال محرجات بين يدي الله تعالى، محرقات تشتعل نارا على أصحابها في الآخرة.. وقال إن الذنوب مؤثرة في الدنيا قبل الآخرة على الفرد والمجتمع والأمة، بسببها يسخط الرب سبحانه، فلا يوفق عبده ولا يرعاه بل يضيق عليه رزقه «ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا». ولفت إلى أن أكثر مشاريع البشر اليوم في الدنيا والتي فشلت وذهبت سببها الذنوب والمعاصي، نعم سببها الذنوب والمعاصي «ولكن أكثر الناس لا يعلمون»، ذكر ابن القيم رحمه الله تعالى آثارا للذنوب والمعاصي على الإنسان.وأضاف: ومن نظر في دنيا الناس اليوم يرى آثار الذنوب على فاعليها، والواقعين فيها ولكنهم لا يشعرون وأول هذه الآثار كما قال ابن القيم رحمه الله «إن الذنوب تضعف تعظيم الرب سبحانه في النفوس والقلوب لأن الله تعالى يقول «ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب»، فما عظم عبد الله شعيرة الله عز وجل إلا من التقوى التي في قلبه وهذه ملموسة اليوم..وقال إن شعائر الدين ضعيفة المقام عند البعض والسخرية والاستهزاء لا يكون إلا على الله ورسوله والدين والإهمال وضعف اليقين والغرور بالدنيا وتأخير الدين وإهمال السنة وتقديم الدنيا، كل هذا موجود عند بعض الناس بسبب ذنوبهم ومعاصيهم وهي ذنوب ومعاصٍ يسخط عليها الرب سبحانه وتعالى. وأردف: وثاني هذه الآثار تضييق الرزق والمعيشة على الإنسان أو الفرد، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه» رواه أحمد، وقال وهيب بن الورد رحمه الله «لا يجد طعم العبادة من عصى الله تعالى ولا من هم بمعصيته». وذكر الشيخ محمد المريخي أن ثالث هذه الآثار حرمان العلم الشرعي، وحدِّث ولا حرج في إقبال الأمة أو إدبارها على العلم الشرعي والله تعالى يقول «واتقوا الله ويعلمكم الله»، وهذه ملموسة اليوم في الأمة الإسلامية كلها، فثلاثة أرباع الأمة يجهلون دين الله، يجهلون دينهم وكل الأمة معرضة عن تعليم الشريعة والزهد فيها وتركض وراء الدنيا والعلوم الدنيوية إلا من رحم الله تعالى يقول الشافعي رحمه الله «شكوت إلى وكيع - وهو شيخه - شكوت إلى وكيع سوء حفظي فأرشدني إلى ترك المعاصي وقال اعلم أن العلم نور ونور الله لا يؤتى لعاصٍ».

1479

| 28 يناير 2023

محليات alsharq
هل ترتكب المحرمات ولاتستطيع أن تتوب عنها جميعاً؟ الشيخ محمد العوضي يقدم لك الجواب

مع مرور الوقت تندمج العادات السيئة مع المكان الذي يتم فيه ممارستها، لذلك فإنّ الشيء الأول الذي يجب على الشخص فعله للتخلص من العادات السيئة هو أن يقرر ذلك بالفعل سواء بشكل كلي أو أن يقوم بتجزئتها، هذا ما بينه الداعية الدكتور محمد العوضي خلال مقابلة مع برنامجرياض الجنة على تلفزيون قطر في إجابته على سؤال هل يجوز تجزئة التوبة والقيام ببعض الأعمال الصالحة مع الاستمرار في بعض العادات السيئة ؟. وفي هذا الشأن قال العوضي إن على الشخص أن يتوب ما يستطيع وان يسأل الله بدعاء صادق أن ينقذه من الباقي ، مشيرا أن ذلك لا يعني إقرارا بالأعمال السيئة ، وأن على الشخص أن لا يترك العبادة ويكثر من الإثم، بمعنى شخص يشرب ويعوق والديه ويرابي ولا يصلي ولا يصوم في حين شخص آخر يصوم ويصلي لكن متورط في الربا مع الشركات فهل من الملزم أن يتوب توبة كاملة ولايقوم بتجزئتها؟!.. فيجب على الشخص الذي يصوم ويصلي أن يسال الله في صلاته وصيامه وضميره أن يعفو عنه من الربا. وأوضح الداعية العوضي أن مشكلة تجزئة التوبة طرحها ابن القيم في مدارج السالكين، و قطر طبعت كتاب شرح رياض الصالحين لابن كمال باشا في وزارة الاوقاف، الذي هو أكثر من توسع بهذا الموضوع، في حين أن ابن النووي أوضح الموضوع في سطر واحد ذكي في باب التوبة حيث يقول : تجوز تجزئة التوبة وتقبل على التحقيق. وأشار د. محمد العوضي إلى أنه يتم اكتساب السلوك بعد الممارسة لمدة 20 يوم لذلك البعض يشعر بصعوبة الصيام في بداية رمضان، و إن أي سلوك مكتسب يكفي أن يبقى عليه الشخص عشرين يوم ثم بعد ذلك يسهل عليه كما يحصل في الصيام ، فالإنسان عبارة عن مجموعة سلوكيات تتحول إلى عادات فيها شئ من القصد ثم احيانا تتحول إلى غير قصد، فقضية التدريب جوهرية في قضية الصيام. كما أكد. أن السمة الغالبة للعبادات الإسلامية تجمع بين التأثير التربوي الوجداني والتأثير الاجتماعي على بيئة الإنسان، حيث قال الشيخ بأن السمة لغالبة واللازمة للعبادات الاسلامية تجمع بين عنصرين هما: التأثير التربوي الوجداني والسلوكي على الانسان ، والتأثير الاجتماعي والشعبي العام ضمن البيئة التي يعيش فيها. كما أن من سمات العبادات الإسلامية انها لا تفصل بين الارض والسماء. وعن فضل شهر رمضان تابع في حديثه بأنه ليس المقصود في رمضان الإمساك عن الطعام والشراب فقط، بل وأيضا عن جميع السلوكيات السيئة، مستشهدا بقول حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يدع قول الزور والعمل يه فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه . وأشار د. محمد العوضي إلى أن التذكير النبوي الكريم على صيام رمضان إيمانا واحتسابا يدل على وجوب الحضور الوجداني العميق في شهر الصيام، ولكي يؤدي الشخص العبادة ليس كمجرد أداء واجب يقوم به بل كشعيرة فيها قرب واحتساب من الله عز وجل .

5304

| 17 أبريل 2020

محليات alsharq
عبد الله النعمة: التوبة تفتح أبواب الأمل أمام اليائسين بسبب الذنوب

قال فضيلة الداعية عبد الله النعمة: إن فتح باب التوبة للعباد يزيل اليأس والقنوط الذي تسببه شياطين الإنس والجن والنفس الإمارة بالسوء التي تسبب حرجا وضيق صدر وشعورا بالذنب والخطيئة. وقال النعمة في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبد الوهاب: ما أحوجنا في هذه الأيام إلى التوبة، لقد جعل الله في التوبة ملاذاً مكيناً وملجأً حصيناً، يلجه المذنب معترفا بذنبه، مؤملاً في ربه نادماً على فعله، غير مصر على خطيئته، يحتمي بحمى الاستغفار، يتبع السيئة الحسنة، فيكفر الله عنه سيئاته، ‏ويرفع في درجاته. وأكد أن التوبة الصادقة تمحو الخطيئات مهما عظمت حتى الكفر والشرك قال تعالى: (قُل لِّلَّذِينَ كَفَرُوا إِن يَنتَهُوا يُغْفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ). وأضاف إن التوبة خضوع وانكسار، تذلل واستغفار، التوبة صفحة بيضاء، وصفاء ونقاء، خشية وإشفاق وبكاء، التوبة خجل ووجل ورجوع وإنابة، نجاة من كل غم، وجُنة من كل هم، بابها مفتوح وخيرها ممنوح. الأبواب مفتوحة للتوية وقال إن الله ‏فتح أبوابه لكل التائبين، يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ‏ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل. وأضاف إن من ظن أن ذنباً لا يتسع الى عفو الله فقط ظن بربه ظن السوء، ‏فكم من عبد كان بعيداً عن أمر الله فمن الله عليه بتوبة محت عنه ما سلف، فصار من أولياء الرحمن صواماً قواماً قانتاً لله ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه. وأضاف هذه التوبة قد شرعت أبوابها، وحل زمانها، ونزل أوانها، فاقطعوا حبائل التسويف وامحوا سوابق العصيان بلواحق الإحسان، وحاذروا غوائل الشيطان، ولا تغتروا بعيشٍ ناعمٍ لا يدوم، وبصروا أنفسكم بفواجع الدنيا وتقلب الليالي والأيام، ‏وتوبوا إلى الله من فاحشات المحارم والآثام،. الرحمة تسع كل الذنوب وذكر أن رحمة الله وسعت الذنوب جميعا، ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت النبي ‏صلى الله عليه وسلم يقول: (إِنَّ عَبْدًا أَصَابَ ذَنْبًا فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا آخَرَ، وَرُبَّمَا قَالَ: ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، فَغَفَرَ لَهُ، ثُمَّ مَكَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ أَصَابَ ذَنْبًا آخَرَ، وَرُبَّمَا قَالَ: ثُمَّ أَذْنَبَ ذَنْبًا آخَرَ، فَقَالَ: يَا رَبِّ إِنِّي أَذْنَبْتُ ذَنْبًا آخَرَ فَاغْفِرْهُ لِي، فَقَالَ رَبُّهُ: عَلِمَ عَبْدِي أَنَّ لَهُ رَبًّا يَغْفِرُ الذَّنْبَ وَيَأْخُذُ بِهِ، غَفَرْتُ لِعَبْدِي فَلْيَعْمَلْ مَا شَاءَ) ما خير أيام العمر؟ ومضى للقول التوبة بالجوارح والقلب، واليوم الذي يتوب الله فيه على العبد خير أيام العمر، والساعة التي يفتح الله فيها لعبده باب التوبة ويرحمه بها هي أفضل ساعات دهره،. وتساءل الخطيب إلى من يلجأ المذنبون؟ وعلى من يعول المقصرون؟، والى أي مهرب يهربون؟ والمرجع الى الله يوم المعاد، (يَوْمَ هُم بَارِزُون لَا يَخْفَىٰ عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ) وحث المصلين بقوله ‏فاقبلوا على الله بتوبةٍ نصوحٍ وإنابةٍ صادقةٍ، وقلوبٍ منكسرة، وجباةٍ خاضعةٍ ودموعٍ منسكبةٍ. المؤمن ليس معصوماً من الخطيئة قال فضيلة الشيخ النعمة إن المؤمن ليس معصوماً من الخطيئة، وليس في منأى عن المغفرة، وليس في معزل عن الوقوع في الذنب، روى مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم). ودعا الخطيب الى الإكثار من التوبة والاستغفار، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر من التوبة والاستغفار، روى البخاري عن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة). وشدد الخطيب على أن التوبة واجبة على كل مسلم في كبيرة أو صغيرة وركنها الأعظم وشرطها المقدم، هو الاقلاع عن المعصية والنزوع عن الخطيئة.

4788

| 27 أبريل 2018

محليات alsharq
الأوقاف تدعو إلى اغتنام فضل عشر ذي الحجة

دعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في بيان لها أمس المسلمين إلى اغتنام فضل العشر الأوائل من ذي الحجة بالإكثار من عمل الخير والرجوع إلى الله بالتوبة النصوح نظرا لعظيم فضلها الذي دلت عليه الآيات الكريمة والأحاديث النبوية الشريفة. وأهابت الوزارة بالمسلمين جميعا اغتنام هذه الفرصة من مواسم الخير والفرار إلى الله تعالى بالتوبة النصوح والإكثار من عمل الخير.

352

| 23 أغسطس 2017

محليات alsharq
خطبة الجمعة: الوقوع في الأعراض يجعل العبد مفلساً يوم القيامة

القره داغي: يجب الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالصيام البوعينين:ذوو الاحتياجات الخاصة الأكثر أجراً ماهر الذبحاني:إدخال السرور على القلوب أحب الأعمال دعا فضيلة الشيخ د. علي محيي الدين القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الأمة الإسلامية للاستعداد لشهر رمضان المكرم بتهيئة نفوسنا وتزكيتها وتطهير قلوبنا وألسنتنا، والتوبة الخالصة لله رب العالمين، وذلك من خلال الالتزام بشروطها الثلاثة، الإقلاع عن الذنب والندم على فعل المعصية، أو التقصير والعزم على عدم العودة إلى الذنب أبداً. وقال فضيلته في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق كليب، إذا كانت التوبة في حق العباد عليه أن يستبرئ من صاحبها، ويطلب المسامحة منه، وهذا سهل في الحقوق المالية، أما في الحقوق المعنوية، فالأمر صعب، ومن الحقوق المعنوية الغيبة والنميمة والكذب. وحذر من الوقوع في أعراض الناس، وعلى من وقع في ذلك المبادرة إلى الاستبراء من صاحبها، والمسارعة إلى طلب العفو، حتى لا يأتي يوم القيامة مفلساً من الأعمال بسبب ما ارتكب من الآثام. وحث على الاستعداد لاستقبال شهر رمضان بالصيام، وقال إنه ما صام رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر أكثر من صيامه في شهر شعبان، ودعا الخطيب إلى تنظيم الوقت بالصيام، إما أن نصوم صوم نبي الله داود عليه السلام، نصوم يوماً ونفطر يوماً، أو نصوم الإثنين والخميس من كل أسبوع، مع الأيام البيض، علينا أن نصون ألسنتنا، وننظف قلوبنا، ونكف عن القبائح؛ حتى ندرك شهر رمضان وقلوبنا تفيض نوراً، وجوارحنا تشع حبوراً. واستهل الخطيب خطبته بالحديث عن أسماء الله العلا وصفاته المقدسة في آيات كثيرة، وقال إننا لو أردنا إحصاءها لبلغت المئات من الآيات، وكذلك جاء ذكر تلك الأسماء والصفات في كثير من الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال إن أسماء الله لم تذكر لمجرد أن تذكرها الألسن وتنطق بها الشفاه، ولا لمجرد التسبيح بها أو حفظها فقط، وإنما أكد القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، على أن الهدف من إحصاء هذه الأسماء والصفات هو الوصول بها إلى مبتغاها، وتحقيق غايتها، وهو العمل بها ووعيها وفهمها وتطبيقها تطبيقاً عملياً في حياتنا اليومية، وفي تصرفاتنا وسلوكنا. وقال إن الله تعالى أثبت لذاته العلية مجموعة من الأسماء الحسنى، ولم يفردها ذكراً في قوله تعالى: { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }، وقال تعالى: { قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}، وقال تعالى: { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى}. وتابع قائلا: كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم، قوله: {إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحداً من أحصاها دخل الجنة}، ولم يرد ذكر هذه الأسماء في هذا الحديث، ولكنها وردت في رواية للترمذي، حيث عددها الرسول صلى الله عليه وسلم. لا حصر للأسماء وقال د القرة داغي إن معظم الفقهاء وجماهير علماء السلف والخلف أجمعوا على أن هذا العدد لا مفهوم له في الإسلام، أي ليست أسماء الله تعالى ولا صفاته سبحانه محصورة في 99 فقط، وإنما هي مبثوثة في آي القرآن الكريم، ومنتشرة في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وأضاف: هناك أسماء وصفات استأثر بها الله تعالى في علم الغيب عنده، كما ثبت ذلك في دعائه صلى الله عليه وسلم، حيث روى الإمام أحمد في مسنده، أنه صلى الله عليه وسلم كان يدعو فيقول: {اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها }. الإصابات تكفّر الخطايا قال فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة، إن الإســـلام اهـتـم اهـتـمـامـاً كبيراً بـكـل فـئـات المـجـتـمـع ودعا المـسـلـمـين إلى الرعاية الكاملة للضعفاء وذوي الاحتياجات الـخـاصـة، ولــو كـانـوا هـم فـئـة قليلة. وأوضح في خطبة الجمعة بجامع صهيب الرومي بالوكرة أن الله حث على نصرة الضعيف وإعانته قدر الاستطاعة. وذكر البوعينين أن الــخــلــيــفــة عــمــر بـن عبدالعزيز قد حث على إحصاء عدد المعوقين فـــي الــــدولــــة الإســـلامـــيـــة ووضــــــع الإمـــــــام أبــو حنيفة تشريعاً يقضي بأن بيت مال المسلمين مسؤول عن النفقة على المعوقين. وتلا قوله تعالى"لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلا عَلَى الْمَرْضَى وَلا عَلَى الَّذِينَ لا يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " .. وبين أن الآية تدل على ان الضعفاء والمرضى ليس عليهم مشقة إذا لم يقاتلوا مع إخوانهم الأصحاء. وأشار الخطيب إلى قصة عبدالله بن أم مكتوم الأعمى الذي حضر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليجلس معه كما تعوّد فأعرض عنه رسول الله لعدم فراغه وانشغاله بدعوة كفار مكة وسادتها ومحاولة جذبهم إلى توحيد الله، حيث أدار بوجهه عنه والتفت إليهم ولم يرَ ابن أم مكتوم ما فعله رسول الله لأنه أعمى، فجاء عتاب الله لنبيه: "عبس وتولى أن جاءه الأعمى". وذكر أن الإمام أبو حنيفة وضع تشريعًا يقضي بأن بيت مال المسلمين مسؤول عن النفقة على المعاقين، وبنى الخليفة الوليد بن عبدالملك أول مستشفى للمجذومين عام 88 هـ وأعطى كل مقعد خادمًا وكل أعمى قائدًا. وأكد البوعينين أن كل من أصابته إعاقة بأن له عند الله أجرًا كبيرًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفرت به من خطاياه"، متوجهًا برسالة إلى كل والد أصابت ولده إعاقه بقوله: أبشر لعله أن يكون شفيعًا لك يوم القيامة. وقال الخطيب إن تحقيق المساواة بين المعاقين والأصحاء في التعليم حق من حقوق كل مواطن، سواء كان من ذوي الاحتياجات الخاصة أو الأصحاء، لافتًا إلى أن هناك نماذج من بين المعاقين تتمتع بأفضل المستويات العقلية. ووجه البوعينين رسالة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة قال فيها: إن الله اختارك برحمته وحكمته لهذه المصيبة، وذلك البلاء دون سائر الناس الذين قد تراهم يرفلون بأثواب الأمان والنعيم والعافية، إلا أنك أحب إلى الله، وتلك المحبة منه لك لصبرك على ما ابتلاك به، واعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل..". الإبتسامة في وجه الآخرين صدقة قال فضيلة الشيخ ماهر أبوبكر الذبحاني أن المولى عز وجل قد خلق الناس وجعلهم في مشاعر متنوعة، ما بين فرح وحزن، وضحك وبكاء، كما جعل جل وعلا في مواساتهم على أحزانهم أجراً عظيما، وجعل الله في إدخال السرور على المسلمين أجراً عظيما. وأوضح الشيخ ماهر الذبحاني في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم أن من ينظر في حال النبي "وأصحابه، يجد أنهم كانوا يتتبعون جميع أبواب الخير لأجل أن يسلكوا منها إلى الأجر والجزاء والثواب، ومن ذلك إدخال السرور على المسلمين وقد مدح صلى الله عليه وسلم فاعله فقال: (أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على قلب المسلم). وأضاف: كان السلف الصالح يتعبدون لله تعالى ليس فقط بصلاة وصوم وصدقة وذكر لله إنَّما كانوا يتتبعون أبواب الخير فيسلكوا منها طلباً للثواب عند الله جل وعلا. وبين الخطيب أن من الأمور التي تدخل السرور على المسلم الابتسامة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (تبسمك في وجه أخيك صدقة)، ومن الأمور التي تدخل السرور على المسلم أيضاً قضاء الحاجات، وقد قال عليه الصلاة والسلام في هذا الشأن: (لأن أمشي مع أخي في حاجة حتى أثبتها له أحب إلي من أن أعتكف في مسجدي هذا شهرا). وقال إن من الأمور التي تدخل السرور على المسلم زيارة المرضى، وذكر الشيخ ماهر الذبحاني أن بعض الخلفاء السابقين كان يعطي بعض الناس أجوراً يعني يجعلهم موظفين وكَون منهم مجموعة أو ما يسمى بلجنة اسمها "مؤنس المرضى والغرباء" هؤلاء يستلمون راتبا يذهبون إلى المستشفيات ويزورون المرضى وإذا رأوا غرباء قد جاءوا إلى البلد، سواء في سوق أو في غيره أقبلوا إليهم وآنسوهم وخدموهم ليدخلوا السرور عليهم، فكان يصرف أموالا لهؤلاء بمسمى مؤنس المرضى والغرباء، حرصاً منهم على إدخال السرور على الآخرين. وأكد أن من الأمور التي تدخل السرور على المسلم الكلمة الطيبة، وقد قال عليه الصلاة والسلام: (الكلمة الطيبة صدقة)، ومما يدخل السرور على المسلم أيضاً الصدقة على المحتاج.

5872

| 05 مايو 2017

محليات alsharq
البوعينين في الوكرة: التهاون في الصلوات يؤدي لسوء المصير

دعا فضيلة الشيخ أحمد بن محمد البوعينين الأمين العام للاتحاد العالمي للدعاة إلى عدم التهاون في أمر الصلوات المفروضة.. في خطبة الجمعة بجامع صهيب الرومي بالوكرة، وقال: إن التهاون في أداء الصلوات عاقبته النار.. وقص الخطيب قصة الولد الذي فتح قبر أخته فوجده مملوءا نارا بسبب إهمالها الصلوات تاليا قوله تعالى: "فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً (59) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً" وأضاف "كثير من الناس ضيعوا هذه الصلاة والنبي صلى الله عليه وسلم يقول "العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر"، وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح باقي عمله".. ووجه الخطيب العديد من الأسئلة "كم نحن مقصرون؟ كم نحن مذنبون؟ كم ذنب ترتكبه بالليل والنهار؟ كم انسان على وجه الارض انتهك حرمات الله؟" وأورد قول العلامة ابن القيم "إن المبادرة إلى التوبة من الذنب فرض على الفور، ولا يجوز تأخيرها". وقال الخطيب: على الرغم من التفريط إلا أن الباب ما زال مفتوحا للتوبة.. قال تعالى "قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ" وأضاف "هذه آية تعطي الانسان أملا في التوبة والرجوع إلى الله لأن الله يقبل التوبة ولو كانت مثل زبد البحر والله تبارك وتعالى يقول في آية أخرى "وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69) إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً ". وجاء في الخطبة "الدنيا دار ممر والآخرة دار مقر استعدوا عباد الله لذلك اليوم وبادروا بالطاعات فالأعمار قصيرة. شروط التوبة وتناول البوعينين شروط التوبة وتتمثل في الندم إذ على المذنب ان يندم على فعلته لأن الندم شرط من شروط التوبة، كما تتمثل في الاقلاع من الذنب ولا تصح التوبة إلا بعد الاقلاع من الذنب والذي يتوب من الذنب ومازال مستمرا على ذلك فهذه توبة الكذابين. وقال إن من شروط التوبة العزم أن لا يعود وهي العزيمة الصادقة كما أن على التائب ان يؤدي الحقوق إلى اصحابها إنْ كانت مظالم فعليه ان يؤديها إلى اصحابها. كما أن التوبة لا بد ان تكون قبل الموت: قال تعالى "وَلَيْسَتْ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ".

1428

| 21 أبريل 2017

محليات alsharq
جموع المصلين يؤدون صلاة الاستسقاء في 48 جامعا ومصلى بالدولة

أدى جموع المصلين صلاة الاستسقاء في 48 جامعاً ومصلى في الدوحة والمناطق الخارجية إحياء لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم وطلباً لنزول المطر..ودعا الأئمة والخطباء الى الإكثار من الإستغفار والتوبة وعمل الصالحات.. وقال الأئمة إن الاستغفار يجلب الأرزاق وينزل الرحمات ويحفظ من العذاب وينجي من العقاب. الخطباء يحذّرون من المعاصي والظلم وأكل أموال الناس وقال د. محمد المريخي في جامع الإمام محمد بن عبدالوهاب إن الله من عظيم قدرته أن جعل كل شيء يحتاج إلى الماء، بل جعل كل شيء حيّ من الماء، فلا يستغنى أحد عن الماء فهو من نعم الله الجليلة التي تقوم عليها الحياة، وذكره الله تعالى في كتابه في تسع وخمسين آية كلها تشير إلى أهميته.وقال إن القرآن تحدث عن الماء نازلاً من السماء وخارجاً من الأرض ومخزوناً فيها لوقت الحاجة.وقال إن الإنسان لا يعرف نعمة الله بالماء إلا حين يتوقف أو ينعدم أو ينضب أو يكون ملحاً أجاجاً.. واوضح أن نقصان الماء أو ذهابه بَليّة تتطلب اللجوء إلى الخالق سبحانه لينزل الغيث ويرحم عباده، فإذا أغاث الله عباده سقوا ورووا ودبت الحياة في الأرض واستبشر العباد وذهب البلاء.لماذا صلاة الإستسقاءوقال الخطيب إن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع صلاة الاستسقاء، وهي ليست ركعات تؤدى وأدعية ترتل، ولكنها في الحقيقة اعتذار إلى الله تعالى واستغفار مما حجب الغيث ومنع السماء أن تمطر الماء، من الذنوب والمعاصي ومن المخالفات للشرع وانتشار البدع والجرأة على الله وشرعه، وهذا يكفي ليحبس الله تعالى المطر عن عباده ويبدل عليهم النعم الحسية والمعنوية كالأمن والاستقرار وراحة النفوس، فضلاً عن تأخر الأرزاق وقلتها وعسرها وقلة البركة فيها.المعاصي بَليّةوذكر د. المريخي ان المعاصي والذنوب هي بلية تكدّر على كثير من الناس والمجتمعات وأكثر الناس لا يشعرون. كما أن المعاصي تحول النعم إلى نقم والرحمة عذاباً، ألم تروا كيف تفعل الفيضانات المهلكة والسيول العارمة وكيف تدمر القرى والمدن وتذهب بكثير من الأرواح والمساكن؟. د. المريخي: الذنوب بَليّة تكدّر حياة الكثير من الناس والمجتمعات وقال إنه حتى البهائم تئن من ويلات المعاصي ويدركها شؤمها. إن ما يحدث في دنيا العالمين من المآسي والحروب والدمار إنما سببه ذنوب ومعاصي ارتكبت ومخالفات حدثت وحدود تعديت، وغفلة عن الله وغرور بالدنيا ونسيان للواحد القهار واتباع لخطوات الشيطان.واضاف "إن الله تعالى أهلك الأمم ودمر الديار وبدل النعم وذهب بالعوافي وجاء بالنقم وأخلى الأرض من أهلها، بسبب الذنوب والمعاصي".. وشدد المريخي على أنه لا بد من التوبة إلى الله والاعتذار إليه من عصيانه وهو سبحانه غفور رحيم يقبل التوبة ويعفو عن كثير..وقال ان التوبة تجبّ ما قبلها ويمحو الله بها الذنب ويغفره..باب التوبةوذكر د. المريخي أن باب التوبة مفتوح مهما تعاظمت الذنوب وتكاثرت. ودعا الخطيب الى الاكثار من الاستغفار، إذ به تُستدر الأرزاق وتنزل الرحمات وتحفظون من العذاب وتنجون من العقاب.. وأضاف "والله يرحم من عباده المستغفرين المعتذرين الذين عرفوا ربهم فاعتذروا إليه بعد ذنوبهم".وقال "إننا في نعم كثيرة وعظيمة ومنن جليلة، فلنرعاها بشكر الله وطاعته والابتعاد عن معصيته، وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فهو صمام الأمان ومقر النعم ودافع المنن، ولا تتبعوا سبيل الذين لا يعلمون ممن ضل سعيهم في الحياة الدنيا وغرتهم الدنيا وزخارفها. البوعينين: الاستغفار سبب للأرزاق والرحمة ونزول المطر الغفلة هلاكمن ناحيته قال فضيلة الشيخ أحمد البوعينين إن الماء اصل الحياة، قال تعالى (وَجَعَلْنَا مِنْ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلا يُؤْمِنُونَ) ولو اجتمع الانس والجن على أن يأتوا به لم يستطيعوا الا بإذن الله.وقال البوعينين في الخطبة إن الماء نعمة عظيمة أنعم الله تعالى به على عباده (وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا) حين يغفل الناس عن ربهم تنقص الارزاق وتمسك السماء قطرها، بأمر ربها ليعود الناس لربهم وليتذكروا حاجتهم اليه.ولفت إلى أن الله أمر بالدعاء ووعد بالإجابة وهو غني كريم سبحانه قال تعالى (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ).*الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلمودعا الخطيب الى الاقتداء بسنة النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان يقلب رداءه حين يستسقي تفاؤلا بقلب حال الشدة الى الرخاء والقحط الى الغيث، وادعوا الإله وانتم موقنون بالإجابة.. وحذر من المعاصي والذنوب وأكل أموال الناس بالباطل والظلم فهي تجر الآفات والمصائب.وحث الناس على أن يُظهروا الحاجة والافتقار وعقد العزم والاصرار على اجتناب المآثم والاوزار، فقد كان يخرج النبي صلى الله عليه وسلم للاستسقاء متذللا متواضعاً متخشعا متضرعا.

890

| 10 نوفمبر 2016

محليات alsharq
الشيخ النعمة: محاسبة النفوس في الدنيا تهون عليها الحساب يوم القيامة

قال فضيلة الشيخ عبد الله النعمة إن الله أوجدنا في هذه الحياة الفانية لغاية عظمى، وهدف نبيل، وهو عبادته سبحانه وتعالى، واستخلفنا في هذه الحياة لنعمرها بطاعته ومرضاته، وخلق الموت والحياة ليبلونا أينا أحسن عملا. وأوضح في خطبة الجمعة اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب أن الحياة فرصة عظيمه للطاعة، وميدان فسيح للعبادة، وزمن صالح للمسارعة في الخيرات؛ إنها أعمار تجري، ولحظات تسير، وزمن يمضي بخيره وشره، وحلوه ومره، أمهل الله فيها البشر سنوات من العمر عديدة، لينظر كيف يعملون، ثم يهجم عليهم بعدها هادم اللذات، ومفرق الجماعات، لينتهي بذلك سجل الحسنات والسيئات . ودعا الخطيب إلى استغلال الأوقات بالتوبة والطاعة، ومحاسبة النفس من أجل ما يجب على المسلم الناصح أن يعتني به وقال إن محاسبة النفوس في الدنيا تهون عليها الحساب يوم القيامة .. قال مالك بن دينار رحمه الله :( رحم الله عبداً قال لنفسه: ألست صاحبة كذا ؟ ألست صاحبة كذا ؟ ثم ذمها، ثم خطمها ثم ألزمها كتاب الله تعالى، فكان لها قائداً.) لماذا يبكي السلف ؟ وقال إن بعض السلف كان يبكي على نفسه ويقول: ( ويحك يا فلان ! من ذا الذي يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا الذي يصوم عنك بعد الموت ؟ من ذا الذي يرضي ربك بعد الموت؟ ثم يقول : أيها الناس ! ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ). وذكر أن نفوس المؤمنين لوامة، منيبة، تائبة، تلوم صاحبها وتؤنبه على فعل المعاصي والسيئات، أو التقصير في الطاعات والصالحات، وتوقظ الإنسان من غفلته، وتنبهه من سهوه ورقدته، فيرحل إلى الله سبحانه وتعالى تائبا نادما، منكسرا ذليلا متقربا إلى الله تعالى بأنواع الطاعات والقربات .. وقال في هذه الأثناء دخل إبراهيم بن أدهم على بعض أصحابه يعوده في مرضه، فجعل يتنفس ويتأسف ! فقال له إبراهيم بن أدهم: على ماذا تنفس وتتأسف ؟! فقال: ما تأسفي على البقاء في الدنيا، ولكن تأسفي على ليلة نمتها، ويوم أفطرته، وساعة غفلت فيها عن ذكر الله تعالى . الدنيا مزرعة للآخرةوقال إن الدنيا مزرعة للآخرة، والمحسن فيها يتمنى زيادة الإحسان ورفعة في الدرجات، وعلو في المقامات، والمسيء فيها سيندم على تفريطه في التوبة، ودخوله على الله عز وجل بذنوب لم يتب منها، روى الترمذي عن أبي هريرة - رضي الله عنه -: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (مَا مِنْ أَحَدٍ يَمُوتُ إِلَّا نَدِمَ قَالُوا: وَمَا ندامته يا رسول الله ؟ قال : إن كان مُحْسِنًا نَدِمَ أَنْ لَا يَكُونَ ازْدَادَ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا نَدِمَ أَنْ لَا يَكُونَ نَزَعَ )، عبد الله ... احرص على ألا يسبقك إلى الله أحد، ولا ينافسك في الدين منافس، قال سفيان الثوري رحمه الله: (أشد الناس حسرة يوم القيامة ثلاثة: رجل كان له عبد فجاء يوم القيامة أفضل عملا منه، ورجل له مال فلم يتصدق منه فمات فورثه غيره فتصدق منه، ورجل عالم لم ينتفع بعلمه، فعلم غيره فانتفع به)، أيام المغفرة واختتم الخطبة بقوله: "ها أنتم تستقبلون عشر رمضان الأخيرة بأوقاتها الفاضلة ونفحاتها المباركة وهي آخر أيام هذا الشهر المبارك الذي بات يتهيأ للرحيل، مضى أوله وأوسطه ولم يبق منه إلا العشر الأواخر التي لا يخفى فضلها، فهي أفضل ليالي العام على الإطلاق، وفيها ليلة القدر الشريفة التي هي خير من ألف شهر والتي أنزل فيها القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان. فيا من فرط فيما مضى من الشهر، تب إلى الله وارجع إليه مقبلاً خائفاً تائباً خاشعاً، وجد في طاعته فإن العمر قصير والسفر طويل والزاد قليل والأعمال بالخواتيم. وقال إن أسباب المغفرة كثرت في رمضان من صيام وصدقة وقيام واستغفار وتوبة وتلاوة للقرآن، فيا عجباً من حال أقوام تمر عليهم تلك الليالي وهم في غفلة عنها لا يقدرون لها قدراً ولا يعرفون لها وزناً فالمحروم حقاً من فاتته المغفرة والرضوان في هذه الأيام.

2545

| 24 يونيو 2016

محليات alsharq
المريخي: القنوط واليأس من رحمة الله يضاعفان بلاء العاصي

من منا لم تنزلق قدمه في المعصية؟! ومن منا لم يطرق باب التوبة أملاً في الصفح والغفران، من رب قال في محكم آياته: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا"؟ ومن منا لم يقترف ذنبا أو معصية بعد التوبة لسبب أو لآخر، ليحيا بعدم توازن مع العقل الذي يرفض المعصية، ومع القلب الذي يزيِّن للنفس حب الشهوات! إلى جانب البيئة المحيطة من أقران السوء الذين يؤكدون أن لا توبة لمن يكرر الذنب، ليزيد من يأس وقنوط الإنسان، فيبدأ بالانسحاب من تأدية الفرائض، وبالتالي التخاذل عن أعمال الخير، ظناً منه أنه لا توبة له، وأنَّه مطرود من رحمة الله.. ولفلسفة موضوع التوبة الذي قد يجهله الكثيرون لضبابية الأمر، طرح "دوحة الصائم" الموضوع على الدكتور محمد حسن المريخي (إمام وخطيب في وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية)، الذي بدأ حديثه مفنداً كافة الأقاويل التي تشكك بقبول التوبة، حتى بعد الذنب، موضحاً فضيلته أنَّ على العاصي أمراً غاية في الأهمية، تعنى بضرورة أن يلتقي الشخص بطلبة العلم الشرعي، الذين يدلونه على الدين الحق مستشهداً في هذا الصدد، بقول الله تعالى: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا". واستشهد "المريخي" بالحديث القدسي: "يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبك عَنان السماء، ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي"، فهذه النصوص دلالة طمأنينة لكل من تسلل القنوط واليأس إلى قلبه أو نفسه اللوامه، لتأكيد أيضا قول رسول الله صلى الله عليه "والذي نفسي بيده، لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم غيركم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر لهم". وأشار الدكتور المريخي في حديثه إلى أمر آخر على المسلم العاصي أن يتحراه، وهو تغيير الصحبة، وتغيير البيئة التي قد تدفعه دفعا لارتكاب المعاصي والآثام، لاسيما وأنَّ في كثير من حالات العُصاة، قد يقنطون من رَوح الله، والسبب أقران السوء الذين يشككون بقبول التوبة! وأكد أنَّ هذا دخيل على الدين الإسلامي بل اعتبره فكراً ضلالياً خاطئاً يشوب الشرع، ويشوب فكرة التوبة والرجوع إلى الله في الكتاب والسنة النبوية، فمهما بلغت ذنوب الإنسان فباب التوبة مفتوح، على حجم سبعين ألف سنة، ولن تغلق حتى تطلع الشمس من مغربها، وفي الحديث القدسي، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ: "سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلَا أُبَالِي.. يَا ابْنَ آدَمَ لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ، وَلَا أُبَالِي.. يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الْأَرْضِ خَطَايَا، ثُمَّ لَقِيتَنِي لَا تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لَأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَة". القنوط من رَوح الله! وحذّر الدكتور المريخي من أن يبتعد العاصي ـ مهما بلغت معاصيه ـ عن طاعة الله، فلابد أن يتغلب على نفسه لقوله صلى الله عليه وسلم: "اتق الله حيثما كنت وأتبِعِ السيئةَ الحسنةَ تمحُها، وخالق الناس بخلق حسن"، فعليه أن يلتفت لله، وأن يطرق كل باب يقربه إلى الله، والابتعاد عن الفرائض خلال المعصية يضاعف البلاء، لذا عليه بالطاعة والاستزادة بكل عمل يقربه إلى الله وإلى طاعته، وعليه أن لا ييأس من روح الله. وتحدث الإمام ابن باز يرحمه الله عن هذا الأمر قائلاً: "فالقنوط من رحمة الله هو اليأس، كونه لا يرجو الله، ربنا جل وعلا نهى عن هذا، قال جل وعلا: "قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ (53) سورة الزمر، وقال تعالى: "إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) سورة يوسف، لا يجوز لأحد أن يقنط من رحمة الله، يعني ييأس بسبب كفره أو معاصيه بل عليه التوبة والرجوع إليه والإنابة إليه، وله البشرى لأن الله يقبل توبته ويعظم أجره، ويجازيه على ما فعل من الخير، أما اليأس والقنوط لأجل سوء العمل فهذا من تزيين الشيطان ولا يجوز، بل يجب على العبد الحذر من ذلك ولا يقنط، ولا ييأس بل يرجو رحمة ربه، يرجو أن الله يتوب عليه، يرجو أن الله يتقبل عمله ولا ييأس".

