رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

204

70 % نسبة انتشار تسوس الأسنان برياض الأطفال و36 % بين طلبة المدارس..

أطباء لـ «الشرق»: البرامج التوعوية بصحة الفم داخل المدارس ضرورة

03 سبتمبر 2025 , 06:58ص
alsharq
❖ هديل صابر

- إهمال نظافة الفم والأسنان يؤدي لمضاعفات خطيرة

- الأسرة مسؤولة عن تدريب الأبناء على تنظيف الأسنان

حذّر أطباء ومختصون من الانتشار الواسع لتسوس الأسنان بين الأطفال وطلبة المدارس، مشيرين إلى أن هذه الظاهرة باتت تشكّل تحديا صحيا.

وأشار الأطباء في تصريحات لـ»الشرق» إلى أن صحة الفم والأسنان ترتبط ارتباطاً وثيقا بصحة الطفل الجسدية كما تنعكس بشكل مباشر على تحصيله الدراسي، نتيجة تكرار غيابات الطلبة بسبب آلام الأسنان المبرحة التي تعيق تركيزهم وتفاعلهم داخل الصفوف الدراسية. وأوضح الأطباء أن إهمال نظافة الفم قد يؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، تبدأ بتسوس الأسنان وتصل إلى تكوّن خراجات بكتيرية قد تنتقل إلى الدم، مسببة التهابات عامة في الجسم، كما أن الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم البكتيريا وبقايا الطعام تؤثر على نفسية الطفل وتواصله الاجتماعي، وتزيد من شعوره بالعزلة أو الإحراج أمام زملائه.

في هذا السياق، دعا الأطباء إلى ضرورة تكثيف البرامج التوعوية المتعلقة بصحة الفم والأسنان داخل المدارس، كما وعلى الأسرة اصطحاب أبنائها لطبيب الأسنان ضمن زيارات دورية خاصة في المراحل العمرية المبكرة، لضمان الكشف المبكر عن أي مشكلات، وتعزيز ثقافة الوقاية بدلا من العلاج.

وكان قد أظهر تقرير صادر عن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن نسبة انتشار تسوس الأسنان بلغت 70 % بين أطفال الروضة (الأسنان اللبنية)، و36 % بين طلبة المدارس الابتدائية (الأسنان الدائمة)، وفق دراسة أجريت خلال العام الدراسي 2023-2024.

- د. ساندرا الخطيب: تكثيف التوعية بين طلبة المدارس

أوضحت الدكتورة ساندرا الخطيب،استشاري طب الأسنان، إن نسبة التسوس بين الطلبة مرتفعة بالاستناد إلى دراسات وبيانات أعلنتها مؤسسة الرعاية الصحية الأولية، لعدة أسباب منها ضعف في مينا الأسنان بسبب الفلورايد، ولعدم الاهتمام بتنظيف الأسنان والمتابعة الدورية مع طبيب الأسنان، حيث يهمل الوالدين تدريب الطفل منذ عمر صغيرة على طرق العناية بالأسنان واستخدام الفرشاة والمعجون المناسبين، مع عدم ضبط الحصص اليومية للسكريات والمشروبات الغازية التي يتناولها الأطفال وطلبة المدارس بصورة يومية.

وشددت د. ساندرا الخطيب على ضرورة تكثيف التوعية بين طلبة المدارس في القطاعين الحكومي والخاص على طرق تنظيف الأسنان والعناية بصحة الفم والأسنان ليكون استخدام الفرشاة والمعجون عادة وسلوكا روتينيا متبعا، كما من الأهمية المتابعة الدورية مع طبيب الأسنان حتى مع عدم شكوى الطفل أو الطالب من آلام محددة في الأسنان بل هذا مهم لاكتشاف أي مرض فموي في بدايته.

- د. حكمت الحميدي: زيادة التغيب عن المدرسة

 قال الدكتور حكمت الحميدي، استشاري طب الأطفال، « إن العلاقة بين صحة الطفل الجسدية وصحة الفم والأسنان علاقة وثيقة لا يمكن تجاهلها، وأن مشاكل الفم والأسنان قد تؤثر بشكل مباشر على صحة الطفل العامة».

وأشار د. الحميدي إلى أن البكتيريا الناتجة عن التسوس أو أمراض الفم الأخرى يمكن أن تنتقل إلى الجسم وتسبب أمراضا عضوية، فضلا عن تأثيرها على نمط تغذية الطفل، إذ يفقد الطفل شهيته بسبب آلام الأسنان، ما يؤدي إلى نقص في الوزن والفيتامينات الأساسية لنموه السليم. وأوضح د. الحميدي أن عددا من الحالات التي تستقبلها العيادات تشير بوضوح إلى هذا الترابط، حيث يتم توجيه الوالدين إلى ضرورة العناية بصحة الفم والأسنان لأطفالهم، نظرا لتأثيرها المباشر على الصحة البدنية، لافتا إلى أن إهمال نظافة الأسنان لا يقتصر أثره على الجانب الصحي فقط، بل يمتد إلى الجانب التعليمي، إذ يلاحظ ارتفاع عدد غيابات الطلبة عن المدرسة بسبب مشاكل الأسنان، ما ينعكس سلبًا على تحصيلهم الدراسي. وشدد د. الحميدي على أن نسب تفشي التسوس بين طلبة المدارس مرتفعة بشكل مقلق، مؤكدا أن الحلول لا تقع على عاتق المؤسسات الصحية وحدها، بل إن أولياء الأمور شركاء أساسيون في الحد من هذه الظاهرة.

- د. رحاب سليم: تسوس الأسنان لدى الأطفال.. كارثة

حذّرت د. رحاب سليم، أخصائية طب أسنان الأطفال، من الانتشار «الهستيري» لحالات تسوس الأسنان بين الأطفال، والتي تبدأ في كثير من الأحيان منذ عمر السنتين، مشيرة إلى أن العيادة التي تعمل بها تشهد تزايدا ملحوظاً في عدد الأطفال الذين تكون شكواهم تسوس الأسنان وتتراوح بين المتوسطة والشديدة، وغالبا ناتجة عن عادات غذائية وسلوكية خاطئة.

وأوضحت د. رحاب سليم أن المسؤولية تقع على الوالدين اللذين عليهما الدور الأكبر في تعليم أبنائهم عادات غذائية صحية، إذ أنَّ الإفراط في تناول السكريات يسهم بشكل كبير في تفاقم المشكلة، كما أنَّ نوعية الحلويات تلعب دورا بارزاً، إذ أنَّ الحلويات الجيلاتينية والقاسية تُعد من أبرز مسببات التسوس.

وعرجت د. رحاب سليم على طرق الوقاية من هذه الظاهرة المتفاقمة، مشددة على ضرورة ترسيخ عادات صحية تبدأ من المنزل، من خلال تنظيف أسنان الطفل مرتين يوميا باستخدام فرشاة ومعجون مناسبين لعمره، مع إشراف الأهل حتى سن السابعة على الأقل، كما دعت إلى تقنين تناول الحلويات، خاصة تلك التي تحتوي على سكريات لزجة أو جيلاتينية، وتجنب تقديمها بين الوجبات، مع الحرص على تقديم وجبات صحية ومتوازنة تحتوي على خضراوات وفواكه طازجة، والابتعاد عن الأطعمة المصنعة والمشروبات الغازية.

- د. نبيل اليافعي: مضاعفات صحية خطيرة

رأى الدكتور نبيل اليافعي، اختصاصي طب الأطفال، إنَّ التسوس إن تُرك دون علاج، قد يتطور إلى التهابات في جذور الأسنان، وقد يصل الأمر إلى تشكّل خراجات بكتيرية يمكن أن تنتقل إلى الدم، مما يشكل تهديدا حقيقيا لصحة الطفل، فضلا على أنَّ كثرة الأسنان المتسوسة تؤثر على عملية المضغ، ما ينعكس سلبا على الهضم ويسبب مشاكل في الجهاز الهضمي.

وأضاف د. اليافعي قائلا « إنَّ الروائح الكريهة الناتجة عن تراكم بقايا الطعام وقلة التنظيف بالفرشاة والمعجون تؤدي إلى صعوبات في التواصل الاجتماعي، إذ يشعر الطفل بالإحراج أمام أقرانه، وتُعد حصى اللوزتين إحدى النتائج الشائعة، وهي عبارة عن بقايا طعام تتراكم على اللوزتين وتسبب روائح مزعجة.»

وتابع د. اليافعي قائلا « أنَّ ظاهرة كزّ الأسنان أيضا تعد من أحد أبرز المشكلات لدى الأطفال الذين يأتون للعيادة فهي ترتبط غالبًا بالتوتر والقلق واضطرابات النوم، وقد تكون مؤشرا على مشكلات نفسية أعمق، وهي أيضًا من نتائج ضعف العناية بصحة الفم.»

مساحة إعلانية