كشف وزير الاقتصاد والسياحة الإماراتي، عبدالله بن طوق، أن الإطلاق التجريبي للتأشيرة الخليجية الموحدة سيكون خلال الربع الرابع لعام 2025، تمهيداً لتفعليها الكامل...
رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
- تقديم خدمات الصحة النفسية عبر المراكز الصحية.. تجربة قطرية رائدة
- انعقاد القمة في قطر فرصة لمواجهة تحديات الصحة النفسية بالشرق الأوسط
- تمويل برامج الصحة النفسية لا يتجاوز 1 % إقليمياً و2 % عالمياً
- انعقاد القمة في قطر إضافة نوعية لتطور الدولة تقنياً ومعلوماتياً
- برامج الوقاية قادرة على تقليل الإنفاق على علاج الاضطرابات النفسية
- برامج الصحة النفسية الرقمية تتطلب تشريعات تحمي المستفيدين والعاملين
- الصحة النفسية تواجه تحديات كبيرة من بينها نقص عدد المعالجين النفسيين
- قمة الدوحة الوزارية تسعى لتسهيل تبادل أفضل الممارسات وقصص النجاح
كشفت الدكتورة ريانة بوحاقة، ممثلة ومديرة مكتب منظمة الصحة العالمية في قطر، عن تحديات التمويل التي تواجه برامج الصحة النفسية، ومخاطر رقمنة الصحة النفسية دون تشريعات تحمي المستفيدين والعاملين، مؤكدة أن الصحة النفسية لم تعد ترفًا، بل ضرورة ملحة في ظل عالم يزداد تعقيداً وضغطاً.
وفي سياق القمة الوزارية السادسة للصحة النفسية، التي ستُعقد في الدوحة يومي 30 سبتمبر والأول من أكتوبر 2025 تحت شعار "تحويل الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية"، شددت د. بوحاقة في حوار مع "الشرق" على أهمية أن تكون سياسات الصحة النفسية مبنية على دراسات علمية موثوقة، تراعي خصوصية المجتمعات، وتكسر حاجز الوصمة الاجتماعية الذي لا يزال يحول دون وصول الكثيرين إلى الخدمات النفسية.
وأشادت د. بوحاقة بالتجربة القطرية الرائدة في تقديم خدمات الصحة النفسية عبر عدد من المراكز الصحية متطلعة إلى تضمين التجربة المراكز الصحية كافة، متطرقة إلى التحديات التي تواجه منظمة الصحة العالمية، ومنها إقناع الدول المانحة بتمويل البرامج النفسية، والذي لا يتجاوز 1 % على المستوى الإقليمي و2 % عالميا، فضلا عن النقص في عدد المعالجين النفسيين.
وأكدت د. بوحاقة على أهمية شعار القمة "تحويل الصحة النفسية من خلال الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية"، سيما وأنه يتناول التحديات المتزايدة أمام الرعاية الصحة النفسية، في ظل عالم سريع التغير صارت فيه التقنيات الرقمية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، وبات من المهم البحث في الاستفادة من هذه الأدوات لدعم خدمات الصحة النفسية، وتحسين فرص الوصول إلى الخدمات بشكل كبير، وتحسين جودة الرعاية، والحد من الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية.. إليكم نص الحوار:
- الحد من الوصمة الاجتماعية
◄ ما هي دلالة شعار القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية؟
الشعار مهم للغاية لأنه يتناول التحديات المتزايدة والفرص في رعاية الصحة النفسية، في عالم سريع التغير صارت فيه التقنيات الرقمية جزءا لا يتجزأ من الحياة اليومية، يمكن أن تسهم الاستفادة من هذه الأدوات للصحة النفسية في تحسين الوصول إلى الخدمات بشكل كبير، وتحسين جودة الرعاية، والحد من الوصمة المرتبطة بالصحة النفسية، كما تعد الابتكارات في تقديم الخدمات والتمويل ضرورية لتلبية الاحتياجات المتزايدة والمتنوعة للفئات السكانية الضعيفة، مما يضمن أن تكون خدمات رعاية الصحة النفسية قابلة للتطوير والتوسع والاستدامة والشمولية من خلال التركيز على الاستثمار في الحلول الرقمية، بما في ذلك الابتكار الرقمي، ويؤكد هذا الشعار على ضرورة دمج التقنيات المتطورة مع الرعاية الرحيمة، وتعزيز مستقبل لا تكون فيه خدمات الصحة النفسية أكثر فعالية فحسب، بل أيضا أكثر إنصافا وتوفرا للجميع.
◄ إلى ماذا تهدف القمة الوزارية السادسة للصحة النفسية؟
تهدف القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية إلى التغلب على الحواجز التقليدية لخدمات الصحة النفسية، مثل القيود الجغرافية والموارد غير الكافية، وإنشاء مسارات رعاية أكثر استجابة وتخصيصا، كما تهدف إلى تحديد وتوضيح الأساليب والتدخلات المبتكرة لتسريع الوصول إلى خدمات الصحة النفسية وزيادة قدرتها وتحسين جودتها، من خلال تعزيز الحوار والتعاون بين أصحاب المصلحة العالميين في مجال الصحة النفسية، وتسعى القمة إلى تسهيل تبادل أفضل الممارسات وقصص النجاح عبر مختلف المناطق والسياقات، مناقشة الإستراتيجيات القابلة للتنفيذ لتحسين تنفيذ نماذج الصحة النفسية المجتمعية، لا سيما من خلال الحلول الرقمية، إعداد قرار عالمي بشأن الصحة النفسية يعزز الممارسات الخاصة بها على مستوى العالم وتعزيز الاستثمار في البحث والابتكار في مجال الصحة النفسية.
- قطر وإستراتيجية رقمية متقدمة
◄ كيف تنظرين إلى الشعار في ظل التواري وراء الوصمة الاجتماعية؟ وهل ترين أنه يتماشى مع الواقع؟
الشعار يتماشى مع نوعية المعلومات والتطور الرقمي والتكنولوجي الذي بات ينشر الصواب والخطأ على حد سواء، مما يزيد من القلق أو الإدمان، هذه التطورات تفرض علينا مسؤولية كبيرة، وتدفعنا إلى الاستجابة السريعة وعدم التأخر في التعامل معها. من المهم أن نضع هذه التحديات في مقدمة أولوياتنا، فهي لا تُستهان بها.
الصحة النفسية تواجه تحديات كبيرة، من بينها نقص عدد المعالجين النفسيين، لكن التقدم العلمي والصحة الرقمية يتيحان لنا تجاوز العديد من العقبات خلال فترة الحجر الصحي في تفشي فيروس كورونا "كوفيد 19"، استطعنا عقد مؤتمرات افتراضية وتنظيم تدريبات وتوجيهات عن بُعد، مما عزز قدرتنا على الوصول إلى الفئات المستهدفة. لذلك، من الضروري عدم إغفال هذه الوسائل في خدمة الصحة النفسية، كما أنَّ دولة قطر تمتلك إستراتيجية رقمية متقدمة، إلى جانب برامج وخطط تسهم في تطوير هذا المجال بشكل أكبر.
