عقدت وزارة البيئة ممثلة في إدارة المحميات والحياة الفطرية ورشة العمل الثانية حول تحديث الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي. وتنظم وزارة البيئة هذه الدورة التي تحدثت فيها خبيرة التنوع البيلوجي السيدة نسرين الزحلاوي، وحضرها عدد من المختصين من الجهات الحكومية والخاصة بالدولة؛ ايماناً منها بأهمية العمل لتحديث الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي بما يتواكب مع الرؤى العصرية للدولة وربطها مع أهداف الوزارة التي تضع رؤية قطر الوطنية 2030 محور اهتمامها . وتهدف الورشة الثانية إلى تحديث الأهداف الإستراتيجية الوطنية للتنوع البيولوجي؛ لتتلاءم مع أهداف "ايشي" العشرين التي تم إقرارها في مؤتمر الأطراف لاتفاقية التنوع البيولوجي باليابان سنه 2010م، ولتأكيد أهمية مشاركة قطاعات لها علاقة، سواء مباشرة او غير مباشرة بالتنوع البيولوجي في عملية تحديث الإستراتيجية. وترتكز محاور التحديث حول أهمية التنوع البيولوجي والنظم البيئية واستعادة كفاءة النظم البيئية المتدهورة وتنميتها بطريقة مستدامة ودمجها بمنظومة عمل الدولة بما يضمن إستمراريتها في تقديم الخدمات البيئية ومراعاة الأبعاد التنموية الاقتصادية والاجتماعية بالدولة لتحقيق الرفاهية للأجيال الحالية والمستقبلية. كما أن تحديث هذه الإستراتيجية الوطنية قد راعى تعميق مفهوم الشراكة في عملية تخطيط التنوع البيولوجي ووضع أهداف وطنية لتطوير صون منظومة التنوع الإحيائي بما يتوافق مع اتفاقية التنوع البيولوجي ودمج البرامج والأنشطة المتعلقة بالتنوع البيولوجي في الخطط التنموية للدولة والتعريف بالخدمات والسلع التي تقدمها النظم البيئية وقدرتها على التحمل والتكيف مع التأثيرات السلبية للتغيرات المناخية .

استضافت كلية الآداب والعلوم فى جامعة قطر ورشة عمل دولية تتناول موضوع "حفظ التنوع البيولوجي والنظم الايكولوجية" وذلك بهدف مناقشة مختلف القضايا البيئية التى تُعنى بالمحافظة على الطبيعة. ونظّم الورشة التى تستمر على مدار أربعة أيام متتالية لجنة ادارة النظم الايكولوجية التابعة للاتحاد العالمى للحفاظ على الطبيعة IUCN وهي منظمة دولية مكرسة لايجاد حلول عملية للقضايا والتحديات البيئية الأكثر الحاحًا. وحضر الفعالية عميدة كلية الآداب والعلوم د. ايمان مصطفوي ود. زاهير خان المدير الاقليمي للجنة إدارة النظم الايكولوجية (غرب آسيا) وعضو هيئة تدريس فى قسم علوم الحيوان فى جامعة كراتشي، والعديد من الضيوف والخبراء والباحثين فى القضايا البيئية من مؤسسة قطر ومحمية الوبرة فى قطر، وهيئة متاحف قطر، ومركز أصدقاء البيئة، وكوكبة من المتخصصين فى مجالات البيئة من سلطنة عمان والأردن والبحرين والعراق والكويت وباكستان. وفى كلمتها بهذه المناسبة، أشارت د. إيمان مصطفوي إلى أنّ كلية الآداب والعلوم أطلقت هذا العام مركز التنمية المستدامة وذلك انطلاقاً من اهتمام الكليّة بالقضايا البيئية كالأمن الغذائى والمائي، بالإضافة إلى البحث فى قضايا بيئية أخرى فى قطر. وتأتي هذه المبادرة وغيرها فى اطار رؤية قطر الوطنية 2030 والتى تُعنى برسم مستقبل مشرق لدولة قطر مع الأخذ بعين الاعتبار المحافظة على البيئة. وقال د. زاهير خان: "يعتبر التنوع البيئي مصدراً هامًا للانتاج الغذائي، وانتاج مختلف أنواع الأدوية الطبية الاّ أنّ ذلك يُقابل بوجود العديد من التحديات والتهديدات التى تواجه التنوع البيئى وهى ازالة الغابات الممطرة والتى تعتبر مصدرا هاما من أكسجين العالم، والتغيير البيئى والتلوث وعدم استدامة الحصاد الزراعى وظهور العديد من الأنواع والمركبات البيئية السامة. وتُشكل هذه الظواهر مصدر تهديد لكافة الفصائل الحيوانية والكائنات الحية على كوكب الأرض". وأشار د. خان إلى دور الإنسان في أحداث تغيير سلبى كبير فى النظام البيئى الطبيعى وقال: "ساهم الانسان خلال الخمسين سنة الماضية فى تغيير المنظومة البيئية الصحية بشكل سلبى وذلك فى غياب الوعى بدور الفرد فى المحافظة على النظام الايكولوجي. علاوة على أنّ 60 % من الخدمات الداعمة الحياة على وجه الأرض تدهورت الى حدّ كبير، ومن الممكن أن يسوء الوضع البيئى بشكل أكبر فى الخمسين سنة مقبلة اذا لم يتمّ تكاتف الجهود للحد من مسببات الخلل فى النظام البيئى الطبيعي. يُذكر أنّ الاتحاد العالمى للحفاظ على الطبيعة يدعم البحث العلمى ويُدير المشاريع الميدانية عالميا ويجمع الحكومات والمنظمات غير الحكومية، ووكالات الأمم المتحدة والشركات والمجتمعات المحلية معا لتطوير السياسات وتنفيذها. هى المنظمة البيئية الأولى فى العالم تأسست فى الخامس من أكتوبر عام 1948. وتعتبر أكبر شركات العالم من حيث معلومات البيئة ويقع مقرها فى جنيف بسويسرا وتضم أكثر من 200 حكومة و1000 منظمة غير حكومية وحوالى 10000 متطوع فى 160 حول العالم. يقوم عملها على البحث العلمى وتوحيد الجهود لمكافحة التغيرات السلبية التى تطرأ على النظام البيئى عبر شبكة مدعمة بـ 1100 موظف و62 مكتبا يتم تمويلها عن طريق الحكومات والشركات.