رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

710

د. مريم الخاطر أستاذ الاتصال الرقمي والسياسة في حوار مع "الشرق": الشيخة موزا أول من لفت الانتباه لمخاطر وسائل التواصل

18 سبتمبر 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ هديل صابر

- قرار حظر "روبلوكس" خطوة في الاتجاه الصحيح رغم تأخرها 

- "البلوجر والفاشينيستا" ظاهرة سوقت للربح على حساب القيم

- الإعلام غير المنضبط يهدد القيم ويعيد تشكيل مفهوم القدوة

- تثقيف الوالدين إعلاميا وتقنيا لمواجهة تغوّل المنصات الرقمية

- مبادرة "نحو فضاء إعلامي مسؤول" استشرفت الواقع الحالي  

- منصات التواصل الاجتماعي "أسلحة دمار شامل"

أطلقت الدكتورة مريم الخاطر، أستاذ الاتصال الرقمي والسياسة، جرس إنذار حول تغوّل المنصات الرقمية والألعاب الإلكترونية في مجتمعاتنا، دون ضوابط أو تشريعات استباقية تقي النشء من محتوى لا يراعي الخصوصية الثقافية والقيم المجتمعية.

وثمّنت د. الخاطر في حوار مع "الشرق" قرار دولة قطر بحظر لعبة "روبلوكس"، واصفة إياه بالخطوة الصحيحة، وإن جاءت متأخرة، مشددة على أن المواجهة الحقيقية تبدأ من الأسرة، عبر رفع وعي الوالدين وتثقيفهم إعلاميا وتقنيا.

وأعادت د. الخاطر إلى الواجهة مبادرة "نحو فضاء إعلامي مسؤول" التي أطلقتها صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر عام 2007، مشيرة إلى أنها كانت رؤية استشرافية سبقت عصرها، حين دعت سموها إلى إعلام يحترم القيم الإسلامية والعربية، ويحمي المجتمعات وقيمه من سطوة المحتوى المستورد.

وانتقدت د. الخاطر ظاهرة "البلوجر" و "الفاشينيستا" التي غزت المجتمعات العربية والخليجية كالنار في الهشيم، وسوقت للربح على حساب المعلومة الموثوقة والمستندة إلى مصدر، وأسهمت في تسطيح عقول الأجيال الناشئة اللاهثة وراء الشهرة والكسب السريع. وإلى تفاصيل الحوار:-

◄ بداية، كيف تقيمين الخطوة التي قامت بها دولة قطر عندما حظرت لعبة الروبلوكس؟ وهل نستطيع أن ننظر لها كحل؟

 خطوة دولة قطر بحظر لعبة الروبولوكس في محلها، وهي بداية إيجابية تنتظر المزيد من الإجراءات التحصينية الوقائية المرتبطة بها خصوصا في ظل تجاوز الأطفال والمراهقين هذا الحظر بالوصول إليها بحيل أخرى يعجز الوالدان عن معرفتها نظرا لعمق الفجوة المعرفية الرقمية بينهم.

ولا شكّ بأن الألعاب الإلكترونية لها مخاطرها الجسيمة على المستوى الصحي الجسدي والنفسي وعلى المستوى الأخلاقي على الأطفال والمراهقين حيث يلاحظ المتتبع لهذه الألعاب ما فيها من رسائل غير أخلاقيه وشاذّة، تقود لانحراف النشء عن القيم والمبادئ الأخلاقية، من رسائل مباشرة تشجّع الأطفال على الانحرافات السلوكية والألفاظ البذيئة، هذا فضلا عن طبيعة هذه الألعاب التي تعزل الطفل كليا عن محيطه ليعيش وحيدا متوحدا معها وتسعى لخلق بيئة تنافسية غير صحية خادعة للأطفال تسهم في نهاية الأمر إلى انتهاك أو إيذاء الجسد أو قتل النفس تنفيذا لأوهام خادعة ترتكب على الهواء مباشرة بين الأطفال وبتشجيع منهم دون وعي أو إدراك. 

الخطورة تكمن في أنّ لعبة الروبلوكس وما يشبهها من ألعاب إلكترونية خطيرة تسعى لتشكيل تخدير جمعي وقبول وتطبيق لسلوك جماعي حتى لو كان سلوكا شاذا تغيب فيه الجماعة تغييبا تاما، وتسعى للتبعية والتطبيع للسلوك الشاذ وهو ما تعززه نظرية الضغط الجمعي social Pressure حتى لو كانت نهايته قتل النفس تحت ضغط الآخر.

◄ لماذا وصفتِ منصات التواصل الاجتماعي بأسلحة دمار شامل في إحدى مشاركتك في أحد المؤتمرات؟

 لقد سألت عن عظيم، سميتها أسلحة الدمار الشامل لأنها فعلا لم تعد منصات وأدوات تواصل اجتماعي بريئة أو أدوات تقنية نافعة فقط كما سميّت أو سوّق لها بقدر ما استخدمت كأدوات تضليل ونشر الأكاذيب والدعاية الإعلامية لغايات غير نافعة إما اجراميّة فرديّة أو جماعية اجتماعية تجارية أو سياسية، وسميتها أسلحة دمار شامل إذ طلب مني أن أناقش ورقةً في ظل مؤتمر يتحدث عن أثر الإعلام الرقمي والتطورات على الأطفال والأسرة.

وقد جاء هذا المؤتمر بعد مرور عام على الحرب على غزة، غزّة التي شهدت وشهد أهلها أكبر حرب تقنيّة ذكية على الأرواح وقد حوربوا بكل ما تعنيه كلمة حرب جائرة من خلال تطويع المنصات الرقمية والبرامج التقنية والخوارزميات والذكاء الاصطناعي بل ومحركّات البحث تلك، التي تحولت في عالمنا إلى وحش تقني كاسر بات يشبه تلك الأسلحة النووية والبيولوجيّة التي استخدمت في الحروب العالمية بل هي أشد فتكا، حيث أهلكت الحرث والنسل، فضلا عن دورها في التدمير أخلاقيا وقيمياً ودينياً.

      • الفجوة والتهديدات

◄ هل تعتقدين أن هناك فجوة بين القيم المحلية والمحتوى العالمي؟ وكيف يمكن سدّها؟

◄ ربما ليست هي فجوة بين القيم والمحتوى العالمي بقدر ما هي تجاوزات لمنظومة الأخلاق والقيم والمبادئ الإنسانية إجمالا من قبل المتحكّمين فيها لتحقيق الربحية على حساب الإنسانية والاتجار بالقيم والمبادئ والأخلاق والبشر من خلال هذه الأسلحة الإعلامية والتقنية غير التقليدية، سدّها يتم عبر استراتيجيات تربوية تبدأ من الأسرة والمدرسة والمناهج التعليمية والدورات التدريبية في المعاهد والجامعات ومراكز التدريب والبرامج الإعلامية التلفزيونية والرقمية على المنصات، فضلا عن إدماج الأبناء في عملية صناعة الأدوات الإعلامية الرقمية والتطبيقات المفيدة بدلاً من كونهم مستهلكين دائما لها، ولن نلقي المسؤولية فقط على المؤسسات أو نعتمد على الدولة، بل المسؤولية تقع على كل فرد في المجتمع.

◄ ما أبرز مظاهر التهديدات الرقمية التي تواجه الأسرة في دول المنطقة اليوم؟

 التهديدات كثيرة وكبيرة على كافة المستويات، تهديدات تفتك بمنظومة الأسرة ووحدتها الطبيعية خصوصا في ظل الدعوات إلى الخروج عن الفطرة السليمة لها، وتهديدات تفتك بقيم الأسرة والتربية السليمة وتقوض دعائم بنائها وتركيبها الهرمي الذي أسهم منذ الأزل في الحفاظ على منظومتها من أي انحراف قد يجرف الأبناء عن الأخلاق والقيم والمبادئ والفطرة الربانية السليمة، وهناك تهديدات أخرى خطيرة بما تفرضه التطبيقات والألعاب الإلكترونية من تشكيل عزلة وتوحد وفردية لأفراد الأسرة ممّا يهدد أمن وحياة الأطفال والمراهقين على وجه الخصوص ويلغي أيضا التكاتف بين أفراد الأسرة بل ويعزز الأنانية والذاتية والفردية في تهديد وتغريب عما درجت عليه الأسرة في بنيويتها وتعاملاتها كجسد واحد.

كما أنها قد تدمر نفسية الأطفال وسلوكياتهم، أو دفعهم إلى إزهاق النفس أوالاعتداء على الغير، ولربما التحريض على الوالدين أيضا، أو التضحية بممتلكات الأسرة أو وثائقها الخاصة خصوصا في ظل تنامي حالات الإجرام عبر المنصات والمواقع الإلكترونية وخداع الأطفال والمراهقين بالتتبع التقني للمواقع، أو دفعهم لإرسال مواقع سكنهم لمآرب عدة لا يحمد عقباها أو إرسال صورهم في حالات متعددة وابتزازهم بها.

      • التضليل وتزييف الحقائق

◄ كيف يمكن للأسرة أن تميّز بين المحتوى الإيديولوجي المضلل والمحتوى التثقيفي؟

 دعينا أن ننظر للأسرة ليس كوالدين فحسب بل إنها تشمل فئات هشّة تشمل الأطفال والمراهقين الذين لا يستطيعون التمييز بين الجيد والرديء، أو الرسائل النافعة والرسائل الضارة من حيل التصّد الرقمي على الهواتف الذكيّة، كذلك الأسر غير المتعلمة أو بالأحرى غير المثقفة أو غير الواعية التي يمكن تضليلها بصورة سهلة خصوصاً في ظل استخدام آليات التضليل والتعمية والتصيّد وتشويه الحقائق والتزييف العميق من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي التي يعجز حتى الأفراد المتعلمين عن آليات كشفها تقنيا ناهيك عن ان يكشفها غير المثقفين تقنيا مع تصاعد أضرارها عليهم.

◄  ما مدى انتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني في مجتمعات دول المنطقة؟

 التنمر الإلكتروني أخطر من التنمر الواقعي من وجهة نظري، حيث إنَّ الأسرة والمدرسة يمكنهما متابعة هذه الحالات على أرض الواقع، إلا أنَّ التنمر الإلكتروني الذي يحدث في غرف الدردشة والمنصات والألعاب الخاصة ‏يؤثر على شخصية الطفل وسلوكه النفسي ولا يستطيع الوالدان أو المعلمون في المدرسة اكتشافه، وهذا ما يعد أكثر خطرا واستمرارا، وقد يستسلم الطفل إلى التقوقع على ذاته أو يتعرض للاكتئاب مع استمرار تعرضه للسخرية والازدراء دون قدرته على إخبار والديه أو حتى المعلمين في المدرسة في ظل جهل أو تهديد.

◄ ما الدور الذي يمكن أن تلعبه المؤسسات التعليمية في الحد من هذه ظاهرة التنمر؟

 في حقيقة الأمر المؤسسات التعليمية لا تألو جهدا في متابعة هذه الظاهرة ومنع حدوثها أو تكرارها في البيئة المدرسية وقد لاحظت هذه الجهود المباركة من إدارة مدرسيّة من خلال عضويتي في مجلس إدارة مؤسسة تربوية رائدة وأيضا من خلال مدرسة دولية أخرى يدرس فيها ابني، ولا شك في أن مدارس الحكومة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تبذل جهودا مباركة في هذا المجال لكن لابد من تكاتف المؤسستين (الأسرة والمدرسة) على تعويد الطفل مدرسيا ومنزليا على آليات الإبلاغ عن أي أذى يتعرض له حتى على مستوى التنمر اللفظي أو الإلكتروني وهذا أهم خطوات التعرف على هذه الظاهرة والحدّ منها.

      • المشاهير والمُثل العليا 

◄ كيف أثرت ظاهرة "الفاشينستات" على تصور الأطفال والمراهقين للمُثل العُليا في مجتمعاتنا؟

أولا جدير أن نفرّق بين المؤثرين من أصحاب المحتوى النافع وغيرهم من الفاشنستا أو مشاهير الربحية، فأصحاب المحتوى النافع من المؤثرين هم بلا شك شركاء الإعلام وشركاء التربية والأسرة والتعليم في رسالتهم السامية أمام هذا المدّ الإعلامي غير المقنن وغير الأخلاقي، والحديث هنا عن مشاهير الربحية من مشاهير التواصل الاجتماعي الذين يكتفون بعرض الصور دون محتوى يذكر حيث كان تأثيرهم غير نافع من وجهة نظري، بل انساق النشء إلى تقليدهم تقليدا غير واع، وغير هادف، مما أثر عليهم سلبيا وغيّر بل أحدث انقلابا في مفهوم "المَثل الأعلى" في المجتمع من منظور السعي وراء نموذج القيم والعلم والخلق، إلى منظور صناعة التفاهة والتسطيح، ومخاطبة الجسد دون الفكر والثقافة، واللهث وراء تحقيق الربحية السريعة على حساب المحتوى النافع، فتحول مفهوم صناعة المحتوى الإلكتروني إلى صناعة التفاهة، ومجّد كثير من أفراد المجتمع أولئك الذين يهرفون بما لا يعرفون، ويفتون في أمور العامة في كل المجالات من الدين والسياسة والصحة والإعلام والاجتماع والبيئة إلى آخر.. مما يشكل خطورة على المجتمع وأفراده وعلى ثقافته.

      • التشريعات 

◄  ما أبرز مكونات البرنامج التوعوي الرقمي الذي تقترحين تنفيذه؟ وهل هناك نماذج ناجحة يمكن الاستفادة منها؟

 أهم نماذج البرنامج التوعوي الرقمي هو طرح برنامج الثقافة الإعلامية الرقمية لطلبة المدارس، وخلق برامج موازية على مستوى التدريب، وعلى مستوى الأنشطة اللاصفية، وعلى مستوى الدورات في المؤسسات الفكرية والإعلامية والجامعات ومراكز الأبحاث بحيث تركز على الدورات العملية التطبيقية لا النظرية من قبل خبراء ممارسين، ودورات تواكب تطورات الذكاء الاصطناعي في كشف أساليب نشر الشائعات والأخبار الزائفة والمفبركة والتضليل الإعلامي والتصيّد والتضليل العميق التي باتت مستخدمة ويصعب كشفها بسهولة او معالجتها بعد انتشارها مما يسهّل نشر الشائعات في المجتمع والذي له الأثر العميق ليس على الأفراد أو الشعب فحسب بل قبل ذلك على أمن الوطن، وعلى تضليل العامة بالانسياق وراء الفتن ومهددي نسيجها الاجتماعي.

◄  ما مدى جاهزية البيئة التشريعية في دول المنطقة لتبني قوانين تحمي الأسرة من مخاطر الإعلام الرقمي؟

 البيئة التشريعية في دول الخليج وفي قطر ليست بمعزل عن البيئة التشريعية العالمية التي تأخرت كثيرا حتى على مستوى الأمم المتحدة في سن أخلاقيات عالمية تواجه مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي على علاَّته دون تقنين أو درء لمخاطره المتعدده هذا مع ايماننا بأهمية تعزيز الاستفادة من مميزاته، لكن هناك دولا مثل دول الاتحاد الأوروبي واستراليا قد سبقت الدول الإسلامية في حظر الألعاب الخطرة أو بعض منصات التواصل الاجتماعي غير الهادفة من الوصول إلى أبنائهم.

كما سعت إلى فرض تشريعات على مستوى محلي للحد من الآثار السلبية للألعاب الإلكترونية أو المنصات الرقمية، وقد حققت دول غربية سبقا على الدول العربية وعلى الخليج أيضا في هذا المجال التشريعي المهم والسريع التطور، وربما وصلت دولة قطر مؤخرا إلى حظر لعبة الروبلوكس ولكن جاء ذلك متأخرا بعد دفع ضريبة مجتمعية من مغبة مخاطرها، هنا علينا أن نقرّ بأنّ البيئة التشريعية في الدول العربية والخليجية أمام هذه الثورة التكنولوجية ومخاطرها الأخلاقية ليست سباقة مثل دول الاتحاد الأوروبي، ولا تأتي قراراتها استباقية استشرافيّة بل تأتي كرد فعل على حوادث بعد حدوثها، هذا وقرار حظر بعض منصات الألعاب من خلال الحكومات لا يعني انتهاء المخاطر، بل إن هناك أساليب وحيلا تقنية أخرى يلجأ إليها الأطفال والمراهقون للحصول على هذه الألعاب بطرق غير معلومة للأسرة، والتي تحتاج إلى ثقافة والديّة عميقة لمنع الوصول إليها بطرق الاحتيال الرقمي الذي يتفوق فيه جيل الأبناء على جيل الآباء.

      • تفعيل برامج الرقابة

◄ كيف يمكن تمكين الوالدين من مراقبة استخدام أطفالهم للمنصات الرقمية دون المساس بثقة الطفل أو خصوصيته؟

 إعطاء الطفل حريته في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية لا يعني إطلاق يده في كل شيء، بل على الوالدين مناقشته ومتابعته وتحديد وقت المشاهدة أو وقت اللعب حتى على مستوى التواصل الاجتماعي في الهاتف بالنسبة للمراهقين أو ال iPad، فالأمر ليس بترك الحبل على الغارب أو التنصل من المهام الوالدية بتركهم في يد العاملات المنزليات في ظل الانشغال بمختلف المهام، بل لابد من خلق بيئة للأطفال والمراهقين ليشغلوا أوقات فراغهم كالأنشطة والألعاب الحركية في البيئات العامة كالحدائق والمشاركة معهم في اللعب في تلك الألعاب التي فقد هذا الجيل بهجتها وأهميتها على عقله وجسده، فصارت الألعاب الإلكترونية تفتك بصحة الأبناء الجسدية بل والنفسية أيضا أيضا، كما زادت السمنة والأمراض التي تتعلق بها، وعلى الوالدين تفعيل برامج الإشراف والمتابعة الوالدية من التطبيقات المختلفة والبرامج الإلكترونية.

◄  كيف يمكن توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية الأطفال من المحتوى الضار؟ وهل هناك تجارب محلية في هذا المجال؟

 يمكننا توظيف الذكاء الاصطناعي في حماية الأطفال من التطبيقات الضارة ومكوناتها من خلال استخدام ذات الأدوات أو كما يقولون "وداوني بالتي كانت هي الداء"، أي إذا كان الذكاء الاصطناعي يعتمد على الخوارزميات فإن توظيفنا له يكمن في عدة امور: أولا: الإنتاج والإبداع الذاتي: فتحقيق تقدم تقني في هذا المجال مهم جدا سواء في مجال الإنتاج والابتكار لتطبيقات عربية مواكبة أو منافسة لتلك التطبيقات التي تقدم لأطفالنا الغث والسمين، ثانيا: آليات الحماية والوقاية والاستخدام الذكي: وتتمثل في توظيفنا خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتتبع وكشف الكلمات والرموز التي تمثل خطورة على قيمنا ومعتقداتنا وحجبها تلقائيا دون الحاجة إلى المنع الكامل من قبل الحكومات، ثالثا: التعاقدات التقنية: تعقد كل دولة اتفاقيات مع شركات البرمجة ومقدمي الخدمات التقنية.

◄ هل تعتقدين أن الاكتفاء الرقمي المحلي قادر على سد الفجوة؟ أم هناك تحديات قد تحول من تحقيق هذا الأمر؟

 لا يمكن للإنتاج المحلي الذاتي في مجال المنصات والتطبيقات والألعاب وحده أن يحل المشكلة فهو أمر غير واقعي… فلو كان كذلك لنجحت أمريكا أو الصين... فعلى سبيل المثال لم تستطع أمريكا الحاضنة لوادي السيليكون -المركز العالمي السبّاق للابتكار التكنولوجي- أن تمنع جمهورها من شعبها من الولع بالـ TikTok الصيني أو تحجّم ذلك بل على العكس وجدنا أن جيل المراهقين والشباب اندفع نحوه حتى في أمريكا بصورة غير مسبوقة بل أكثر من منصاتها خصوصا في أعقاب كشف الحقيقة في حرب غزّة التي حجبت خوارزميات منصتها الأمريكية المحتوى الفلسطيني في سبيل تقديم الدعاية الصهيونية ما دفع أمريكا لاتخاذ إجراءات أخرى قانونية تجاه المنصة كما زعمت خوفا على أمنها القومي، ولم تستطع الصين أيضا وقف المدّ الأمريكي الرقمي لكنها نافسته بقوة في غضون سنوات بسيطة.

ورغم هذه التحديات إلا أنني أرى أن التصنيع والإنتاج الذاتي لتطبيقات في المجال العربي مهمة جداً ويجب أن نحذو حذو تركيا التي باتت تسير في اتجاه التصنيع الرقمي في المجال الإعلامي فضلا عن التقنيات في المجال العسكري وهي قوة إسلامية لا يستهان بها، كما علينا الانضمام إلى اتحادات إقليمية ودولية فاعلة للمناداة بصياغة تشريعات ووضع أخلاقيات تنظم استخدام المنصات الرقمية وهنا أحيي منتدى الدوحة في وزارة الخارجية الذي جعل عنوان وموضوع المنتدى ديسمبر 2024 لهذا الغرض وقد تشرفت بالمشاركة بورقة عمل مع خبراء عالميين في جلسة التشريعات ووضع الاخلاقيات على المستوى الدولي والأمم المتحدة وتم رفع تقرير بذلك.

      • نحو فضاء إعلامي مسؤول

◄ في عام 2007 أطلقت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- مبادرة "نحو فضاء إعلامي مسؤول"، هل تعتقدين أن دولة قطر كانت تتنبأ بمخاطر الانفتاح الرقمي؟ 

 بلى، كانت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر -رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- أول من استشرف المستقبل وتنبأ بمخاطر أو سلبيات منصات ووسائل الإعلام وتطوراتها على الأسرة وعلى النشء وعلى المبادئ والقيم والأخلاق ومنظومة الأسرة، لذلك عقدت سموها في ذلك الحين مؤتمرا دوليا وأطلقت مبادرة وحملة تثقيفية توعوية تحت شعار "نحو فضاء إعلامي مسؤول" على المستوى العربي وقد تمكنت سموها من دقّ ناقوس الخطر وبث برامج التثقيف والوعي في هذا المجال حتى على المستوى الإسلامي واستخدمت كل وسائل ووسائط التنوير حتّى الفن والكاريكاتير، وفازت الحملة حينها بجائزة أفضل حملة على المستوى العربي، وانطلقت منها مبادرات سامية في التثقيف والتوعية والتربية الإعلامية والتي كانت فيها سموها سباقة على الجميع ليس على المستوى العربي فحسب بل حتى على المستوى العالمي. 

فالتثقيف الإعلامي والتربية الإعلامية كان مجالا من المجالات الجديدة التي لم تطرق على أي مستوى عربي قبلها، فالثقافة الإعلامية النقدية والمتابعة الوالدية والتربية الإعلامية كمنهج مدرسي ضرورات وهي في عرف الدول فرض لا نافلة، وهذا ما سعت له سموها، فالبرامج التوعوية يجب تطويعها اليوم لتناسب عادات وأدوات ومنصات وتقنيات المشاهدة في هذا العصر وهنا يقع الدور على المؤسسات التعليمية وتطوير مناهجها.

اقرأ المزيد

alsharq  سمو نائب الأمير يهنئ رئيس مالي

بعث سمو الشيخ عبدالله بن حمد آل ثاني نائب الأمير، برقية تهنئة إلى فخامة العقيد أسيمي غويتا رئيس... اقرأ المزيد

42

| 22 سبتمبر 2025

alsharq  سمو الأمير يهنئ رئيس مالي

بعث حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، برقية تهنئة إلى فخامة العقيد... اقرأ المزيد

66

| 22 سبتمبر 2025

alsharq  رئيس مجلس الوزراء يهنئ خادم الحرمين الشريفين

بعث معالي الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية، برقية تهنئة إلى... اقرأ المزيد

52

| 22 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية