أعدت الباحثة دلال العقيدي خريجة إعلام من جامعة قطر وماجستير في السياسة العامة من جامعة حمد بن خليفة، بحثا بعنوان حماية الخصوصية على مواقع التواصل الاجتماعي، بإشراف د. نسرين كعنيش في جامعة شيفيلد بالمملكة المتحدة، أوضحت خلاله الباحثة أن العديد من الباحثين والمختصين في مجال الإعلام الاجتماعي وحماية المعلومات على الشبكات الاجتماعية اهتموا بمشكلة اختراق وانتهاك الخصوصية من قبل المستخدمين الآخرين على مواقع التواصل الاجتماعي وتمكنهم من الوصول إلى المعلومات غير المصرح لهم الوصول لها، سواء كان من الهاكرز أو المستخدمين الآخرين، ليأتي هذا البحث ليركز على جانب آخر وهو حماية البيانات وفقاً للظروف الخاصة، والتي قد تحتاج إلى حماية نفسك من موقع التواصل الاجتماعي ذاته أي حماية بياناتك من مقدمي الخدمة. وتناول البحث دراسة ثلاثة مواقع تواصل اجتماعي هي تويتر وسناب شات والإنستغرام، وقامت الباحثة بطلب نسخة من البيانات التي تم جمعها عنه عبر حساباته الشخصية ومقارنتها وتحليلها بالإضافة إلى تناول سياسة الخصوصية الخاصة بهذه المواقع وتقديم دليل إجرائي وإرشادات يساهم في حماية الخصوصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ويساعد في توفير دليل إجرائي لأفضل الممارسات والإجراءات الاحتياطية التي يمكن اتباعها وتساعدنا في فهم كل ما يتعلق بالحماية عند استخدام مواقع شبكات التواصل الاجتماعي وخاصة من مقدمي الخدمة ومواقع التواصل الاجتماعي نفسها. واستهدفت الباحثة توضيح الكم الهائل من المعلومات والبيانات التي يتم جمعها عن المستخدم من قبل مزودي الخدمة وملاك مواقع التواصل الاجتماعي بعد الموافقة على سياسة الخصوصية التابعة لكل موقع، فـمواقع شبكات التواصل الاجتماعي تقوم في أغلب الأحيان بتجميع معلومات حساسة تتجاوز ما قدمته لها بشكل صريح. كما استهدف البحث تقديم دليل إجرائي مبسط للمساعدة في حماية البيانات والمعلومات من مقدمي الخدمة من مواقع التواصل الاجتماعي نفسها، خاصة للذين يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي من نشطاء حقوق الإنسان والمعرضين لأخطار شبكات التواصل الاجتماعي. وركزت الباحثة على طبيعة المعلومات التي يتم جمعها وحفظها وسياسة الخصوصية لكل موقع على حدة وكيفية حماية بياناتك من مقدمي الخدمة وملاك المواقع. ويوضح البحث أن شبكات التواصل الاجتماعي تملكها شركات تجارية خاصة، وأن معظم أرباحها تأتي من جمع بيانات الأفراد ثم بيعها، عادةً إلى شركات دعاية، وبالتالي تبين الباحثة أنه عندما تدخل مواقع الشبكات الاجتماعية فإنك تتخلى بذلك عن خصوصيتك وتدخل شبكة يحكمها ملّاك مواقع التواصل الاجتماعي، وإعدادات الخصوصية قد تحمي خصوصيتك من بقية الأعضاء في الشبكة، ولكنها لا تمنع بياناتك عن مقدمي الخدمة. وشددت على ضرورة فهم أخطار شبكات التواصل الاجتماعي قبل استخدام أي منها، موضحة اهتمامها بهذا الجانب والذي توضح من خلاله أهمية البحث خاصة لشريحة من الناس التي تعمل على معلومات وموضوعات حساسة وتود استخدام خدمات شبكات التواصل الاجتماعي، فمن المهم أن تعي مشاكل الخصوصية والأمان التي تحتويها، والمعلومات التي سيتم حفظها وجمعها عنك المعلومات التي سيتم مشاركتها من أطراف أخرى ثالثة.

مع تسريبات بيانات حوالي 50 مليون مستخدم لـفيسبوك التي تم الكشف عنها مؤخراً أصبحت حماية البيانات والمعلومات الشخصية على الإنترنت، مشكلة تؤرق مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي أكثر من أي وقت مضى. وكان مارك زوكربيرج مؤسس فيسبوك، نشر يوم الأحد الماضي، إعلانات اعتذار للبريطانيين عن خيانة الأمانة على صفحة كاملة في الصحف البريطانية ومنها أوبزيرفر، عن تسريب بيانات 50 مليون مستخدم لموقع التواصل الشهير، الذي خسر 58 مليار دولار من قيمته السوقية في أسواق المال الأمريكية بعد مشكلة التسريبات. ومع حالة القلق التي يعيشها مستخدمو الإنترنت بشكل عام ومواقع التواصل الاجتماعي بشكل خاص بعد فضيحة فيسبوك أعلنت شركة كلاودفلير الأمريكية لأمن الإنترنت عن إطلاق أداة جديدة أطلقت عليها 1.1.1.1، مؤكدة أنها الحل الأمثل ليس للاستخدام الآمن لإنترنت فقط ولكن أيضاً لزيادة سرعة الاتصال. وتوضح الشركة الأمريكية أن 1.1.1.1 تمنع شركات الإنترنت من جمع معلومات عن المواقع التي يزورها المستخدمين وتساهم بشكل كبير في زيادة سرعة الإنترنت. ويؤكد الرئيس التنفيذي للشركة، ماثيو برنس، أنك إذا قمت بالتبديل إلى 1.1.1.1 فإن مزود خدمات الإنترنت لن يحفظ مواقع الويب التي تزورها، بحسب الجزيرة نت اليوم الإثنين. ومع أداة 1.1.1.1 يمكن لمستخدمي الإنترنت جعل كلاودفلير تتولى حل طلبات نظام أسماء النطاق (DNS)، العملية الحيوية لمطابقة عناوين الإنترنت (URL) مثل facebook.com، مع العنوان الحقيقي لموقع الويب على الإنترنت المعروف باسم عنوان برتوكول الإنترنت (IP address)، بالنسبة لفيسبوك مثلا فإن عنوان بروتوكول الإنترنت هو 157.240.18.35. وفي العادة، فإن مزود خدمات الإنترنت يتولى أمر نظام أسماء النطاق نيابة عن المستخدم، لكن هذا أيضاً يعتبر وسيلة كبيرة لتسجيل كافة مواقع الويب التي تتم زيارتها، وبإلغاء هذه المهمة من مزودي خدمات الإنترنت فإنه سيصبح من الصعب عليهم جمع تاريخ تصفحك للإنترنت. كيفية استخدام 1.1.1.1 وبحسب كلاودفلير، فإن هذا تحديداً ما توفره أداتها الجديدة 1.1.1.1، وهي أداة مجانية يمكن استخدامها عن طريق تغيير الإعدادات في متصفحات الإنترنت أو أنظمة التشغيل. ويمكن استخدامها على الحواسيب وأجهزة الموجهات والهواتف الذكية، وذلك بكتابة 1.1.1.1 في متصفح الإنترنت وإتباع التعليمات التي تظهر على الموقع. يؤكد الرئيس التنفيذي لشركة كلاودفلير، ماثيو برنس أن الشركة لا تسجل في أي وقت كان قائمة بمواقع الويب التي يزورها المستخدمون على الإنترنت، ولا تحتفظ بأي بيانات عنهم، كما أنها تعمل مع شركة التدقيق كي بي إم جي لفحص أنظمة كلاودفلير وضمان أنها لا تجمع فعلياً أي بيانات عن المستخدمين. مواقع التواصل أمام الكونجرس وتواجه فيسبوك تدقيقاً حكومياً متزايداً في أوروبا والولايات المتحدة، منذ مارس الماضي فيما يتعلق بمزاعم بأن شركة كمبردج أناليتيكا للاستشارات السياسية والتي يقع مقرها في لندن، استخدمت بشكل غير لائق معلومات تخص المستخدمين لتكوين لمحات عن الناخبين الأمريكيين. وكانت اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ الأمريكي الكونجرس حددت يوم 10 أبريل الجاري لعقد جلسة استماع بشأن مستقبل سرية البيانات ووسائل التواصل الاجتماعي، وذلك على خلفية القضية المثارة حالياً بضلوع شركة فيسبوك في إساءة استخدام البيانات والمعلومات الشخصية لنحو 50 مليون مستخدم، للتأثير في قرار الناخب الأمريكي خلال انتخابات الرئاسة 2016 التي فاز بها الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب أمام منافسته هيلاري كلينتون. وقالت صحيفة واشنطن بوست إن لجنة من المشرعين في مجلس الشيوخ يسعون لاستدعاء كبار المسؤولين عن الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر، بالإضافة إلى شركة جوجل لاستجوابهم في قضية بيانات المستخدمين.

تواجه شركة مايكروسوفت اتهامات بشأن أنها أطلقت إعدادات التثبيت السريع بنظام ويندوز 10 الجديد للالتفاف على جوانب الخصوصية، كي يتحول الحاسوب المكتبي إلى نوع من أجهزة التصنت الخاصة على المستخدم، ومع ذلك يتمكن المستخدم من إلغاء وظيفة جمع المعلومات بنظام ويندوز 10 بسهولة. عندما يقوم المستخدم بتثبيت نظام ويندوز الجديد عن طريق إعدادات التثبيت السريع، فإنه يقوم بتسجيل الاسم وموقع الحاسوب بدقة والعنوان وكل البيانات، التي يتم إدخالها عن طريق لوحة المفاتيح، حتى أن الحاسوب يحصل على هوية خاصة لتلقي الإعلانات بما يتناسب مع اهتمامات المستخدم. وأوضح ماركوس نيتشكه، المسؤول بشركة مايكروسوفت في ألمانيا، أن إعدادات الخصوصية عند التثبيت السريع لنظام التشغيل يتم اختيارها اعتماداً على الوظائف، التي يرغبها معظم العملاء، إلا أن المستخدم يمكنه التراجع عن اختيار هذه الوظائف في أي وقت وإيقافها عن العمل. اختيار كل بند على حدة ولكن إعدادات الخصوصية عند التثبيت السريع لنظام ويندوز 10 كانت محل انتقاد كريستيان غولنر، من مركز حماية المستهلك بمدينة ماينز الألمانية، وأشار إلى ذلك بقوله: "نعتقد بأنه من الأفضل أن يوافق المستخدم على إعدادات الخصوصية، بحيث يتم اختيار كل بند على حدة، وليس الموافقة عليها دفعة واحدة". وفي الوضع الافتراضي ينبغي، أن تقتصر عملية جمع البيانات على المعلومات اللازمة للاستخدام فقط، وبعد ذلك يمكن للمستخدم أن يقوم بإتاحة المزيد من الحقوق. ومع ذلك هناك واجب على المستخدم؛ نظراً لأن الكثير من المستخدمين لا يعيرون موضوع الخصوصية وحماية البيانات أي اهتمام، نظراً لأن التحقق من البنود في إعدادات الخصوصية قد يستغرق بعض الوقت. وينصح باناجيوتيس كولوتاس من مجلة "بي سي فيلت" الألمانية بعدم تثبيت نظام مايكروسوفت الجديد عن طريق إعدادات التثبيت السريع، ولكن من الأفضل أن يقوم المستخدم باختيار الإعدادات المناسبة له، وأن يقوم بالاطلاع على البنود وقراءتها جيداً وأن يفكر جيداً في الإعدادات، التي يحتاج إليها. علاوة على أن إتاحة الكثير من البيانات يرتبط أساساً بوسائل الراحة، فإذا رغب المستخدم في مزامنة البيانات مع حاسوب آخر مزود بنظام ويندوز 10، فإنه يتعين عليه في هذه الحالة إتاحة البيانات أيضاً أو إتاحة مُدخلات لوحة المفاتيح، إذا كان يحتاج إلى وظيفة التدقيق الإملائي. احذر Cortana! ويعتبر برنامج المساعد الرقمي Cortana بنظام ويندوز 10 الجديد، من البرامج التي تقوم بجمع الكثير من بيانات المستخدم. ويعمل هذا البرنامج بنفس طريقة عمل برنامج أبل Siri وجوجل Now. ويقوم برنامج Cortana بتوفير معلومات وبيانات للمستخدم تتناسب مع اهتماماته الشخصية، علاوة على أنه يلقى نظرة على بيانات التقويم ورسائل البريد الإلكتروني الخاصة بالمستخدم، ويقوم مثلاً بتذكير المستخدم بأن رحلة الطيران، التي تم حجزها سوف تنطلق خلال ساعتين. وأضاف باناجيوتيس كولوتاس أن المستخدم، الذي لا يحتاج إلى مثل هذه الخدمات أو لا يرغبها، فإنه يتعين عليه إيقاف برنامج المساعد الرقمي Cortana. ويتمكن المستخدم من العثور على جميع بنود إعدادات الخصوصية وحماية البيانات بنظام ويندوز 10 في نطاق "إعدادات" جديد، والذي سيحل في وقت ما محل "لوحة التحكم". برامج لحماية الخصوصية وإذا وجد المستخدم أن هذه الطريقة معقدة بعض الشيء فيمكنه اللجوء إلى باقة متنوعة من البرامج، مثل O&O ShutUp10 أو W10Privacy، التي تتيح للمستخدم إمكانية إجراء إعدادات الخصوصية بسهولة ووضوح. وأوضح باناجيوتيس كولوتاس أن هذه البرامج توفر للمستخدم نظرة عامة على جميع الإعدادات في مكان واحد، وتوفر العديد من المزايا العملية للمستخدم، إلا أن خبير الخصوصية أكد على ضرورة أن تكون هذه البرامج مستمدة من مصادر موثوق بها؛ لأنها تقوم بإعدادات مهمة. وهناك بعض البرامج تحاول تثبيت أشرطة أدوات للمتفصح أو الشبكات الدعائية، الأمر الذي لا يمثل أية أهمية للخصوصية أو حماية البيانات. ونظراً لأن كل الواجهات المستخدمة من قبل مايكروسوفت تكون مفتوحة، فإنه يمكن برمجة الأدوات المخصصة لنظام ويندوز 10 بسهولة. وتعمل هذه الأدوات على استغلال إمكانيات نظام التشغيل تحت سيطرة المستخدم.

يعتبر موضوع الخصوصية والأمان، من أكثر المواضيع التي تقلق المستخدم أثناء تصفح الإنترنت خصوصاً مع الثغرات الأمنية، وطلبات التعقب التي تطلبها المواقع والتطبيقات. ولهذا السبب يمكن للمستخدمين الاستفادة من تطبيق ZenMate المجاني لأجهزة أندرويد وآيفون، والذي من خلاله يتم تشفير البيانات المرسلة والمستقبلة، وتغيير عنوان آي بي المُستخدم، فضلاً عن تغيير موقعه الجغرافي، وإخفاء هويته الحقيقة. المستخدم بحاجة إلى تثبيت التطبيق، وإنشاء حساب مجاني، بعدها يتم الضغط على Let’s Go، ليبدأ تأمين الاتصال، وحماية الخصوصية بشكل أكبر.