21435

| 11 يونيو 2016

محليات alsharq
القرة داغي: التوبة الصادقة وتفويض الأمور لله يمنع المصائب

دعا فضيلة الشيخ د. علي محي الدين القره داغي الأمين العام لاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية إلى التوبة والعودة إلى الله والإخلاص الذي اعتبره من شروط استمرار التوبة، بقوله: لو وجد فينا وفوضنا أمرنا إلى الله وعملنا له وحده وأردنا إرضاء الله دون الحاجة إلى إرضاء الناس، لما اصاب هذه الأمة ما أصابتنا من هذه المصائب. وأشار في خطبة الجمعة اليوم بجامع السيدة عائشة رضي الله عنها بفريق ليب إلى أنه من أشد المصائب التي ابتليت الأمة بها ما حدث من غرس هذه الجرثومة السرطانية من خلال وعد بلفور حينما اختلف العرب والاتراك والمسلمون، حتى سقطت دولة الخلافة حينئذ تمكن الانجليز من إعطاء وعد بلفور وفي سنة 1847 حدثت نكبة الأمة وليست نكبة فلسطين، حينما اُعترف بالجرثومة في قلب الأمة الإسلامية وهذه الجرثومة تنتشر وكل ما يحدث اليوم في مصر والعراق واليمن وسوريا من وراء هذه الجرثومة ومن يقف معها أو يريد إرضاءها، ناعيا انشغالنا بقضايانا وجروحنا، ثم دعا الأمه فعلينا بالعودة إلى الله وليس غيره وان نعتمد عليه وحده لا على أمريكا ولا على الغرب فهم قد باعوا أقرب أصدقائهم من شاه إيران وغيره، وعلينا المساهمة بكل إخلاص في حل مشاكلنا ولم شملنا. المصلون خلال خطبة الجمعة باب التوبة مشرع وقد بدأ فضيلته خطبته قائلا:خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان ضعيفا، ولذلك عامله بلطفه وبرحمته، وحينما يقع الإنسان في السيئات أو الخطيئات بسب ضعف يعتريه فإن الله سبحانه وتعالى يفتح له أبواب التوبة وأبواب رحمته، فشرع الله التوبة، وأمر المؤمنين جميعا من الانبياء والصالحين والمجاهدين والربانيين والعصاة والطائعين بالتوبة دائماً، فقال سبحانه وتعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا) ، أمرنا أن نرجع إليه وأن نتوب إليه توبة تتعمق في الجذور، وتصل إلى كل أجزاء الإنسان، وإلى مشاعره، بحيث يعود الإنسان ببدنه فتكون أعماله لله، ويعود إلى الله بقلبه وقلبه مرتبط بالله، ويعود الإنسان بنفسه فتكون لذة النفس لا بالشهوات بل تكون في الطاعات (أرحنا بها يا بلال) فكانت الصلاة راحة ولذة، وليست هناك شئ عند الصالحين والأنبياء والصالحين ألذ من المعيشة مع الله ومن طاعة وذكر الله . التوبة النصوح وجزاؤها وعرّف التوبة النصوح قائلا: هي التوبة الدائمة التي تتمكن من الجوارح، وتجعل هذا الإنسان مرتبطا بالله سبحنه وتعالى، وتجعل من هذا الإنسان إذا أخطأ أن لن يعود إلى خطئه مرة أخرى.أما الجزاء على هذه التوبة بفضل الله ومنته فيقول الله سبحانه وتعالى (عَسَى رَبُّكُمْ) وكلمة عسى بالنسبة للقرآن الكريم عندما يسند إلى الله فهي للتحقيق وليس لمجرد القرب كما هو الحال حينما يسند إلى فعل الإنسان. فالجائزة الأولى : (أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ) والجائزة الثانية: (وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) جنات الفردوس مع الرسول والصديقين والانبياء والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا، والجائزة الثالثة: (يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ) عدم الخزي لا في الدنيا ولا في الآخرة . واضاف " إن الله يستر عليك وعلى عيبوك في الدنيا ويدخلك الجنة في الآخرة مادمت مع الله، فلن يخزيك الله أبداً، الجائزة الرابعة: (نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ) فهؤلاء لهم انوار، هؤلاء المؤمنون التائبون التوبة النصوح الدائمة التي تجعل الإنسان يعود إلى الله بظاهره وباطنه وبقلبه وعقله وروحه ونفسه ولسانه وجوارحه وعينه، فيعطيهم الله أنوارا يُعرفون به بين الأمم، ويحسدهم حتى الانبياء السابقون من جمال هذا النور، ومن روعته ومن قربهم من الله سبحانه وتعالى ، وهؤلاء التائبون يطلبون المزيد ( يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ) بأن يتتم الله لهم نورهم، وإتمام النور هو الفردوس الأعلى مع النبيين ومع الرسول وأعلى من ذلك التشرف بالرؤية والنظر إلى الله تعالى . شروط التوبة النصوح والتوبة النصوح: هي التوبة التتي تتوافر فيها شروطها وأول الشروط: الندم على ما فعلت والحس والندامة والبكاء على الذنوب والأعتراف بالخطيئة أمام الله ، والثاني: أن تقلع وأن تترك تماماً من كل هذه الذنوب ، الثالث: ألا تعود إلى هذه الذنوب أبداً، والأمر الرابع وهو الأخطر: فإذا كانت الذنوب في حق الله فتكفي الشروط الثلاثة من الإعتراف والإقلاع وعدم العودة إلى الذنب تكفي ولكن إذا كانت الخطئية في حق العباد فجرت سنته وهو قادر على كل شئ أن لا يغفر في حقوق العباد، وإنما حقوق العباد تعود إلى العباد، فإذا أكلت مال شخص فيجب أن ترده إليه، وإذا اعتديت بالغيبة والنميمة فعليك أن تستعفيه وتطلب من العفو. فإذا توافرت الشروط حينئد تدخل في التوبة النصوح، وإلّا فالله سبحانه وتعالى يقول في سورة النساء (إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) إذاً بين الله أن التوبة على الله، بنص القران الكريم الصريح الواضح الدلالة، حينما الإنسان يعمل السوء بجهالة وليس عن عمد، ولا كما يقال عن سبق الإصرار والترصد، فهذا له أمر آخر وأخطر منه ولن تفتح أبواب التوبة ابدا ولكن له جزاء أكبر ،ولا يدخل في هذا، فحينما يقع الإنسان في شئ بجهالة ثم يتوب من قريب فالله يتوب عليه وهو التواب الرحيم ولا شك في ذلك. استهزاء بالله وأشار إلى أن الكثير يتوب اليوم ثم يعود إلى نفس الخطيئة وكأنه يستهزئ والعياذ بالله، ويجب أن ننتبه إلى هناك بعض الوعاظ والدعاة يركزون على هذا الجانب وينسون الجانب الثاني، وبالتالي يحس الإنسان بأنه لا يهمه الذنوب، وأنه سوف يستغفر ربه في رمضان أو في الجمعة وتكفر السيئات وهذا صحيح، ولكن هذه لا تزيل حقوق العباد، ولا يجوز أن تتكرر السيئات، فمن يضمن لك أنك إن عملت المعصية أنك تتمكن من التوبة، لذلك يجب علينا أن ننظر إلى الآيات والأحاديث التي ترهبنا نظرة جدية مثلما ننظر إلى الآيات التي فيها الرحمة فنحن دائما يجب أن نكون بين الخوف والطمع.

1609

| 20 مايو 2016

دين ودنيا alsharq
المريخي: المجاهرة بالمعاصي تُفقد المجتمع نعمة الأمن والأمان

قال د. محمد بن حسن المريخي إن الأمم والبلدان لو أنفقت نفسها ونفيسها وأموالها وخزائنها وأحكمت قبضتها على كل ثغر وحجر، ما استطاعت أن توفر الأمن والأمان المنشود، والاستقرار المطلوب، والراحة المبتغاة وذلكم لأن الأمن من عند الله -تعالى- يهبه لمن يشاء من عباده، وما عنده لا ينال إلا بطاعته . وذكر في خطبة الجمعة بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب، اليوم، أن دول وأمم الكفر لا تعرف الأمان ولا الاستقرار مع ما تملك من قوة العتاد والبشرية، ومستوى الجريمة في تزايد مستمر "ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة أو تحل قريباً من دارهم حتى يأتي وعد الله إن الله لا يخلف الميعاد". وأكد أن المعاصي والذنوب والمجاهرة بها لهي أكبر الأسباب التي بها يغير الله -تعالى- نعمة الأمن والأمان، فكم ذكر الله -تعالى- في محكم كتابه، إنما غير على الأمم والناس بسبب ذنوبهم كقوله "فأهلكناهم بذنوبهم" وقوله "فأخذناهم بذنوبهم" وقوله "فأخذهم العذاب بما كانوا يكسبون" وقوله "فكلاً أخذنا بذنبه". وأضاف "كم كدرت المعاصي والذنوب صفو البلدان واستقرار الأمم! "وضرب الله مثلاً قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" وكم أذهبت الذنوب من نعمة! وكم غيرت من منّة! وكم جلبت من نقمة! "ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون". أمر عظيم ولفت إلى أمر عظيم، وعمل صالح جليل به يديم الله -تعالى- الأمن والأمان على العباد والبلدان، وتطيب الحياة وتكثر الخيرات والبركات هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر – أمان الله تعالى من العذاب، به تستقر البلدان وتدوم النعم، وبه تدفع النقم وينعم العباد، لذلك أمر الله -تعالى- به على سبيل الإلزام أمراً صريحاً ولتتفرق له طائفة من المؤمنين لهم صفات خاصة وتقوى ومعرفة، يقول الله -تعالى- "ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون". وزاد "نالت الأمة الخيرية فكانت خير أمة على وجه الدنيا كما شهد الله -تعالى- "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" . ووصف -سبحانه- المجتمع الإسلامي بأنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وبهذا وغيره جعلها أمة مرحومة فقال "والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم". وعاب على المنافقين وتوعدهم بسبب تركهم هذا الأمر الجليل الذي فيه السعادة والحياة والنجاة فقال "المنافقون والمنافقات بعضهم من بعض يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف" – إلى قوله – "هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم"، كما بين سبب اللعنة التي لعن بسببها بنو إسرائيل بأنها كانت لتركهم الأمر بالمعروف. وقال إنه نظرا لأهمية الموضوع وخطورته في نفس الوقت أمر الله -تعالى- به رأفة ورحمة بهم، فإن وراءه أسرار السعادة والرضا والنجاة من العذاب، كما بين رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهمية الأمر بالمعروف فحث الأمة حثاً شديداً وأمرها به مغلظاً عليها لتنجو وتفوز وتسلم من سخط الله وعقابه فيقول "كلا والله لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، ولتأخذنّ على يد الظالم، ولتأطرنه على الحق أطراً -أي تلزمونه به إلزاماً- أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعنكم كما لعنهم – يعني بني إسرائيل-" رواه أبو داود والترمذي.

