رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

354

يقدّم معلومات غير دقيقة ويخترق الخصوصية..

محامون وأطباء لـ "الشرق": الذكاء الاصطناعي.. أداة تفتقر إلى الضمير المهني والمسؤولية القانونية

15 أكتوبر 2025 , 07:00ص
alsharq
❖ محسن اليزيدي

- التقنية تتطور لكن التفاعل الإنساني يظل أساس المهنة 

- الذكاء الاصطناعي عاجز عن فهم المشاعر وتشخيص القضايا 

- لا قانون يحمِّل الذكاء الاصطناعي مسؤولية الخطأ والمُشرّع مطالب بالتدخل

مع الانتشار المتسارع لتقنيات الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الأخيرة، بات هذا المجال يشكّل مصدر قلق متزايد للعديد من المهن البشرية، نظرًا لقدراته الهائلة على تحليل كمٍّ ضخم من البيانات واتخاذ قرارات معقدة في وقت قياسي. ويخشى كثيرون أن يؤدي التطور المتلاحق للذكاء الاصطناعي إلى تغييرات جذرية في سوق العمل، وربما إلى تفاقم معدلات البطالة في وظائف كانت حكرًا على الإنسان، خاصة مع دخول الأنظمة الذكية إلى مجالات تتطلب خبرة مهنية عالية.

ويتفق كثير من القانونيين والأطباء على أن الذكاء الاصطناعي قادر بالفعل على تقديم استشارات قانونية وطبية عامة، وتحليل البيانات وإصدار التقارير، لكنه يظل عاجزًا عن تقديم مشورة متخصصة لعميل أو مريض بعينه، أو عن الحلول محل الطبيب المعالج الملمّ بتفاصيل الحالة، أو المحامي الذي يبني قضيته على التواصل الإنساني المباشر مع موكّله.

وفي هذا الإطار، رصدت «الشرق» آراء مجموعة من الأطباء والمحامين حول مستقبل الذكاء الاصطناعي ومدى إمكانية أن يحل محل الإنسان في تشخيص الأمراض أو تقديم الاستشارات القانونية، حيث أجمع المشاركون على أن الذكاء الاصطناعي، مهما تطور، لا يمكن أن يغني عن المقابلة المباشرة بين الطبيب والمريض أو بين المحامي وموكله، مؤكدين أن المعلومات التي يقدّمها الذكاء الاصطناعي كثيرًا ما تفتقر إلى الدقة، بل قد تكون في بعض الأحيان خاطئة أو مضللة.

   - لا يدرك الواقع العملي 

قال المحامي ناصر عبدالله المهندي إن القول بأن تطبيق ChatGPT، رغم إمكانياته الشاسعة، إلا أنه لا يمكن أن يحل محل مهنة المحامي، وفي أحيانٍ كثيرة لا يدرك الواقع العملي في أروقة المحاكم، فخطأ بسيط منه قد يدخلك في دوامة أنت في غنى عنها بدلًا من حماية حقوقك القانونية وبالمقابل، لا يتحمل أي مسؤولية قانونية تقع على عاتقه عن تقصيره وخطئه، فقدرته محدودة عند مقارنتها بالقدرة البشرية ومما لا شك أن تقنيات الذكاء الصناعي، ومنها ChatGPT أصبحت أداة فعالة في العمل القانوني، منها صياغة المذكرة القانونية والعقود، لكنها أحيانًا قد تُبنى على معلومات غير دقيقة، وقد يستند إلى نصوصٍ تم إلغاؤها أو تعديلها. 

وأضاف: «قد يصعب عليه البحث عن الثغرات القانونية الفنية أو السوابق القضائية المبنية على حجج قانونية، ولا يستطيع تمثيلك في الجلسات والدفاع، ولا يواكب التفاصيل الإجرائية المتغيرة، فطبيعة برامج الذكاء الاصطناعي محدودة بما تغذّيه أنت من طلبات وأوامر. بكل تأكيد، إنه أصبح مساعدًا قويًا جدًا في أمور عدة، كالبحث عن المعلومة بحسب طلبك وتحسين الصياغة، لكنه لا يمكن أن يحل بشكل كامل محل رجل القانون، سواء كان محاميًا أو قاضيًا».

   - معلومات تفتقر إلى الدقة 

قال المحامي عبدالله المطوع إن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دورًا متزايدًا في المجال القانوني، حتى كاد يطغى على عمل المحامين في بعض الجوانب، نظرًا لقدرته على تقديم المساعدة القانونية للأفراد وللمحامين من خلال المشورة والإجابة الفورية عن الأسئلة المتعلقة بالقوانين. لكنه شدد على أن هذا التطور، رغم أهميته، لا يمكن أن يجعل الذكاء الاصطناعي بديلاً عن المحامي، لعدة أسباب جوهرية.

وأوضح المطوع أن المعلومات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي غالبًا ما تفتقر إلى الدقة، ولا يمتلك القدرة على البحث في الثغرات القانونية الفنية أو السوابق القضائية المبنية على حجج منطقية كما يفعل المحامي المتخصص، مشيرًا إلى أن النظام الذكي يظل في نهاية المطاف مجرد آلة تنفذ ما يُطلب منها، وقد ينتج عنها تحيّز أو أخطاء إذا استندت إلى بيانات غير دقيقة أو موجهة.

وأضاف أن استخدام الذكاء الاصطناعي يثير تحديًا خطيرًا يتعلق بخصوصية البيانات وحمايتها، وهو ما تنبّه إليه المشرّع القطري حين أصدر القانون رقم (13) لسنة 2016 بشأن حماية خصوصية البيانات الشخصية، مؤكداً أن هذا الجانب من أهم القضايا التي ينبغي ضبطها تشريعيًا.

وختم المطوع تصريحه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يفتقر إلى أخلاقيات مهنة المحاماة التي يتمتع بها المحامي الإنساني، كما أنه ليس شخصًا طبيعيًا أو معنويًا يمكن مساءلته قانونيًا، مما يخلق إشكالية كبيرة في حال تسبب بتقديم معلومات مغلوطة ألحقت الضرر بالمستخدم. وقال: «من هنا تأتي الحاجة إلى تدخل المشرّع لوضع أطر قانونية تحدد المسؤولية القانونية للشركات المصممة أو المطوّرة لتقنيات وبرامج الذكاء الاصطناعي».

   - جزء من الثورة الرقمية 

قالت الدكتورة هلا السعيد إن الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم جزءًا محوريًا من الثورة الرقمية التي مست مختلف جوانب الحياة، بما في ذلك المجال الطبي بتخصصاته المتعددة. وأوضحت أن الطب النفسي يُعد من المجالات التي يمكن أن تستفيد بشكل كبير من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، من خلال تحليل البيانات الطبية والنفسية، ومساعدة الأطباء في التنبؤ بالاضطرابات، وتقديم برامج علاج معرفي سلوكي عبر التطبيقات الإلكترونية، فضلًا عن إتاحة استشارات أولية أو تثقيفية للمرضى وأسرهم. وأشارت إلى أن هذه التقنيات توفّر الوقت والجهد وتساعد في الوصول إلى عدد أكبر من المستفيدين، خاصة في المناطق التي يقل فيها عدد الأطباء النفسيين والمتخصصين.

لكن الدكتورة السعيد شددت على أن الذكاء الاصطناعي، مهما بلغ من تطور، لا يمكن أن يحل محل المقابلة المباشرة بين المريض والطبيب النفسي، لأن جوهر العلاقة العلاجية في هذا المجال يقوم على التفاعل الإنساني الحي. وأوضحت أن المريض لا يعبّر فقط بالكلمات، بل أيضًا بلغة الجسد وتعابير الوجه ونبرة الصوت وحتى بالصمت أحيانًا، وهذه المؤشرات الدقيقة تحمل دلالات مهمة تساعد الطبيب على فهم الحالة بصورة أعمق وتوجّه عملية التشخيص والعلاج بطريقة لا يمكن لأي برنامج تقني أن يضاهيها.

وأضافت أن الجلسة النفسية المباشرة تمنح المريض شعورًا بالأمان والاحتواء، لأنه يتعامل مع إنسان قادر على الإنصات والتعاطف، لا مع آلة أو برنامج. وأكدت أن هذا البعد الإنساني والعاطفي يشكل عنصرًا أساسيًا في عملية الشفاء، وقد يكون في بعض الأحيان أهم من الخطة العلاجية نفسها.

وختمت الدكتورة هلا السعيد بقولها إن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة مساعدة قيمة، لكنه سيبقى مكملًا لدور الأخصائي أو الطبيب النفسي، وليس بديلًا عنه. ورأت أن المستقبل قد يشهد مزيدًا من التكامل بين الإنسان والتقنية، إلا أن المقابلة العلاجية وجهًا لوجه ستظل الأساس، لأنها تمثل مساحة الثقة والطمأنينة التي يحتاجها المريض ليبدأ رحلة العلاج بصدق وأمان.

   - اختراق الخصوصية

أكد علي عبدالله أن أحد أبرز الأسباب التي تدفع بعض الأفراد إلى الاستعانة بالذكاء الاصطناعي في إعداد المذكرات القانونية أو الاستشارات الطبية هو الدافع المادي، إذ يسعى البعض إلى تقليص نفقات التعاقد مع محامٍ أو طبيب. وأضاف أن من بين العوامل الأخرى الرغبة في اختصار الوقت والجهد، حيث يستطيع الشخص بضغطة زر الحصول على معلومات عامة أو إجابات فورية من برامج الذكاء الاصطناعي، دون الحاجة إلى تحديد موعد أو الانتظار لفترات طويلة لمقابلة المختص. إلا أن عبدالله حذّر من الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في القضايا المصيرية أو الحساسة، مثل الدعاوى المنظورة أمام المحاكم أو الاستشارات الطبية الدقيقة، موضحًا أن هذه القضايا تتضمن بيانات شخصية وأسرارًا خاصة لا يحميها الذكاء الاصطناعي، كما أنه لا يملك المعرفة العميقة بخلفية الموكل أو المريض مثلما يفعل المحامي أو الطبيب المتابع للحالة عن قرب.

وأشار إلى أن المحامي يتفوق على الذكاء الاصطناعي بخبرته وتواصله المباشر مع الموكل، وإلمامه الكامل بتفاصيل القضية وسياقها، ودراسته الدقيقة لجميع المستندات والأوراق القانونية، إضافة إلى قدرته على استنتاج الثغرات القانونية وتقدير المواقف بناءً على خلفيته الإنسانية والمهنية، وهو ما لا يمكن لأي نظام ذكي أن يعوّضه.

وفي المقابل، لفت عبدالله إلى أن الأمر أكثر خطورة في المجال الطبي، متسائلًا: «كيف يمكن للمريض أن يطمئن لاستشارة طبية من آلة لا تعرف تاريخه المرضي ولا نتائج فحوصاته وتحاليله؟»، مؤكدًا أن الطبيب البشري يظل الأقدر على فهم احتياجات المريض وتحديد العلاج المناسب، بينما يفتقر الذكاء الاصطناعي إلى هذا الإدراك الإنساني الحيوي الذي يقوم عليه الطب في جوهره.

اقرأ المزيد

alsharq تعديلات قانون الموارد البشرية.. تعرف على حالات استحقاق الموظف القطري للعلاوة الدورية ونسبتها

نشرت الجريدة الرسمية اليوم القانون رقم 25 لسنة 2025 بتعديل بعض أحكام قانون الموارد البشرية المدينة الصادر بالقانون... اقرأ المزيد

56

| 19 أكتوبر 2025

alsharq وزارة البلدية تغلق مطعماً وبقالتين

أغلقت وزارة البلدية مطعماً في الريان وبقالتين في الشيحانية إغلاقاً كلياً لمدد مختلفة تتراوح ما بين 3 أيام... اقرأ المزيد

244

| 19 أكتوبر 2025

alsharq قطر تتصدر مجال العلوم الهندسية والتكنولوجيا في تقرير "آرسيف" 2025 لرصد الإنتاج العلمي العربي

أكد تقرير معامل التأثير والاستشهادات المرجعية للمجلات العلمية العربية آرسيف لعام 2025، في نسخته السنوية العاشرة، تقدم دولة... اقرأ المزيد

66

| 19 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية