رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

رسالة من الملكة إليزابيث

كنت أقرأ دائماً عن قصص أشخاص يراسلون الملكة إليزابيث ويجدون تفاعلاً منها، وكنت أتساءل كيف لملكة مشغولة جداً بارتباطاتها أن تقرأ رسائل محبيها وترد عليهم وتتفاعل مع تعليقاتهم وقصصهم، فقررت أن أجرب بنفسي وسهرت في إحدى الليالي أكتب لها رسالة طويلة تحمل لها كل الحب والاحترام، وذهبت في الصباح إلى مكتب البريد البريطاني لأرسلها، فوجدت نظرة غريبة على وجه موظف البريد تحمل بعضاً من السخرية عندما رأى رسالة تحمل اسم الملكة وعنوانها في قصر بكنغهام، ولكن قررت إرسالها على أي حال، لأني لا أمانع التعرض للرفض أو التجاهل، ولكني أمانع ألا أحاول أو أجرب ما أود فعله. بعد مرور شهر على إرسال الرسالة، استيقظت في صباح أحد الأيام فوجدت ساعي البريد يحمل رسالة ملكية عند باب منزلي في المملكة المتحدة عليها اسمي وختم من قصر بكنغهام، فطرت فرحاً وقمت بفتحها فوراً فوجدت رسالة طويلة كتبتها سكرتيرة الملكة إليزابيث، تحكي فيها عن اهتمام الملكة برسالتي وسعادتها بكلماتي وتواصلي معها، وأنها تأثرت جداً بها وتتمنى لي كل التوفيق وتشكرني على وقتي لكتابة الرسالة لها. لقد كنت احترم الملكة إليزابيث كثيراً على إنجازاتها وشخصيتها الجميلة وتواضعها، ولكن اليوم استطيع القول إني متأكدة جداً من أنها تستحق كل هذا الاحترام، فكيف بملكة عظيمة تقرأ رسالة مواطنة قطرية تعيش في مملكتها الجميلة وترد عليها بكل تواضع واحترام واهتمام في نفس الوقت، تذكرت رسائلي للكثير من الوزراء والمسؤولين في الدولة الذين أرسلت لهم اقتراحاتي وآرائي ومرت السنون والشهور ولم أر منهم حتى رداً أتوماتيكياً يخبرني بأنهم قرأوها أو اهتموا بها، فالمسؤول العربي يعتقد أن تجاهله للناس يثبت أنه مشغول ويؤكد أنه شخصية مهمة جداً في المجتمع، ولا يعلم أن قيمته في تواضعه وتواصله مع الجميع. هناك فرق كبير بين ملكة ترد على رسائلها ومسؤول قسم لا يرد حتى على إيميلات موظفيه في الشركة! في شهر فبراير ٢٠١٤ التقيت سمو الأمير وأخي الكبير تميم بن حمد آل ثاني في لندن ورأيت فيه كل التواضع والاحترام، وفي شهر مايو ٢٠١٤ وصلتني رسالة من الملكة إليزابيث فيها كل الحب والاهتمام. أتمنى من كل مسؤول عربي التعلم من هذه الشخصيات الرائعة، وتطبيق تصرفاتهم الجميلة والنبيلة مع جميع الناس، فالتواضع من شيم الكبار، والتكبر من شيم الصغار.

1342

| 27 مايو 2014

"هجا" المُلهِمة

دائماً أحب الاطلاع على قصص الملهمين الغرب لأستخدمها كمثال يخدم نصيحة معينة أود أن أكتبها، ولكن هذه المرة لم أكن أحتاج إلى فعل ذلك، لأني وجدت شخصية قطرية وعربية تغني عن كل الأمثلة العالمية، وهي: هيا النعيمي "هجا" التي وقفت على مسرح تيدكس جامعة قطر، وألهمت الكثير هذا الأسبوع عبر حديثها العفوي، الذي افتتحته بشطب أمينة أن تكون متحدثة في تيدكس عبر "قائمة الجيب" التي تملكها، ثم تشغيل أغنية "عهد الأصدقاء" التي كانت تشجع على الاجتهاد والعمل.. فالأغنيه تقول "حلمنا نهار.. ونهارنا عمل".. كنا نسمعها في صغرنا، ولكن "الحين" أصبحنا نفهم مقصدها جيداً.. "هجا" هي خريجة تسويق من جامعة قطر، ولها مشروعان تم الاستحواذ عليهما من شركات كُبرى، بالإضافة إلى وكالة تسويق خاصة بها سوف تعلن عنها قريباً.. هي شابة قطرية متميزة.. تحب تجربة كل الأشياء الجديدة في الحياة، ولا تتوقف عن التعلم والاستمرار في البحث والاطلاع على كل شيء جديد.. تعمل بصمت وهدوء، ثم تدهشنا كل مرة بإنجاز رائع! فهي تعمل بالتسويق، وتكتب، وتسافر، وتتعلم اللغة الإسبانية، وتعيش بقائمة جيب تحملها معها دائماً، فيها الكثير من الأشياء التي تود تجربتها وإنجازها في الحياة. أُحب دوماً مشاهدة "تيدكس" بكل اللغات.. وهناك الكثير من المقاطع التي لمسَت شيئاً ما في قلبي.. ولكن حديث هجا كان مختلفاً من نوعه، هز قلبي وأدمع عيني، لأني فخورة جداً بشابة قطرية تقف أمام العالم لتشارك أحلامها مع الناس، وتحاول دفعهم لتحقيق أحلامهم، فبعد حديثها.. رأيت الكثير من التعليقات التي تقول: إن حديثها غير شيئاً ما فيهم، وأسهم بمنحهم الأمل لتحقيق طموحهم. (سوف أقتبس من "هجا" جملة جميلة أحببتها جداً.. (إذا سألك أحد: عندك حلم..؟ قل: لا.. عندي شغل قاعد أحقق هذا الحلم.. فالحلم أخذ نصيبه وأكثر، وحان وقت العمل على تحقيقه.قطر لم تعد غنية بالمال والنفط والغاز فقط.. بل بشباب مبدع وطموح، ومكافح ومُبادر للعمل على عمل ضجة إيجابية تغير من تفكير الناس، وتُشجعهم على السعي نحو أحلامهم وأهدافهم في الحياة.. أشكر الله على منحه لنا شخصيات جميلة مثل "هجا" والكثير من الشباب المُذهلين في الوطن.. الذين يختلف يومهم عن أمسهم، ويختلف غدهم عن اليوم.. فهم لا يتوقفون بنفس المكان، بل يستمرون بالعمل من كل قلبهم لجعل هذا العالم أفضل.