- أهمية متزايدة
◄ ما أهمية انعقاد القمة الوزارية السادسة للصحة النفسية في منطقة الشرق الأوسط وفي دولة قطر تحديداً؟
أعتقد أن هذا الأمر يكتسب أهمية متزايدة بشكل خاص لأن الشرق الأوسط، الذي يستضيف القمة لأول مرة، يواجه العديد من التحديات المتداخلة المتعلقة بالصحة النفسية العامة، لا سيما في سياق حالات الطوارئ والأزمات الإنسانية، كما أن القمم السابقة كانت تُعقد في دول لا تتقاطع معنا في العديد من القضايا، وضمن بيئات غربية لا تشبه البيئة العربية أو الآسيوية، كما أنَّ انعقاد القمة في دولة قطر يُعد إضافة نوعية، نظرا لما تتمتع به الدولة من تطور تقني وثورة معلوماتية تجعلها بيئة ملائمة لهذا الحدث، وتمثل القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية في دولة قطر فرصة فريدة لمواجهة تحديات الصحة النفسية في الشرق الأوسط وخارجه، من خلال التركيز على الاستثمار والابتكار والحلول الرقمية، ستمهد القمة الطريق نحو تغييرات جذرية في رعاية الصحة النفسية العالمية، وضمان أن تكون خدمات الصحة النفسية فعَّالة وشاملة ومتاحة للجميع.
◄ ألا تعتقدين أن دول المنطقة تعاني من ضعف في جمع وإصدار البيانات المتعلقة بنسب المصابين باضطرابات نفسية؟
في الحقيقة الأمر ليس كما يبدو، فإصدار بيانات إحصائية دقيقة وشاملة حول أعداد المصابين باضطرابات نفسية ليس بالأمر السهل، إذ يتطلب توفر معلومات دقيقة، وهذه بدورها تعتمد على تشخيص دقيق من قبل الكوادر الطبية المختصة. فمثلًا، لا بد من تحديد ما إذا كان الشخص يعاني من قلق أو اكتئاب، أو غير ذلك من الاضطرابات، وهذا يتطلب دقة عالية في التشخيص.
لذلك، لا يمكن اعتبار الأمر تقاعساً أو عدم رغبة في الإفصاح عن الأعداد، بل هو تحدٍّ منهجي وتقني، وأود الإشارة هنا إلى نقطة مهمة، وهي أننا قمنا مؤخراً بإعداد ما يُعرف بـ "التصنيف الدولي للأمراض" (ICD)، وهو المرجع الطبي الرسمي المعتمد من منظمة الصحة العالمية لتصنيف وتشخيص الأمراض والمشكلات الصحية عالمياً، الإصدار الأخير من هذا التصنيف تضمن تفاصيل كثيرة، خاصة تلك المتعلقة بالإعاقة والصحة النفسية.
في السابق، لم تكن هناك تصنيفات واضحة للأمراض النفسية يمكن لأنظمة الإحصاء في الدول أن تستند إليها، مما خلق فجوة بين الإصابات والتصنيف. لذلك، لا ينبغي إلقاء اللوم على أي قطاع صحي في دولة قطر أو غيرها من الدول، فالأعداد الموجودة غير مصنفة وفقًا للمعايير العالمية المعتمدة حتى وقت قريب.
وما زلنا بحاجة إلى دراسات مقارنة تأخذ بعين الاعتبار البيئة الاجتماعية والدينية التي نعيش فيها، لفهم معنى الوصمة الاجتماعية بشكل أعمق، وتحديد الوسائل التثقيفية التي يمكن أن تغير الوعي وتلقى استجابة فعالة. لذا، من المهم التركيز على علم السلوك.
- المنصات الرقمية والألعاب الإلكترونية
◄ برأيكم.. ما الأسباب التي تقف خلف زيادة عدد المصابين باضطرابات نفسية؟
لقد شهدنا بالفعل زيادة ملحوظة في أعداد المصابين باضطرابات نفسية خلال السنوات العشر الأخيرة، وإذا أخذنا فئة الشباب كمثال، فسنجد أن وسائل التواصل الاجتماعي تُعد من أبرز الأسباب، إلى جانب الألعاب الإلكترونية، التي أسهمت في تعزيز بعض السلوكيات السلبية، خاصة بين طلبة المدارس، مثل التنمر، كما أن وتيرة الحياة أصبحت أكثر تعقيدًا، وضغوطها اليومية باتت تؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية، مما أدى إلى ارتفاع نسب الإصابة بالاضطرابات النفسية في مختلف الفئات العمرية.
◄ كيف من الممكن أن تنعكس نتائج القمة على السياسات العالمية في هذا المجال؟
هذه القمة تُعد من القمم الوزارية، أي أن المشاركين فيها هم من صناع القرار، مما يمنحها أهمية خاصة، خصوصا إذا كانت هناك متابعة فعلية لبرامج العمل السابقة. فالقمة لا تقتصر على تطوير المهارات والكفاءات، بل تتجاوز ذلك إلى تبادل المعلومات والأبحاث، وتعزيز التعاون مع مراكز البحث العلمي، والاستعداد لإجراء دراسات معمقة، والأهم من كل ذلك هو طرح سياسات فعالة تُعنى بالوقاية قبل الوصول إلى مرحلة الإصابة بالاضطراب النفسي والدخول في سلسلة العلاج، وفي ظل الكم الهائل من المعلومات غير الدقيقة المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة في مجال الصحة النفسية، تبرز الحاجة إلى سياسات تستند إلى البحث العلمي وتراعي خصوصية الأفراد، وتعمل على تصحيح المفاهيم المغلوطة وتعزيز الوعي المجتمعي.
- برامج الوقاية
◄ كم من المهم الاستفادة من هذه القمة والتشديد على سبل الوقاية؟
القمة ستتناول جوانب بالغة الأهمية، من بينها الأنظمة التي تعزز الوقاية من الإصابة بالاضطرابات النفسية في قطاعات حيوية مثل التعليم والعمل، على سبيل المثال لا الحصر، وقد بدأت دولة قطر بالفعل بتطبيق ورش عمل في مجال الصحة النفسية داخل بيئة العمل، إلى جانب امتلاكها لمدن صحية، وهو ما ينعكس إيجابًا على الصحة النفسية العامة للسكان، وتُظهر الدراسات أن برامج الوقاية قادرة على تقليل الإنفاق على علاج الاضطرابات النفسية بشكل كبير؛ فكل دولار يُستثمر في الوقاية يمكن أن يوفر تسعة دولارات كانت ستُصرف على العلاج، وهذه النسبة تنطبق على الأمراض المزمنة كافة، مما يؤكد أن الوقاية ليست مجرد خيار، بل ضرورة اقتصادية وصحية، ولابد الإشارة إلى أنَّ الوقاية لا تقتصر على البرامج الرسمية التي تطرحها المؤسسات الحكومية، بل هي منظومة متكاملة تتشارك فيها جميع البيئات: المنزلية، التعليمية، والمهنية، فالجميع شركاء في تعزيز الصحة النفسية والحد من الاضطرابات، خاصة في ظل انتشار معلومات غير دقيقة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي تؤثر بشكل مباشر على وعي الأفراد وتوجهاتهم تجاه الصحة النفسية، وأود الإشارة إلى نماذج جديرة بالتناول تم تقديمها بالتنسيق مع وزارة العمل في دولة قطر، حيث تم إطلاق برامج توعوية وتثقيفية بالتعاون بين صندوق دعم العمال التابع لوزارة العمل، ووزارة الصحة العامة، ومنظمة العمل الدولية.
وتهدف هذه المبادرات إلى تنفيذ حملات توعوية وتدريب كوادر مؤهلة في بيئة العمل، لتمكينهم من تأمين سلامة وصحة بيئة العمل والتعامل مع الموظفين والعمال بطريقة تراعي صحتهم النفسية، والتعاطي مع أي مشكلات قد تؤثر على أدائهم المهني، و هذه البرامج تُعد خطوة مهمة نحو تعزيز بيئة عمل صحية، وتؤكد على أهمية التكامل بين الجهات المعنية في دعم الصحة النفسية، ليس فقط من خلال العلاج، بل عبر الوقاية والتوعية والتدريب المستمر.
◄ ما هي التحديات التي تواجه قطاع الصحة النفسية؟
في السابق، كانت هناك تحديات كبيرة في تطبيق برامج الدعم النفسي، خاصة خلال فترات الحروب والكوارث الطبيعية، حيث عانت العديد من الدول من نقص في المواد والموارد البشرية اللازمة لتنفيذ هذه البرامج. كما أن طرح برامج التأهيل النفسي لم يكن يحظى بالاهتمام الكافي من قبل الجهات المانحة، وهو أمر يمكن تفهمه في تلك المرحلة نظرا لشح الدراسات وغياب الوسائل الفعالة للتدريب دون تكاليف مرتفعة.
أما اليوم، فقد تغير المشهد بشكل كبير، إذ أصبح هناك تخصصات واضحة في هذا المجال، إلى جانب إمكانية الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في تقديم الدعم النفسي والتدريب عن بُعد. وهذا التطور يفتح المجال أمام القمة لمناقشة سياسات أكثر فاعلية، تركز على الوقاية، وتستفيد من الأدوات الرقمية في الوصول إلى الفئات الأكثر حاجة، خاصة في البيئات المتأثرة بالأزمات.
- 1 % حجم التمويل
◄ هل الدعم الذي تتلقاه منظمة الصحة العالمية لدعم برامج الصحة النفسية مُجزٍ؟
التمويل الحالي لا يُعد كافيا، خاصة بعد انسحاب الولايات المتحدة الأمريكية من تمويل عدد من البرامج، وهو ما أثر بشكل مباشر على قدرة المنظمة في دعم برامج الصحة النفسية، في المقابل، توجهت بعض الدول نحو تعزيز ميزانياتها العسكرية على حساب دعم الصحة العامة، ما يعكس تحولا في الأولويات على المستوى الدولي، وهناك خشية من أن يمتد هذا التأثير إلى عامي 2026 و2027، في ظل إعادة عدد من الدول النظر في توجهاتها التمويلية، فانسحاب الولايات المتحدة من تمويل ما يقارب 20 % من بعض البرامج أدى إلى دمج عدد منها، وتقليص عدد الموظفين في المقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية، وهو مؤشر مقلق إذ قد تتأثر برامج الصحة النفسية أيضاً.
◄ ما حجم التمويل الذي تتلقاه برامج الصحة النفسية في منظمة الصحة العالمية؟
برامج الصحة النفسية تُعد من الأقل حظًا في التمويل داخل منظمة الصحة العالمية، إذ تُصنف ضمن فئة الأمراض غير الانتقالية، إلى جانب أمراض مثل الضغط، السكري، والسرطان، هذا التصنيف يجعلها في مرتبة متأخرة من حيث الأولوية التمويلية، رغم الحاجة المتزايدة لدعمها في ظل التحديات النفسية المتفاقمة عالمياً، حيث يبلغ معدل التمويل المخصص للصحة النفسية 1 % فقط إقليميا و2% عالميا بيد أنه قد يصل إلى 4 أو 5 % في بعض الدول.
- تحديات إقناع المانحين
◄ كم تواجهون من تحديات لإقناع الدول المانحة بدعم وتمويل برامج الصحة النفسية؟
نواجه العديد من التحديات في إقناع الدول والجهات المانحة بتمويل برامج الصحة النفسية، ويزداد الأمر تعقيدًا عندما تكون هناك صعوبات في تنفيذ هذه البرامج داخل بعض الدول بسبب نقص الكفاءات المحلية. هذا النقص يضطرنا أحيانًا إلى استقدام خبرات من خارج الدولة، مما يرفع من حجم التكلفة، ويجعل بعض الجهات المانحة تتردد في تقديم الدعم، في مثل هذه الحالات، تبدأ مرحلة التفاوض لإيجاد حلول بديلة تُيسر عملية التنفيذ، مثل اللجوء إلى المنصات الرقمية لتقليل التكاليف، أو الاستعانة بمتطوعين من داخل الدولة لضمان استمرارية البرنامج دون إلغائه.