960

| 15 أبريل 2016

تقارير وحوارات alsharq
نصّاب يتوب بعد عودته من الحج ويسلم نفسه للشرطة في مصر

اعترف رجل أعمال مصري بالنصب على مواطنين مصريين، والاستيلاء منهم على مبلغ مالي قدره 13 مليونا و350 ألف جنيه، بغرض توظيفها، وسلم نفسه للشرطة المصرية بعد عودته مباشرة من أداء فريضة الحج لهذا العام، في واقعة غريبة علق عليها رواد مواقع التواصل الاجتماعي مستشهدين بقول الله تعالى "إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" سورة القصص. وبحسب مواقع إخبارية مصرية، نقلاً عن مصادر أمنية، يعمل الحاج المصري البالغ من العمر 32 سنة، مديراً لشركة تتاجر في مواد البناء والمواد الكهربائية، وحدثت وقائع النصب في محافظتي الفيوم ودمياط، وبلغ عدد ضحايا رجل الأعمال 22 مواطناً، أقنعهم جميعاً باستثمار أموالهم في تجارة مواد البناء وحديد التسليح بربح شهري كبير قدره 40%، دون الحصول على التراخيص اللازمة. وأشارت تقارير أن رجل الأعمال واجه عثرات مالية منعته من تعويض المستثمرين، ما اضطره إلى غلق جميع هواتفه، وتغير محل إقامته إلى مكان مجهول، وفق موقع العربية نت. وبعد زيارته الأماكن المقدسة وأدائه فريضة الحج هذا العام، قرر أن يسلم نفسه للشرطة، والاعتراف بالواقعة، تكفيراً عن فعلته، في محاولة لرد الحقوق إلى أصحابها، وعليه باشرت الشرطة المصرية التحري عن الواقعة وتحرير محضر، وتحويله للنيابة التي تولت التحقيق في القضية.

519

| 01 أكتوبر 2015

محليات alsharq
الشهراني: شهر رمضان تربية وترويض للنفس البشرية

تحدث الدعاة عن أجر العبادة في رمضان وتناولوا خصائص الشهر الكريم وما تميز به عن بقية شهور العام وقال فضيلة الشيخ محمد الشهراني في محاضرة حول خصائص التي فضل الله بها شهر رمضان بعد صلاة التراويح بمسجد كلية الدراسات الإسلامية بالمدينة التعليمية أن كل عبادة قد خصها الله بفضل واجر عظيم فالواجب استغلالها بشكل صحيح. وأضاف أنه من حكمة الله سبحانه أن فاضل بين خلقه زماناً ومكاناً، ففضل بعض الأمكنة على بعض، وفضل بعض الأزمنة على بعض، ففضل في الأزمنة شهر رمضان على سائر الشهور. وأشار الشهراني الى أن الله اختص هذا الشهر بفضائل عظيمة ومزايا كبيرة، فهو الشهر الذي أنزل الله فيه القرآن، قال تعالى: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدىً للناس وبينات من الهدى والفرقان} .شهر التوبة والمغفرة وأكد الشيخ في محاضرته الى شهر رمضان يعد شهر التوبة والمغفرة، وتكفير الذنوب والسيئات، واستدل بحديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الصلوات الخمس، والجمعة إلى الجمعة، ورمضان إلى رمضان، مكفرات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر)، واضاف ان من صام رمضان وقامه إيماناً بموعود الله، واحتساباً للأجر والثواب عند الله، غفر له ما تقدم من ذنبه،. وقال: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، وقال أيضاً: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه). ومن أدركه فلم يُغفر له فقد رغم أنفه وأبعده الله، بذلك دعا عليه جبريل عليه السلام، وأمَّن على تلك الدعوة نبينا صلى الله عليه وسلم، فما ظنك بدعوة من أفضل ملائكة الله، يؤمّن عليها خير خلق الله. واكد أنه شهر العتق من النار، ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه: قال صلى الله عليه وسلم: (وينادي مناد: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة).أوان حبس الشهوات وأوضح ان رمضان فيه يحبس المسلم نفسه عن شهواتها ومحبوباتها من أجل الله وحده، لهذا كان قال تعالى في الحديث القدسي:" فانه لي وانا اجزي به" ولهذا كان الصوم نصف الصبر، وجزاء الصبر الجنة.واشار فضيلة الشيخ محمد الشهراني الى أن رمضان المبارك شهر الدعاء، قال تعالى بعد ذكر آيات الصوم : {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان}.وهو شهر الجود والإحسان؛ ولذا كان صلى الله عليه وسلم -كما ثبت في الصحيح- أجود ما يكون في شهر رمضان. واختتم الشيخ محاضرته بوجوب استغلال كل دقيقة في طاعة الله وقراءة القران والدعاء لينال العبد العتق من النيران.ومن ناحيته قال د. عدنان الحموي الغلبي الأستاذ المشارك بكلية الشريعة بجامعة قطر محاضرة بعنوان " فضل التوبة في رمضان" وذلك بمسجد الأخوين بمنطقة الوعب. إن شهر رمضان تربية وترويض للنفس البشرية.وأكد الشيخ أن من أعظم نعم الله على عباده أن فتح لهم باب التوبة والإنابة، وجعل لهم فيه ملاذاً آميناً، وملجأً حصيناً، يلجه المذنب، معترفاً بذنبه، مؤملاً في ربه، نادماً على فعله، ليجد في قربه من ربه ما يزيل عنه وحشة الذنب، وينير له ظلام القلب، وتتحول حياته من شقاء المعصية وشؤمها، إلى نور الطاعة وبركتها.وأكد فضيلة الشيخ الدكتور عدنان الحموي الغلبي أن الله دعا عباده إلى التوبة مهما عظمت ذنوبهم وجلَّت سيئاتهم، وأمرهم بها ورغبهم فيها، ووعدهم بقبول توبتهم، وتبديل سيئاتهم حسنات رحمة ولطفاً منه بالعباد. وأشار أن منزلة التوبة هي أول المنازل وأوسطها وآخرها، لا يفارقها العبد ولا ينفك عنها حتى الممات، فهي بداية العبد ونهايته، ولذا خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه، وأمرهم أن يتوبوا إليه بعد إيمانهم وصبرهم وجهادهم، وعلق الفلاح بها، فقال سبحانه: {وتوبوا إلى الله جميعا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون}.وأبرز أن الله قسَّم العباد إلى تائب وظالم فليس ثم قسم ثالث، ذكره الله في قوله سبحانه: {ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون}، وأكد أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها).

947

| 23 يونيو 2015

عربي ودولي alsharq
"داعش" تمنح "حصانة" للجنود العراقيين في حال توبتهم

أفادت مصادر محلية في محافظة كركوك العراقية، أن المجموعات المسلحة التي تقودها تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش"، منحت جنود سابقين في الجيش العراقي، "هويات حصانة"، عقب بيانهم الندم على الخدمة في الجيش، والتعهد بعدم العودة إليه، وذلك في مناطق التي يسطير عليها التنظيم في جنوب المحافظة في قضاء "الحويجة" ونواحي "الرياض" والعباسي" و"الزاب" والقرى التابعة لقضاء "داقوق، مقابل أن لا يتعرض عناصره لحاملي هذه الهويات. وأفاد مدير أمن قضاء داقوق، "ملا أحمد"، أن بعض الجنود حصلوا على تلك الهويات عقب مراجعة مقرات داعش، وذلك خوفا من استهدافهم، مضيفا أن عناصر التنظيم يسمحون لحاملي تلك الهويات بالمرور من نقاط التفتيش نصبوها على طرقات يسيطرون عليها، في حين يقتلون الجنود الذين لا يحملون تلك هويات. وتتكون الهوية من ورقة بسيطة تحمل ختم داعش، ومعلومات عن حامل الهوية، إضافة إلى صورة شخصية والعنوان والمهنة، بالإضافة إلى كتابة الآية 61 من سورة الأنفال، وتوقيع حاملها. كما كتب على الهوية عبارة التوبة من الانخراط في الجيش والشرطة والحكومة التي يسموها "الصفوية"، والقسم على عدم محاربة "المجاهدين المسلمين" لاحقاً، وخلافاً لذلك سيواجه حامل الهوية القصاص.