2080

| 06 مايو 2014

روح المبادرة

لو انتظرنا ميسورا يأتى بالتغيير الايجابى الينا بدون اجتهاد اقتراحات، فسوف ننتظر حياة كاملة من أجل أن نراه فى الواقع.. فان نكون مجرد ردة فعل فى الحياة لما يحدث حولنا، هو أمر مجهد جدا ويتطلب الكثير من الانتظار الذى لا يقدم لنا أى نتائج. من لديهم روح المبادرة، هم من يجعلون حياتهم وحياتنا ومجتمعنا أفضل وأجمل وأرقى، فهم يبحثون عن الفرص، وان لم يجدوها.. فهم يخلقونها من اللاشيء حتى تصبح شيئا جميلا جدا. ان أصحاب المبادرات، هم وقود الوطن وكنزه الحقيقي.. فمن يحبون أوطانهم، هم من يحتفلون بنجاحاتهم قليلا، ثم يعملون كثيرا لتطوير وتحسين نقاط الضعف والخلل فيه. ان جلوسنا فى أماكننا، فى انتظار أن يحقق الوطن نجاحاته لوحده لنتغنى به ونفتخر به لاحقا، يجعلنا عالة عليه.. فمن يستحق الاحتفال حقا، هو من يضع يده بيد أبناء وطنه للارتقاء به. يقول ألبرت اينشتاين: (الحياة كالدراجة الهوائية، لكى تحافظ على توازنك يجب عليك مواصلة السير)، حتى نحافظ على توازننا وتوازن بلدنا، علينا أن نواصل السير والعمل على تحسين الوطن بدون أن نتوقف أبدا، مهما وصلنا الى انجازات ضخمة، أو أصبحنا أغنى دولة فى العالم. لقد جربت انتظار حدوث التغييرات الايجابية عبر قراءة الصحف وتوقع حدوثها، لكن وجدت هذه التجربة مرهقة جدا، وتجعلنى أشعر بالضعف الذى لا أستطيع به اضافة شيء فى المجتمع، فقررت أن أبادر بصنع الفرص، وألا أضيع وقتى فى انتظارها. تويتر كان الأداة الأولى، وعمود الصحيفة كان الأداة الثانية.. أكتب أحيانا بعض الأشياء التى أتمناها على أرض الواقع، فربما يقرأها من بيده القرار والقدرة على التطبيق. فكما يقول شارل ديغول: (لا تتخلى أبدا عن المبادرة) خلال السنتين الماضيتين، تعرفت على بعض أصحاب القرارات الذين كانت قلوبهم على الوطن، ويتابعون كل الملاحظات والاقتراحات والشكاوى التى تخص الجهة التى يعملون بها، ولو من بعيد مثال على هذه الشخصيات الجميلة: السيد عيسى المهندى رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للسياحة، الذى يهتم بسماع كل الاقتراحات ويعمل على تطبيقها للتطوير من السياحة فى البلاد، والسيد سعود آل حنزاب رئيس المجلس البلدى الذى يفتح قلبه قبل باب مكتبه لوضع يده بيد المواطنين من أجل بيئة أفضل للجميع، ووزير الشباب والرياضة صلاح بن غانم العلى الذى أصبح أخا لكل شباب الوطن عبر تخصيص "المجلس" للشباب و"الليوان" للبنات.. حتى يتيح للشباب الفرصة لصناعة القرار معه وتحقيق أهداف الوزارة. لدينا بعض المسؤولين الذين جربت التعامل معهم فوجدت سوء المعاملة وكأن مناصبهم ترفعهم عن باقى المواطنين، فيعتقدون أن تعيينهم فى هذه المناصب هو تشريف لهم، ولا يعلمون أنه تكليف على مسؤوليات كبيرة لها تأثير قد يكون سلبيا اذا أغلقوا اذانهم عن الاستماع للمواطنين، وفى الجهة الأخرى أشكر الله على المسؤولين المخلصين، الذين يعتبرون عملهم مسؤولية على عاتقهم، لا وظيفة عبارة عن 8 ساعات فقط من الجلوس على المكتب كل يوم. أحيانا، أكتب أرائى فى تويتر أو عبر مقال أسبوعي.. فأجد نتائج متعلقة بما قلت، بعد فترة.. وهذا دليل على أن لدينا أرواحا مخلصة ومستعدة لأن تفعل أى شيء من أجل أن تجعل هذا الوطن أفضل. من المهم جدا، أن نتعلم كلنا "روح المبادرة".. ونشارك بآرائنا.. ونسأل عن ايميلات المسؤولين لنراسلهم بأفكارنا، أو نكتب فى تويتر لصناع القرار الذين يتواجدون فى مواقع التواصل الاجتماعي، أو نزور مكاتبهم للنقاش معهم اذا كانوا على قدر كاف من المسؤولية التى تسمح لهم بالجلوس مع المواطنين والاستماع لهم. كل مواطن له مهارة يتميز بها، أو قدرة معينة تختلف عن الآخرين.. ومن الواجب علينا نحن أن نشارك بالقرارات والاراء، فبلدنا ليست سينما نشاهد فيها الأحداث وننتظر أن يأتى كل شيء الينا، بل بيئة نحن جزء منها وهى جزء منا، وعلينا أن نساهم فيها، وألا ننتظر فقط المسؤولين أن يعملوا وحدهم، فنحن اخوة لهم وشركاؤهم الذين نعيش معهم على نفس الأرض، والتعاون بيننا واجب، وليس تفضلا من أي من الطرفين. أطلب من كل مواطن أن يشارك فى صناعة القرار، وأطلب من كل مسؤول أن يفتح قلبه وبابه ويعطى أبناء المجتمع فرصة لمشاركة أفكارهم واقتراحاتهم، فالتنوع فى القرارات، يخلق بيئة ايجابية وصحية للجميع. . أتمنى من المسؤولين ان ينضموا الى القمة تويتر فهو اقرب وسيلة تسهل التواصل بينهم وبين المواطنين كلمة أخيرة: . ان الراتب يصرف لكل مسؤول على جلوسه فى المكتب كل يوم، ولكن الاحترام من الشعب يأتى فقط عندما يخلص فى عمله ويخدم بلده من كل قلبه

2734

| 29 أبريل 2014

من هنا وهناك

مركز قطر التطوعي من أفضل الأخبار التي مرت عليّ هذا الأسبوع تعيين الإعلامية عائشة الكواري رئيساً لمجلس إدارة مركز قطر التطوعي، فتعيين إنسانة نشيطة ومحبة للتطوير هو إضافة رائعة للمركز بشكل خاص، والدولة بشكل عام.. بالإضافة إلى تعيين خيرة شباب قطر أعضاء لمجلس الإدارة الجديد، فمحمد النجار وهابس الحويل وطارق السادة وناصر المالكي وعائشة النصر وخالد الحمادي كلها أسماء شابة محبة للتطوع منذ فترة طويلة، وقلوبهم دائماً على الخير.مناهج جديدة: أفضل نهضة لأي بلد، هي نهضة أخلاقيات شعبه.. وأتمنى أن تبدأ قطر بإضافة مناهج كاملة لكل المراحل الدراسية عن الأخلاقيات والتعامل مع الغير.. بالإضافة إلى مناهج ثقافية، عن ثقافات الدول المختلفة.. فدروس الجغرافيا التي تُعلمنا طقس كل دولة في الصيف أو الشتاء، لم تعد تكفي.. إن هذه التقنية بدأت تُقرب العالم أكثر، وتُقربنا من حضارات وثقافات مختلفة علينا أن نفهمها ونعرفها جيداً.اختبار الزواج: إن الاختبار الصحي قبل الزواج لا يكفي لضمان أن الزوجين صالحان لبعضهما البعض، فنسبة الطلاق مخيفة جداً هنا، وأقترح أن تكون هناك دورات إجبارية عن الزواج قبل السماح لأي شخص بعقد القران، بالإضافة إلى اختبار شخصيات الزوجين، لمعرفة تناسبهما واتفاقهما، فالزواج العشوائي لا يُنتج عنه إلا طلاق أو أشخاص متزوجون وغير سعداء.أغنياء بعقولنا: يؤلمني جداً أن نشتهر نحن كقطريين عند الغرب كأشخاص أغنياء فقط، فالمال مُجرد وسيلة ويعتبر أحد الموارد التي تساعد في نهضتنا، أتمنى أن تشتهر قطر بالكتاب والروائيين والفنانيين والعلماء، وأن يأتي اليوم الذي نسمع فيه عن قطريين يفوزون بجوائز نوبل، ويبدعون بكل المجالات العلمية والأدبية العالمية.إعادة تدوير: أتمنى ان يكون هناك برنامج كامل لكل الدولة لإعادة تدوير الورق والزجاج والألومنيوم والإلكترونيات، فكل مرة أسمع بها عن برنامج من هذا النوع أراه فقط في المدارس، أو في منطقة معينة.. إن إعادة تدوير الأشياء وتحويلها إلى كنوز أخرى هو أقل مانستطيع فعله تجاه الأرض التي نعيش عليها.

1005

| 22 أبريل 2014

ياهندي

يناديه ويصرخ عليه في المعصرة بـ (ياهندي)، ويُسمي أي آسيوية حتى لو كانت مهندسة بـ (ياشغالة)، والموضوع لا يقف أبداً عند هذا الحد، بل يستمر بالعنصرية والتفرقة بين بدو وحضر، مسلمين وغير مسلمين، بيض وسود. كم مرة أدخل على حسابات شخصيات آسيوية شهيرة في "إنستغرام" فأرى ردود بعض أصدقائنا العرب يكتبون فيها "كأنها خدامتنا أو كأنه سواقنا". وفي تويتر أرى النقاشات العقيمة لبعض العقول السطحية تقول "مرد كل فلبيني يكون عاملا في ماكدونالدز".. لو أستمررت بذكر كل شيء، لن تبقى هناك صفحة واحدة خالية في الصحيفة.ماذا لو اختفى الهنود لمدة يوم واحد من قطر..كيف ستكون المطاعم ومحطات البترول والشركات التي تستفيد من خبرة المهندسين الهنود، كيف سنستمر بدونهم؟ وماذا لو اختفى الفلبينيون لمدة يوم واحد من بلدنا، كيف ستكون المستشفيات بدون الممرضات والممرضين؟ وماذا لو اختفى النيباليون لمدة يوم واحد أيضاً؟ ستتعطل الكثير من مشاريع تطوير البلد بلا شك.من حق كل إنسان أن يفتخر ببلده أو أصله، ولكن ليس من حقه أبداً أن يكون هذا الافتخار على حساب الحضارات الأخرى، التي تُكملنا وُنكملها. هذه المُشكلة، لا تقف عند الأجانب، بل تؤثر أيضاً علينا نحن، فنرى بعض المديرين، يقبلون في شركاتهم من يعجبهم وجهه وأصله، حتى لو تجاهلوا خبرته ومهاراته في العمل.عند تقديم الوظائف في المملكة المتحدة أو أمريكا، لا يسألون مقدم الطلب عن جنسه وعرقه ولا حتى يطلبون منه إلصاق صورته على السيرة الذاتية، حتى يتم أخذ الإجراءات اللازمة استناداً إلى خبرته ومهاراته وتعليمه، بدون النظر إلى أموره الشخصية، للتأكد من أن العنصرية لا تدخل في إجراءات التقديم.اخترع الغرب المكيفات التي نتبرد بها صيفاً والهواتف التي نتواصل بها مع أحبتنا والإنترنت الذي نتابع به أخبار العالم والضوء الكهربائي الذي يُنير منازلنا والكمبيوترات التي نستخدمها في مكاتبنا وجامعاتنا وسياراتنا التي تأخذنا إلى حيث نريد الذهاب.. ولا يصح أن نستخدم ونستفيد من كل هذا، ثم نتغنى بأننا أفضل من العالم لأن الله أنعم علينا بالمال والأمان.خلقنا الله ناقصين، لنكمل بعضنا البعض.. لا لنحتقر من هم أقل منا.. فالكنز الحقيقي لكل بلد ليس المال، بل الإنسان.. وإذا كان هذا الإنسان مليئا بالعنصرية والغرور الذي يعميه عن رؤية الطريق الصحيح، فهذا يوثر سلبياً على البلد الذي يعيش به.لنكن أغنياء بأخلاقنا واجتهادنا، لا بأموالنا فقط.. فالأموال وسيلة فقط، وليست غاية.. أعتقد أنه حان الوقت لنراجع كلماتنا وأفعالنا مع كل من حولنا، ونتأكد أن كل كلمة تخرج من فمنا، لا تجرح أصل أو دين أو عرق أحدهم، فنحن شعب بين الكثير من الشعوب والحضارات، وِجدنا بينهم لنتعلم منهم ونتعرف عليهم لا لنقلل من شأنهم ونناديهم بأسوأ الألقاب لإثبات أننا الأفضل.يقول وليام جيمس: (يمكن للإنسان أن يغير حياته إذا ما استطاع أن يغير اتجاهاته العقلية).. فلنغير إتجاهاتنا العقلية و لنسأل أنفسنا الآن: ماذا قدمنا للعالم؟ وكيف خدمنا العالم؟ وكيف سُنغير من أنفسنا لنضع أيدينا بأيدي باقي الثقافات للمساهمة في نهضة هذا العالم؟

2163

| 17 أبريل 2014

الطمع الإيجابي

تمر السنين ويكبر الناس على جُمل سلبية يتوارثها الأجيال كحِكم وأمثال شعبية تؤثر على طموحهم، فكم مرة قابلت فيها شخصاً لا يكمل تعليمه أو لا يتقدم ويطور نفسه في حياته المهنية مستخدماً عبارة "القناعة كنز لا يفنى" كعذر للتخاذل عن التقدم في حياته الشخصية أو العلمية والمهنية .. وهناك مثل شعبي يقوله الناس للشخص الذي يطلب الكثير أو يتمنى أكثر من استطاعته .. وهو "مد رجلك على قد لحافك"، فهل هذا يعني أن علينا أن نقطع أرجلنا إذا كانت "لحافاتنا" قصيرة؟ الزهد في التعلم والتقدم إلى الأفضل، بعيد عن الإيجابية تماماً .. فكم من طالب جامعي يتخرج ولا يفتح كتبا أخرى في حياته لأنه يعتقد أن القراءة والتعلم يكونان في قاعات المحاضرات فقط، وكم من موظف يكرر ما يعمله في وظيفته لأكثر من ٢٠ سنة دون أن يتعلم طرقا جديدة أو يقرأ الدراسات العلمية الجديدة في مجال تخصصه، فالراتب الشهري يكفل له حياة جيدة يستطيع أن يأكل ويعيش ويسافر فيها، ولا يشعر بأن عليه التقدم أكثر من ذلك. لماذا نقتنع بحياة جيدة؟ بينما يمكننا أن نعمل ونجتهد لنعيش حياة رائعة وجميلة ونصبح كل يوم أفضل من أنفسنا في اليوم الذي يسبقه، فما أجمل الطمع الإيجابي .. الذي يدفعنا إلى قتل الأعذار والأوهام وكسر الحواجز وتعدي العوائق للوصول إلى ما نريده .. فالقناعة أولاً ليست كنزا، وثانياً .. إنها "تفنى" سريعاً وتفنينا معها أيضاً إذا تقيدنا فيها بحياتنا في كل أمورنا. كم أفتخر بكل شخص نهض وطمع بأن يصبح إنساناً أفضل، وحول حياته من جيدة إلى عظيمة! فالحياة دون إنجازات وأهداف جديدة كل يوم، تصبح رمادية .. فالإنجازات تلونها، وتمنحنا الطموح للوصول إليها، للبحث عن غيرها أيضاً. إن أكثر المشاهير والعظماء الحاليين والقدماء لم يخرجوا إلى هذه الدنيا وفي أيديهم ثروة تجعل حياتهم أفضل مقارنة بباقي الناس، فهم وُلدوا عاديين جداً، ولكنهم اختاروا الانطلاق لعيش حياة غير عادية أبداً .. فالممثل ماثيو ماكنهاي الفائز بالأوسكار كأفضل ممثل رئيسي لعام ٢٠١٤ كان منظفا في إحدى المزارع الأسترالية في صغره، والممثل توم كروز كان يعمل كبائع للصحف حتى يوفر مصروفه ويساعد عائلته، أما المغني العالمي ميك جاغر من فرقة "رولنغ ستونز" فكان يبيع الآيس كريم في أحد الأكشاك، وكان "براد بيت" يلبس زي دجاجة لعمل دعاية أمام أحد المطاعم المكسيكية قبل أن يشق طريقه إلى هوليود ويصبح من أفضل الممثلين الذين يسرقون الأضواء في كل المحافل الفنية. ماذا لو وصلت لهم عبارة "القناعة كنز لا يفنى"؟ واقتنعوا أن حياتهم جيدة بالشكل الكافي الذي لا يدعوهم إلى التقدم أكثر؟ هل كانوا سيصلون إلى ما هم عليه اليوم؟ علينا أن نعيد ترتيب أفكارنا، ونطرد كل فكرة أو عبارة أسهمت في ركودنا وعدم تقدمنا للبحث عن حياة أجمل، وفرص أفضل، وإنجازات أعظم ..لا تمدوا أرجلكم على " قد لحافاتكم" .. بل اشتروا "لحافات" تغطي كامل أرجلكم.

3982

| 09 أبريل 2014

لم يفت الأوان بعد

أتألم كثيراً عندما أرى بعض أفراد مجتمعنا يقتلون أحلامهم ويجعلونها تحتضر عندما يكبرون بالسن.. فنرى البعض يتخلى عن أحلامه وأهدافه كلما مرت سنة جديدة في حياته، فكم شخص شعر بالخجل من أن يكمل دراسته بجانب من يصغرونه بالعمر!، وكم شخص توقف عن التعلم وتطوير ذاته لأنه وصل لعمر معين!، وكم شخص يخشى أن يلاحق أحلامه البسيطة حتى لا يسمع من يستهزئ به ويقلل من شأنه!.لكل من ودع أحلامه، قبل استقبالها.. أقول "لم يفت الأوان بعد".. في كل يوم هناك فرصة جديدة، وأبواب تنفتح لكل من يجتهد للوصول إليها، فالأحلام لا تعرف عمرا معينا، تتوقف عنده لتودع صاحبها للأبد، بل تعيش معنا وتستمر في قلب كل من يملك الحماس للانطلاق نحو تجارب جديدة كل يوم.التقيت مرة بسيدات تبلغ أعمارهن الستين في إحدى المكتبات الإنجليزية، وانضممت إلى جلستهن فوجدتهن في جلسة لتبادل الخبرات في الفنون اليدوية، فأبديت لهن إعجابي الشديد بطريقة استغلالهن للوقت بعد التقاعد من العمل.. فقالت لي إحداهن: إن هذا ليس الشيء الوحيد الذي نفعله في أوقات فراغنا، فنحن أيضاً نحرص على حضور النشاطات الاجتماعية في المدينة والذهاب إلى النادي الرياضي وتعلم لغات جديدة. أفرحني حديثها جداً وأحببت أن أنقله إلى مجتمعنا، لنمنح من يكبروننا في السن التشجيع والدعم الذي يلزمهم لاستغلال حياتهم وتقاعدهم بعد العمل بما يتمنون عمله وإنجازه في حياتهم الخاصة والاجتماعية أيضاً.أسس راي كرونك أول مطعم "ماكدونالدز" في عمر الثانية والخمسين، وأسس جون بيمبينتون شركة كوكاكولا في عمر الخامسة والخمسين،وأنشأ هارلاند ساندرز مطعم كنتاكي بعمر الخامسة والستين، وأصبح إبراهام لينكولن رئيساً للولايات المتحدة الأمريكية وعمره ٥١ بعد الكثير من المحاولات الفاشلة التي مر بها قبل ذلك.. هناك الكثير من الأمثلة التي لا تنتهي، لأشخاص لم يجعلوا العمر يعرقلهم في طريق الوصول إلى مايطمحون إليه. كبار السن والمتقاعدون في مجتمعنا هم أساس المجتمع بأكمله.. فنحن نحتاج إليهم لنتعلم منهم ونتعرف على تجاربهم.. لأننا لاغنى لنا عنهم، وأتمنى أن يكون المجتمع معهم لا عليهم، وذلك بدعمهم وعدم التقليل من شأن أحلامهم مهما اختلفت عن أحلام جيلنا الحالي، فالأحلام لا تعترف بالأعمار، بل تعترف بالأرواح المثابرة التي تملك الحماس لتحقيق الأشياء التي تتمناها.إن التقاعد فرصة جميلة لتعويض مافقده الشخص من حياته ووقته في العمل.. فهذه الفترة هي فترة إنشاء المشاريع والأفكار المتوقفة، وتطوير الذات بالعلوم الجديدة، وتعلم اللغات المختلفة، والسفر حول العالم لاكتشاف الثقافات والتاريخ وتأليف الكتب العلمية أو العامة..التي ستصبح مرجعاً للشباب والأجيال القادمة.. فنحن بأشد الحاجة للاستفادة مِمَن سبقونا بالعلم والخبرة والمعرفة.إلى كل من يملك حلماً يدور في مخيلته.. وينام في قلبه كل ليلة.. لم يفت الأوان بعد.. فهناك فرص عظيمة حولنا، مادمنا نتنفس ونعيش على هذه الأرض. يقول مايكل جوردن: "حتى لو وقف جسمي على عكازين فإن عقلي لا يمكنه الوقوف على الهامش".

4706

| 02 أبريل 2014

الرحلة الأخيرة

كنت قلقة جداً في الأسبوعين الماضيين بسبب فقدان الطائرة الماليزية المتجهة إلى الصين، وكنت أتفاءل بالخير لآخر لحظة حتى تم إعلان تحطمها ومقتل ركابها بجانب مدينة بيرث الأسترالية. كنت أشاهد بعض صور العائلات مع أقاربهم قبل إقلاع الطائرة، كانت هناك أم تصور مع ابنها دون أن تعلم أنها الصورة الأخيرة، وكان رجل يبكي في المطار بعد سفر صديقته على متن هذه الطائرة وتأخره عليها، بالإضافة إلى رجل آخر كان يغرد في تويتر عن غضبه من قريبه المريض الذي أجبره على الجلوس بجانبه والاهتمام به بدلاً عن اللحاق بالطائرة..حتى عاد للتغريد مرة أخرى بأنه محظوظ لأنه لم يستعجل على رحلته ويحاول اللحاق بها. أحياناً .. تكون بعض اللحظات في حياتنا هي اللحظات الأخيرة دون أن نعلم، فهي لا تُخبرنا مسبقاً حتى نستعد للوداع، بل تكون عفوية حتى نكتشف لاحقاً أنها فعلاً كانت الأخيرة .. فهناك اللقاء الأخير، العناق الأخير، الكلمة الأخيرة .. التي نعرف قيمتها بعد أن نكتشف أنها لن تعود مرة أخرى لنقول أشياء أخرى وندقق على كلماتنا وتفاصيلنا قبل أن نفارق من نحب. لاشيء في الحياة يستحق أن نفارق من نحب .. ونحن في حالة غضب أو عتب أو برود ..علينا أن نعانق أحبتنا بأقوى ماعندنا، ونختم لقاءاتنا بحب وود وكلمات جميلة .. فالكلمات الجميلة لا تُوجل وعلينا ألا نتأخر بها .. فنحن لا نضمن الدقيقة القادمة من عمرنا، فكيف بالأيام والشهور التي نفارق بها أحدهم. كم أكره لحظات الوداع في المطارات .. لأننا لا نضمن لحظات لقاء قادمة .. وقد يتبدل الحال إلى حال آخر في أيام أو شهور قليلة .. فكم من مبتعث سافر إلى الغربة للدراسة وتوفي من مرض أو نوبة قلبية أو غرق ليعود إلى أهله وهو خال من الحياة. .. وصيتي هي ألا تغضبوا أحبتكم فالحب أغلى من أي خلاف .. وأن تعانقوهم بكلماتكم التي ستتمسك بهم وتذهب معهم لترن في قلوبهم أثناء غيابهم ..لتذكرهم بهذا الحب الكبير الذي ينتظرهم .. فلا أسوأ من اللقاء الأخير مع من نحب، إلا عدم وجود أي لقاء قبل فقدانهم. أخبروا من تحبون .. بحبكم .. مراراً وتكراراً ..فهو يبقيهم على قيد الحب والسعادة في حياتهم .. سواء بقربكم أو بعدكم ..فنحن لا نضمن أيامنا، وقد تكون أحد لقاءاتهم أو رحلاتهم .. هو اللقاء الأخير أو الرحلة الأخيرة .. يقول واسيني الأعرج: "نحن نخطئ دوماً حينما نظن أنّ الذين نحبهم معصومون من الموت".

3305

| 27 مارس 2014

الجدل البيزنطي

هناك مصطلح جيد يختصر الكثير من الشرح وهو "الجدل البيزنطي" والذي يعني أن يتناقش طرفان دون أن يقنعا بعضهما البعض بما يؤمنان به، ولا يتنازل أي منهما عن وجهة نظره السلبية أو الإيجابية، وقد يستمر الجدل لفترة طويلة بدون الوصول إلى كلمة أخيرة أو حل أو اتفاق.تسمية "الجدل البيزنطي" بهذا الاسم تعود إلى الوقت الذي حاصر به السلطان العثماني محمد الثاني (محمد الفاتح) القسطنينة (أسطنبول) والتي كانت في ذلك الوقت تُسمى بالإمبراطورية البيزنطية أو الإمبراطورية الرومانية الشرقية وصمدت هذه الإمبراطورية إحدى عشر قرناً في وجه أعدائها ووجه من يحاول السيطرة عليها. كان البيزنطيون في وقت الحصار على مدينتهم وعاصمة إمبراطوريتهم منشغلون في الجدل والنقاشات الدينية وتكفير بعضهم البعض، بينما كان محمد الفاتح يحاول الهجوم على أسوار القسطنطينية. في ذلك الوقت، كان الإمبراطور قسطنين الحادي عشر يحاول تهدئة الأوضاع وتوحيد صفوفهم للتصدي لجيش محمد الفاتح، لدرجة أنه كان يبكي وهو يطلب من الأطراف المتنازعة في جيشه التوقف عن نزاعاتهم ونقاشاتهم والتركيز على حماية إمبراطوريتهم. وجد الإمبراطور نفسه يحارب بشجاعه لحماية إمبراطوريته ولكنه قُتِل في النهاية لأن أبناء إمبراطوريته كانوا منشغلين في نقاشات غير مجدية مثل "هل الملائكة ذكور أم إناث"؟" و "من أتى قبل من..البيضة أم الدجاجة؟" والكثير من الأسئلة والنقاشات التي أشغلت جيش الإمبراطور عن أداء عمله وحماية وطنه. فأصبحت "القسطنطينية" في يد محمد الثاني "الفاتح" الذي افتتحها عام ١٤٥٣ ميلادياً، والتي تسمى في وقتنا الحالي "أسطنبول".بدأ الجدل البيزنطي يعود بكل قوته الآن، فنرى أبناء العائلة الواحدة أو الوطن الواحد يتجادلون في أمور لا تستحق الاهتمام، وبإمكان هذا الجدل أن يشغل أمة كاملة عن التقدم والارتقاء بالعلم والعمل. مر الإسلام بعصر ذهبي عندما ترك الناس الجدال، واتجهوا إلى التركيز على إنجازاتهم مثل: عباس ابن فرناس الذي حاول الطيران، بالإضافة إلى كونه شاعراً وموسيقياً وعالماً في الرياضيات والفلك والكيمياء، وجابر بن حيان الذي اشتهر في علوم الكيمياء والفلك والهندسة وعلم المعادن والطب والصيدلة والفلسفة ويعد أول من استخدم الكيمياء في التاريخ، والحسن ابن الهيثم الذي ساهم في تطوير الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك وطب العيون والفلسفة العلمية وله الكثير من المؤلفات والبحوث العلمية التي مازال العلم الحديث يستخدمها.. وهناك الكثير والكثير من الأشخاص الذين ساهموا في العلوم والفنون في مختلف المجالات.هذه الأمثلة توضح إن ابتعاد الناس عن الجدل والتركيز على الإنجاز والعمل، يقودهم إلى المساهمة في عمل تغييرات إيجابية في الحياة.. فالمخترعون العرب والمسلمون ساهموا بالكثير رغم عدم وجود تقنية حديثة تساعدهم على ذلك، ولا سيارات تأخدهم إلى أماكن عملهم.. كل ما كان لديهم، هو حب للمعرفة واستغلال إيجابي للوقت.بالتقنية الحديثة، بالتشجيع، بالتزود بالعلم والثقافة، باستغلال عقولنا وأوقاتنا في العمل يمكننا أن نصبح من أفضل الناس فكراً وخلقاً، فالأموال وحدها لا تكفي لتقدم أمة، بل التنمية البشرية هي ما تستطيع أن ترفعها وتساعدها على التقدم.

22663

| 18 مارس 2014

سُفراء الوطن

كان الأسبوع الماضي مليئا بالأخبار السلبية سياسياً، والتي ضايقت الكثير وأصبحت محور حديث المنازل والمجالس وأماكن العمال .. فالكل يستغرب ويسأل .. ما هي الخطوة القادمة في الخليج العربي؟ هل من المعقول أن نرى عددا من الدول المتشابهة دينياً وعرقياً وجغرافياً تختلف، ونرى ٢٣ دولة في الاتحاد الأوروبي والتي تختلف كثيراً في الدين واللغة والرأي .. تتوحد؟ إن رائحة السياسة نتنة جداً، ولا أحبها .. ولكن عندما أرى علاقات الأخوة تتفكك، يصبح من الواجب علي أن أكتب .. فدول الخليج العربي كانت كلها أرضا واحدة وهي شبه الجزيرة العربية التي أتى منها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وخرج منها الإسلام الذي دعا للسلام مع من حولنا. لقد كنا ننتظر بكل حماس .. القطارات التي تُقربنا من بعضنا في الخليج، والعملة الموحدة بينهم، والجسور التي تُسهل علينا زيارة بعضنا بوقت قصير جداً .. ولكن أصبحت كل هذه الأشياء .. مُجرد أحلام بعد الأحداث التي أحزنت الكثير هذه الفترة. في كل مرة أفتح فيها تويتر .. أرى الشعوب الخليجية تشتم وتكره بعضها وتتمنى الشر لبعضها البعض .. ظناً منهم أن تغريداتهم التي يسبون فيها غيرهم، سوف تنفع أوطانهم، ولكن في الحقيقة .. الدفاع عن الوطن عن طريق سب الآخرين، هو إساءة للوطن نفسه وانعكاس سلبي لأخلاق شعبه. إن سمو الأمير يجتهد كثيراً بجعل هذا الوطن أفضل، ويخطط جيداً قبل اتخاذ أي خطوة لقطر، ويحترم كل الدول ولا يقلل من شأن إحداها أو يجرح فيها .. ومن يحب هذا الوطن وقائده، عليه أن يتوقف عن مهاجمة باقي الشعوب التي تحاول إيذاء قطر بالكلام، والاقتداء بسمو الأمير بالأخلاق الحسنة والمعاملة الطيبة والرد على السيئة بالحسنة. من الواجب الآن في هذه الظروف الصعبة .. أن ينطق كل شخص بكلمة يُحسن فيها الأمور، أو يصمت ولا يحاول إثارة الفتنة بين الأشقاء. يقول سمو الأمير في خطابه: "عرف القطريون من قديم الزمان بحسن أخلاقهم وكرمهم وتواضعهم وإقلالهم الكلام وإكثارهم العمل ونصرتهم للمظلوم" وعلى القطريين التمسك بهذه الأخلاق، مهما حاولت الظروف أن تستفزنا أو تُغضبنا. أتمنى أن تتحسن الأمور، فما يحدث الآن سلبي جداً ولا يُسعدنا .. ولا يفرح بتفكك الأشقاء إلا لئيم أو مُحب للفتنة..قال سبحانه:{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (آل عمران:105 وأُذكر بأن كلنا سفراء لقطر، ومن واجب السفراء تمثيل الوطن خير تمثيل سواء في الحياة الواقعية أو في مواقع التواصل الاجتماعي، فكلمة واحدة من مُغرد قادرة على قلب قلوب الشعوب على بعضها، وكلمة طيبة قادرة على زرع الحُب في قلوب الشعوب المختلفة.

4221

| 11 مارس 2014

عندما نحلم!

استمتعت بمشاهدة حفل الأوسكار الـ ٨٦ لعام ٢٠١٤ والذي يضم نخبة من أفضل ممثلي هوليوود الرائعين ..حيث أعلن عن فوز جاريد ليتو كأفضل ممثل مساعد في فلم دالاس بايرس كلوب، ووجه شكره بعد فوزه بالأوسكار لأمه التي رافقته إلى الحفل لترى إبنها يحقق إنجازا جديدا، وأقتبس من كلماته "شكراً يا أمي لأنكِ علمتيني في صغري كيف أحلم". عندما نحلم، سنتمكن من عيش أمنياتنا الجميلة قبل أن تتحول حقيقة فعلاً، فإذا استطعنا تخيلها، سنستطيع تحقيقها .. كان لدى مارتن لوثر كينغ حلم في عام ١٩٦٣ .. فاشتهر خطابه المُسمى بـ (أنا لدي حلم) والذي طالب فيه بمساواة السود والبيض وقتل العنصرية، فاستطاع أن يحول هذا الحلم، إلى بيئة تتعايش مع نفسها بشكل أفضل من السابق، واستطاع أن يحول حلمه إلى واقع أجمل لكل العالم.وكان لدى والت ديزني حلم بأن يبني مدينة ملاهي لإسعاد الناس، فاستطاع أن يؤسس مستعمرات كاملة لديزني والتي تنشر السعادة حول الناس وعلى قلوب من يدخلها ويلعب فيها أو يشتري منها أو حتى يأكل في أحد مطاعمها.إن الأحلام مجانية، فاحلموا ببذخ ولا توفروا أحلامهم أو تبخلوا على أنفسكم بالحلم بعذر أن هذا الحلم هذا يكون مستحيلاً، فاليوم مختلف عن الأمس، والغد سيكون مختلفاً عن اليوم .. وكل ما نعتقد أنه مستحيل اليوم، قد يكون ممكنا غداً.لا تسمح لأحد أياً كان بأن يسرق أحلامك أو يقلل من شأنها أو يهدم فيك الرغبة في تحقيقها، لأن الحلم هو أثمن شيء في حياتنا، ولا نستطيع تعويضه بأي شيء إذا فقدنا الإحساس فيه والحماس للوصول إليه .. فسرقة حلم شخص ما، أسوأ من سرقة قوت يومه. يقول محمد علي كلاي: (لا تجعل تحديات الحياة تسرق منك أحلامك، تعلم منها وستجدها أفضل أصدقائك) فحتى في أسوأ حالاتك، أجعل لنفسك مهرباً تحلم فيه قليلاً، لأن الأحلام كالدواء الغير مرئي، تضمد جراحنا عندما نتخيلها ونؤمن فيها.آمنوا بأنفسكم، وأطلقوا أرواحكم للأحلام ولا تقيدوها .. فالأحلام لا تزور إلا خيال الأرواح التي تُحب الحرية ولا تؤمن بالقيود والمستحيلات.

1150

| 04 مارس 2014

عدوى اللطافة

كان الطقس في لندن جميلا جداً قبل عدة أيام، حيث كنت أمشي في الريجنت ستريت.. فالشمس كانت مشرقة بعكس باقي الأيام التي تشتهر بها بريطانيا بالطقس السيئ.. وتفاجأت بنادلة جميلة أمام مقهى "باول" توزع الكورسون والكافي لاتيه مجاناً على كل المارة، وأخذت منها حصتي من الكرسون اللذيذ وسألتها "لماذا توزعونه مجاناً بلا مقابل؟" فقالت لي "إن الجو جميل جداً اليوم، وأردنا أن نعمل شيئاً جميلاً أيضاً لُنسعد الناس".. كانت الابتسامات تنتشر بالشارع، فالناس يحبون من يفاجئهم بالأشياء المجانية ويعطيهم شيئا بدون أن يطلب منهم اي مُقابل.كان لهذه المبادرة اللطيفة أثر إيجابي على نفسي، حيث شعرت أن هناك من يُقدرني ويُصبح علي ويقدم لي فطورا مجانيا بشارع ومدينة كبيرة لا أرى فيها إلا الغرباء الذين يختلفون عني بأشياء كثيرة.أحياناً.. لا يجب علينا أن نتقن لغة الأشخاص الذين حولنا، بل يمكننا أن نتحدث إليهم بصمت.. ونُسعدهم بنفس الوقت، فالابتسامة قادرة على نقل السعادة من شخص واحد إلى عدة أشخاص بشكل سريع.. فكلما تُسعد شخصاً، سوف تنتقل له عدوى اللطافة، ليبحث عن أشخاص آخرين يُسعدهم وينقل لهم هذه العدوى الإيجابية التي تستحق أن تنتشر أكثر بين الناس.لو تعاملنا مع من حولنا بشكل لطيف جداً، بالابتسامة لهم عندما نراهم، بإهدائهم أشياء جميلة وبسيطة مُفاجئة، بالثناء عليهم عندما نرى ما يعجبنا فيهم، بمساعدتهم عندما نشعر أنهم بحاجة إلينا.. لانتشرت اللطافة بيننا، وطارت من قلوبنا إلى قلوب العالم مروراً بقلوب من كنا لطفاء معهم.لقد تعاهدنا أنا وصديقاتي على قول الكلمة الطيبة حتى لمن لا نعرف في سبيل نشر السعادة، لأننا نستنكر انتشار الكلمات السلبية والنقد، والبخل بالكلمات الإيجابية الجميلة.. فأصبحنا نقول للأشخاص الذين نرى فيهم شيئاً جميلاً.. عن هذا الشيء الجميل الذي أعجبنا فيهم، فنرى عيونهم تلمع من السعادة ونراهم يحدثون أصدقاءهم بعد ذهابنا، عما سمعوه منا.من الغريب أننا نخجل عند ذِكر جمال أحدهم، ولكننا نتجرأ في ذكر الأشياء السيئة فيه بلا تردد.. ولكن بدءا من اليوم، لننشر عدوى اللطافة، ونجعلها تنتشر وتصل إلى أكبر عدد من الأرواح اللطيفة التي تستحق أن تجد من يُسعدها ويبث الفرح فيها.

1450

| 26 فبراير 2014

alsharq
جريمة صامتة.. الاتّجار بالمعرفة

نعم، أصبحنا نعيش زمنًا يُتاجر فيه بالفكر كما...

6681

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طيورٌ من حديد

المسيرات اليوم تملأ السماء، تحلّق بأجنحةٍ معدنيةٍ تلمع...

2751

| 28 أكتوبر 2025

alsharq
المدرجات تبكي فراق الجماهير

كان المدرج في زمنٍ مضى يشبه قلبًا يخفق...

2385

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة لا غنى عنها عند قادة العالم وصُناع القرار

جاء لقاء حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن...

1722

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
الدوحة عاصمة الرياضة العالمية

على مدى العقد الماضي أثبتت دولة قطر أنها...

1518

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
طال ليلك أيها الحاسد

نعم… طال ليلك ونهارك أيها الحاسد. وطالت أوقاتك...

1428

| 30 أكتوبر 2025

alsharq
حين يوقظك الموت قبل أن تموت

في زحمة الحياة اليومية، ونحن نركض خلف لقمة...

1065

| 29 أكتوبر 2025

alsharq
التوظيف السياسي للتصوف

لا بد عند الحديث عن التصوف أن نوضح...

1047

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
فاتورة الهواء التي أسقطت «أبو العبد» أرضًا

“أبو العبد” زلمة عصامي ربّى أبناءه الاثني عشر...

978

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
بين العلم والضمير

عندما تحول العلم من وسيلة لخدمة البشرية إلى...

876

| 26 أكتوبر 2025

alsharq
انخفاض معدلات المواليد في قطر

بينت إحصاءات حديثة أن دولة قطر شهدت على...

870

| 27 أكتوبر 2025

alsharq
من المسؤول؟

أحيانًا أسمع أولياء أمور أطفال ذوي الإعاقة يتحدثون...

699

| 30 أكتوبر 2025

أخبار محلية