ومن التحديات الأخرى التي نواجهها، الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالاضطرابات النفسية، والتي تمنع بعض الأفراد من التفاعل مع البرامج أو الاستفادة منها، خشية التعرض للحكم أو التمييز، هذه الوصمة تُعد عائقا حقيقيا أمام الوصول إلى الفئات الأكثر حاجة، وتستدعي جهودا مضاعفة في التوعية والتثقيف المجتمعي.
◄ كيف يمكن أن تعزز التقنيات الحديثة برامج الصحة النفسية؟
هنا، من المهم الإشادة بالتجربة القطرية في مجال تعزيز الوصول إلى خدمات الصحة النفسية، حيث خصصت الدولة الرقم 16000 لتقديم الاستشارات العاجلة، بما في ذلك الاستشارات النفسية، وهي خطوة تُحسب لدولة قطر، كونها تسعى من خلالها إلى الوصول إلى المستفيدين مع ضمان حمايتهم من الوصمة الاجتماعية، التي تُعد من أبرز العوائق أمام تلقي الخدمة، كما أن افتتاح عيادات للصحة النفسية داخل المراكز الصحية يُعد من المبادرات الجديرة بالاهتمام، ويُعزز من دمج الصحة النفسية ضمن منظومة الرعاية الأولية. وأتطلع إلى أن تشمل هذه العيادات جميع المراكز الصحية في الدولة، لضمان وصول الخدمة إلى أكبر عدد ممكن من المستفيدين، وتوفير الدعم النفسي في بيئة مألوفة وآمنة.
- الجوانب القانونية وتحديد الضوابط
◄ ما هي أبرز مخاطر رقمنة الصحة النفسية؟
من أبرز التحديات المرتبطة برقمنة الصحة النفسية هي الجوانب القانونية والتنظيمية للتطبيق، إذ تبرز الحاجة إلى تحديد من يضع الضوابط والمحددات، وكيفية متابعة البرامج لضمان عدم استغلالها أو إساءة استخدامها، كما أن هناك تساؤلات مهمة حول ما هو المسموح وما هو غير المسموح في هذا المجال، ومن هي الكفاءات المؤهلة التي يجب أن تشرف على حماية بيانات ومعلومات الأفراد المستفيدين، إلى جانب ضرورة ضمان أمن العاملين في القطاع الصحي أنفسهم، رقمنة الصحة النفسية تفتح آفاقا واسعة، لكنها تتطلب إطارا قانونيا وأخلاقيا صارما يضمن الخصوصية، ويمنع الانتهاكات، ويعزز الثقة في هذه الخدمات الرقمية، وأريد أن أشير إلى العاملة الرقمية "سارة" التي أطلقتها منظمة الصحة العالمية، فـ "سارة" تطورت كثيرا في نظام الصحة العامة والصحة النفسية، كما أنها تعتمد على المراجع المعتمدة من قبل منظمة الصحة العالمية.
◄ بماذا تختتمين هذا اللقاء د. بوحاقة؟
في الختام أحب أن أؤكد أننا بحاجة ماسَّة إلى المزيد من الدراسات والأبحاث العلمية الموثوقة، وإلى تمكين الكوادر، وتعزيز الدعم والتشبيك بين الجهات المعنية، فالدراسات المحلية ضرورية لتكون مرجعية علمية تُبنى عليها سياسات صحية معتمدة في الدول، وتراعي خصوصية السياق الثقافي والاجتماعي، كما أن فهم القطاعات المختلفة لطبيعة الصحة النفسية، وامتلاكها للوعي الكافي، يسهم في بناء بيئة داعمة، ويُخفف من احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية، فكل مكوّن في المجتمع له دور في الوقاية، من الأسرة إلى المدرسة إلى بيئة العمل، وصولًا إلى السياسات الوطنية، وعلى القطاع الصحي الدور الأكبر في تأمين الخدمات الأساسية لتشخيص وعلاج الاضطرابات النفسية والوقاية منها عبر برامج مدروسة.
سلطت جلسة عامة ضمن أعمال القمة العالمية الوزارية السادسة للصحة النفسية التي تستضيفها دولة قطر، الضوء على تجارب... اقرأ المزيد
34
| 01 أكتوبر 2025
حذرت إدارة الأرصاد الجوية من رياح قوية وأمواج عالية في البحر، وتوقعت أن يكون الطقس على الساحل الليلة،... اقرأ المزيد
40
| 01 أكتوبر 2025
يعتبر التخييم في دولة قطر عادة شعبية وتجربة غنية بالطقوس الاجتماعية والثقافية، وجسرا يربط الأجيال الجديدة بعادات الآباء... اقرأ المزيد
48
| 01 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
كشف وزير الاقتصاد والسياحة الإماراتي، عبدالله بن طوق، أن الإطلاق التجريبي للتأشيرة الخليجية الموحدة سيكون خلال الربع الرابع لعام 2025، تمهيداً لتفعليها الكامل...
29768
| 29 سبتمبر 2025
تقدم الخطوط الجوية القطرية عروضها على تذاكر رحلات الطيران للدرجة السياحية ودرجات رجال الأعمال من الدوحة، إلى وجهات عربية وأجنبية مختارة. وأظهرت أحدث...
11460
| 28 سبتمبر 2025
أعلنت الخطوط الجوية القطرية عن عرض جديد للمسافرين إلى عدد كبير من الوجهات العربية والأجنبية، يشمل توفير حتى 40% على الدرجة الأولى ودرجة...
11196
| 28 سبتمبر 2025
أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تعميماً إلى المدارس الحكومية، حصلت الشرق على نسخة منه، بشأن ضمان توفير جميع المستلزمات التعليمية اللازمة للطلبة...
7166
| 30 سبتمبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رأى فرانك هولمز، الرئيس التنفيذي وكبير مسؤولي الاستثمار في شركة U.S. Global Investors، أن استمرار موجة ارتفاع أسعار الذهب يعود بالأساس إلى تفاقم...
250
| 01 أكتوبر 2025
اجتمعت السيدة ابتهاج الأحمداني عضو مجلس إدارة غرفة قطر مع وفد من التشيك برئاسة السيد أوتو هردليكا نائب مدير غرفة التجارة الإقليمية في...
74
| 01 أكتوبر 2025
كشف رئيس لجنة الخطة والموازنة في مجلس النواب المصري، فخري الفقي، أن بلاده تقترب من توقيع صفقة استثمارية مع قطر بقيمة 4 مليارات...
396
| 01 أكتوبر 2025
كشف تقارير إعلامية عن استثمار قطري سياحي جديد بمصر، حيث اتفقت قطر على شراء 5000 فدان بمنطقة علم الروم على الساحل الشمالي في...
752
| 01 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
تابع الأخبار المحلية والعالمية من خلال تطبيقات الجوال المتاحة على متجر جوجل ومتجر آبل
أعلنت اللجنة المنظمة لبطولة كأس العرب FIFA قطر 2025 عن جدول المباريات، والذي كشف مواعيد مواجهات المنتخب القطري في دور المجموعات على النحو...
3286
| 28 سبتمبر 2025
توقعت إدارة الأرصاد الجوية أن أن تتأثر البلاد برياح شمالية غربية من نشطة إلى قوية السرعة نهاراً يومي الاثنين و الثلاثاء 29-30 أكتوبر...
3080
| 28 سبتمبر 2025
- رؤيتنا تقوم على الاستثمار المستدام وتقديم منتجات عقارية متميزة بمرافق متكاملة أعلنت مجموعة إزدان القابضة المتخصصة في بيع العقار من أجل الاستثمار،...
2950
| 01 أكتوبر 2025