1450

| 31 يوليو 2014

عربي ودولي alsharq
"داعش" تمنح صكوكاً للتوبة لمن يتوقف عن قتالها بسوريا

أعلن تنظيم "الدولة الإسلامية"، اليوم الجمعة، عن منحه صكوك توبة لمن يعلن توبته عن قتاله من جانب فصائل المعارضة المسلحة، في محافظة دير الزور شرقي سوريا، أو كما يطلق عليها التنظيم اسم "ولاية الخير" التي سيطر التنظيم على معظم مساحتها مؤخراً. وفي بيان أصدره ونشرته مواقع تابعة له على شبكات التواصل الاجتماعي وتنسيقيات الثورة الإعلامية، قال التنظيم "تعلم الدولة الإسلامية كل من يريد التوبة أو أعلن توبته من الفصائل المسلحة الموجودة في ولاية الخير، أن الدولة فتحت باب التوبة، وعليه تسليم سلاحه في مدة أقصاها أسبوع من تاريخ صدور البيان". واعتبر التنظيم، أن كل من لا يستجيب للبيان أو له علاقة بإخفاء سلاح أو تستر على من أخفاه بعد انتهاء مهلة الأسبوع التي حددها "خلية نائمة معادية للدولة الإسلامية". وختم بيانه بعبارة تهديد ووعيد "وقد أعذر من أنذر". وقدم التنظيم طريقة التوبة من خلال إحضار صورتين شخصيتين، وصورة البطاقة الشخصية إلى مكتب المعلومات بالمحكمة الإسلامية التابعة للتنظيم، لم يحدد مكانها، بغرض التوثيق حتى لا يتعرض له "جنود الدولة" لاحقاً. وطلب ممن أخذ ورقة توبة قبل صدور هذا البيان، أن يوثقها في المحكمة الإسلامية بمدينة الميادين التابعة لمحافظة دير الزور وإلا تعتبر ملغية.

708

| 11 يوليو 2014

محليات alsharq
مدثر أحمد يؤكد أهمية التوبة في حياة المسلم

أكّد فضيلة الشيخ مدّثر أحمد الداعية السوداني المعروف أهمية التوبة في حياة المسلم. وأشار فضيلته، ضمن دروس إدارة الدعوة والإرشاد الديني بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في الشهر المبارك بمساجد قطر العامرة، إلى شروط التوبة وفضل الدعاء والاستغفار، مذكراً بمواقف عظيمة في الإسلام للدلالة على أهمية التوبة. وقال إن كلمة التوبة ذكرت في الكتاب والسنة ووردت في قصص الأنبياء والرسل. ونوّه فضيلته بضرورة الأخذ بأسباب التوبة، والإنابة إلى الله، وتوظيف الوقت واستثماره في شهر رمضان المبارك في الأعمال الصالحة وطلب الرحمة والنجاة في الدنيا والآخرة. كما بيّن أهمية الدعاء والذكر والتسبيح في حياة المسلم، والمداومة على الأعمال الصالحة وأعمال الخير في ضوء تعاليم الإسلام الرفيعة والقيم والمبادئ العظيمة التي جاءت في الكتاب والسنة.

497

| 09 يوليو 2014

دين ودنيا alsharq
التوبة.. إطار بشري يعود بالمؤمن إلى رحاب ربه

اقتراف الآثام وارتكاب الخطايا من الطبائع البشرية التي لا خلاف عليها، فلا يمكن تصور ما يغاير ذلك ويخالفه إلا في الأعراف الملائكية. يقول الدكتور محمد عبدالرحيم البيومي: من اليقين أن تفاضل الناس فيما بينهم لا يمكن أن يتصور في خطيئة البعض، وتنزه البعض الآخر عنها فما دمنا نتحدث عن الإطار البشري فلا بد أن نستحضر قول النبي صلى الله عليه وسلم الذي رواه الحاكم وابن ماجه عن أنس بن مالك رضي الله عنه (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون)، ومن ثم فإن التفاضل بين الناس يمكن أن يكون من جهة أن بعضهم يخطئ فيصر على الخطأ، والآخر يخطئ فيمقت ذنبه، ويستغفر ربه . هذا يدعونا إلى تمثل ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: "والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا فتستغفروا لذهب الله بكم، ولجأ بقوم يذنبون فيستغفرون الله فيغفر الله لهم، وقد يتعامل البعض بسطحية مع بعض هذه النصوص فيرى فيها إغراء للناس بالمعصية، وأرى أن هذا قصور في الفهم لأن كثيرا من الناس إذا ما فارقوا الذنوب والمعاصي فإن شعورهم بالإثم والخطيئة يستحيل على مر الأزمنة والأيام إلى مرض مقلق تضيق به الصدور وكأنها تصعد في السماء، وفي الوقت ذاته تتكدر به الحياة حتى يصبح العيش ثقلاً لا يحتمل وهما لا يطاق". .ويقول: لم يكن في وسع أحد أن يلتمس لهم موئلاً من العفو والمغفرة إلا في ضوء تشريعات الإسلام السمحة، وأدب النبوة الحاني، والطمع في رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء، وهذا يقودنا إلى ملاحظة آيات القرآن الكريم التي قل أن يرد فيها آية للتخويف والإنذار والعذاب إلا قرنت بآية من آيات الرحمة والرجاء، ولعل هذا يذكرنا بما رواه أَنَسٍ، أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَادَ رَجُلا قَدْ صَارَ مِثْلَ الْفَرْخِ الْمَنْتوفِ، فَقَالَ: هَلْ كُنْتَ تَدْعُو بِشَيْءٍ، أَوْ تَسْألُهُ، قَالَ: قُلْتُ: اللَّهُمَّ مَا كُنْتَ مُعَاقِبِي فِي الآخِرَةِ فَعَجِّلْهُ لِي فِي الدُّنْيَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "سُبْحَانَ اللَّهِ إِذًا لا تُطِيقُ ذَلِكَ وَلَنْ تَسْتَطِيعَهُ، فَهَلا قُلْتَ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ"، ومن ثم اتفق أهل العلم على أن التوبة واجبة من جميع الذنوب والآثام صغيرها وكبيرها عظيمها وحقيرها على السواء وأن هذا الوجوب على الفور لا يجوز تأخيره بحال، معللين لفورية وجوب التوبة بقولهم: إن الله سبحانه وتعالى قد كلف عباده بأوامر ليأتوها، ونهاهم عن أشياء ليجتنبوها،. ومن جهة أخرى فإن الإنسان لا تدري نفسه بأي أرض تموت، ومن ثم فالكيس هو الذي يأخذ حذره، ويبادر بالرجوع إلى طاعة ربه آملا منه سبحانه العفو وحسن المتاب. أضف إلى ذلك أن من أسباب موجبات فورية التوبة على المذنب أنها من مهمات الإسلام الأصيلة، وقواعده المتأكدة إذ إنها تحدث تحولا ثورياً في النفسية المسلمة، فبعد أن كان عاصيا لله بتوبته يعود إلى رحاب الله، وقد أقلع بالكلية عن جميع الذنوب والأوزار مع الندم على ما كان منه والعزم على ألا يعود إلى معصية أبدا. وقد أخذ العلماء من هذه الآية أن الحق سبحانه عندما ذيل الآية بقوله "لعلكم تفلحون" كان في هذا التذييل ترغيب في التوبة وجعلها سبباً للفوز بسعادة الدنيا والآخرة والفلاح فيهما، وفي الوقت ذاته فإن إقلاع الإنسان عن الذنب هو ما يرجوه الحق سبحانه لعباده حتى أنه سبحانه يفرح لهذه التوبة ويأملها من خلقه وعباده.

792

| 02 يونيو 2014