رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مصر تواصل الثورة

فشل الجنرالات في مصر بإخضاع الشعب بعد ما يقرب من 3 أعوام من الانقلاب العسكري الأسود الذي أطاح بأول رئيس منتخب بطريقة ديمقراطية حرة، وأبى قطاع لا بأس به من الشعب إلا أن يقول كلمته الرافضة لحكم العسكر الذي يجثم فوق صدور المصريين، وخرج عدد كبير من المعارضين للانقلاب في مسيرات احتجاجية في القاهرة والمحافظات المصرية استجابة لكل دعوات القوى السياسية والثورية المعارضة للانقلاب وزعيمه عبد الفتاح السيسي.خروج هذه الأعداد الكبيرة من المتظاهرين تم رغم حشد قوات جنرالات الانقلاب لأعداد كبيرة من قوات الأمن في الميادين ورفدهم بآلاف البلطجية واحتلال الشوارع والميادين واستخدام طلقات الخرطوش والغاز المسيل للدموع ضد أي تجمع للمتظاهرين، واللجوء إلى حملة اعتقالات عنيفة وتعسفية طالت مئات الأشخاص والزج بهم في السجون التي تحولت إلى معتقلات رهيبة. ووصل الأمر بقادة الانقلاب إلى استخدام الطائرات الحربية لترهيب المتظاهرين، خاصة في سماء محافظة الجيزة.المتظاهرون في محافظات الجيزة والإسكندرية والقليوبية والمنوفية والشرقية وكفر الشيخ، سحبوا البساط من تحت أقدام الانقلابيين، واستبقوا الوقت المحدد لبدء التظاهرات، فما كان من قوات الأمن إلا أن استخدمت الغازات المسيلة للدموع بكثافة من أجل تفريق المعارضين للانقلابيين الذي صادروا قرار المصريين في تقرير من يحكمهم.من 25 يناير إلى 25 أبريل تتجدد الثورة ويعلن المصريون رفضهم الخضوع لنظام ألغى إرادتهم الحرة وحول البلد إلى عزبة للجنرالات يتحكمون باقتصادها ومقدراتها وثرواتها ويعلنون أنفسهم سادة للشعب، كما قال أحدهم أمام الضباط والعساكر في الشارع: "نحن أسيادهم".لا شك أن الأعداد التي تتحرك في الشوارع والميادين ليست كبيرة جدا بما يكفي للإطاحة بالنظام العسكري الحاكم، نتيجة الإجراءات القمعية العنيفة ونزوع عدد كبير من المصريين إلى الركون وعدم التحرك وهم الذين يطلق عليهم "حزب الكنبة"، لكن الملاحظ أن الأعداد تزداد بشكل كبير ومضطرد، نتيجة فشل السيسي وجنرالاته في إدارة كل الملفات وعدم قدرتهم على تحسين حياة المصريين، والانهيار الاقتصادي المريع، ووصل سعر الدولار إلى 12 جنيها، وفقدان المصريين أكثر من 40% من رواتبهم بسبب انخفاض العملة، وارتفاع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة، وتراجع مداخيل قناة السويس وتكبد الدولة خسارة تزيد عن 8 مليارات جنيه على الأقل بسبب التفريعة الجديدة التي سحبت السيولة من السوق، وتعثر كل المشاريع الوهمية التي أعلن عنها نظام السيسي الانقلابي، والتي يصفها المصريون بالـ"فناكيش".لم يجلب هذا النظام الانقلابي بزعامة السيسي خلال سنوات استيلائه على السلطة للمصريين إلا الغلاء والبلاء والبطالة والفقر وانهيار السياحة، رغم "الرز" الذي انهال عليه، وربما تكون المصيبة الأكبر هي ما ينتظر النيل بعد الانتهاء من بناء سد النهضة الإثيوبي خلال أشهر قليلة.الشعب في مصر ينحاز إلى نفسه، بعيدا عن ألاعيب الانقلاب وأكاذيب أجهزته الإعلامية وعنف أجهزته الأمنية وقضائه الفاسد الذي يحكم على المئات بالإعدام. ولا يمكن خداع الشعب المصري كل الوقت، ولا يمكن إقناع جائع بمشاريع وهمية، ولا عاطل بالازدهار والتطور وهو لا يجد عملا، ولا يمكن إقناع أمٍّ لا تجد مأوى لأطفالها، أو مشرد أو ساكن في عشوائية بأن الأمور "10 على 10" وهو لا يجد سقفا يظله.. لا يمكن إقناع هؤلاء حتى لو كانوا من حزب الكنبة، باستمرار الوضع المتردي الذي يفرضه الانقلاب، ولهذا تستمر الثورة ويستمر الشعب المصري بالحركة، وتتسع حركة الرفض، من أجل غد أفضل بعيدا عن الدكتاتورية وحكم العسكر.

233

| 26 أبريل 2016

لو تكلم الموتى

لو تكلم الموتى في سوريا لقالوا الكثير، ولو تكلم الموتى في سجون الأسد الرهيبة لتحدثوا عن الماسي الفظيعة التي يرتكبها وحوش على هيئة بشر، مسكونون بالحقد والكراهية والعنف والدمار، حقد ديني عقائدي لا حدود له، على الطريقة التوراتية التي تنادي بقتل كل نسمة حية، كما يقول الكتاب المقدس اليهودي على لسان يوشع، وهو ما تم تنفيذه فعلا، عندما أبادوا مدينة أريحا الفلسطينية في غزوة من غزواتهم، وقتلوا كل الفلسطينيين والبهائم وأحرقوا الأشجار، ولم يبقوا على قيد الحياة إلا "عاهرة" خانت شعبها وعملت مع القتلة كما تقول خرافات وأساطير العهد القديم.في سوريا الآن هناك ما يكفي من الحقد لدى نظام الأسد العلوي وحلفائه في إيران وحزب الله أدى حتى الآن لقتل نصف مليون سوري، منهم خمسون ألفا قتلوا في السجون تم توثيق أسماء وصور 7000 آلاف منهم حتى الآن.كثيرة هي الصور التي تكشف الجرائم الفظيعة لنظام الأسد في السجون، فهناك 50 ألف صورة تجوب العالم دون أن تحرك ضمير هذا العالم الميت، وكان يكفي بضع صور في أي بلد آخر لجلب كل مسؤوليه لمحكمة الجنايات الدولية.إحدى "شبيحات" النظام السوري وتدعى "تغريد" كشفت جانبا من هذه الجرائم التي يندى لها جبين الإنسانية بعد أن تم إلقاء القبض عليها، وإماطت اللثام عن الكيفية التي يتم فيها تقسيم النساء المعتقلات إلى ثلاثة مستويات، الجميلات منهن للضباط، ومتوسطات الجمال للمساعدين والمحققين، والنساء العاديات للعناصر، وأكدت أن الضباط يقومون بانتقاء "فرائسهم من المعتقلات"، وتقوم هي وأمثالها من المتطوعات بتجهيز "الفريسة" لتخرج مع الضابط وترضي رغباته. وأن هذه الجرائم كلها ترتكب داخل "فرع فلسطين" الطابق الثامن تحت الأرض.هذا ما يفعله وحوش نظام الأسد بحرائر سوريا، يتم اعتقالهن لاغتصابهن، ويتم خطفهن على الحواجز، وقتل آبائهن وأزواجهن وأبنائهن ثم اغتصابهن دون أي حس أو ضمير، وممارسة كل أنواع السادية ضدهن والتحقيق معهن عاريات واغتصابهن أمام ذويهن للإمعان في الإذلال، كل هذا يتم فيما يسمى "فرع فلسطين" المخابراتي.لم أسمع في حياتي أن هناك مقرا لمخابرات في العالم له 8 أدوار تحت الأرض، ولكن في سوريا هناك 8 أدوار تحت الأرض من الزنازين ومقابر الأحياء كما كشفت هذه المجرمة الأسدية. المآسي التي يقترفها نظام الأسد تفوق كل وصف فقد فجعت اما سورية بمقتل أبنائها الستة جميعاً تحت التعذيب في سجون نظام بشار الأسد"، بعد أن كشفت الصور المسربة جثثهم. ولم تتحمل "أم جهاد يونس سرور"، " قوة الصدمة، فماتت حزناً وقهراً على أولادها الـستة ، الذين قتلهم زبانية النظام"، وتوفيت "بعد أن تعرّف أهالي البلدة على صور مسربة، تعود لأبنائها الـ5 المعتقلين في أقبية أفرع المخابرات التابعة لقوات النظام، بعد أن قتلوا تحت التعذيب". وذلك بعد أن أعدمت قوات نظام الأسد محمود يونس سرور، وهو ابن أم جهاد الـسادس رمياً بالرصاص، في 6 أغسطس من عام 2012، واعتقلت إخوته الـخمسة الذين قتلوهم أيضا.هذه قصة واحدة من القصص الدامية لما يجري في سوريا في سجون الأسد وحزب الله وإيران ومعتقلاتهم وزنازينهم.

1647

| 25 أبريل 2016

الاحتفاء بالرسول شعرًا

يحق لأمة الإسلام أن تحتفي بخير الأنام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فهو الرحمة المهداة، وصاحب الخلق العظيم، وهو الذي أخرج العرب من فقر الصحراء المادي والمعنوي إلى رحاب الحضارة والرقي والغنى المادي، وهو الذي صنع من العرب أمة حقيقية لم تكن أكثر من قبائل متناحرة لا تلوي على شيء، فنقلها بإذن الله تعالى من داحس والغبراء إلى القادسية واليرموك، ومن الاقتتال على "جمل" إلى القتال في سبيل الله ليخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والأخرة ومن ظلم الأديان إلى عدل الإسلام.ليس من قبيل الصدفة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هو الشخصية المحورية لأمتنا العربية الإسلامية، فالعرب هم مادة الإسلام، وهم وتده وسيفه وقلمه، وهذا لا يتعارض مع كونه رسولا للعالمين وليس لقوم دون غيرهم، وهو الذي حارب العنصرية والعبودية بقوله: "لا فضل لعربي على أعجمي ولا ‏ ‏لعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى".سيدنا محمد، الرحمة المهداة، كان محل حفاوة بالغة في الحي الثقافي "كتارا" في قطر، وهو الحي الذي طالما احتفل بالرسول الكريم، بإحياء سنته في كل أشهر السنة، خاصة رمضان، ونظم المحاضرات والندوات التي تستعرض سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن أقوى وأكبر حدث نظمه الحي الثقافي هو مسابقة "جائزة كتارا لشاعر الرسول" التي تعتبر الأضخم من نوعها عربيا، وربما عالميا، وهو أول نشاط إسلامي ثقافي ينظم على مستوى العرب في عصرهم الحديث.هذه المسابقة الشعرية التي استحوذت على الاهتمام والأرواح والقلوب جذبت مئات الشعراء من كل أنحاء الوطن العربي، شعراء يتغنون بسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، باستخدام أبهى وأجمل ما يعرفه العرب في حياتهم.. الشعر، الذي يعتبر ديوان العرب بلا منازع.يعتبر الشعر قمة الإبداع الفني والأدبي العربي، ولهذا كان يحرص العرب على شعرائهم ويعلون من قيمتهم، بل وصل الأمر إلى تعليق الشعر على جدار الكعبة، إكراما لهؤلاء الشعراء، وفي الإسلام أيضًا حظي الشعراء بمكانة خاصة، فقد خلع الرسول صلى الله عليه وسلم بردنه على كعب بن زهير، وحث شاعر حسان بن ثابت رضي الله عنه على التصدي للمشركين، وقال له يوم قريظة: "اهجهم وروح القدس معك".. أن روح القدس لا يزال يؤيدك ما نافحت عن الله ورسوله.ليس غريبا على الحي الثقافي "كتارا" أن تحتفي بالشعراء الذين ينافحون عن الرسول صلى الله عليه وسلم شعرًا، فالجائزة تسير على ذات المسار القويم للدفاع عن الرسول وزرع القيم الإسلامية. وهذا ما أعطى لجائزة كتارا لشاعر الرسول بعدا إضافيا وجعلت شعارها "تجمل الشعر بخير البشر"، وكانت الجائزة الكبرى من نصيب الشاعر العماني جمال بن عبد الله الملا الذي فاز بالمركز الأول عن قصيدته "النبي"، ونال جائزة مالية قدرها 300 ألف دولار أمريكي، وفي الوصافة جاء الشاعر المصري أحمد بخيت عن قصيدته "المشكاة"، وحاز على مبلغ مالي قدره 200 ألف دولار أمريكي. واحتل الشاعر العراقي شاكر الغزي المركز الثالث عن قصيدته "قمح لقوافل الجياع"، وحاز على 100 ألف دولار أمريكي، وحل الشاعر العراقي مسار رياض في المركز الرابع عن قصيدته "صائغ الحياة"، وحصل على 50 ألف دولار أمريكي، بينما جاء الشاعر المغربي خالد بودريف خامسا عن قصيدته "السراج المنير"، ونال مبلغا ماليا قدره 25 ألف دولار أمريكي.هذه الجائزة الكبرى التي تحتفل بخير البشر حققت هدفها باستقطاب إبداعات المبدعين بلا تحيز ولا تمييز إلا في الفن والشعر، وكان هذه سببا في نجاحها الكبير محليا وعربيا، ولعل ما قاله الدكتور خالد بن إبراهيم السليطي، المدير العام للمؤسسة العامة للحي الثقافي كتارا، من أن الجائزة "حققت هدفها المتمثل في استثمار الشعر في إبراز رسالة الإسلام السمحة، والذود عنها ضد المغرضين من أصحاب النفوس المريضة الذين يسعون إلى تشويه ديننا الحنيف".جائزة كتارا لشاعر الرسول علامة فارقة في العمل الثقافي الهادف في العالم العربي، ويكفي 828 شاعرا شاركوا في المسابقة، تم اختيار 30 منهم للتنافس على التصفيات النهائية، تم اختيار 5 فائزين منهم بنزاهة وشفافية ودقة.جائزة كتارا لشاعر الرسول هو النشاط الأبرز والأضخم للحي الثقافي "كتارا" ويتربع على قمة فعاليات كتارا إلى جانب جائزة كتارا للرواية العربية وغيرها من النشاطات الثقافية والتراثية التي تجذب الناس من كل حدب وصوب. وهذا ما يجعل من كتارا أهم مؤسسة ثقافية في العالم العربي حاليا.

365

| 22 أبريل 2016

الإكوادور.. والبحث عن العرب (4)

رغم الزلزال الذي ضرب الإكوادور مؤخرا وأسفر عن مقتل 300 شخص وجرح 2500 آخرين، فإن هذه الدولة اللاتينية تعيش استقرارا لافتا بعيدا عن الزلازل السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وتسود فيها حالة من التسامح بين المكونات المختلفة للمجتمع الإكوادوري ومن بينهم العرب.للإكوادور وجه عربي بارز، فالجالية العربية، السورية واللبنانية والفلسطينية والمصرية، استوطنت هناك منذ فترة طويلة، وصار لها وجود بارز في الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، فاثنين من رؤساء الإكوادور من أصول عربية، وهذا يعكس حالة التسامح والانفتاح والسلام الاجتماعي والعرقي والديني في هذا البلد.تقدر الإحصاءات عدد المسلمين هناك بحوالي 2000 مسلم هاجروا إلى هناك منذ بداية القرن الماضي، ويتركزون في كيتو وجواياكيل وتجمعات بسيطة في مانابي ولوس ريوس وإزميرالدس. وأسس العرب المسيحيين والمسلمين منظمة موحدة في الأربعينيات والنادي العربي والنادي اللبناني والنادي السوري "نادي بيبلوس" في الثمانينيات. وفي منتصف التسعينيات، استأجر المسلمون مكانًا لإقامة صلوات الجمعة. ثم وفرت السفارة المصرية موقعا للغرض نفسه. كما أسست الحكومة المركز الإسلامي الإكوادوري في 15 أكتوبر 1994. كما تأسس مسجد خالد بن الوليد عام 1991.المشاركة السياسية للعرب في الإكوادور لافتة فهناك وزراء وسفراء ونواب ورئيس مجلس نواب (أسعد بوكرم) وقضاة وغيرهم، ومن بين هؤلاء السفير قبلان "أبي صعب"، سفير الإكوادور في قطر، وسفير غير مقيم لخمسة دول أخرى في المنطقة، الذي يفتخر بعروبته وإكوادوريته في الوقت نفسه، وهو قصة نجاح عربية لأنه بدأ حياته رجل أعمال ثم اتجه نحو العمل السياسي والدبلوماسي، ويلعب دورا مهما في تقريب وجهات النظر بين بلاده والدول العربية خاصة قطر.وفي هذا السياق يرى السفير "أبي صعب" أن العلاقات بين الإكوادور وقطر تشهد نقلة نوعية كبيرة منذ تدشين سفارتي البلدين عام 2012 على كل الأصعدة، سياسيا واقتصاديا وثقافيا، خاصة مع توفر البيئة المناسبة والفرص الاستثمارية، خاصة أن قطر وقعت مع جمهورية الإكوادور في السنوات الثلاث الأخيرة نحو 14 اتفاقية بين الدولتين.الجميل أن عددا لا بأس به من رجال الأعمال القطريين زاروا الإكوادور، وتعرفوا عن قرب على مجالات الاستثمارات. كما أن هناك شركات في الإكوادور برؤوس أموال قطرية، يملكها رجال أعمال قطريون. منها مجموعة نفطية اسمها "جينتي أويل".السفير "أبي صعب" الذي يعتبر جسرا للتقارب بين ثقافتين يقول إن بلده الإكوادور داعم دائم للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، فالإكوادور هي ثاني دولة في أمريكا اللاتينية تعترف بدولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وقامت بفتح سفارة في فلسطين واحتضنت سفارة فلسطين في العاصمة كيتو، وهي داعمة دائمة لهذه السفارة، وتواصل دعم القضية الفلسطينية في كل المحافل الدولة، وصل إلى درجة استدعاء سفيرها مرتين من تل أبيب، الأولى استنكارا لقصف سفينة الحرية والثانية رفضا للعدوان على غزة، وقامت بإرسال مساعدات إنسانية إلى فلسطين في سبتمبر 2014.حقيقة الأمر أننا نحن العرب نجهل الإكوادور، وأمريكا اللاتينية، ونجهل ثقافتها وحياتها وكتابها، فهي بالنسبة لنا عالم مجهول، فالغالبية العظمى من العرب لا يرون في العالم غير أوروبا الغربية أو الولايات المتحدة الأمريكية، أما باقي العالم فهو مجهول بالنسبة لنا، في إفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية، رغم أن غالبية دول هذه القارات ناصرت العرب في قضاياهم وهي دول غنية بناسها مواردها وثرواتها.الإكوادور قصة كبيرة تختصر عوالم أمريكا اللاتينية، وعوالم أناس تعاطفوا معنا عن بعد، ينبغي لنا أن ننفتح عليها ونعرفهم أكثر، وحان الوقت الآن لرد الجميل الآن في التعاطف مع ضحايا الزلزال الذي ضرب الإكوادور وأزهق الكثير من الأرواح البريئة، وما أحدثه من دمار كبير، وتقديم الدعم المادي والمعنوي لهذا البلد الذي لم يتأخر دعم العرب وقضاياهم.

6795

| 19 أبريل 2016

الإكوادور.. والبحث عن العرب (3)

لم تكن الإكوادور، هذه الدولة اللاتينية القابعة في قارة أمريكا الجنوبية، استثناء من الفساد والانقلابات، فقد كانت مرتعا للنهب الأمريكي المنظم، مثل باقي دول القارة، وكانت جزءا من شرايين أمريكا اللاتينية المفتوحة كما أطلق عليها الكاتب الأوروجوياني الشهير، إدواردو غاليانو، في كتابه "الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية"، وهو الكتاب الذي استشهد به الرئيس البوليفي "إيفو موراليس" في خطابه الافتتاحي لاجتماع قمة زعماء أمريكا اللاتينية في مدينة كوتشابامبا ببوليفيا في ديسمبر 2006، عندما دعا زعماء القارة إلى القسم جميعا على إغلاق "الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية"، وبعد ذلك قام الرئيس الفنزويلي الراحل "هوغو شافيز" بإهداء نسخة من الكتاب إلى الرئيس الأمريكي باراك أوباما عام 2009 خلال اجتماع مع رؤساء دول أمريكا الجنوبية، لأنه يعبر عن الحالة التي صنعتها الولايات المتحدة في أمريكا الجنوبية.لقد أفقرت الولايات المتحدة دول أمريكا الجنوبية، ومنها الإكوادور، ودفعتها نحو الفقر والبؤس والحرمان، ومارست استعمارا غير مباشر عن طريق النخب الفاسدة ورجال الأعمال والإعلام المرتبطين بواشنطن، وكانت تصنع القهر في كل القارة، واستخدمت المؤسسات المالية التي تهيمن عليها من أجل نهب كل ما يمكن نهبه، حتى لو أدى ذلك إلى موت سكان قارة أمريكا الجنوبية، وأغرقت هذه الدول في الديون وجعلت اقتصاداتها تابعة لمؤسساتها وشركاتها ومصارفها، وقد أبدع "غاليانو" بكتابة التاريخ من وجهة الضحية والمقهور، وهي وجهة النظر التي يتجاهلها المنتصرون الذين يكتبون تاريخهم المزيف على حساب تاريخ المقهورين الحقيقي، وقدم نصا قال فيه إنه يقدم "تاريخا للنهب والاستنزاف وكيف يظهر الغزاة في سفنهم الشراعية وعلى مقربة منهم التكنوقراطيون في طائراتهم النفاثة، ومشاة البحرية ومفوضو الملكة وبعثات صندوق النقد الدولي، وتجار العبيد ومديرو جنرال موتورز".لم تكن الإكوادور بعيدة عن هذه الأجواء، فقد غرقت في البؤس وغاب الاستقرار وتعمقت الجراحات الاقتصادية، وصارت رهينة للدائنين الذين يمصون موارد الدولة ومعها دماء الناس، واتسعت الفوارق الاجتماعية بين قلة فاسدة تملك كل شيء، وأغلبية فقيرة لا تملك شيئا، وانتشرت الجريمة وعم الاحتكار، وتجارة المخدرات.في هذه الظروف الصعبة واللامعقولة انتخب الإكوادوريون اليساري رافائيل كوريا رئيسا، فكان عليه أن يوقف نزيف الشرايين المفتوحة، والنهب المنظم، وأن يردم الهوة بين الأغنياء والفقراء، وأن يعالج أوضاع التعليم والصحة والبنية التحتية، وأن يلجم نزيف "الدين العام"، فتصدى للشركات الأمريكية والأوروبية بسرعة وقلب معادلة الربح لتكون في صالح الشعب أولا، ورفع الحد الأدنى للأجور، ومنع الاحتكار، وضرب الجريمة المنظمة، وسيطر على الدين العام، واعتمد سياسة تكافؤ الفرص، وزاد عدد المدارس والمستشفيات ورفع الاستثمار في التعليم العالي من 0.8% إلى 1.8% من الناتج الإجمالي المحلي، وحرص على توفير الكهرباء للسكان وشرع ببناء 9 محطات جديدة لتوليد الكهرباء، انتهى اثنتان منها بالفعل، وحقق رقما قياسيا بتوليد الكهرباء من المياه، حيث وصلت النسبة إلى 93% وهي الأكبر في العالم، وشرع في برنامج ضخم لإعادة الأموال المنهوبة للدولة، ما أدخله في صراع مع الفاسدين وشركات النهب، وشرع بتوزيع الثروة على الجميع حسب الإمكانات المتاحة، وتوفير وظائف للمعاقين وأعاد النظر بالأعباء الضريبية لصالح الفقراء، وهو ما استفز أذناب أمريكا لحشد قواهم من أجل إحباط برامجه الإصلاحية، وعندما فشلوا في ذلك حاولوا اغتياله وتعرض لمحاولة انقلابية عام 2011 أفشلها الشعب الذي انتصر على بنادق العسكر، ليكمل مسيرته في الحكم والإصلاح ونقل الإكوادور من مرحلة الحرمان إلى مرحلة المكاسب الاجتماعية والاقتصادية لكل الشعب بلا استثناء.

895

| 17 أبريل 2016

الإكوادور.. والبحث عن العرب (2)

ما إن خرج رافائيل كوريا من وزارة المالية غاضبا من حجم الفساد المستشري وشراسة شركات النهب حتى التف حوله عدد كبير من الشباب والمثقفين والناس العاديين، فقرر أن يترشح للانتخابات الرئاسية ليحصل على 53% من الأصوات في واحدة من المفاجآت الصادمة لأنه لم يكن مدرجا في الحسابات الفائزة أصلا، واستطاع أن يفوز مرة أخرى عام 2009 بعد تغيير الدستور ثم فاز مرة ثالثة عام 2013 وبنسبة 58%، بل وانتزع فوزا برلمانيا غاليا بفوز 100 نائب من حزبه من أصل 129 بعد أن كسب الانتخابات من الجولة الأولى.اختار الأستاذ الجامعي رافائيل كوريا الذي تحول رئيسا ما يطلق عليه "اليسار العقلاني" القائم على الواقعية السياسية، فهو يعرف أن وجود جار غير مريح في الشمال "أمريكا" سيسبب له ولبلاده الكثير من الإزعاج، بل ربما أكثر من ذلك، رغم أنه كان واحدا من الموجة اليسارية التي اجتاحت أمريكا اللاتينية، لكن أمريكا لا تعدم الوسائل من أجل خلخلة الاستقرار فيما تطلق عليه الماكينة الإعلامية الأمريكية "دول الموز"، في إشارة إلى دول أمريكا اللاتينية، القابعة في فنائها الخلفي، وعمل الرئيس كوريا على اعتماد ما يسمى"اشتراكية القرن الحادي والعشرين" وذلك بخلق حالة من التوازن بين القطاعين العام والخاص، مع التصدي بقوة لتيار "النيوليبرالية" الذي يروج للرأسمالية المتوحشة المدعومة من الشركات العابرة للقارات. وبدأ عملية انفتاح داخلية وخارجية بما في ذلك على العالم العربي الذي تحول إلى بند مهم على أجندة الرئيس "كوريا".منذ انتخابه في 2007 عمل الرئيس كوريا على قلب الأمور رأسا على عقب، وحاول تعبئة الموارد من أجل انتشال البلد من الفقر الذي كان يعصف بأكثر من ثلث السكان، ونجحت السياسات التي طبقها والإجراءات الاقتصادية التي اعتمدها إلى النزول بنسبة الفقراء من 37% إلى 25%، وانخفضت نسب الفقر المدقع للناس الذي لا يملكون شيئا من 19% إلى 8%، وهو إنجاز كبير ولكنه لا يزال دون الهدف المطلوب بالوصول إلى "صفر" فقراء في الإكوادور، ولكن التركة التي ورثها الرئيس كوريا كانت ثقيلة للغاية، فقد كان الفساد والنهب واختلال الموازين الاقتصادية تخنق الغالبية العظمى من الشعب، ولم يكن من الممكن التغلب على ذلك، مع وجود الشركات الكبرى واللوبيات المختلفة التي تمول صحافة لا تنقطع عن مهاجمة أي خطط إصلاحية أو مبادرات لتوزيع عادل للثروة.لم يكن أمام الرئيس كوريا من وسيلة لتطبيق إصلاحاته السياسية والاقتصادية إلا التصدي ل"كارتيل الشركات الكبرى" خاصة العاملة في مجال إنتاج النفط، ووضع هذه الشركات أمام الأمر الواقع، أما تغيير المعادلة أو الخروج من السوق الإكوادورية، فاشتدت الحملة ضده لكنه تسلح بالشعب الذي يدعمه، لكن الشركات النفطية الغربية استسلمت في النهاية، وعدلت مسارها، وبهذا حصل الشعب الإكوادوري على 80% من عوائد النفط، مقارنة بـ 20% قبل ذلك. وقد استخدمت الأموال النفطية من أجل إخراج مليون مواطن اكوادوري من الفقر، وخلق فرص عمل كثيرة أدت إلى انخفاض نسبة البطالة في الإكوادور إلى 4.1% التي تعتبر من أقل النسب في العالم. لعب الرئيس رافائيل كوريا اللعبة على أصولها فقد كان يعرف تماما أن الحل يبدأ في الاقتصاد قبل السياسة، وأن تطبيق خطط التطوير الاجتماعية تحتاج إلى أموال، وأن النجاح السياسي يبدأ من جيوب المواطنين وأمعائهم وليس من الوعود الكاذبة. ولأنه اجاد اللعب في دهاليز الاقتصاد فقد كسب في السياسة والشارع.. كسبا سياسيا واجتماعيا بسبب نجاحاته الاقتصادية.

1173

| 14 أبريل 2016

الإكوادور.. والبحث عن العرب (1)

للأسف الشديد غرقنا -نحن العرب- في همومنا ومشاكلنا ومآسينا حتى نسينا أصدقاءنا حول العالم، وبذلك نجازف بخسارتهم، ثم بعد ذلك نجلس القرفصاء نبكي على الأصدقاء الذين خسرناهم، ومن هؤلاء بالتأكيد الإكوادور.كثيرون في العالم العربي لا يعرفون أين تقع الإكوادور، وربما البعض لم يسمع بهذا الاسم من قبل، فقط ربما المهتمون بالرياضة يعرفون أن لديها فريق كرة قدم لولع شعبها بهذه الرياضة الجماهيرية. ما لا نعرفه عن هذه الدولة أنها سارعت إلى سحب سفيرها من تل أبيب احتجاجا على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وهو موقف لم تقدم عليه الدول العربية التي ترتبط بعلاقات مع الكيان الإسرائيلي.تقع دولة الإكوادور في الشمال الغربي لقارة أمريكا الجنوبية على المحيط الهادي، ويحدها شمالًا دولة كولومبيا، ودولة والبيرو من الجنوب والشرق، ويبلغ عدد سكانها 16 مليون نسمة ينتشرون على مساحة 283 ألف كيلومتر مربع، وتتمتع بمناخ استوائي، إذ ترتفع درجات الحرارة والرطوبة على مدار العام، وتقع العاصمة كيتو والعديد من المدن الإكوادورية على ارتفاع أكثر من 2800 متر فوق سطح البحر، وبالتالي تقل كمية الأكسجين بها عن معدلاتها الطبيعية، ما يؤدي إلى صعوبات في التنفس. أهم مدنها جواياكيل الساحلية، يليها العاصمة "كيتو".تعد الإكوادور أكبر دولة مصدرة للموز في العالم، كما تحتكر نحو 63% من الإنتاج العالمي للكاكاو عالي الجودة، وهي ثالث أكبر دولة في العالم تصديرًا للزهور، كما أنها خامس أكبر دولة منتجة للجمبري، وهي خامس أكبر دولة أيضا منتجة للبترول في أمريكا الجنوبية، ولا تتجاوز نسبة البطالة في هذه الدولة 5%، وهي من أدنى النسب في العالم، ومع ذلك فهي تقبل المهاجرين بأعداد قليلة بتخصصات مميزة في مختلف المجالات العلمية والاقتصادية.هذه المعلومات القليلة تشير إلى مقدار الثراء الذي تتمتع به هذه الدولة اللاتينية، ومع ذلك فقد كان شعبها يرزح تحت خط الفقر بسبب الفساد ونهب الشركات الغربية "الأمريكية والأوروبية" لثروات هذا البلد، ولم تكن هذه الشركات تترك لهم الفتات من ثرواتهم، كما كانت تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي والأمني، إذ تم تغيير 7 رؤساء خلال 10 سنوات ما بين 1997 وحتى 2007، فشهدت الإكوادور نقلة نوعية في ذاك العام كانت محطة فاصلة بين مرحلتين، فقد خرج من القمقم رجل اسمه "رافائيل كوريا" وترشح للانتخابات الرئاسية، وكان خارج كل حسابات الفوز، إلا أنه حقق المفاجأة الكبرى وفاز، ما شكل صدمة لمنافسيه السياسيين الذين لم يقدروه حق قدره، واستهانوا به فكان أن ألحق بهم هزيمة غير متوقعة.لذلك يعد عام 2007 محطة تاريخية في حياة الإكوادور، تماثل ربما النقلة النوعية التي أحدثها فوز رجب طيب أردوغان في تركيا عام 2002، أو تجربة مهاتير محمد في ماليزيا، الذي نقل بلاده من الفقر والتخلف إلى التقدم حتى أصبحت نمرا آسيويا يشار إليه بالبنان.في هذا العام بدأ الرئيس المنتخب رافائيل كوريا بالانتقال ببلاده من حالة إلى حالة، ومن مرحلة إلى مرحلة، فهذا الأكاديمي، كان أستاذا جامعيا قبل أن يعين وزيرا للمالية قبل عامين من انتخابه رئيسا، لكنه لم يمكث في الوزارة إلا شهرين واستقال لأنه رفض التوقيع على اتفاقيات تعطي الشركات الكبرى اليد الطولى بالتحكم بثروات البلاد، وخرج من السلطة حتى لا يدخل في لعبة "مصالح الشركات الكبرى"، ورفض أن يغرف الملايين التي عرضت عليه.

763

| 12 أبريل 2016

العرب يحاصرون غزة

يرزح مليوني فلسطيني في قطاع غزة تحت حصار خانق يبدو أنه لم يعد يثير اهتمام أحد من العرب والعجم، رغم ما يشكله من انتهاك لحقوق الإنسان في الحياة وحرية الحركة.المخزي في هذا الحصار الذي يستمر للسنة العاشرة على التوالي، هو هذا الصمت العربي المريب، ومشاركة النظام الانقلابي المصري وسلطة محمود عباس ميرزا باستمراره، فالاحتلال الإسرائيلي الصهيوني اليهودي الاستعماري يفرض حصارا بريا وبحريا وجويا على القطاع، ونظام عبد الفتاح السيسي يفرض حصارا بريا ويمنع تواصل القطاع مع العالم الخارجي عن طريق معبر رفح، وسلطة عباس ترفض رفع الحصار قبل إزاحة حماس من هناك كما أعلن وزير الخارجية الصهيوني السابق أفيجيدور ليبرمان، ما يجعل من الحصار مجموعة من الحلقات المحكمة التي تقتل الفلسطينيين في قطاع غزة ببطء.هناك حلقة رابعة من حلقات قتل الغزاويين وهي حلقة الصمت العربي غير المعقول، باستثناء قطر التي تطالب برفع الحصار في كل المحافل الدولية والإقليمية والعربية، فإن الأنظمة العربية الأخرى يبدو أنها سعيدة بهذا الحصار، بل يتمنى بعضها أن يستمر حتى تعلن حماس استسلامها بالكامل، حتى لو أدى ذلك إلى موت مليوني فلسطيني هناك.حصار غزة اعتداء على الإنسانية جمعاء، واعتداء على الأخلاق والقيم والمبادئ والشرائع والقوانين الدولية وحقوق الإنسان، فالحصار جريمة حرب كاملة وهي جريمة إبادة وجريمة ضد الإنسانية، ومع ذلك يتعامل العرب مع الحصار على أنه حقيقة قائمة لا مجال لتغييرها، وأن هذا الحصار جزء من حياة الشعب الفلسطيني الغزاوي.المسالة ليست إبادة جماعية فقط بل إبادة فردية، فالمريض الذي لا يستطيع أن يسافر إلى الخارج لتلقي العلاج يتعرض للقتل، والطالب الذي يفشل بالالتحاق بجامعته في الخارج يعترض للقتل، والأستاذ الذي يمنعه الحصار من السفر للمشاركة في مؤتمر أو ندوة أو محاضرة يتعرض للقتل، والأم التي لا تستطيع أن تستقبل أولادها بسبب الحصار تتعرض للقتل، والدكتور الذي لا يستطيع السفر للمشاركة في مؤتمر طبي يتعرض للقتل، والصحفي الذي لا يستطيع السفر للمشاركة في مهرجان لتسلم جائزته الذي فاز بها يتعرض للقتل، والمرأة التي لا تستطيع الالتحاق بزوجها تتعرض للقتل، والرجل الذي لا يستطيع العودة لرؤية أطفاله في غزة يتعرض للقتل.كل فرد في غزة يتعرض للقتل مهما كان عمله أو وضعه، قتل جسدي وروحي ومعرفي وثقافي، فالفلسطينيون في غزة معزولون عن العالم من الناحية العملية، وهذا وضع شاذ وغير طبعي وغير منطقي وغير معقول، ولكن الجنون بعينه هو أن يقبل الحكام العرب والشعوب العربية وما يسمى بالمجتمع الدولي استمرار هذا الحصار بهذه الطريقة الفجة الهمجية البربرية، فنحن لا نكاد نسمع حسًا لأحد من أجل فك الحصار، ولا يوجد أي تحركات عملية من أجل رفع الحصار، باستثناء بعض الناشطين هنا وهناك. وبعض المحاولات البحرية لكسر الحصار.ربما كان الاستثناء الكبير هو محاولة سفينة "مافي مرمرة" التركية كسر الحصار، فما كان من العدو اليهودي الإسرائيلي الصهيوني البربري إلا أن ارتكب مجزرة ذهب ضحيتها 9 أتراك.لا يمكن أن يستمر هذا الحصار إلى الأبد، ولا شك أن عوامل الانفجار تتراكم في القطاع من أجل فك الحصار ولو بحرب جديدة، مع إمكانية اندلاع انتفاضة شاملة في الضفة الغربية رغم التنسيق الأمني والدور الذي تقوم به أجهزة أمن محمود عباس ميرزا، كما أن إعلان حماس وجود أربعة أسرى لديها يزيد من احتمالات حرب جديدة يبدو أن المقاومة الفلسطينية مصممة هذا المرة لنقلها إلى العمق الإسرائيلي، وتحويل الضفة الغربية إلى ساحة حرب وعدم الاكتفاء بغزة فقط، فكتائب القسام أعادت بناء ترسانتها العسكرية، وعوضت الصواريخ التي استخدمتها في الحرب الأخيرة، وتوعدت بمفاجأة جديدة غير متوقعة.

695

| 10 أبريل 2016

تركيب القطع المبعثرة في ليبيا

بعد أن نجح الشعب الليبي بخلع نظام معمر القذافي بعد حرب دامية استمرت أقل من عام، وجد الليبيون أنفسهم في مواجهة حرب طاحنة من كل أعداء الثورة، ومن قبل قوى خارجية، عربية وإقليمية ودولية، لإفشال ما نجح الشعب الليبي بتحقيقه بعد أن قدم أكثر من 70 ألف شهيد، وعشرات آلاف الجرحى.لقد كان الليبيون أقرب إلى الوحدة العضوية الكاملة، فظلم القذافي طال الجميع لا استثناء، ولم ينج منه أحد، من كل المناطق والقبائل، وحتى من القبائل المقربة له، فهو لم يكن يعرف إلا نفسه فقط.هذه الحقيقة وضعت الشعب الليبي الثائر في ظرف أكثر من ملائم لبناء دولة جديدة على إنقاذ "لا دولة القذافي" فالتناقض الوحيد مع نظام العقيد الدكتاتور، والكل كان يرى أن الأرض ممهدة لإقامة حكومة تمثل الشعب الليبي بكل ألوانه السياسية والقبائلية والعرقية، ونجحت الانتخابات إفراز مجموعة كبيرة من النواب الممثلين حقا لمناطقهم.بعد ذلك حدثت الكارثة، فقد ظهر العقيد "خليفة حفتر"، وبدأت الحرب بين رفاق الأمس القريب، وكأنهم لم يقاتلوا معا ضد الدكتاتور، وسالت الدماء وانقسم البرلمان وصارت الحكومة حكومتين "في طرابلس وبنغازي"، وبدأت الأموال العربية والإقليمية والدولية تمول "لوردات الحرب"، وتحولت ليبيا التي كان الجميع ينتظرون أن تكون "قصة نجاح" إلى فشل ذريع ورواية دامية، ودخل العالم إلى اللعبة ليؤيد حكومة على حساب الأخرى، وتعطلت الحياة في ليبيا على مدى 5 سنوات، جعلت من الليبيين شعبا فقيرا، وهو يملك ثروة هائلة من النفط والغاز والسواحل والمصادر الطبيعية.الآن وبعد "ماراثون الدم" هناك تم تشكيل حكومة مصغرة للوفاق الوطني في ليبيا في مدينة الصخيرات المغربية وبدعم من الأمم المتحدة بعد أن وقعت عليها قوى سياسية مختلفة من طرابلس وبنغازي، وذلك بعد جولات من الفشل.لم يكن لهذه لحكومة الوفاق الليبية أن ترى النور لولا التغيرات الكبيرة على الأرض، وخوف قوى دولية وإقليمية، خاصة أوروبا، أن تتحول ليبيا إلى قاعدة قوية لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش"، وخروج ليبيا عن السيطرة تماما بعد إخفاق التعويل على "خليفة حفتر" لبناء حالة جديدة في ليبيا تضع الدولة بين يديه، والقلق من أن يؤدي أي تدخل دولي هناك إلى حرب طويلة الأمد بلا نهاية، تستنزف أوروبا الغارقة في موجات اللاجئين، والتي تحسب ألف حساب قبل إقدامها على مغامرة عسكرية غير محسومة النتائج، ما قد يؤدي أن تتحول ليبيا إلى بؤرة مشتعلة تحرق أصابع أوروبا، وتستنزفها اقتصاديا.ببساطة الكل حاول العمل على إعادة تركيب القطع المبعثرة في ليبيا، لمنع تفكك ليبيا نهائيا بعد أن فشلت الخيارات العربية الإقليمية الدولية في فرض "أمر واقع" هناك، وهذا ما جعل من المصالحة بين أعداء الأمس أمرا ممكنا بعد انتظار طويل.صحيح أن حكومة الوفاق الوطني الليبية حصلت على تأييد الجماعات المسلحة، خاصة في طرابلس، بعد أن دخلت معها في محادثات للاتفاق على ترتيب الأوضاع بعد تسلم هذه الحكومة لسلطاتها، إلا أن خطر الانزلاق إلى العنف مجددا لا يزال قائما، فحكومة بنغازي تضع شروطا للاعتراف بحكومة الوفاق، كما أن الاحتياجات المالية للشعب الليبي كبيرة جدا، وهي تريد حكومة قادرة على دفع الاقتصاد الليبي قدما إلى الأمام، من الحكومة التي قدمت وعودا للإصلاح المالي والتغلب على الفقر والبطالة والركود، وهذا يعتمد على القدرات المالية لهذه الحكومة العتيدة، كما أن الملف الأمني يمثل صداعا كبيرا وتحديا ضخما لهذه الحكومة التي لا تقدر أي مؤسسات أمنية أو عسكرية على فرض الاستقرار والأمن، خاصة مع وجود عدد كبير من الجماعات المسلحة.هذه التحديات الداخلية وغيرها، ورغبة الجيران العرب، والقوى الدولية هي الميزان الحقيقي للحكم على مآلات الأوضاع في ليبيا، وعما إذا كانت هذه الحكومة ستنجح أم ستتحول مثل سابقاتها، مجرد حالة من العجز أمام إصرار أعداء ليبيا على تخريب المشهد برمته.

366

| 08 أبريل 2016

مشروع حماس وعباس

في الوقت الذي تعلن المقاومة الإسلامية حماس عن أسر 4 جنود إسرائيليين، يتباهى الرئيس محمود عباس بأنه يفتش حقائب الطلاب الفلسطينيين بحثا عن السكاكين حفاظا على المستوطنين الإسرائيليين وجنود الاحتلال، وهذا يعكس الاختلاف الكبير بين المشروعين، مشروع للمقاومة والعمل المسلح لتحرير فلسطين، ومشروع يسعى لاستجداء الحقوق من محتل لا يعطي شيئا.حماس تقوم بالعمل الصحيح، وتأسر أربعة جنود إسرائيليين، وتؤكد أن الاحتلال لن يحصل على أي معلومة عنهم من دون دفع الثمن، ويخرج الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة" ليعلن في كلمة مقتضبة بثت على فضائية "الأقصى": "إنه لا توجد أي اتصالات أو مفاوضات حتى الآن حول جنود العدو الأسرى، وأي معلومات عن مصير هؤلاء الجنود الأربعة لن يحصل عليها العدو إلا عبر دفع استحقاقات وأثمان واضحة قبل المفاوضات وبعدها". ورفض الإفصاح عما إذا كانوا أحياء أم أمواتًا".في مقابل ما تقوم به حماس من أعمال بطولية ترفع رأس الشعب الفلسطيني، فإن الرئيس عباس يواصل ممارسة هوايته في مهادنة الاحتلال ويقول في مقابلة تلفزيونية أجرتها معه القناة الإسرائيلية الثانية: "إن الأمن الفلسطيني يفتش المدارس الفلسطينية ويفتش حقائب التلاميذ بحثا عن سكاكين لمنع العمليات، وإن أجهزة الأمن الفلسطينية عثرت في مدرسة واحدة على 70 سكينا في حقائب التلاميذ وجردتهم منها وأقنعتهم بعدم جدوى القتل أو الموت على الحواجز الإسرائيلية".ويذهب أبعد من ذلك قائلا: "عندما يذهب طفل حاملا سكينا لتنفيذ عملية فانه لا يستشير والديه ولا شقيقه ولا يمكن أن تجدي شخصًا عاقلا يشجعه على تنفيذ تلك العملية"، وبالطبع لم يغفل عباس الحديث عن إنسانية الشعب الإسرائيلي ويعلن براءته من الوحشية والقتل حتى من اغتيال شاب فلسطيني وتصفيته بطلقة في الرأس من قبل جندي من جنود الاحتلال عن مسافة قريبة في الخليل، ويقول: "لا أريد أن أعمم مفهومًا لا إنسانيًا على جميع الإسرائيليين، لأن بينهم بشر وإنسانيون. أنا لا أحب أن أرى طفلا فلسطينيا يحمل سكينا ويطعن إسرائيليا". وقال: "أستمر في مد يدي بالسلام وأنا في الحكم منذ عشر سنوات. وأنا أعلن أنني ضد القتل وضد العنف والآن تقولون إنني أنا أحرض على العنف! لماذا تقولون إنني أحرض؟".وبالطبع حرص عباس على التأكيد على مواصلة "التنسيق الأمني المقدس" ودعا إلى مواصلته لأن "البديل لهذا هو الفوضى والسلاح والمتفجرات والمسلحين الذين سيأتون من الخارج. أريد التعاون الأمني مع إسرائيل ولا أخجل من ذلك وعلى الجميع أن يحترمني من أجل ذلك، لأن البديل هو نقص الشعور بالأمن وفقدان الأمل".عباس وحماس مشروعان مختلفان، ففي الوقت الذي يجرد فيه عباس الشعب الفلسطيني من السكاكين حفاظا على التنسيق الأمني الذي يحمي الاحتلال، فإن حماس تواصل مشروع الكفاح المسلح والمقاومة من أجل الإبقاء على جذوة القضية الفلسطينية، ولذلك فهما مشروعان يصعب أن يلتقيا.

415

| 03 أبريل 2016

تقاسم تركة الرجل العربي المريض

قبل قرن من الزمان قامت بريطانيا وفرنسا وروسيا القيصرية برسم الخارطة الجديدة للعالم العربي، وقام برسم هذه الخارطة، لكن الثورة البلشفية أخرجت روسيا من المعادلة وبقي على الساحة البريطانيون والفرنسيون بوصفهما القوتين الاستعماريتين العظميين في ذلك الحين.منذ ذلك الحين استمرت لعبة الأمم في العالم العربي، الذي تحول إلى ملعب ورقعة للشطرنج لمن هب ودب، وصار العرب دولا وأنظمة وقوميات وهويات وأكثريات وأقليات، وتحول كل مكونات هذا العالم العربي إلى قنابل متفجرة، عصفت بالوحدة العربية ووحدة الشعور العربي، وقسمت الأرض وفتت الجغرافيا، واستمر الاستعمار يحكم في بعض ما أصبح يسمى "دول عربية" حتى عام 1971، وعندما خرج الاستعمار العسكري المباشر من أرضنا العربية، خلق آليات تضمن له السيطرة والتحكم، سياسيا واقتصاديا وعسكريا.الآن وبعد 100 عام من مؤامرة "سايكس – بيكو"، وتأسيس "النظام العربي" الذي كان بحق عبارة عن "أنظمة عربية" لأنه لم يكن نظاما واحدا على الإطلاق، وإنشاء "الدولة العربية"، وصلت هذه المؤامرة وهذه الخارطة القديمة إلى نهايتها، فالدولة العربية فشلت على جميع الأصعدة، سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعسكريا وأمنيا، وتحولت إلى حالة مأساوية غير قابلة للإصلاح حتى من قبل الصانعين القدماء "بريطانيا وفرنسا" أو من قبل الوريث الاستعماري الجديد، أمريكا.هذه الحقيقة دفعت رجلا من وزن مايكل هايدن، المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، مايكل هايدن إلى الإعلان عن اختفاء دولتين عربيتين من دول خارطة سايكس – بيكو، وهما "العراق وسوريا" وقال ما نصه في حوار مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية: "لنواجه الحقيقة: العراق لم يعد موجودًا ولا سوريا موجودة، ولبنان دولة فاشلة تقريبًا، ومن المرجح أن تكون ليبيا هكذا أيضًا".وتابع: "اتّفاقيات سايكس بيكو الّتي وضعت هذه الدول على الخارطة بمبادرة من القوى الأوروبية في عام 1916 لم تعكس قطّ الوقائع على الأرض، والآن تؤكّد هذه الحقائق على ذكرياتنا بطريقة عنيفة للغاية".وأوضح أن "المنطقة ستبقى في حالة عدم استقرار في السنوات العشرين أو الثلاثين القادمة، معتقدا أن السياسة الهادفة إلى إحياء هذه الدول لن تكون مجدية"، وأضاف: "لم أشهد عالما أكثر تعقيدًا من عالم اليوم، خاصّة في الشرق الأوسط في دول كانت تسمّى سابقًا بـالعراق وسوريا. اليوم لدينا الدولة الإسلامية والقاعدة والأكراد والسنة والشيعة والعلويون"، وبحسب هايدن "ربّما سيكون هناك مقعد سوري أو عراقي في منظمة الأمم المتّحدة ولكن البلدين قد اختفيا". وأكد أن "الأكراد الآن هم الحليف المفضل للولايات المتحدة في المنطقة وسيبقون على تحالف مع القوى الغربية بسبب التقاء المصالح بين الطرفين، مشيرًا إلى استحالة عودة العراق كبلد موحد كما كان سابقا وحتى سوريا أيضًا، داعيا لتسليح الأكراد فورًا".هذا الاقتباس الطويل يكشف الرؤية الأمريكية للعالم العربي الذي يطلق عليها "الشرق الأوسط"، وهي رؤية تعني أن القوى الاستعمارية الغربية، أمريكا وبريطانيا وفرنسا ومعهم هذه المرة روسيا، جادة في إعادة رسم المنطقة العربية من جديد لتلبية مصالحها وضمان استمرار نفوذها، وحماية أمن الكيان الإسرائيلي، لأن هذا الكيان يشكل حجز الزاوية في هذه الخارطة الجديدة، كما كان حجر الزاوية في الخارطة "الشرق أوسطية القديمة". وهذا يعني تبدل التحالفات وتغيير الحلفاء بما يعني اختفاء دول وأنظمة "حليفة" عن الساحة، وهو مخطط جديد يجري تنفيذه بإصرار من قبل الدول الاستعمارية الأوروبية والروسية والأمريكية وبمشاركة دول إقليمية غير عربية مقابل جزء من الكعكعة وتقاسم "الرجل العربي المريض". أنها بداية مرحلة جديدة في عالم مختلف لن نرى فيها أشياء اعتدنا رؤيتها على مدى قرن كامل.

647

| 29 مارس 2016

صناعة القادة وتأهيل الكفاءات

تلعب الإدارة دورا أساسيا ومحوريا في صناعة الأمم، إلى جانب سيادة الوعي المرتبط بالدين والثقافة والعلم والحماس، وهي عناصر ضرورية تصنع الفرق بين الأمم، وتضع بعضها على طريق الحضارة، وترمي أخرى في غياهب التخلف والنسيان، وهذا ما يفسر حديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - الذي رواه البخاري: "إذا وسد الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة"، فليس أضر على الأمم من وضع الأمور في يد تفتقر للكفاءة والتأهيل، لأن من شأن ذلك تدمير المؤسسات والدولة بأكملها وتكبدها الكثير من الخسائر المادية والمعنوية، فقرار واحد خاطئ كفيل بأن يؤدي إلى إفلاس مؤسسة من المؤسسات، أو جر جيشه إلى هزيمة، ولهذا فإن اختيار "القوي الأمين" لحمل الأمانة والمسؤولية، مسألة حياة أو موت بالنسبة للمؤسسات والمنظمات والدول.وإذا كان وجود ما يكفي من الكفاءات الوطنية عالية المستوى لإدارة دولة بكل أجهزتها، أمر في غاية الصعوبة، فإن المقاربة السديدة لإيجاد أكبر عدد ممكن من الكفاءات الوطنية هي الأسلوب السوي لإدارة الدولة بشكل "ممكن ومعقول"، على طريق إعداد ما يكفي من الكفاءات والقيادات لكل المناصب والوظائف في الوزارات المؤسسات والأجهزة الحكومية، بما يعطي الدولة قدرة على التحرك إلى الأمام بقوة وسرعة وفاعلية، وخلق ما يكفي من الزخم للبقاء في دائرة الأداء الأفضل على مستوى العالم، وهي شروط ضرورية لإنتاج التميز.إذا انتقلنا من النظرية إلى التطبيق فإن وزارة التنمية الإدارية، التي تحولت إلى كيان ضخم بعد دمجها مع وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، تقوم بدور كبير في تحديث وتطوير أداء الجهاز الإداري الحكومي بما يمكنه من تقديم خدمات عالية الجودة بمعايير عالمية لسكان دولة قطر تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030، من خلال توفير ورعاية وتطوير العنصر البشرى والتطوير المستمر للتنظيم ونظم وأساليب بالعمل، استجابة لمتطلبات مراحل التطور المختلفة بالتعاون مع الجهات الحكومية وباستخدام أفضل التقنيات والخبرات المهنية والمعايير في مجالات التنمية الإدارية.وهنا يأتي دور معهد الإدارة الذي يسعى إلى تدريب الموظفين القطريين، وتزويدهم بالخبرات والمعارف الوظيفية اللازمة التي تمكنهم من القيام بمهامهم الوظيفية الموكلة إليهم، وإطلاق الطاقات الإبداعية الكامنة التي تقود إلى بناء قوة عمل وطنية ذات إنتاجية عالية.وقد ترجمت إدارة التدريب في معهد الإدارة هذه السياسة وحولتها إلى واقع عملي من خلال مجموعة كبيرة من البرامج التدريبية التي استفاد منها أكثر من 17 ألف موظف قطري، وكان آخرها البرنامج الكبير والطموح لتدريب القيادة الإدارية والإشرافية والتي شارك فيها في المرحلة الأولى 134 مديرا من مختلف الوزارات وأجهزة الدولة، وستليها مرحلة ثانية من أجل إكمال مسيرة التدريب الذي يشمل جميع شاغلي الوظائف القيادية والإشرافية.جديد إدارة التدريب بمعهد الإدارة العامة، هو التوسع في استقطاب مدربين قطريين، وصل عددهم إلى 20 مدربا قطريا تقريبا، وذلك من أجل إتاحة الفرصة لهذه الكفاءات بتدريب الجيل الجديد من القادة والموظفين في الدولة، فهذه الخبرات تختزن الكثير من التجارب العملية والخبرات التراكمية التي يمكن الاستفادة منها، بما يلبي الاحتياجات المتزايدة للتدريب.هذه الاحتياجات تتوزع على نوعي التدريب: برامج ذات صلة بتنمية القدرات الإدارية بأبعادها المعرفية والمهارية والسلوكية مقسمة إلى ثلاثة مستويات: تنفيذية، وإشرافية، وقيادية، وبرامج ذات صلة بتنمية القدرات التخصصية.هذه البرامج لا تنطلق من فراغ، بل تتبع بوصلة واضحة الاتجاه، لأنها صممت لتنسجم مع فلسفة ربط المسار التدريبي بالمسار الوظيفي التي تؤكد على أهمية التدريب وضرورته للارتقاء والتقدم الوظيفي وربط التدريب بالقدرات الوظيفية وطبيعة العمل للتمكين المتدربين من موظفي القطاع الحكومي القيام بأعمالهم.لاشك أن وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية تشكل "رأس حربة" الفريق الحكومي في الارتقاء بالموارد البشرية وتعظيم رأسمال البشري القطري، فالإنسان هو أغلى ما تملكه الدولة، هو صانع الإدارة والقيادة والريادة والحاضر والمستقبل. وهو الدور الذي تلعبه الوزارة باقتدار.

927

| 27 مارس 2016

alsharq
مامداني.. كيف أمداه ؟

ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو...

7614

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
شكاوى مطروحة لوزارة التربية والتعليم

ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس...

6753

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
السودان.. حوار العقل العربي مع مُشعِلي الفتنة

في السودان الجريح، لا تشتعل النيران في أطراف...

3072

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
عيون تترصّد نجوم الغد

تستضيف ملاعب أكاديمية أسباير بطولة كأس العالم تحت...

2544

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الصالات المختلطة

تشهد الصالات الرياضية إقبالا متزايدا من الجمهور نظرا...

1806

| 10 نوفمبر 2025

alsharq
كلمة من القلب.. تزرع الأمل في زمن الاضطراب

تحليل نفسي لخطاب سمو الأمير الشيخ تميم بن...

1434

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
الوأد المهني

على مدى أكثر من ستة عقود، تستثمر الدولة...

1293

| 11 نوفمبر 2025

alsharq
عندما يصبح الجدل طريقًا للشهرة

عندما صنّف المفكر خالد محمد خالد كتابه المثير...

1107

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
نظرة على عقد إعادة الشراء

أصدر مصرف قطر المركزي في التاسع والعشرين من...

1014

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
خطاب سمو الأمير خريطة طريق للنهوض بالتنمية العالمية

مضامين ومواقف تشخص مكامن الخلل.. شكّل خطاب حضرة...

1008

| 05 نوفمبر 2025

alsharq
رسائل استضافة قطر للقمة العالمية للتنمية الاجتماعية

شكّلت استضافة دولة قطر المؤتمر العالمي الثاني للتنمية...

951

| 09 نوفمبر 2025

alsharq
عمدة نيويورك

ليس مطلوباً منا نحن المسلمين المبالغة في مسألة...

885

| 06 نوفمبر 2025

أخبار محلية