رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

124

فرصة لتأكيد التضامن الكامل مع الدوحة..

السفير اللوزي لـ الشرق: زيارة سمو الأمير ترسّخ الشراكة وتؤكد وحدة المواقف بشأن فلسطين

18 سبتمبر 2025 , 06:57ص
alsharq
❖ عواطف بن علي

- استثمارات قطر تفوق المليار دولار والعلاقات تتعزز في كل المجالات

- قوافل إغاثية مشتركة لأهالي غزة وتطابق الموقف في دعم حل الدولتين

أكد سعادة السيد زيد مفلح اللوزي، سفير المملكة الأردنية الهاشمية لدى دولة قطر، أهمية زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، إلى العاصمة الأردنية عمّان، واصفًا إياها بأنها جاءت في توقيت إقليمي بالغ الحساسية، وشكّلت فرصة محورية لتعزيز التشاور والتنسيق المستمر بين البلدين الشقيقين، بما يخدم المصالح المشتركة ويفتح آفاقًا جديدة للتعاون المثمر على مختلف المستويات.

وأشار السفير اللوزي، في تصريحات لـ «الشرق»، إلى أن الزيارة جسّدت عمق العلاقات الأخوية المتجذرة بين البلدين، وأتاحت تجديد التأكيد على التضامن الأردني الكامل مع دولة قطر، لا سيما في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي استهدف الدوحة. ولفت إلى أن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين كان من أوائل القادة الذين تواصلوا مع سمو الأمير للتنديد بالاعتداء، والتعبير عن دعم الأردن المطلق للإجراءات التي تتخذها قطر في سبيل حماية سيادتها وأمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها. كما أكد أن زيارة سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، إلى الدوحة عقب الاعتداء، جاءت تأكيدًا واضحًا على وقوف الأردن إلى جانب قطر في جميع الظروف.

وأوضح سعادته أن العلاقات الأردنية القطرية تشهد تطورًا مستمرًا منذ انطلاق التمثيل الدبلوماسي بين البلدين على مستوى السفراء عام 1972، حيث شهدت تلك العلاقات نموًا ملحوظًا في مجالات التعاون المشترك، انسجامًا مع رؤية القيادتين في دعم الاستقرار الإقليمي وتعزيز الأمن العربي المشترك.

وأشار السفير اللوزي إلى أن القضية الفلسطينية كانت وما زالت تشكّل محورًا رئيسيًا في تنسيق مواقف البلدين، حيث يتطابق موقف عمّان والدوحة في دعم حل الدولتين، وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967، عاصمتها القدس الشرقية. وشدد على أن الأردن وقطر يعملان منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة على وقف الحرب، ورفض كل أشكال التهجير القسري والانتهاكات الأحادية الجانب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدًا استمرار التنسيق المشترك في هذا الملف، بما في ذلك تسيير قوافل المساعدات الإنسانية والإنزالات الجوية لدعم سكان القطاع والتخفيف من معاناتهم.

كما أكد السفير اللوزي أن البلدين يقفان على مسافة واحدة تجاه العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وأن التنسيق بين القيادتين يشكّل عامل استقرار مهما في المنطقة، لافتًا إلى ما شهدته العلاقات مؤخرًا من زيارات رسمية متبادلة لكبار المسؤولين، وتوقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية في مجالات متعددة، إلى جانب استمرار التعاون العسكري المشترك. وذكّر بأن آخر لقاء جمع جلالة الملك عبدالله الثاني بأخيه سمو الأمير تميم بن حمد آل ثاني، جرى في الخامس عشر من سبتمبر 2025 على هامش القمة العربية الإسلامية الطارئة التي استضافتها الدوحة، وهو لقاء يعكس استمرار الحوار السياسي البناء بين القيادتين.

- نموذج للتكامل

 وفي الجانب الاقتصادي، أشار اللوزي إلى أن العلاقات بين البلدين تُعد نموذجًا للتكامل والتعاون، حيث بلغ حجم الصادرات الأردنية إلى قطر خلال العام الماضي نحو 171 مليون دولار، في حين بلغت الواردات من قطر حوالي 140 ألف دولار. كما تتجاوز الاستثمارات القطرية في الأردن حاجز المليار دولار، موزعة على قطاعات متنوعة من أبرزها البنوك، الأسواق المالية، القطاع العقاري، والطاقة المتجددة. وأوضح أن عدد الشركات الأردنية العاملة في السوق القطري يناهز 800 شركة، ما يعكس الحيوية التي تشهدها العلاقات الاقتصادية.

وتحدّث السفير عن الحضور اللافت للكفاءات الأردنية في قطر، لاسيما في مجالي التعليم والصحة، حيث يعمل عشرات الآلاف من المعلمين والأطباء الأردنيين في المؤسسات القطرية، بالإضافة إلى العاملين في القطاع الهندسي والتقني. كما يوجد نحو 20 ألف طالب وطالبة أردنيين على مقاعد الدراسة في المدارس القطرية الحكومية والخاصة، في حين تستقبل الجامعات الأردنية مئات الطلبة القطريين سنويًا. وقدّر عدد الأردنيين المقيمين في قطر بنحو 80 ألفًا، يشكّلون جزءًا فاعلًا من النسيج المجتمعي، ويُعدّون من أبرز الجاليات التي تسهم في مسيرة التنمية القطرية.

ولم يغفل السفير الإشارة إلى التعاون السياحي المتنامي بين الجانبين، مشيرًا إلى المشاركة الأردنية في معارض دولية مثل طوكيو وأوساكا، ضمن حملة ترويج سياحي مشتركة بالتعاون بين هيئة تنشيط السياحة الأردنية والخطوط الجوية القطرية، بما يعكس حرص البلدين على تنويع مجالات الشراكة والتكامل.

وختم اللوزي بالتأكيد على أن العلاقات الأردنية القطرية تستند إلى أسس راسخة من الاحترام المتبادل والرؤى المشتركة، مدعومة بإرادة سياسية من قيادتي البلدين، ما يجعلها نموذجًا يحتذى به في التعاون العربي الثنائي، ويعزز من قدرة البلدين على التعامل مع التحديات الإقليمية والدولية بروح من المسؤولية والوحدة والتضامن.

مساحة إعلانية