رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); (أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالْآَخِرَةِ فَلَا يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (86) وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ وَآَتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ) (87) (أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالآخرة) أي الموصوفون بما ذكر من الأوصاف القبيحة وآثروا الحياة الدنيا واستبدلوها بالآخرة وأعرضوا عنها مع تمكنهم من تحصيلها، فإن ما ذكر من الكفر ببعض أحكام الكتاب إنما كان لمراعاة جانب حلفائهم لما يعود إليهم منهم من بعض المنافع الدنيوية (فلا يخفف عنهم العذاب) دنيويا كان أو أخرويا (ولا هم ينصرون) بدفعه عنهم شفاعة أو جبرا.(ولقد آتينا موسى الكتاب) والمراد بالكتاب "التوراة"، عن ابن عباس -رضي الله عنهما: أن التوراة لما نزلت جملة واحدة أمر الله تعالى موسى -عليه السلام- بحملها فلم يطق بذلك، فبعث الله بكل حرف ملكا فلم يطيقوا حملها فخففها الله لموسى -عليه السلام- فحملها، (وقفينا من بعده بالرسل) يقال قفاه به إذا أتبعه إياه، أي أرسلناهم على إثره كقوله تعالى (ثم أرسلنا رسلنا تترى) وهم يوشع وأشمويل وشمعون وداوود وسليمان وشعيا وأرميا وعزير وحزقيل وإلياس واليسع ويونس وزكريا ويحيى وغيرهم (عليهم الصلاة والسلام)، (وآتينا عيسى ابن مريم البينات) المعجزات الواضحات من إحياء الموتى وإبراء الأكمه والأبرص والإخبار بالمغيبات أو الإنجيل، وعيسى بالسريانية أيشوع ومعناه المبارك ومريم بمعنى الخادم، وهو بالعبرية من النساء كالزير من الرجال، (وأيدناه) أي قويناه (بروح القدس) أي بالروح المقدسة، وهي روح عيسى (عليه السلام) وإنما وصفت بـ"القدس" لكرامته، أو لأنه عليه السلام لم تضمه الأصلاب ولا أرحام الطوامث، وقيل بجبريل (عليه السلام)، وقيل بالإنجيل كما قيل في القرآن (روحا من أمرنا)، وقيل باسم الله الأعظم الذي كان يحيي الموتى بذكره، وتخصيصه من بين الرسل (عليهم السلام) بالذكر ووصفه بما ذكر من إيتاء البينات والتأييد بروح القدس لما أن بعثتهم كانت لتنفيذ أحكام التوراة وتقريرها، وأما عيسى -عليه السلام- فقد نسخ بشرعه كثيرا من أحكامها، ولحسم مادة اعتقادهم الباطل في حقه -عليه السلام- ببيان حقيقته وإظهار كمال قبح ما فعلوه به عليه السلام. (أفكلما جاءكم رسول) من أولئك الرسل (بما لا تهوى أنفسكم) من الحق الذي لا محيد عنه، أي لا تحبه من هوى كفرح إذا أحب، والتعبير عنه بذلك للإيذان بأن مدار الرد والقبول عندهم هو المخالفة لأهواء أنفسهم والموافقة لها لا شيء آخر (استكبرتم) عن الاتباع له والإيمان بما جاء به من عند الله تعالى (ففريقا) منهم (كذبتم) من غير أن تتعرضوا لهم بشيء آخر من المضار (وفريقا) آخر منهم (تقتلون) غير مكتفين بتكذيبهم كزكريا ويحيى وغيرهما -عليهم السلام- وتقديم "فريقا" في الموضعين للاهتمام وتشويق السامع إلى ما فعلوا بهم إلا للقصر وإيثار صيغة الاستقبال في القتل لاستحضار صورته الهائلة، أو أنهم بعد على تلك النية حيث هموا بما لم ينالوه من جهته (عليه السلام) وسحروه وسمموا له الشاة حتى قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أكلة خيبر تعاودني فهذا أوان قطعت أبهري".
1764
| 05 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (81) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (82) وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْكُمْ وَأَنْتُمْ مُعْرِضُونَ (83) ( بلى ) جواب عن قولهم المحكي وإبطال له من جهته تعالى وبيان لحقيقة الحال تفسيرا ضمن تشريع كلي شامل لهم ولسائر الكفرة بعد إظهار كذبهم إجمالا وتفويض ذلك إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) لما أن المحاجة والإلزام من وظائفه عليه السلام مع ما فيه من الإشعار بأنه أمر هين لا يتوقف على التوقيف ( من كسب سيئة ) فاحشة من السيئات أى كبيرة من الكبائر كدأب هؤلاء الكفرة والكسب استجلاب النفع وتعليقه بالسيئة على طريقة فبشرهم بعذاب أليم ( وأحاطت به ) من جميع جوانبه بحيث لم يبق له جانب من قلبه ولسانه إلا وقد اشتملت واستولت عليه ( خطيئته ) التى كسبها وصارت خاصة من خواصه وقيل السيئة الكفر والخطيئة الكبيرة ( فأولئك أصحاب النار ) فيه معنى البعد للتنبيه على بعد منزلتهم في الكفر والخطايا لما أن ذلك هو المناسب لما أسند إليهم في تينك الحالتين , فإن كسب السيئات وإحاطة خطاياهم بهم أصحاب النار أى ملازموها في الآخرة حسب ملازمتهم في الدنيا لما يستوجبها من الأسباب التى من جملتها ما هم عليه من تكذيب آيات الله تعالى وتحريف كلامه والافتراء عليه وغير ذلك ( هم فيها خالدون ) دائما أبدا .لقد جرت السنة الإلهية على شفع الوعد بالوعيد مراعاة لما تقتضيه الحكمة في إرشاد العباد من الترغيب تارة والترهيب أخرى والتبشير مرة أخرى .(وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل ) شروع في تعداد بعض آخر من قبائح أسلاف اليهود مما ينادي بعدم إيمان أخلافهم وكلمة "إذ" نصب بإ ضمار فعل خوطب به النبى ( صلى الله عليه وسلم ) والمؤمنون ليؤديهم التأمل في أحوالهم إلى قطع الطمع عن إيمانهم أو اليهود الموجودون في عهد النبوة توبيخا لهم بسوء صنيع أسلافهم أي اذكروا إذ أخذنا ميثاقهم ( لا تعبدون إلا الله ) على إرادة القول أي وقلنا لا تعبدون الخ وهو إخبار في معنى النهي كقوله تعالى " ولا يضار كاتب ولا شهيد " ( وبالوالدين إحسانا وذي القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا ) أى أحسنوا إليهم وقولوا لهم قولا حسنا فيه تخلق وإرشاد ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة ) هما ما فرض عليهم في شريعتهم ( ثم توليتم ) أى أعرضتم عن المضى على مقتضى الميثاق ورفضتموه ( إلا قليلا منكم ) وهم من الأسلاف من أقام اليهودية على وجهها ومن الأخلاف من أسلم كعبدالله من سلام وأضرابه ( وأنتم معرضون ) أى وأنتم قوم عادتكم الإعراض عن الطاعة ومراعاة حقوق الميثاق .
2466
| 03 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); {فوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ الله عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ الله عَهْدَهُ أم تَقُولُونَ عَلَى الله مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}. {فويل} الويل شدة الشر وويل لمن وقع في الهلكة. وقيل الويل الحزن وقيل ويل في الدعاء عليه. وقال ابن عباس: الويل العذاب الأليم. وعن سفيان الثوري: أنه صديد أهل جهنم وروى أبوسعيد الخدري (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أنه قال: "الويل واد في جهنم" يهوي فيه الكافر أربعين خريفا قبل أن يبلغ قعره "وقال سعيد بن المسيب: إنه واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لماعت من شدة حره". وقال ابن بريدة: جبل قيح ودم وقيل صهريج في جهنم. وحكى الزهراوي أنه باب من أبواب جهنم {للذين يكتبون الكتاب} أي المحرف أو ما كتبوه من التأويلات الزائغة. {بأيديهم} أي كتبوه بأيمانهم {ثم يقولون هذا} أي جميعا {من عند الله} روي أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مآكلهم وزوال رياستهم حين قدم النبي (صلى الله عليه وسلم) فاحتالوا في تعويق أسافل اليهود عن الإيمان فعمدوا إلى صفة النبي (صلى الله عليه وسلم) في التوراة وكانت هي فيها حسن الوجه حسن الشعر أكحل العينين ربعة فغيروها وكتبوا مكانها طوال أزرق سبط الشعر. فإذا سألهم سفلتهم عن ذلك قرأوا عليهم ما كتبوا فيجدونه مخالفا لصفته (عليه السلام) فيكذبونه. ونسبة المحرف والتأويل الزائغ إلى الله سبحانه صريحا أشد شناعة من نفس التحريف والتأويل {ليشتروا به} أي يأخذوا لأنفسهم بمقابلته {ثمنًا} هو ما أخذوه من الرشى بمقابلة ما فعلوا من التحريف والتأويل {قليلا} لا يعبأ به فإن ذلك وإن جل في نفسه فهو أقل قليلا عندما استوجبوا به من العذاب الخالد {فويل لهم} تكرير لما سبق للتأكيد وتصريح بتعليله بما قدمت أيديهم بعد الإشعار به فيما سلف بإيراد بعضه في حيز الصلة وبعضه في معرض الغرض {مما كتبت أيديهم} أي كتبته {وويل لهم مما يكسبون} فيه زجر عن التحريف وعن الكسب منه. {وقالوا} بيان لبعض جناياتهم وفصله عما قبله مشعر بكونه من الأكاذيب التي اختلقوها ولم يكتبوها في الكتاب. {لن تمسنا النار} في الآخرة {إلا أياما معدودة} قليلة محصورة عدد أيام عبادتهم العجل أربعين يوما مدة غيبة موسى عليه السلام عنهم. وحكى الأصمعي عن بعض اليهود أن عدد أيام عبادتهم العجل سبعة. وروي عن ابن عباس ومجاهد أن اليهود قالوا عمر الدنيا سبعة آلاف سنة، وإنما نعذب بكل ألف سنة يومًا واحدًا. وروى الضحاك عن ابن عباس (رضي الله عنهما): أن اليهود زعمت أنهم وجدوا في التوراة أن ما بين طرفي جهنم مسيرة أربعين سنة إلى أن ينتهوا إلى شجرة الزقوم. وأنهم يقطعون في كل مسيرة سنة فيكملونها {قل} تبكيتا لهم وتوبيخا {اتخذتم عند الله عهدا} أي خبرا أو وعدا بما تزعمون فإن ما تدعون لا يكون إلا بناء على وعد قوي ولذلك عبر عنه بالعهد {فلن يخلف الله عهده} أي إن كان الأمر كذلك فلن يخلفه وفيه تجاف عن التصريح بتحقق مضمون كلامهم وإن كان معلقا بما لم يكد يشم رائحة الوجود قطعا أعني اتخاذ العهد {أم تقولون على الله ما لا تعلمون} أي مفترين وقوعه وإنما علق التوبيخ بإسنادهم إليه سبحانه ما لا يعلمون وقوعه مع أن ما أسندوه إليه تعالى من قبيل ما يعلمون عدم وقوعه للمبالغة في التوبيخ والنكير فإن التوبيخ على الأدنى مستلزم للتوبيخ على الأعلى بالطريق الأولى.
5165
| 02 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( أَوَلَا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ (77) وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لَا يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلَّا أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (78) إن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون ) أى يسرونه فيما بينهم من المؤمنين أو ما يضمرونه في قلوبهم فيثبت الحكم في ذلك بالطريق الأولى ( وما يعلنون ) أى يظهرونه للمؤمنين أو لأصحابهم حسبما سبق في قوله تعالى ( وإذا لقوا الذين ءامنوا قالوا ءامنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون. الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغيانهم يعمهون ) . فحينئذ يظهر الله للمؤمنين ما أرادوا إخفاءه بواسطة الوحى إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) فتحصل المحاجَّة ويقع التبكيت كما وقع في آية الرجم وتحريم بعض المحرمات عليهم فأى فائجة فى اللوم والعتاب , ومن ههنا تبين أن المحذور عندهم هو المحاجة بما فتح الله عليهم وهى حاصلة في الدارين حدثوابه أم لا , لا بالتحديث به حتى يندفع بالإخفاء , وقيل الضمير للمنافقين فقط أو لهم وللموبخين أو لآبائهم المحرفين , أى يفعلون ما يفعلون ولا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون , ومن جملته إسرارهم الكفر وإظهارهم الإيمان وإخفاء ما فتح الله عليهم وإظهار غيره وكتم أمر الله ,وإظهار ما أظهروه افتراء , وإنما قدم الإسرار على الإعلان للإيذان بافتضاحهم ووقوع ما يحذرونه من أول الأمر, والمبالغة في شمول علمه المحيط لجميع المعلومات كأن علمه بما يسرونه أقدم منه بما يعلنونه مع كونهما في الحقيقة على السوية , فإن علمه تعالى بمعلوماته ليس بطريق حصول صورها بل وجود كل شئ في نفسه علم بالنسبة إليه تعالى ونظيره قول الله تعالى " وإن تخفوا ما في صدوركم أو تبدوه يعلمه الله .( ومنهم أميون ) جمع أمي وهو من لا يقدر على الكتابة والقراءة واختلف في نسبته : فقيل إلى الأم بمعنى أنه شبيه بها في الجهل بالكتابة والقراءة فإنهما ليستا من شؤون النساء بل من خلال الرجال , أو بمعنى أنه على الحالة التي ولدته أمه في الخلو من العلم والكتابة , وقيل إلى الأمة بمعنى أنه باق على سذاجتها خال عن معرفة الأشياء كقولهم عامي أي على عادة العامة , روي عن عكرمة والضحاك أن المراد بهم نصارى العرب , وقيل هم قوم من أهل الكتاب رفع كتابهم لذنوب ارتكبوها فصاروا أميين , وعن علي ( رضي الله عنه ) : هم المجوس والحق الذي لا محيد عنه أنهم جهلة اليهود , والجملة مستأنفة مسوقة لبيان قبائحهم إثر بيان شنائع الطوائف السالفة ( لا يعلمون الكتاب ) أي لا يعرفون التوراة ليطالعوها ويتحققوا ما في تضاعيفها من دلائل النبوة فيؤمنوا ( إلى أماني ) أي لا يعلمون الكتاب لكن يتمنون أماني حسبما منتهم أحبارهم من أن الله سبحانه يعفو عنهم وأن آباءهم الأنبياء يشفعون لهم وغير ذلك من أمانيهم الفارغة المستندة إلى الكتاب على زعم رؤسائهم , أو لا يعلمون الكتاب لكن يتلقونه قدر ما يتلى عليهم فيقبلونه من غير أن يتمكنوا من التدبر فيه , وإما حمل الأماني على الأكاذيب المختلفة على الإطلاق من غير أن يكون لها ملابسة بالكتاب فلا يساعده النظم الكريم , ( وإن هم إلا يظنون ) ماهم إلا قوم قصارى أمرهم الظن والتقليد من غير أن يصلوا إلى رتبة العلم فأنى يرجى منهم الإيمان المؤسس على قواعد اليقين ولما بين حال هؤلاء فى تمسكهم بحلال الأماني واتباع الظن عقب بيان حال الذين أوقعوهم في تلك الورطة وبكشف كيفية إضلالهم وتعيين مرجع الكل بالآخر فقيل على وجه الدعاء عليهم .
3246
| 01 يوليو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (75) وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آَمَنُوا قَالُوا آَمَنَّا وَإِذَا خَلَا بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ قَالُوا أَتُحَدِّثُونَهُمْ بِمَا فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَفَلَا تَعْقِلُونَ (76) تحدثت سورة البقرة عن صفات بني إسرائيل بشكل أكثر تفصيلا ، ومن ثم تحول الخطاب بعد سرد مواقف بني إسرائيل مع سيدنا موسى عليه السلام فننتقل إلى قوله تعالى ( أفتطمعون أن يؤمنوا ) تلوين للخطاب وصرف له عن اليهود أثر ما عدت هناتهم ونعيت عليهم جناياتهم إلى النبى ( صلى الله عليه وسلم ) ومن معه من المؤمنين , أى أتسمعون أخبارهم وتعلمون أحوالهم فتطمعوا أن يؤمنوا وهم متماثلون في شدة الشكيمة والأخلاق الذميمة لن يتأتى من أخلاقهم إلا مثل ما أتى من أسلافهم , أي في أن يحدثوا الإيمان لأجل دعوتكم ( وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ) قال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) : هم قوم من السبعين المختارين للميقات كانوا يسمعون كلامه تعالى حين كلم موسى ( عليه السلام ) بالطور وما أمر به ونهى عنه ( ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون ) أى يحرفون كلام الله عن مواضعه لا لقصور فهمهم عن الإحاطة بتفاصيله على ما ينبغي لاستيلاء الدهشة والمهابة حسبما يقتضيه مقام الكبرياء بل ( من بعد ما عقلوه ) أى فهموه وضبطوه بعقولهم ولم تبق لهم في مضمونه ولا في كونه رب العزة ريبة أصلا , فلما رجعوا إلى قومهم أداه الصادقون إليهم كما سمعوا وهؤلاء قالوا : سمعنا الله تعالى يقول في آخر كلامه , إن استطعتم أن تفعلوا هذه الأشياء فافعلوا , وإن شئتم فلا تفعلوا فلا بأس ( وهم يعلمون ) أى أن تحريفهم حال كونهم عالمين مستحضرين له , أو وهم يعلمون أنهم كاذبون ومفترون .( وإذا لقوا الذين آمنوا ) لبيان ما صدر عنهم بالذات من الشنائع المويسة عن إيمانهم من نفاق بعض وعتاب بعض آخرين عليهم إذا لقوا ( الذين آمنوا ) من أصحاب النبي محمد ( صلى الله عليه وسلم ) ( قالوا ) أي اللاقون لكن لا بطريق تصدي الكل للقول حقيقة بل بمباشرة منافقيهم وسكوت الباقين , وهذا أدخل في تقبيح حال الساكتين أولا العاتبين ثانيا لما فيه من الدلالة على نفاقهم واختلاف أحوالهم وتناقض آرائهم من إسناد القول إلى المباشرين خاصة أي قال منافقوهم ( آمنا ) لم يقتصروا على ذلك بل عللوه بأنهم وجدوا نعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) في التوراة وعلموا أنه النبي المبشر به وإنما لم يصرح به تعويلاعلى شهادة التوبيخ الآتي ( وإذا خلا بعضهم ) أى بعض المذكورين وهم الساكتون منهم أيي إذا فرغوا من الاشتغال بالمؤمنين متوجهين ومنضمين ( إلى بعض ) أخر منهم وهم منافقوهم بحيث لم يبق معهم غيرهم ( قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ) أى بينه لكم في التوراة من نعت النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ( ليحاجوكم به ) متعلقة بالتحديث دون الفتح والمراد تأكيد النكير وتشديد التوبيخ فإن التحديث بذلك وإن كان منكرا في نفسه لكن التحديث به لجل هذا الغرض مما لا يكاد يصدر عن العاقل أى أتحدثونهم بذلك ليحتجوا عليكم به فيبكتوكم , والمحدثون به وإن لم يحوموا حول ذلك الغرض لكن فعلهم ذلك لم يكن مستتبعا له البتة جعلوا فاعلين للغرض المذكورإظهارا لكمال سخافة عقولهم وركاكة آرائهم ( عند ربكم ) أى في حكمه وكتابه أى كما يقال هو عند الله كذا أي في كتابه وشرعه , وقيل عند ربكم يوم القيامة ورد عليه بأن الإخفاء لا ينفعه إذ هم عالمون بأنهم محجوجون به يومئذ حدثوا به أو لم يحدثوا , والاعتذار بأن إلزام المؤمنين إياهم وتبكيتهم بأن يقولوا لهم ألم تحدثونا بما في كتابكم في الدنيا من حقية ديننا وصدق نبينا أفحش فيجوز أن يكون المحذور عندهم هذا الإلزام بإرجاع الضمير في به إلى التحديث دون المحدث به ولا ريب أن مدفوع الإخفاء لا تساعده الآية الكريمة الآتية ( أفلا تعقلون ) من تمام التوبيخ والعتاب أي ألا تلاحظون فلا تعقلون هذا الخطا الفاحش أو شيئا من الأشياء التي من جملتها هذا , أو أتفعلون ذلك فلا تعقلون بطلانه مع وضوحه حتى تحتاجون إلى التنبيه عليه .
1038
| 30 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( فَتَلَقَّى آَدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37) قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (38) وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآَيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (39 ). ( فتلقى آدم من ربه كلمات ) أي استقبلها بالأخذ والقبول والعمل بها حين علمها ووفق لها أي استقبلته بلغته وهي قوله تعالى " ربنا ظلمنا أنفسنا " الآية وقيل : سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك لا إله إلا أنت ظلمت نفسي فاغفر لي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنت , وعن ابن عباس ( رضي الله عنهما ) قال : يا رب ألم تخلقني بيدك , قال بلى , قال يارب ألم تنفخ في من روحك , قال بلى , قال يا رب ألم تسبق رحمتك غضبك , قال بلى , قال ألم تسكني جنتك , قال بلى , قال يا رب إن تبت وأصلحت أراجعي أنت إلى الجنة , قال نعم . والفاء للدلالة على أن التوبة حصلت عقيب الأمر بالهبوط قبل تحقق المأمور به والتعرض لعنوان الربوبية مع الإضافة إليه عليه السلام للتشريف والإيذان بعليته لإلقاء الكلمات المدلول عليه بتلقيها , ( فتاب عليه ) أى رجع عليه بالرحمة وقبول التوبة والفاء للدلالة على ترتبه على تلقي الكلمات المتضمن لمعنى التوبة التي هي عبارة عن الاعتراف بالذنب والندم عليه والعزم على عدم العود إليه , واكتفى بشأن ذكر آدم عليه السلام لما أن حواء تبع له في الحكم ولذلك طوى ذكر النساء في أكثر من مواقع الكتاب والسنة. (إنه هو التواب) أي الرجاع على عباده بالمغفرة أو الذي يكثر إعانتهم على التوبة وأصل التوب الرجوع فإذا وصف به العبد كان رجوعًا عن المعصية وإذا وصف بها البارى عز وعلا أريد به الرجوع عن العقاب إلى المغفرة. (الرحيم) المبالغ في الرحمة وفي الجمع بين الوصفين وعد بليغ للتائب بالإحسان مع العفو والغفران والجملة تعليل لقوله تعالى فتاب عليه. (قلنا اهبطوا منها جميعًا) كرر الأمر بالهبوط إيذانا بتحتم مقتضاه وتحققه لا محالة ودفعًا لما عسى يقع في أمنيته عليه السلام من استتباع قبول التوبة للعفو عن ذلك وإظهارًا لنوع رأفة به عليه السلام لما بين الأمرين من الفرق النير كيف لا والأول مشوب بضرب سخط مذيل ببيان أن مهبطهم دار بلية وتعاد لا يخلدون فيها , والثاني مقرون بوعد إيتاء الهدى المؤدي إلى النجاة والنجاح , وأما ما فيه من وعيد العقاب فليس بمقصود من التكليف قصدا أوليا بل غنما هو دائر على سوء اختيار لمكلفين , قيل وفيه تنبيه على أن الحازم يكفيه في الردع عن مخالفة حكم الله تعالى مخافة الإهباط المقترن بأحد هذين الأمرين فكيف بالمقترن بهما فتأمل , وقيل الأول من الجنة إلى السماء الدنيا , والثاني منها إلى الأرض , ويأباه التعرض لاستقرارهم في الأرض في الأول ورجوع الضمير إلى الجنة في الثاني .( فإما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداى فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون ) والمعنى أن من تبع هداى منكم فلا خوف عليهم في الدارين من لحوق مكروه ولا هم يحزنون من فوات مطلوب أي لا يعتريهم ما يوجب ذلك أي لا يعتريهم نفس الخوف والحزن أصلا بل يستمرون على السرور والنشاط كيف لا واستشعار الخوف والخشية استعظاما لجلال الله سبحانه وهيبته واستقصارا للجد والسعى في إقامة حقوق العبودية من خصائص الخواص والمقربين .( والذين كفروا وكذبوا بآياتنا ) أي والذين كفروا برسلنا المرسلة إليهم وكذبوا بآياتنا المنزلة عليهم , وقيل المعنى كفروا بالله وكذبوا بآياته التي أنزلها على الأنبياء عليهم السلام أو أظهرها بأيديهم من المعجزات , وقيل كفروا بالآيات جنانا وكذبوا بها لسانا . ( أولئك أصحاب النار هم فيها خالدون ) ( أولئك ) إشارة إلى الموصوف باعتبار اتصافه بما في حيز الصلة من الكفر والتكذيب , وفيه إشعار بتميزهم بذلك الوصف تميزا مصححا للإشارة الحسية وما فيه من معنى البعد للإيذان ببعد منزلتهم فيه , ( أصحاب النار ) أي ملازموها وملابسوها بحيث لا يفارقونها ( هم فيها خالدون ) والخلود في الأصل المكث الطويل ؛ أى في النار .
38023
| 29 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (34) وَقُلْنَا يَا آَدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ (35) فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ (36) تواصل الآيات الكريمة ذكر قصة آدم عليه السلام ، متوقفة أمام مشهد أسس للصراع بين الخير والشر ، بين الإنسان والشيطان ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم ) لقد أمروا بالسجود له ( عليه السلام ) على وجه التحية والتكرمة تعظيما له واعترافا بفضله وأداء لحق التعليم واعتذارا عما وقع منهم في شأنه , وقيل أمروا بالسجود له تعالى , وإنما كان آدم قبلة لسجودهم تفخيما لشأنه أو سببا لوجوبه , فكأنه تعالى لما برأه أنموذجا للمبدعات كلها ونسخة منطوية على تعلق العالم الروحاني بالعالم الجسماني وامتزاجهما على نمط بديع أمرهم بالسجود له تعالى لما عاينوا من عظيم قدرته ( فسجدوا ) وكان أن أول من سجد جبريل ثم ميكائيل ثم إسرافيل ثم عزرائيل ثم سائر الملائكة (عليهم السلام ) ( إلا إبليس ) استثناء متصلا حيث كان مغمورا بألوف من الملائكة متصفا بصفاتهم فغلبوا عليه ( أبى واستكبر ) الاستثناء لم يكن للتردد أو للتأمل و الإباء ، الامتناع بالاختيار والتكبر أن يرى نفسه أكبر من غيره اي امتنع عما أمر به من أن يعظمه ( وكان من الكافرين ) علم الله تعالى من كفرة الجن ما ارتكبه على ما أفصح عنه قوله تعالى "الجن ففسق عن أمر ربه "، بالسجود لآدم عليه السلام والأفضل لا يحسن أن يؤمر بالخضوع للفضول .( وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة ) و اسكن من السكنى وهو اللبث ، واختلف في وقت خلق زوجه فذكر السدى عن ابن مسعود أن الله أخرج إبليس من الجنة وأسكنها آدم ثم أخذ ضلعا من جانبه ووضع مكانه لحما وخلق حواء منه فلما قال ولم خلقت قالت لتسكن إلي ، وروى بعث الله تعالى جندا من الملائكة فحملوا آدم وحواء على سرير من ذهب كما يحمل الملوك ولباسهما النور حتى أدخلوهما الجنة ، ( وكلا منها ) من ثمارها إليهما تعميما للتشريف والترفيه والمبالغه في إزالة العلل والأعذار ( رغدا ) أكلا واسعا رافها ( حيث شئتما ) مكان أردتما منها الأكل منها على وجه التوسعة المزيحه للعلل ( ولا تقربا هذه الشجرة) أى هذه الحاضرة من الشجرة أى لا تأكلا منها وإنما علق النهى بالقربان منها مبالغة في تحريم الأكل ووجوب الاجتناب عنه والمراد بها الحنطة أو العنبة أو التينة , وقيل هى شجرة من أكل منها أحدث ( فتكونا من الظالمين ) فالقرب أى الأكل منها سبب لكونهما من الظالمين أى الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب المعصية أو نقصوا حظوظهم بمباشرة ما يخل بالكرامة والنعيم أو تعدوا حدود الله تعالى .( فأزلهما الشيطان عنها ) أي حملهما على الزلة بسببها , أو أزلهما عن الجنة بمعنى أذهبهما وأبعدهما عنها , وهذه الآيات مشعرة بأنه عليه السلام لم يؤمر بسكنى الجنة على وجه الخلود , بل على وجه التكرمة والتشريف , لما قلد من خلافة الأرض إلى حين البعث إليها , واختلف في كيفية توصله إليهما بعدما قيل له أخرج منها فإنك رجيم , فقيل : إنه إنما منع من الدخول على وجه التكرمة كما يدخلها الملائكة عليهم السلام , ولم يمنع من الدخول للوسوسة ابتلاء لآدم وحواء , وقيل قام عند الباب فناداهما ( فأخرجهما مما كانا فيه ) أى من الجنة للإيذان بفخامتها وجلالتها وملابستهما له , أى من المكان العظيم الذي كانا مستقرين فيه , أو من الكرامة والنعيم , ( وقلنا اهبطوا ) الخطاب لآدم وحواء عليهما السلام بدليل قوله تعالى – قال اهبطا منها جميعا – وقيل لهما وللحية وإبليس على أنه أخرج منها ثانية بعدما كان يدخلها للوسوسة , أو مسارقة أو اهبط من السماء( بعضكم لبعض عدو)أي متعادين يبغي بعضكم على بعض بتضليله ( ولكم في الأرض ) التي هي محل الإهباط والاستقرار ( مستقر ) أى استقرار أو موضع استقرار ( ومتاع ) أي تمتع بالعيش وانتفاع به ( إلى حين ) هو حين الموت .
1667
| 28 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "قَالَ يَا آَدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (33)" تواصل الآيات الكريمة ذكر قصة آدم عليه السلام بعد أن علمه الله الأسماء وطلب من الملائكة إنباءه بها سبحانه، فقالوا لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم، (قال يا آدم أنبئهم) قال الله عز وجل أي أعلمهم وهو ظهور فضل آدم (عليه السلام) إبانة لما بين الأمرين من التفاوت الجلي وإيذانا بأن علمه (عليه السلام) بها أمر واضح غير محتاج إلى ما يجري مجرى الامتحان، وأنه (عليه السلام) حقيق بأن يعلمها غيره (بأسمائهم) التي عجزوا عن علمها واعترفوا بتقاصر هممهم عن بلوغ مرتبتها (فلما أنبأهم بأسمائهم) وإظهار الأسماء في موقع الإضمار لإظهار كمال العناية بشأنها والإيذان بأنه (عليه السلام) أنبأهم بها على وجه التفصيل دون الإجمال، والمعنى فأنبأهم بأسمائهم مفصلة، وبيّن لهم أحوال كل منهم وخواصه وأحكامه المتعلقة بالمعاش والمعاد، فعلموا ذلك لما رأوا أنه (عليه السلام) لم يتلعثم في شيء من التفاصيل التي ذكرها مع مساعدة ما بين الأسماء والمسميات من المناسبات والمشاكلات، وغير ذلك من القرائن الموجبة لصدق مقالاته (عليه السلام). فلما أنبأهم بذلك (قال) عز وجل: (ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض) لتقرير ما يفيده تحقق دواعي الخلافة في آدم (عليه السلام) لظهور مصداقه وإيراد ما لا يعلمون بعنوان الغيب مضافا إلى السماوات والأرض للمبالغة في بيان كمال شمول علمه المحيط وغاية سعته مع الإيذان، بأن ما ظهر من عجزهم وعلم آدم (عليه السلام) من الأمور المتعلقة بأهل السماوات وأهل الأرض، وهذا دليل واضح على أن المراد بما لا تعلمون فيما سبق ما أشير إليه هناك كأنه قيل: ألم أقل لكم إني أعلم فيه من دواعي الخلافة ما لا تعلمونه فيه هو هذا الذي عاينتموه.(وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) أي أعلم ما تبدونه وما تكتمونه، وتغيير الأسلوب للإيذان باستمرار كتمهم، قيل: المراد بما يبدون قولهم أتجعل... إلخ وبما يكتمون استبطانهم أنهم أحقاء بالخلافة، وأنه تعالى لا يخلق خلقا أفضل منهم، روى أنه تعالى لما خلق آدم عليه السلام رأت الملائكة فطرته العجيبة، وقالوا ليكن ما شاء، فلن يخلق ربنا خلقا إلا كنا أكرم عليه منه، وقيل هو ما أسرّه إبليس في نفسه من الكبر وترك السجود، فإسناد الكتمان حينئذ إلى الجميع، و(قالوا) في الآية الكريمة دلالة على شرف الإنسان ومزية العلم وفضله على العبادة، وأن ذلك هو المناط للخلافة، وأن التعليم يصح إطلاقه على الله تعالى وإن لم يصح إطلاق المعلم عليه لاختصاصه عادة بمن يحترف به، وأن اللغات توقيفية، إذ الأسماء تدل على الألفاظ بخصوص أو بعموم وتعليمها ظاهر في إلقائها على المتعلم مبينا له معانيها، وذلك يستدعي سابقة وضع وما هو إلا من الله تعالى، وأن مفهوم الحكمة زائد على مفهوم العلم وإلا لزم التكرار، وأن علوم الملائكة وكمالاتهم تقبل الزيادة، والحكماء منعوا ذلك في الطبقة العليا منهم وحملوا على ذلك قوله تعالى: "وما منا إلا له مقام معلوم"، وأن آدم أفضل من هؤلاء الملائكة لأنه (عليه السلام) أعلم منهم وأنه تعالى يعلم الأشياء قبل حدوثها.
8094
| 27 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); {وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقال أنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (31) قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (32)} هنا شروع في تفصيل ما جرى، والابتداء بحكاية التعليم يدل بظاهره على أن ما مر من المقاولة المحكية إنما جرت بعد خلقه (عليه السلام) بمحضر منه وهو الأنسب بوقوف الملائكة على أحواله (عليه السلام) بأن قيل إثر نفخ الروح فيه إني جاعل خليفة. فقيل ما قيل كما أشير إليه وإيراده (عليه السلام) باسمه العلمي لزيادة تعيين المراد بالخليفة. والتعليم حقيقة عبارة عن فعل يترتب عليه العلم بلا تخلف عنه. ولا يحصل ذلك بمجرد إضافة المعلم. بل يتوقف على استعداد المتعلم لقبول الفيض وتلقيه من جهته. وهو السر في إيثاره على الإعلام والإنباء فإنهما إنما يتوقفان على سماع الخير الذي يشترك فيه البشر والملك. وبه يظهر أحقيته بالخلافة منهم (عليهم السلام) لما أن جبلتهم غير مستعدة للإحاطة بتفاصيل أحوال الجزئيات الجسمانية خبرا. فمعنى تعليمه إياه أن يخلق فيه إذ ذاك بموجب استعداده علما ضروريا تفصيليا بأسماء جميع المسميات وأحوالها وخواصها اللائقة بكل منها. أو يلقي في روعه تفصيلا أن هذا فرس وشأنه كيت وكيت. وذاك بعير وحاله ذيت وذيت إلى غير ذلك من أحوال الموجودات. فيتلقاها (عليه السلام) حسبما يقتضيه استعداده وتستدعيه قابليته المتفرعة على فطرته المنطوية على طبائع متباينة وقوى متخالفة وعناصر متغايرة. قال ابن عباس وعكرمة وقتادة ومجاهد وابن جبير (رضى الله عنهم): "علمه أسماء جميع الأشياء حتى القصعة والقصيعة وحتى الجفنة والمحلب. وأنحى منفعة كل شيء إلى جنسه". وقيل أسماء ما كان وما سيكون إلى يوم القيامة. وقيل ألهمه معرفة ذوات الأشياء وأسمائها وخواصها ومعارفها وأصول العلم وقوانين الصناعات وتفاصيل آلاتها وكيفيات استعمالاتها. (ثم عرضهم على الملائكة) الضمير للمسميات المدلول عليها بالأسماء وفي الحديث أنه تعالى عرضهم أمثال الذر ولعله عز وجل عرض عليهم من أفراد كل نوع ما يصلح أن يكون أنموذجا يتعرف منه أحوال البقية وأحكامها. {فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء} تبكيتا لهم وإظهارا لعجزهم عن إقامة ما علقوا به رجاءهم من أمر الخلافة. فإن التصرف والتدبير وإقامة المعدلة بغير وقوف على مراتب الاستعدادات ومقادير الحقوق مما لا يكاد يمكن. والإنباء إخبار فيه إعلام ولذلك يجري مجرى كل منهما. والمراد ههنا ما خلا. وإيثاره على الإخبار للإيذان برفعة شأن الأسماء وعظم خطرها. فإن النبأ إنما يطلق على الخبر الخطير والأمر العظيم. {إن كنتم صادقين} أي في زعمكم أنكم أحقاء بالخلافة ممن استخلفته كما ينبئ عنه مقالكم. والتصديق كما يتطرق إلى الكلام باعتبار منطوقه قد يتطرق إليه باعتبار ما يلزمه من الإخبار. فإن أدنى مراتب الاستحقاق هو الوقوف على أسماء ما في الأرض. وأما ما قيل من أن المعنى في زعمكم أني أستخلف في الأرض مفسدين سفاكين للدماء فليس مما يقتضيه المقام. وإن أول بأن يقال في زعمكم أنى استخلف من غالب أمره الإفساد وسفك الدماء من غير أن يكون له مزية من جهة أخرى إذ لا تعلق له بأمرهم بالإنباء. (قالوا سبحانك): نسبحك عما لا يليق بشأنك الأقدس من الأمور التي من جملتها خلو أفعالك من الحكم والمصالح وعنوا بذلك تسبيحا ناشئا عن كمال طمأنينة النفس والإيقان باشتمال استخلاف آدم (عليه السلام) على الحكم البالغة. وتنزهت عن ذلك تنزها ناشئا عن ذاتك. وأراد به أنهم قالوه عن إذعان لما علموا إجمالا بأنه (عليه السلام) يكلف ما كلفوه وأنه يقدر على ما قد عجزوا عنه مما يتوقف عليه الخلافة. وقوله عز وعلا {لا علم لنا إلا ما علمتنا} اعتراف منهم بالعجز عما كلفوه. إذ معناه لا علم لنا إلا ما علمتنا بحسب قابليتنا من العلوم المناسبة لعالمنا. ولا قدرة بنا على ما هو خارج عن دائرة استعدادنا حتى لو كنا مستعدين لذلك لأفضته علينا. ولقد نفوا عنهم العلم بالأسماء على وجه المبالغة حيث لم يقتصروا على بيان عدمه. {إنك أنت العليم} الذي لا يخفى عليه خافية {الحكيم} أي المحكم لمصنوعاته الفاعل لها حسبما تقتضيه الحكمة والمصلحة. وهذا تعليل لما سبق من قصر علمهم بما علمهم الله تعالى.
8730
| 26 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (30).. هنا بيان لأمر آخر من جنس الأمور المتقدمة المؤكدة للإنكار والاستبعاد، فإن خلق آدم عليه السلام وما خصه به من الكرامات السنية المحكية من أجل النعم الداعية لذريته إلى الشكر والإيمان الناهية عن الكفر والعصيان.. (وإذ قال ربك للملائكة)، قال أكثر الصحابة والتابعين إنهم كل الملائكة لعموم اللفظ وعدم المخصص. (إني جاعل في الأرض خليفة)، أي إني جاعل خليفة من الخلائف. أو خليفة بعينه كائنا في الأرض والذي يقتضيه المقام هو الإخبار بجعل آدم خليفة فيها كما يعرب جواب الملائكة (عليهم السلام).. فإنه روى أنه تعالى لما قال لهم "إني جاعل في الأرض خليفة"، قالوا ربنا وما يكون ذلك الخليفة. قال تعالى: يكون له ذرية يفسدون في الأرض ويتحاسدون ويقتل بعضهم بعضا. فعند ذلك قالوا ما قالوا والله تعالى أعلم. والمراد به إما آدم عليه السلام وبنوه وإما من يخلف أو خلف فيعمه (عليه السلام)، وغيره من خلفاء ذريته. والمراد بالخلافة: إما الخلافة من جهته سبحانه في إجراء أحكامه وتنفيذ أوامره بين الناس وسياسة الخلق وإما الخلافة ممن كان في الأرض قبل ذلك فتعم حينئذ الجميع (قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها)، والمعنى: أتجعل فيها من يفسد فيها خليفة ومدره أن يستخلف لعمارة الأرض وإصلاحها بإجراء أحكام الله تعالى وأوامره. أو يستخلف مكان المطبوعين على الطاعة مَن مِن بني نوعه الإفساد وسفك الدماء وهو (عليه السلام) وإن كان منزها عن ذلك إلا أن استخلافه مستتبع لاستخلاف ذريته التي لا تخلو عنه غالبا وإنما أظهروا تعجبهم استكشافا عما خفي عليهم من الحكم التي بدت على تلك المفاسد وألغتها واستخبارا عما يزيح شبهتهم ويرشدهم إلى معرفة ما فيه (عليه السلام)، من الفضائل التي جعلته أهلا لذلك كسؤال المتعلم عما ينقدح في ذهنه لا اعتراضا على فعل الله سبحانه. ولا شكا في اشتماله على الحكمة والمصلحة إجمالا. ولا طعنا فيه (عليه السلام) ولا في ذريته على وجه الغيبة. فإن منصبهم أجل من أن يظن بهم أمثال ذلك. قال تعالى "بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون" وإنما عرفوا ما قالوا إما بإخبار من الله تعالى حسبما نقل من قبل أو بتلق من اللوح أو باستنباط عما ارتكز في عقولهم من اختصاص العصمة بهم أو بقياس أحد الثقلين على الآخر. (ويسفك الدماء) السفك والسفح والسبك والسكب أنواع من الصب. والأولان مختصان بالدم بل لا يستعمل أولهما إلا في الدم المحرم أي يقتل النفوس المحرمة بغير حق. والتعبير عنه بسفك الدماء لما أنه أقبح أنواع القتل وأفظعه. (ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك)، كأنه قيل أتستخلف من شأن ذريته الفساد مع وجود من ليس من شأنه ذلك أصلا. والمقصود عرض أحقيتهم بالخلافة. واستفسار عما رجحهم عليهم مع ما هو متوقع منهم من الموانع لا العجب والتفاخر. فكأنهم شعروا بما فيهم من القوة الشهوية التي رذيلتها الإفراطية الفساد في الأرض. والقوة الغضبية التي رذيلتها الإفراطية سفك الدماء فقالوا ما قالوا. وذهلوا عما إذا سخرتهما القوة العقلية ومرنتهما على الخير. يحصل بذلك من علو الدرجة ما يقصر عن بلوغ رتبة القوة العقلية. عند انفرادها في أفاعيلها.. والمعنى ننزهك عن كل مالا يليق بشأنك ونحن نسبح بحمدك على ما أنعمت به علينا من فنون النعم التي من جملتها توفيقنا لهذه العبادة. فالتسبيح لإظهار صفات الجلال. والحمد لتذكير صفات الإنعام. أي نقدس تقديسا لك أي نصفك بما يليق بك من العلو والعزة. وننزهك عما لا يليق بك. وقيل المعنى نطهر نفوسنا عن الذنوب لأجلك. كأنهم قابلوا الفساد الذي أعظمه الإشراك بالتسبيح وسفك الدماء الذي هو تلويث النفس بأقبح الجرائم بتطهير النفس عن الآثام لا تمدحا بذلك ولا إظهارا للمنة بل بيانا للواقع. (إني أعلم مالا تعلمون)، ليس المراد به بيان أنه تعالى يعلم ما لا يعلمونه من الأشياء كائنا ما كان، فإن ذلك مما لا شبهة لهم فيه حتى يفتقروا إلى التنبيه عليه لاسيَّما بطريق التوكيد. بل بيان أن فيه معاني مستدعية لاستخلافه. إذ هو الذي خفي عليهم. وبنوا عليه ما بنوا من التعجب والاستبعاد والمعنى إني أعلم ما لا تعلمونه من دواعي الخلافة فيه. وإنما لم يقتصر على بيان تحققها فيه عليه السلام لإحاطته تعالى به. وغفلتهم عنه تفخيما لشأنه وإيذانا بابتناء أمره تعالى على العلم الرصين. والحكمة المتقنة. وصدور قولهم عن الغفلة. وقيل معناه إني أعلم من المصالح في استخلافه ما هو خفي عليكم.
11958
| 25 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29) تستمر الآيات في بيان عظمة الله سبحانه وتعالى مستهجنة ومنكرة على الناس الكفر بنعمه وهو الذي خلقهم وبيده ملكوت السموات والأرض منكرة شرك المشركين بربهم وهو الذي خلق الكون وما فيه . إن ما يتعلق بذواتهم من الإحياء والإماتة والحشر أدخل في الحث على الإيمان والكف عن الكفر مما يتعلق بمعايشهم والمعنى : أى خلق لأجلكم جميع ما في الأرض من الموجودات لتنتفعوا بها في أمور دنياكم بالذات أو بالواسطة , وأمور دنياكم بالاستدلال بها على شئوون الصانع تعالى شأنه , والاستشهاد بكل واحد منها على ما يلائمه من لذات الآخرة وآلامها وما يعم جميع ما في الأرض لا نفسها إلا أن يراد بها جهة السفل كما يراد بالسماء جهة العلو نعم يعم كل جزء من أجزائها فإنه من جملة ما فيها ضرورة وجود الجزء في الكل , فإن كل فرد من أفراد ما في الأرض , بل كل جزء من أجزاء العالم له مدخل في استمراره على ما هو عليه من النظام اللائق الذي عليه يدور انتظام مصالح الناس , أما من جهة المعاش فظاهر , وأما من جهة الدين فلما أمه ليس في العالم شئ مما يتعلق به النظر وما لا يتعلق به إلا وهو دليل على القادر الحكيم جل جلاله كما مر في تفسير قوله تعالى " رب العالمين "وإن لم يستدل به أحد بالفعل ,( ثم استوى إلى السماء ) أى قصد إليها بإرادته ومشيئته قصدا سويا بلا صارف يلويه ولا عاطف يثنيه من إرادة خلق شئ آخر في تضاعيف خلقها أو غير ذلك , وتخصيصه بالذكر ههنا إما لعدم تحققه في خلق السفليات لما روى من تخلل خلق السماوات بين خلق الأرض ودحوها عن الحسن ( رضى الله عنه ) : خلق الله تعالى الأرض في موضع بيت المقدس كهيئة الفهر عليها دخان يلتزق بها , ثم أصعد الدخان وخلق منه السماوات وأمسك الفهر في موضعها وبسط منها الأرضين وذلك قوله تعالى " كانتا رتقا ففتقناهما " , وإما لإظهار كمال العناية بإبداع العلويات , وقيل استوى استولى وملك والأ0ول هو الظاهر , وكلمة ثم للإيذان بما فيه من المزية والفضل على خلق السفليات لا للتراخي الزماني , فإن تقدمه على خلق ما في الأرض المتأخر عن دحرها مما لا مرية فيه لقوله تعالى " والأرض بعد ذلك دحاها " ولما روى عن الحسن , والمراد بالسماء : إما الأجرام العلوية فإن القصد إليها بالإرادة لا يستدعي سابقة الوجود وإما جهات العلو ( فسواهن ) اى أتمهن وقومهن وخلقهن مصونة عن العوج والفطورلا أنه تعالى سواهن بعد أن لم يكن كذلك , ولا يخفى ما في مقارنة التسوية والاستواء من حسن الموقع , وفيه إشارة إلى أنه لا تغيير فيهن بالنمو والذبول كما في السفليات ( سبع سماوات ) إن تأخير ذكر هذا الصنع البديع عن ذكر خلق ما في الأرض مع كونه أقوى منه في الدلالة على كمال القدرة القاهرة كما نبه عليه لما أن المنافع المنوطة بما في الأرض أكثر وتعلق مصالح الناس يذلك أظهر , وإن كان في إيداع العلويات أيضا من المنافع الدينية والدنيوية مالا يحصى , ( وهو بكل شئ عليم ) إن خلق السماوات والأرض وما فيها على هذا النمط البديع المنطوي على الحكم الفائقة والمصالح اللائقة , فإن علمه عز وجل بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها وكامنها وما يليق بكل واحد منها يستدعي أن يخلق كل ما يخلقه على الوجه الرائق .
527
| 24 يونيو 2016
googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يقول تعالى : ( الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (27) كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (28) تستمر الآيات في وصف الضالين الفاسقين المبتغين للفتنة ، وتقرير ما هم عليه من الفسق والنقض لعهد الله وهو الحجة القائمة على عباده الدالة على وجوده ووحدته وصدق رسوله عليه السلام وبه أول قوله تعالى : " وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى " وقيل عهود الله تعالى ثلاثة : الأول : ما أخذه على جميع ذرية آدم عليه السلام بأن يقروا على ربوبيته , والثاني : ما أخذه على الأنبياء عليهم السلام بأن يقيموا الدين ولا يتفرقوا فيه , والثالث : ما أخذه على العلماء بأن يبينوا الحق ولا يكتموه .( من بعد ميثاقه ) اي من بعد أن وثقوه بالقبول والالتزام أو من بعد كونه موثقا إما بتوثيقهم إياه بالقبول , وإما بتوثيقه تعالى إياه بإنزال الكتب وإنذار الرسل .( ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ) يحتمل كل قطيعة لا يرضى بها الله سبحانه وتعالى كقطع الرحم وموالاة غير المؤمنين والتفرقة بين الأنبياء عليهم السلام والكتب في التصديق وترك الجماعات المفروضة وسائر ما فيه رفض خير أو تعاطي شر فإنه يقطع مابين الله تعالى وبين العبد من الوصلة التي هى المقصودة بالذات من كل وصل وفصل , والأمر هو القول الطالب للفعل مع العلو .( ويفسدون في الأرض ) بالمنع عن الإيمان والاستهزاء بالحق وقطع الوصل التي عليها يدور فلك العالم وصلاحه , ( أولئك هم الخاسرون ) الذين خسروا بإهمال العقل عن النظر واقتناص ما يفيدهم الحياة الأبدية واستبدال الإنكار والطعن في الآيات بالإيمان بها والتأمل في حقائقها والاقتباس من أنوارها واشتراء النقض بالوفاء والفساد بالصلاح والقطيعة بالصلة والعقاب بالثواب .( كيف تكفرون بالله ) التفات إلى خطاب المذكورين مبنى على إيراد ما عدَّد من قبائحهم لتزايد السخط الموجب للمشافهة بالتوبيخ والتقريع , والاستفهام بمعنى إنكار الواقع واستبعاده والتعجيب منه .( وكنتم أمواتا ) أي أجساما لا حياة لها عناصر وأغذية ونطفا ومضغا مخلقة وغير مخلقة , والأموات جمع ميت وإطلاقها على تلك الأجسام باعتبار عدم الحياة مطلقا كما في قوله تعالى " بلدة ميْتا " وقوله تعالى " وآية لهم الأرض الميتة " ( فأحياكم ) بنفخ الأرواح فيكم فإن الإحياء حاصل إثر كونهم أمواتا وإن توارد عليهم في تلك الحالة أطوار مترتبة بعضها متراخ عن بعض , ( ثم يميتكم ) أى عند انقضاء آجالكم وكون الإماتة من دلائل القدرة ظاهر وأما كونها من النعم فلكونها وسيلة إلى الحياة الثانية التي هى الحيوان والنعمة العظمى , والتراخي المستفاد من كلمة ثم بالنسبة إلى زمان الإحياء دون زمان الحياة فإن زمان الإماتة غير متراخ عنه , ( ثم يحييكم ) بالنشور يوم ينفخ في الصور أو للسؤال في القبور وأيا ما كان فهو متراخ من زمان الإماتة وإن كان أثر زمان الموت المستمر , ( ثم إليه ترجعون ) بعد الحشر لا إلى غيره فيجازيكم بأعمالكم إن خيرا فخير وإن شرا فشر وإليه تنشرون من قبوركم للحساب , وهذه الأفعال وإن كان بعضها ماضيا وبعضها مستقبلا لا يتسنى مقارنة شئ منها لما هو حال منه في الزمان , لكن الحال في الحقيقة هو العلم المتعلق بها , كأنه قيل كيف تكفرون بالله وأنتم عالمون بهذه الأحوال المانعة منه , ومآله التعجيب من وقوعه مع تحقق ما ينفيه , وإنما نظم ما ينكرونه من الإحياء الأخير والرجع في سلك ما يعترفون به من الإحياء الأول والإماتة تنزيلا لتمكنهم من العلم لما عاينوه من الدلائل القاطعة منزلة العلم بذلك بالفعل في إزاحة العلل والأعذار .
916
| 23 يونيو 2016
مساحة إعلانية
بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...
1962
| 30 نوفمبر 2025
عندما أقدم المشرع القطري على خطوة مفصلية بشأن...
1740
| 25 نوفمبر 2025
أصبحت قطر اليوم واحدة من أفضل الوجهات الخليجية...
1590
| 25 نوفمبر 2025
شهدت الجولات العشر الأولى من الدوري أداءً تحكيميًا...
1281
| 25 نوفمبر 2025
ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...
1035
| 01 ديسمبر 2025
في زمن تتسارع فيه المفاهيم وتتباين فيه مصادر...
846
| 25 نوفمبر 2025
في زمنٍ تتزاحم فيه الأصوات، وتُلقى فيه الكلمات...
639
| 28 نوفمبر 2025
يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...
519
| 30 نوفمبر 2025
كل دولة تمتلك من العادات والقواعد الخاصة بها...
489
| 30 نوفمبر 2025
في كلمتها خلال مؤتمر WISE 2025، قدّمت سموّ...
483
| 27 نوفمبر 2025
للمرة الأولى أقف حائرة أمام مساحتي البيضاء التي...
447
| 26 نوفمبر 2025
استشعار نعمة الأمن والأمان والاستقرار، والإحساس بحرية الحركة...
435
| 27 نوفمبر 2025
مساحة إعلانية