رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
استنكر الزوج الطعم المالح للطبق الذي أعدته الزوجة على الغداء، فعبس في وجهها وأرغى وأزبد، ثم تنحى جانباً وهو يعض أصابعه الواحد تلو الآخر، في حين حافظت الزوجة على اتزانها ووقارها دون أدنى ردة فعل. منذ فترة وهي تطلب منه إحضار الملح من السوق كونه نفد من البيت، تذكر ذلك وهو يحدثها عن أهمية الذاكرة الحاضرة دائماً في تحصين الأسرة. استدراك ١.. لقد أشفقت عليه، فهو دائم الشرود في النهار والهذيان في الليل وقالت في نفسها: سبحان مغير الأحوال. قرأ ذلك في عينيها، وفي تصرفاتها، فعاتبها بمزيد من الشرود والهذيان، فلم تجد بداً من الانحياز إليه أكثر، ومشاركته ما هو فيه، حتى استقامت الأمور من جديد، وتحول البيت إلى زوجين يبالغان في الشفقة تجاه بعضهما البعض. استدراك ٢.. كانت امرأة قوية لا يهمها معدن الرجل الذي سيصبح زوجها، في حين كان هو رجلاً هشاً متصالحاً مع معشر النساء. سرعان ما تسلل الملل إلى داخل البيت، وشعر كل طرف بأنه محصور في الزاوية، وبأنه من المستحيل أن تستمر الحياة بهذه الطريقة، فعكف الاثنان على إظهار وجه آخر غير مألوف، حتى غاب الضجر والطرافة والهدوء، وفر القط الأليف خارج جدران المنزل إلى غير رجعة. استدراك ٣.. كان حيادياً وهي منحازة.. يسارياً وهي يمينية.. متواضعاً وهي متعجرفة.. جاداً وهي ساخرة.. مثقفاً وهي أمية.. ليناً وهي قاسية.. ومع ذلك طلب يدها، وبالغ في إبداء حسن النية، ولج في الطلب حتى وافقت بدون شروط، ثم أعطته يدها وحافظت على يدها الأخرى مرفوعة كقبضة للتدخل إذا لزم الأمر. استدراك ٤.. عاد متأخرا كعادته وكان الليل قد شارف على الانقضاء، فوجد ورقة مكتوبة بخطها الجميل الذي يحبه: مستغرقة في النوم منذ دقيقة ولدي أحلام لم تنتهِ بعد. لم يلق بالاً لما كتبت، وحاول إيقاظها بشتى الوسائل ففشل. يبدو أنه كان حلماً جميلاً مسبق الصنع لا بداية له ولا نهاية.
384
| 16 أغسطس 2024
قالوا لي: لا تكتب.. فالكتابة لا تسمن ولا تغني من جوع. قالوا لي: قذارة الاحتلال لا توصف، ومفردات اللغة تعجز عن تدوينها. قالوا لي: عتبة الألم فاقت قوة القلم، ومدى الظلم اجتاز سور الأبجدية. لفظتُ القلم من يدي والورقة من أمامي، لكنني لم أستطع التخلص من قيد الحرف الذي يكبلني، لم أستطع هجران الكلمة، ولا طلاق المفردات. ماذا يفعل حافي القدمين في مضمار السباق؟ ماذا يكتب والتراب يغطي رموش الأطفال وشفاه النساء؟ كيف يثني بالحبر على من تلوّن بالدم؟ من أين يبدأ في هذا الظلام الدامس، والكسوف الكلي للحق؟ أحياناً تكون قساوة المشهد أعتى وأمر، أحياناً تشعر بالعجز لأن شيئاً ما يحدث دون أن يكون لك الحق في أدنى ردة فعل. غزة أيها المنطاد المحاصر.. يا ألم السكين وعذاب الطعن. يتسلل الغول إلى أحلامكِ، والشيطان إلى ربيعكِ، والطاغوت إلى زيتونكِ، والغدر إلى غيومكِ. فعلتِ كل شيء من أجل طهارة أرضك، وأعطيتِ دروساً في البذل، وقدمتِ صوراً في العطاء، ونثرتِ عطراً برائحة الكرامة والمنعة والعزة تجاوز حدود الدنيا، فماذا أفعل أنا الذي كسرني غبارك المبارك، وأقعدني وحلك الميمون؟. غزة.. أيها الصوت الهادر في أعماقنا... والقمح النابت على ضلوعنا... والدم الطازج على موائدنا... كما كان لك موعد مع النصر في كل مرة، وكما كان لك وقفة مع التاريخ إثر كل امتحان، وكما كان لك لحظة حسم في نهاية كل معركة، ستكتبين نيابة عن الأقلام الضائعة: «سيهزم الجمع ويولون الدبر».
321
| 31 مايو 2024
ليست مجرد صورة عابرة، أو مجرد مشهد انقضى، أو قصة بطلاها من وحي الخيال، أو قصيدة جميلة ألقيتْ على مسرح الطفولة.. طفلان قد نسجا من البراءة عنواناً، ومن الكلمات حديثاً، ومن الضمير تاريخاً، ومن الإحساس وطناً، ومن التصرّف مناجاةً، ومن الإلهام طريقاً، ومن الطفولة سرّاً، ومن الفكرة وحياً، ومن الواقع أغنيةً مطلعها قطري بنفَس غزّي ولحن يقضّ مضاجع من سكتْ، ويؤزّ مسامع من صمتْ. قالت الطفولة كلمتها، وتنازلتْ عن دميتها، علّ الأذهان تصحو، والهمم تهبّ، والدعوات تنطلق، فلا أمرّ مما حدث، ولا أهول مما جرى، ولا أبشع مما ارتكب، ولا أخسّ مما حصل. لقد انفعل الطفلان واكترثا للحدث بصورة أقرب للخيال، وتفاعلا بكل جرأة محدثين ضجة في الوسط المذهول، وضوضاء في الواقع الذي لم يعد يحتمل، ثم سبقا الجميع إلى غزة، حيث الوجع والألم والمعاناة والقلق والخوف. شكراً أيتها الفطرة السليمة، والغريزة الصافية، والتوجه النقي، والحس الهادف... شكراً أيها البرعم النضر، والفنن الغضّ، والحلم الواعد، والبسمة الممزوجة بالدموع.. شكراً أيتها البادرة اللطيفة، واللّفتة المثلجة للصدر، والسابقة المهيّجة للضمائر، واللقطة المنسابة كالماء في العقول والقلوب.. شكراً لليد التي رعتْ، وللحضن الذي كلأ، وللعين التي سهرت، وللأرض التي أنبتت أطفالاً أضافوا للعزة معنىً آخر، وللإنسانية معاني أخرى.. كرم وهاشم... بكما نزداد أملاً بالحياة، وشغفاً بالمستقبل، ونخطو بكل جدارة خطوة إلى الأمام البعيد، حيث جيل من الأبطال ينتظرنا.
771
| 19 أبريل 2024
وبينما كنتُ واقفاً في مكانٍ عام أمام أحد الأبنية الضخمة، أتأمل وأتفحص، أسلمتُ خيالي للمكان، وشردتُ كغزال في غابة، تتملكني رهبةٌ أحياناً، وخوفٌ أحياناً أخرى، ثم تعتريني رعشةٌ أحسُ إثرها بالأمل والراحة، حتى أطلت الوقوف دون أن أشعر، ومضى الوقت سريعاً دون أن أتحرك قيد أنملة. سمعتُ صوتاً بنبرة أهل البلد، كأنه يعنيني أنا بالذات، نظرتُ باتجاهه، رجلٌ بملابس أنيقة ووجه مبتسم، ثم مدّ يده باتجاهي مصافحاً وأردف: السلام عليكم.. قلتُ: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ثم عبّر بكل حفاوة وتواضع عن رغبته باحتساء القهوة معي.. كان الأمر مدهشاً بالنسبة لي، فلم يسبق لي أن التقيتُ به، ولم يخطر ببالي وأنا حديث العهد هنا أن يضعني أحدٌ ما في هذا الموقف، وبدون تردد اعتلت وجهي ابتسامة عريضة، ومضيتُ معه دون أن أنبس ببنت شفة. كان حواراً جميلاً واقعياً، وكأننا نعرف بعضنا البعض منذ فجر التاريخ، حواراً أيقظ في نفسي مواطن الأخوة الحقيقية وأزال كل غشاوة كانت موجودة بدون مبرر وقبل أن نفترق سألني السؤال الذي كنتُ خائفاً منه لعدم وجود إجابة واضحة عليه: ما عملك ؟ فما كان مني إلا أن رددتُ السؤال عليه وذلك تهرباً مني: أنت ماذا تتوقع؟ فأجاب بسرعة بديهة مدهشة: إن صدق حدسي فأنت إما كاتب أو مفسر أحلام. ثم تعانقنا عناق الأخوة ومضى كلٌ في سبيله، ثم عدتُ إلى تأملي وأنا أمسح دمعة خرجت للتو.
348
| 05 مارس 2024
إنه لمن الصعب بمكان أن نقف عند إنجاز معين لتسليط الضوء عليه، فكيف إذا كان الإنجاز غير مسبوق ؟ وكيف إذا كانت حيازة هكذا لقب ستشكل ممراً للعديد والعديد من القامات التي تعمل بلا كلل أو ملل حتى اعتلاء قمة المجد ؟ ماذا نكتب بحضرة الدكتورة حنان الكواري ومداد التكريم لم يجف بعد ؟! أعتقد أنها تستحق أكثر من ذلك بكثير، وربما كانت اللفتة متأخرة بعض الشيء بالتوازي مع مسيرة وطموح وإبداع وإنسانية وإخلاص د. حنان الكواري، فإن تبدع بشتى المجالات، وإن تتحمل كافة المسؤوليات، وإن تنجز أكثر من المطلوب منك، وإن تختصر الزمن لتضرب موعداً مع ذُرا التاريخ، وان تترك الأقلام في حيرة من أين تبدأ وأين تنتهي، هذا بحد ذاته رقم قياسي صعب، وطريق محفوف بالجهد والاجتهاد، وعنوان لامع في سماء المنطقة، حيث المرأة هي بيت القصيد، وهي اللبنة البراقة في عصر المستحيل، وهي مكمن النجاح والعصارة التي على أساسها تترسخ الحضارة بكل مفاهيمها. د. حنان الكواري... حاولتُ أن أجمع عنها أكبر قدر من المعلومات حتى أفهم كيف أكملتْ الطريق إلى العلا بهذه السرعة والسهولة، واجهتني مفردات التواضع والإنسانية، النجاح في كل عمل بامتياز، اجتياز كل عثرة بأبسط الحلول، النظر إلى الأمام فقط، الوقوف عند توجيهات وأفكار صاحب السمو، حيث نالت المرأة المكانة التي تليق بها، فكانت عند حسن الظن انتماءً واعتقاداً وعملاً ونتيجة. مبارك عليك اللقب.. الخبر الذي أثلج صدورنا، ومنحنا قدراً عالياً من الثقة بأنفسنا وكفاءتنا ومسؤولينا، حيث أصبح الأفق أقرب، والقمم أدنى، والصعب بالمتناول، وما كان حكراً على الغير أصبح عربياً بنكهةٍ قطريةٍ تجاوزت المدى.
384
| 17 فبراير 2024
مدرسة الشرق النموذجية الواعدة الغرّاء. مسكن النوارس ومأوى العصافير ومرجع الرياضيين وموطن الأرقام القياسية. أيتها الأغنية التي تناقلتها الألسن، والأبجدية التي تداولتها المحابر، والقصيدة التي كللتها القوافي، والمشكاة التي فاضت نوراً في عصرٍ لجّيٍ، واللؤلؤة التي أباحت بسحرها كله وجاذبيتها كلها مستقطبةً القاصي والداني، متأهبةً لاحتضان الحدث كأمٍ رؤومٍ، ومستنفرةً لمواكبة اللحظات كعنوانٍ جليٍّ، ثم تمتطي صهوة المجد لتغطي كل التفاصيل بلهفة ومسؤولية وحرص متجاوزةً كل الإمكانات التي يمكن أن يتحملها بلد، أو تخوض غمارها دولة. تهب النسمة من هناك بالتحديد حيث يلتقي الخيال بالحقيقة، والشك باليقين والحلم بالواقع، فتغدو الجزيرة مسرحاً لنثر البذور، وعناق الأزهار، وجني الثمار في لحظة واحدة، في مشهدٍ فريدٍ عصيٍّ عن التحقق إلا تحت عباءة سمو الأمير، حيث المكان نفسه يتحدث بلغةٍ يفهمها الجميع، والزمان نفسه يقف عنوةً إذا ما أعْلِنَ أن عقارب الساعة انطلقت لتوها وبدأت الرحلة التي سيتردد صداها ما تتالت الأيام في كل أذنٍ، وعلى كل صعيد. أفسحي عن المزيد أيتها المرآة العربية، وتمددي في خاطر كل ضيفٍ ومتابعٍ ومُشاهدٍ عذبةً غضةً شهيّةً كتفاحةٍ أو سنبلة قمحٍ، فما بعد التعب سوى الراحة وما وراء التفكير وتسخير الإمكانات سوى التميز، وما خلف النظرة الحكيمة والتوجه السليم سوى المجد والعزّة والفخار، فليكن بعونه تعالى، وبهمة سموه، وبعزيمة الناظرين إلى العلا عرساً نفخر به كعرب، وتفخرون به كحاملي رايته بكل ثباتٍ وعنفوانٍ يطاول السماء.
489
| 27 يناير 2024
البرعم الذي تفتّح والغصن الذي أثمر والقافية التي أينعت والغيمة التي أمطرت والمداد الذي أقنع وأبهر ريم العروس التي لبست الطرحة والريشة التي عزفت اللحن والجملة التي فاضت كبرياء والأسطورة التي جلبت الفرحة تمنّي علينا بحق السماء ريم عصفورة الجزيرة والأمل الممتد حتى النهاية والحبر المنثور في الذرا والفرح المنتظر منذ البداية بك تبدأ الحكاية وتنتهي الحكاية ريم ثورة في ميدان التفوق وقمر وشمس وتفاصيل وبحر ونيل سوى النيل وفصل أضيف لباقي الفصول وخيل تغار منها الخيول ريم الغزالة الخجولة والسيف العربي الأصيل والمهرة التي اعتلت القمة ونجمة هذا الصباح الجميل بك نفتخر لك تنحني القامات ومن المزيد ننتظر ريم شكرا لك بعد العناء بعد مسيرتك الطويلة نرنو إليك كغابة كستناء في نظراتنا فرح وفي نظراتك مطر الشتاء....
1470
| 24 يونيو 2023
مساحة إعلانية
نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...
6693
| 27 أكتوبر 2025
المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...
2754
| 28 أكتوبر 2025
كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...
2391
| 30 أكتوبر 2025
جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...
1722
| 26 أكتوبر 2025
على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...
1518
| 27 أكتوبر 2025
نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...
1434
| 30 أكتوبر 2025
في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...
1086
| 29 أكتوبر 2025
لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...
1047
| 27 أكتوبر 2025
“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...
981
| 27 أكتوبر 2025
عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...
876
| 26 أكتوبر 2025
بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...
876
| 27 أكتوبر 2025
أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...
729
| 30 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية