رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

الغائب الحاضر

كانت صديقتي البرازيلية "آنا لويزا" حزينة جداً في إحدى الأمسيات التي جمعتني بها؛ لأنها لن تستطيع حضور حفل تخرجها في مدينتها الأم في البرازيل، بسبب وجودها في بريطانيا لإكمال دراستها وعدم مقدرتها على السفر.. وكانت تقول لي إن هذه المناسبة غالية عليها، فكل دفعة الخريجين من أصدقائها المقربين، ولم تكن ترغب أبداً في تفويت هذا الحدث المهم في حياتها.. وبعد لقائنا هذا بعدة أيام رأيتها تطير فرحاً لأن كل أصدقائها الخريجين كانوا يحملون بوستر لصورة لها في مسيرة التخرج، وكانت صورتها موجودة في كل صور الخريجين، يضعونها في منتصفهم ويبتسمون للكاميرا وعيونهم تمتلئ شوقاً لصديقتهم الغائبة الحاضرة. كانت هذه المبادرة الجميلة رسالة لها من أصدقائها، يقولون فيها إنها موجودة في قلوبهم وحاضرة معهم في هذا الحدث المهم، رغم المسافة الطويلة بينهم.إن حياتنا السريعة الآن تستدعي السفر للعمل أو الدراسة أو الانتقال إلى بلد آخر من أجل مستقبل أفضل، فكم عائلة ينقصها فرد على مائدة الغداء لأنه في دورة خارجية، وكم سرير يبقى فارغاً في المنزل لأن صاحبه يدرس بعيداً عن وطنه، وكم مناسبة يغيب عنها شخصاً يعمل في بلد آخر من أجل مستقبله المهني. إن المشاعر التي تدور في قلوب الغائبين لا يعلمها إلا الله، فكم عين تنام باكية، وكم عقل يشغله التفكير، وكم روح حزينة تعتقد أننا نسيناها لأنها بعيدة عنا. يقول واسيني الأعرج: (لايوجد في الدنيا أهم من الإحساس بأن هناك في زاوية ما من هذه الكرة الأرضية من يحبنا).. فأمسكوا بهواتفكم واتصلوا على أحبابكم البعيدين، أو أرسلوا رسالة فيها "اشتقت لك" لصديق سرقته الغربة من حضن عائلته ووطنه، فكل كلمة نعبر بها عن اهتمامنا وشوقنا وأهمية من يغيب بجسده عنا، كفيلة بإسعاد قلوب الغائبين ورسم الابتسامة على وجوههم، فهي دواء لعلة الشوق والحنين، فلا يوجد أسوأ من أن يشعر الشخص بأنه منسي، ولا يوجد أروع وأجمل من أن يشعر الإنسان بأنه في القلب وعلى البال رغم بعده.. حتى يعلم أنه بحسبة الحاضر رغم غيابه.

2188

| 30 سبتمبر 2014

حفلة الإنجازات

في بداية أول يوم دراسي لي في الصف الرابع الإبتدائي دخلت علينا إحدى المعلمات وخصصت أول حصة للتعرف على جميع الطالبات، وأحد الأسئلة كان عن المهنة والتخصص الذي نود أن نعمل فيه في المستقبل، فبدأت جميع الطالبات بالإجابة بالدور..وكانت إجابتهن تدور حول الطب والهندسة وتصميم الديكور والتدريس..وعندما وصل دوري وقفت وأجبت: "إدارة أعمال" فردت علي ساخرة: "إدارة أعمال في ماذا؟" و "هل تعرفين ماذا يعني هذا التخصص؟"، قلت لها أني لا أعرف التفاصيل، ولكني أتوق لدراسة هذا التخصص في المستقبل. تألم قلبي الصغير قليلاً بعد أن جعلت الصف يضحك على إجابتي ولكني ابتسمت وجلست مكاني بدون أن أضيف المزيد من الكلام.والآن وبعد ١٦ عاماً من هذا الموقف، تخرجت من المملكة المتحدة حاملة معي شهادة الماجستير في الأعمال الدولية والمالية وحصلت على جائزة للتميز الطلابي في بريطانيا لعام ٢٠١٤، بالإضافة إلى بكالورويس إدارة الأعمال والمحاسبة الذي حصلت عليه سابقاً. لا أعرف عنوان معلمتني الآن، ولكني أحب أن أشكرها كثيراً، فتشكيكها في قدراتي وطموحي أشعل نار الحماس للعمل لدى على الوصول إلى هدفي وأمنيتي التي كانت تعيش في قلبي وفكري منذ الطفولة.سوف يكون في حياتنا الكثير من الأشخاص الذين يشككون في قدراتنا، وقد يكونون أحياناً أكثر من الأشخاص الذين يشجعوننا.. ولدينا خياران: إما أن نستمع إليهم ونسمح لكلامهم باختراق قلوبنا وتحطيم طموحنا، أو نحوله إلى مصدر تشجيع وتحد لنا.. وعلينا ألا نتسرع أو نستعجل في الحصول على النتيجة لنثبت لهم ذلك، بل أن نركز على طريقنا حتى لو استهلك حلمنا الكثير من الوقت والجهد وسنوات طويلة من عمرنا.. فالتركيز على الوصول إلى الهدف الأساسي أهم من الاستعجال لتحدي الآخرين.. يقول توماس اديسون: "الأهم من أن تتقدم بسرعة هو أن تتقدم في الاتجاه الصحيح"نحن لسنا مسؤولين عن ما يخرج من أفواه الآخرين من نقد أو سخرية أو تقليل من شأن قدراتنا، فنحن لا نستطيع السيطرة على عقول الناس أو إجبارهم على الإيمان بنا، ولكننا مسؤولون عن ردة فعلنا، ونستطيع السيطرة على أفكارنا والإيمان الذي نزرعه في أنفسنا للتقدم إلى الأفضل والاستمتاع بحفلة الإنجازات حتى لو كانت بعد سنوات طويلة من العمر.

1138

| 16 سبتمبر 2014

الأمسية القطرية

في كل مرة أقابل فيها أشخاصاً من جنسيات آسيوية أو أوروبية أو لاتينية أثناء السفر وأخبرهم أني من "قطر" يرد البعض بمعلومات سطحية عنها كمعرفتهم باستضافة كأس العالم ٢٠٢٢ أو استخدامهم للخطوط القطرية في إحدى رحلاتهم، ويتحمسون للتعرف على الثقافة القطرية أكثر ..وكوني أول شخص يقابلونه من قطر ألهمني بأن أعرفهم على الثقافة القطرية بطريقة مختلفة.بدأت أولاً بعمل عروض عن "قطر" لطلاب الجامعة التي كنت أدرس بها قبل سنتين في بريطانيا، ثم بدأت بالاحتفاظ بالكثير من البطاقات البريدية القطرية والأعلام والبروشات والريالات القطرية والطوابع لأستخدمها كهدايا تذكارية عندما ألتقي بأي شخص جديد أثناء السفر .. خاصة بعد أن مررت بتجربة شخصية قبل عدة سنوات في إحدى رحلات الخطوط القطرية، عندما جلس بجانبي رجل أعمال ياباني يحمل بيده كيساً فيه الكثير من العلب المغلفة لتذكارات يابانية جميلة، فأهداني إحداها عندما وصلنا إلى وجهتنا النهائية ..وعندما قرأت أكثر عن هذا الموضوع وجدت أن بعض اليابانيين يحبون إهداء تذكارات من بلدهم عندما يلتقون بشخص جديد.تحمست كثيراً بعد أن رأيت ابتسامات من حولي من جنسيات وثقافات مختلفة عندما يحصلون على تذكار من بلد آخر ولو كان بسيطاً، وقمت بتصميم جلسة عربية من سوق واقف لمجلسي في منزلي بالمملكة المتحدة، وبدأت بدعوة الجميع للحضور لأمسية قطرية في منزلي كل فترة، فبدأ الكثير بالحضور حتى تطورت الأمسية القطرية إلى استضافة المراكز الثقافية البريطانية وطلابها لخوض تجربة القهوة العربية والحناء والتعرف على الملابس التقليدية القطرية وتجربتها وتعلم بعض الأطباق التي أعدها مع إهدائهم بروشات تحمل علم قطر وبطاقة بريدية عليها أحد الأماكن الشهيرة في قطر مع كتابة أسمائهم باللغة العربية بالإضافة إلى الريال القطري ليكون تذكاراً لهم، وفي إحدى المرات عملت مسابقة لأحفاد جارتي الإنجليزية للبحث عن قطر، مع إهدائهم بعض التذكارات كجائزة على اهتمامهم في البحث والاطلاع عن قطر رغم صغر سنهم. كنت أشعر بالسعادة عندما أراهم متحمسين جداً للحضور للتعرف على قطر والتصوير على الجلسة العربية، حتى بدأ بعض الضيوف بطلب بعض التذكارات ليعطونها لأصدقائهم الذين لم تُتح لهم فرصة القدوم، وحتى الآن التقيت بالكثير من الجنسيات من البرازيل وبلجيكا والصين وبولندا ولاتفيا وليتوانيا وغانا وأيسلندا ورومانيا وبريطانيا وماليزيا والكثير من الدول غيرها.ربما ستكون فكرة رائعة لو حرص كل سائح أو طالب قطري على حمل بعض التذكارات معه في كل مرة يسافر فيها، حتى يُعرف الناس من مختلف الجنسيات والثقافات على "قطر"، فنحن لا نحتاج أن نكون دبلوماسيين حتى نكون سفراء، بل يمكننا أن نكون سفراء لبلدنا أثناء السفر بكرمنا ولطفنا واحتواء الثقافات الأخرى للتعرف علينا عن قرب.

1276

| 09 سبتمبر 2014

دائرة السعادة

وصلتني رسالة جميلة من صديقة لي من ليتوانيا (إحدى دول البلطيق) تقول فيها "مع كل هذه الكوارث والأخبار السيئة التي تحدث في العالم هذه الأيام ..أصبح من المهم نشر السعادة واللطافة حولنا ..ولذلك، أول ٥ يردون علي سوف أقوم بطلب عناوينهم وأرسل لهم شيئا خلال الفترة القادمة هذا العام دون أن أخبرهم مسبقاً وعلى هؤلاء الخمسة أن يقوموا بنشر هذه الرسالة وإسعاد ٥ أشخاص آخرين حتى تصبح دائرة السعادة أكبر. قمت بالانضمام إلى مبادرتها وطبقت نفس الفكرة وجهزت أشياء متنوعة أرسلها للأصدقاء الخمسة الذين أرادوا الانضمام إلى هذه المبادرة، منها بطاقات بريدية قطرية لأصدقاء من بولندا والبرازيل ..واستمر هؤلاء الخمسة بتوسعة دائرة السعادة أكثر وأكثر عبر نشر هذه المبادرة لنشر اللطافة. أحببت الفكرة جداً وأردت أن أكتب عنها حتى أرى من يطبقها ..ولا يجب التكلف في الهدايا لإسعاد الغير ..فالهدية قد تكون تذكرة فلم في السينما، كعك مصنوع في المنزل، بطاقة آي تونز أو أمازون، تذكار بسيط، كتاب وغيرها من أشياء غير مُكلفة. يقول واسيني الأعرج: "لا تحتاج إلى استحالات كبيرة، أشياء صغيرة قادرة على أن تهزنا في العمق" ..وما أجمل أن يستقبل أحدهم دعوة مفاجأة إلى مطعم، أو باقة من الورد على مكتب عمله بعد الكثير من العمل المُرهق، أو تذكرة إلى فلم يحبه بعد أسبوع طويل من الإنجازات ..فالكثير من الأشخاص قد يبخلون على أنفسهم حتى بأصغر الأشياء، ولكن يرونها قيمة جداً عندما تأتيهم من أشخاص غالين على قلوبهم. أدعوكم للانضمام إلى دائرة السعادة، مع شرط أن تخبروا الأشخاص الخمسة الذين سوف يشاركون معكم أن يقوموا بعمل نفس الشيء ..حتى تتضاعف السعادة واللطافة ونرى الابتسامات على وجوه الجميع.

1749

| 02 سبتمبر 2014

تحدي الثلج

بدأت قبل فترة قصيرة موجة "تحدي الثلج" التي انتشرت كثيراً بين المشاهير ورجال الأعمال مثل بيل جيتس وتايلور سويفت وليونيل ميسي وشاكيرا وانتقلت حول العالم بسرعة خيالية، وتحدي الثلج ينص على أن يسكب الشخص سطلا من الماء والثلج على نفسه وينشره في مواقع التواصل الاجتماعي، ثم يختار ٣ أشخاص لهم خياران خلال 24 ساعة فقط ..فإما أن يقوموا بتحدي الثلج، أو يتبرعوا بـ 100 دولار لصالح مرضى التصلب الجانبي الضموري ALS. وبدأت هذه الظاهرة لتوعية الناس بهذا المرض، وهو مرض يسبب ضمور الخلايا العصبية الحركية ويسبب تشنج في عضلات الإنسان، وفي مراحل متقدمة من المرض يصبح الشلل كاملاً وثم يؤدي إلى الوفاة.وفكرة سكب الثلج والماء ليست عشوائية، بل هدفها أن يشعر الإنسان بتشنج للحظات، مما يعطيه فكرة أو إحساسا بمعاناة المرضى المصابين به، مما يشجع الشخص لنشر التوعية عنهم والتبرع لدعم الأبحاث لإيجاد علاج له. يقول البعض أن هذه الظاهرة فيها إسراف للماء، ولكن لها إيجابيات بأنهم جمعت أكثر من 80 مليون دولار من التبرعات حتى الآن. لم يتم إيجاد أي حل أو علاج لمرض التصلب الجانبي الضموري حتى الآن، وقلة الدعم لمركز الأبحاث لم يساهم في تقدم البحث عن علاج له ..فعندما حاولت الجمعية نشر التوعية العام الماضي لم تستطع أن تجمع أكثر من مليوني دولار، أما هذا العام جمعت أكثر من 80 مليون دولار في فترة قصيرة جداً ..وفكرة التحدي كانت ممتازة جداً لنشر التوعية عن مرض لم يعرف عنه الناس من قبل مثل مايعرفون عنه الآن. هناك 3 خيارات لتحدي الثلج خلال 24 ساعة من الاختيار: أن يقبل الشخص هذا التحدي ويطلب من أحد أصدقائه سكب الماء والثلج على رأسه أو التبرع بـ 100 دولار لمركز الأبحاث، أو الأثنين معاً. لا يحتاج الشخص إلا أن يعمل التحدي لتوعية الناس بالمرض، بل يمكنه القراءة أكثر عنه وتوعية الناس فيه وتقديم الدعم المعنوي والمالي لمركز الأبحاث حتى نكون جزءاً من رحلة التوصل إلى علاج نهائي ينقذ الكثير من المعاناة مع المرض والوفاة ويعطيهم فرصة جديدة في الحياة. يمكن زيارة الموقع الرسمي لجمعية التصلب الجانبي الضموري للقراءة أكثر عنه أو تقديم التبرعات التي تساهم في تقدم العلاج http://www.alsa.org.

1122

| 28 أغسطس 2014

جيتارة "شارلوت"

كنت أمشي بقرب "عين لندن" عندما سمعت صوتاً عذباً يجذبني إليه، حتى اقتربت ورأيت شابة إنجليزية تغني بصوت جميل وبيدها جيتارتها التي تعزف عليها بفن وإبداع. وقفت عندها وسمعتها تُقدم نفسها إلى كل المتواجدين وتغني أغنية من تأليفها..تقول فيها "أنا لا أريد عملاتك المعدنية، أريد فقط اذنك" فسمعتها حتى النهاية وشعرت أن صوتها أفضل من الكثير من المطربين الذين أسمعهم في قنوات التلفزيون أو محطات الراديو. اقتربت منها لأضع لها بعض القروش فوجدت لوحة مكتوب عليها عنوانين صفحاتها في الفيس بوك وتويتر، وألبومات غنائية تبيعها بنفسها ..وكان عليها إقبال كثير من الناس لكتابة إيميلاتهم وأسمائهم على ورقة وضعتها على الأرض بقربها للاشتراك بالقائمة البريدية واستلام أخبارها وأعمالها الجديدة. دخلت على موقعها الرسمي بعد عودتي إلى المنزل، وقمت بإضافتها على تويتر .. فوجدت أن لها الكثير من المتابعين والمحبين من كل أنحاء العالم، ومن ضمنهم السياح الذين يزورون لندن ويستمعون لها في الشوارع الإنجليزية .. وتقوم أيضاً ببيع ألبومها الذي أنتجته بنفسها على موقعها الرسمي، وتقوم بإرساله إلى كل دول العالم. ربما "شارلوت" ليست معروفة مثل كايتي بيري أو تايلور سويفت، لكنها سعيدة بما تفعله .. لأنها تعطي من قلبها، وتبحث عن التقدير أكثر من الأموال .. ورغم أن ألبوماتها لا تُباع في متاجر الموسيقى أو فيرجن ميجا ستور .. إلا أنها استطاعت أن تُسجل ألبومها الخاص باجتهادها، وتقوم بتسويقه وبيعه بنفسها على مواقع التواصل الاجتماعي.عندما تمسك شارلوت جيتارتها وتبدأ بالعزف، يقف كل من يمشي حولها ..ويمشون ببطء من كانوا يركضون من أجل أعمالهم أو مواعيدهم ..فموهبتها تستحق الاحترام والتقدير .. لا بوضع القروش لها، بل بإعطائها وقتا نسمع فيه صوتها وأغانيها الجديدة.إن الموهوبين والمبدعين في مجتمعنا يستحقون الاهتمام لتنميتهم وإظهار إبداعهم وإنجازاتهم للعالم، ولكن لو انتظر كل موهوب أن يتم إيجاده، أو توقع أن يبحث عنه شخص ما ليرى إبداعه .. فسينتظر طويلاً.علينا ألا نصنع الأعذار إذا كنا نملكه موهبة ما، فعدم وجود جهة رسمية أو مركز يدعم مواهبنا ليس عذراً مناسباً أبداً للتوقف عن السير في طريقنا لعمل ما نحب .. فهذه الأيام، أصبح من السهل جداً أن يُسوق الشخص نفسه عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو اليوتيوب أو المدونات دون الحاجة إلى انتظار من يبحث عنه ويتبنى موهبته.إن الموهوبين لا يحتاجون إلى دعم مالي بقدر الحاجة إلى دعم معنوي ونفسي يساعدهم في معرفة أنهم رائعين، وأنهم يستحقون التقدير والوقت لرؤية مواهبهم المختلفة.

1227

| 14 أغسطس 2014

صُنع في القلب

حضرت حفل توزيع جوائز "البافتا" للتلفزيون في لندن في شهر أبريل الماضي، وسعدت برؤية نجوم المسلسلات والبرامج الإنجليزية والعالمية وهم يمشون على السجادة الحمراء ويلقون التحية على الجميع ويصورون أنفسهم "سيلفي" مع محبيهم بكل لطف، ومن هذه الشخصيات الجميلة "تانيا بر" التي اشتهرت عبر قناتها على اليوتيوب، والتي تقدم فيها فيديوهات مختلفة من الدروس الخاصة بالمكياج، إلى نصائح في الحياة وحتى تغطياتها لرحلاتها ويومياتها. عمر "تانيا" الآن ٢٥ عاماً فقط، ويتابعها ٦ ملايين شخص شهرياً على قناتها في اليوتيوب، وبدأت شركات المكياج الشهيرة بالتعاقد معها لعرض الإعلانات عبر قناتها الخاصة، أو في واجهة مدونتها لجذب قُراء مدونتها الذين يحرصون على متابعها تدويناتها العفوية.أسست تانيا مجموعتها الأولى لمستحضرات الجميل قبل عدة شهور، وبدأت ببيع سلسلتها الأولى من الأرواج والمانكير بألوان جميلة مليئة بالحياة وحرصت على تسمية كل لون باسم جميل مثل: نزهة في الحديقة، شاي بعد الظهيرة، سافر حول العالم وغيرها من أسماء تعكس شخصيتها والأشياء التي تحبها. تُباع منتجاتها الآن في أكثر من ٢٠٠ فرع لمتجر "سوبردرغ" للمكياج في بريطانيا، بالإضافة إلى إمكانية طلبها على البريد عبر الكثير من المواقع الإلكترونية الخاصة بالمكياج. أحببت شغف "تانيا" ولمستها الخاصة لمنتجاتها، فحرصت شخصياً على زيارة المتجر وشراء جزء من مجموعتها، وأكثر ما لفت نظري أن القسم الذي يوجد به منتجاتها، كان مزدحما بالشابات والمراهقات اللاتي تجمعن على هذا القسم كالفراشات بمجرد دخولهن إلى المتجر الكبير، ورغم أنه إنتاج شخصي إلا أن الطلبات كثيرة على منتجاتها، فمجموعتها لا يتم وضعها على الرف المخصص لها إلا وقد اختفت خلال فترة قصيرة.الشابة الإنجليزية الجميلة "تانيا" لا تنافس أشهر ماركات المكياج، ولا تنافس الوجوه الشهيرة في هذا المجال .. كل ما في الأمر أنها تفعل الأشياء التي تحبها، وتحول شغفها إلى منتجات، وهواياتها إلى إنجازات. قد نقرأ على منتجاتها جملة "صنع في إنجلترا" ولكن من يعرفها جيداً ويتابع رحلتها الطويلة مع شغفها سيقرأها "صُنع في القلب".أسمع الكثير من الشباب في مجتمعنا يسألون عن المشاريع المربحة، حتى لو كانوا لا يعرفون عنها شيئاً .. فهم يعتقدون أن رأس المال وحده كفيل بنجاح المشاريع .. ولكن في الحقيقة المشاريع الناجحة هي التي تُصنع في القلب أولاً، قبل أن تُرى على أرض الواقع .. فالحُب هو أساس كل شيء في الحياة، من العلاقات الإنسانية وحتى المنُتجات والمشاريع التجارية.

1031

| 05 أغسطس 2014

الخطوة الأولى

وُلد "فريدريك سميث" وهو مُصاب بمرض أسمه "كالفي" والذي يُؤثر على حركته في حياته اليومية، فكان يمشي على عكازين حتى كبر واستطاع الوقوف على قدميه من جديد وأطلق العنان لقدميه للمشي والجري مثل أي شخص طبيعي. ورث فريدريك ثروة كبيرة بعد أن فقد والده وهو يبلغ من العمر ٤ سنوات. كان يُحب الأعمال والاقتصاد، فاختار تخصص الاقتصاد في الجامعة، وطلب الأستاذ في إحدى المواد التي يدرسها فريدريك، أن يعمل الطلاب على كتابة خطة عمل مشروع يتمنى أن يعملها الطالب على أرض الواقع، فكانت فكرة سميث تأسيس شركة لتوصيل الطرود في يوم واحد لأي بلد في العالم، فكانت ردة فعل الأستاذ أنها فكرة غير واقعية ولن يمكن تطبيقها فعلياً. في عام ١٩٧٣، تم تأسيس شركة "فيدكس" التي عانت من الكثير من الخسائر في البداية، ولكنها أصبحت من أفضل شركات الشحن عالمياً اليوم، بوجود أكثر من ٣٠٠،٠٠٠ موظف، و١٨٠٠٠ طيار، و٨٠٠ طائرة تقريباً.. ويبلغ رأس مال "فيدكس" ٣٦ مليار دولار.تحولت خطة الفكرة التي حلم بها "فريدريك" وقلل أستاذه من شأنها إلى شركة ضخمة نراها في حياتنا اليومية ونستفيد منها شخصياً من المحيط إلى الخليج. لو استمع الطالب إلى أستاذه، لما كان هناك شركة أسمها "فيدكس" اليوم، ولكن قراره بالإيمان بنفسه والاحتفاظ بحلمه وتحقيقه هو ماحول المشروع من فكرة على الورق، إلى خدمة تطرق أبواب منازلنا وتوصل لنا طلباتنا وطرودنا البريدية المهمة. يقول مارتن لوثر كينغ: "الإيمان هو أن تأخذ الخطوة الأولى حتى ولو تستطيع رؤية الدرج كله" فالإيمان بأنفسنا وأحلامنا يستطيع أن يجعلنا نصل إليها، والإيمان بآراء الآخرين السلبية فينا، سيجعلنا نموت في مكاننا، بدون أن نسلك الطريق المؤدي إلى أحلامنا التي نحبها.علينا أن نأخذ الخطوة الأولى إذا كنا نؤمن بحلم يدور في قلوبنا وخيالاتنا، وأن نتجاهل من يقلل من شأنها، فنحن الوحيدون القادرون على معرفة ذاتنا، ولن يستطيع غيرنا أن يفهم تلك الأفكار الجميلة التي تعيش في عقولنا ونعمل على تحقيقها.لا يوجد ما يضمن لك أن طريقك سوف يكون سهلاً ويسيراً عليك، ولكن "الخطوة الأولى" سوف تقربك أكثر إلى ماتتمنى، والخطوات التي تليها سوف تجعلك ترى حلمك يتحول تدريجياً إلى هدف أمامك، والخطوة الأخيرة سوف تجعلك ترى تلك السيناريوهات التي كنت تراها وحدك في أحلامك، تتحول إلى حقيقة ومشروع واقعي يستحق كل هذا التعب من أجله.

999

| 17 يوليو 2014

مُقاسمة النِعم

كنت أقرأ بعض التقارير التي تتحدث عن ثروات الناس في العالم، ولفت نظري أن أول ١٠٪ في قائمة الأثرياء يملكون ٨٥٪ من مجموع الثروة في العالم، بينما يعيش ٩٠٪ من الناس في العالم، على الـ ١٥٪ المتبقية من الثروة العالمية. بالإضافة إلى أن هناك ٢.٥ بليون شخص في العالم يعيشون على ٩ ريالات فقط كمتوسط للدخل يومياً.أؤمن أنه علينا عمل الخير ٣٦٥ يوماً كل سنة، ولكن ما أجمل أن نجعل "رمضان" هو خط البداية للعمل على كل ما هو خير للمجتمع، والدولة، وأيضاً للبشرية .. فالخير يمكنه أن ينتقل من أي مكان، لأي مكان في العالم بكل سهولة مع وجود المنظمات العالمية والجمعيات الخيرية.كل شخص لديه نعم قد لا تتوافر لغيره، وأيضاً يمكن أن يكون غيره أفضل منه بمهارات معينة .. فلماذا لا نبدأ بالاتحاد وإكمال النقص عند بعضنا بعضا؟المال ليس كل شيء .. فهناك الكثير من الخيارات غيره، مثل الوقت، الجهد، العلم والمهارات اليدوية..وهناك الكثير من الأفكار التي لا تنتهي لنشر الخير ومقاسمة النعم التي نملكها، لتتضاعف السعادة وتُرسم الابتسامات على جميع الوجوه .. مهما كانت مختلفة عنا بالدين، اللغة، العرق أو الثقافة.١- يمكننا أن نبدأ بفتح أدراج ملابسنا، والتنازل عن كل ما لا نحتاجه من قُمصان وأحذية وحقائب، فالأشياء المخزنة عندنا، هي كسوة لمن لا يملكون حتى ملابس تغطي أجسادهم أو أحذية تحمي أقدامهم.٢- زيارة مركز التبرع بالدم للتبرع والمساهمة في منح الآخرين نعمة نعتبرها جزءا منا، ويعتبرونها كل شيء بالنسبة لهم لمساعدتهم على الاستمرار بالحياة.٣- الاتفاق مع إحدى الجمعيات الخيرية لكفالة يتيم لمساعدته صحياً وعلمياً ونفسياً للحصول على حياة كريمة تُبعده عن الشوارع والجهل والأمراض.٤- التوفير في أطباق السفرة الرمضانية، ومشاركة ما زاد في منازلنا مع العمال في الأحياء سواء من المسلمين الذين لا يملكون ما يفطرون عليه بعد يوم طويل من الصيام، أو حتى غير المسلمين الذين يعيشون بمعدة فارغة طوال اليوم.٥- تخصيص صندوق في المنزل لهدف خيري سواء كان بناء مدرسة في النيبال أو حفر بئر ماء في إفريقيا أو دعم الأسر الفقيرة التي تريد أن تؤسس مشاريع عمل تعيش عليها .. ويمكن لأفراد الأسرة وضع ما تيسر لهم من مال كل يوم عندما يشعرون بالجوع أو التعب أو حتى عندما يجتمعون على مائدة الإفطار .. وأن يتم إنجاز الهدف في وقت العيد، حتى تتضاعف الفرحة بيننا وعند غيرنا.٦- زيارة الأحياء الفقيرة ودعم المنازل التي تحتاج إلى إعادة تأهيل من طلاء وأثاث واحتياجات منزلية، وتعتبر مؤسسة أيادي الخير نحو آسيا "روتا" من الجهات الفعالة التي تحرص على تأهيل المنازل الفقيرة على أيدي الشباب والمتطوعين الذين يهتمون بعمل تغييرات إيجابية في مجتمعاتهم.٧- استغلال المهارات التي نملكها، بالتطوع في دولة نامية في الإجازة الصيفية لتدريس الطلاب في المجتمعات الفقيرة، وتحسين المدارس والمنازل والمزارع التي لا تجد من يدعمها بوقته وجهده وماله.٨- التسجيل في مركز التبرع بالأعضاء "هبة" لمنح أعضائنا فرصة لمساعدة غيرنا حتى بعد رحيلنا عن الحياة.٩- زيارة أي دكان في الأحياء التي تعيش بها عائلات فقيرة، وتسديد دين الأسر التي تأكل وتشرب بقلق وهي تحمل هم الدين الذي ينتظر تسديده.١٠ - التمسك بالابتسامة والأخلاق الحسنة والقيادة الأخلاقية في نهار رمضان، فهذا أقل شيء يمكن عمله دون الحاجة إلى مجهود .. فالصيام فرصة لتهذيب الأخلاق والتحكم بالذات، ومن يستطيع فعل ذلك فهو الرابح هذا الشهر.وجود ١٠ نقاط في هذا المقال لا يعني أنها تنتهي هنا، بل هي تبدأ هنا .. ولكم حرية الإبداع بالتفكير بكيفية مُقاسمة النِعم .. فخط البداية هو رمضان، دون وجود أي خط للنهاية .. فالخير يستحق أن ينتشر وألا يتوقف عند حد معين .. وكل عام وأنتم بخير وصحة وسعادة، ومبارك عليكم الشهر

959

| 02 يوليو 2014

وداعاً "شيلا"

في عام ٢٠١٣ كتبت مقالاً بعنوان "جارتي الاستثنائية" التي تكلمت فيها عن جارتي الإنجليزية النشيطة التي تتعلم وتدرس بعمر ٧٢، وتقود سيارتها لتكتشف العالم، وتفتح قلبها ومنزلها لكل شباب وبنات المدينة الجدد لتقدم لهم الدعم النفسي وتساعدهم في الوقوف على اقدامهم من جديد بعيداً عن بلادهم وعائلاتهم.. وبقلب مكسور أرثيها اليوم بهذا المقال، فجارتي الحبيبة التي عشت معها أجمل اللحظات في فترة دراستي بالمملكة المتحدة غادرتنا صباح يوم الثلاثاء ٢٣/٦/٢٠١٤ بعد هجوم سرطان المخ عليها فجأة قبل عدة شهور.لم أحزن وحدي، فالحزن عم أرجاء المدينة لأن بصماتها موجودة في كل مكان، وكسبت كل القلوب بروحها الطيبة وتعاملها اللطيف واهتمامها بالجميع، فقلبها كان يحتوي كل الاختلافات الثقافية والدينية ويتجاوزها للوصول إلى شيء أهم وأسمى.. وهو الإنسانية.لا بأس بأن نبكي قليلاً، ولكن من المهم جداً أن لا نترك وفاة من نحب تمر مروراً عابراً في حياتنا، بل إن تكون نقطة تصنع الاختلاف الإيجابي في حياتنا، بأن نحاول إنقاذ حياة أشخاص آخرين يعانون من نفس المرض.سوف أكون من المشاركين هذا العام في "سباق من أجل الحياة" لدعم مركز أبحاث السرطان في بريطانيا، وعلى كل مشارك أن يلصق ورقة على ظهره مكتوبا عليها اسم الشخص الذي سوف يشارك من أجله، وهذا العام أشارك باسم جارتي الحبيبة لدعم المركز بقدر ما أستطيع، حتى يأتي يوم جميل يعلنون فيه خبر إيجاد حل أو علاج دائم لمرض السرطان، الذي أخذ أحبتنا.قررنا أنا وسكان المدينة أن نساعد بعضنا بالتغلب على هذه المحنة التي آلمتنا، وأن نشارك في عمل شيء نقدمه لعائلتها، ليعلموا أن والدتهم هي والدتنا جميعاً، وأنها كانت إنسانة رائعة لآخر يوم من حياتها.من الأشياء الإيجابية التي تصبرنا على فقدانها أنها عاشت حياتها بسعادة لآخر لحظة، وكانت تزور أصدقاءها وأفراد عائلتها وتسافر وتدرس تخصصات جديدة وتتعلم استخدام الكمبيوتر لتعمل على بحوثها وتشارك في مبادرات إيجابية في المجتمع.أنا سعيدة جداً لأني كنت محظوظة بمعرفة شخصية جميلة مثلها، وسعيدة لقضاء بعض الأمسيات معها لشرب الشاي الإنجليزي ومشاهدة مسلسلها المفضل وتعلم دروس الحياة منها ومشاركتها ذكرياتها الجميلة وإصلاح أجهزتها الإلكترونية إذا تعطلت.آخر مرة رأيتها كنت أمشي مسرعة مع حقيبتي متجهة إلى المطار، فلمحتني أمام المحلات وسألتني عن وجهتي، فجاوبتها وقلت لها لنا لقاء بعد العودة إن شاء الله.. ولكن الموت كان أسرع من وعود الإنسان.عانقوا أحبتكم، واستغلوا كل لحظة معهم، فالموت ليس له مواعيد نرتب بها حياتنا وجدول أعمالنا، فهو يأتي فجأة ويكسر قلوبنا بدون مقدمات.يقول واسيني الأعرج: "لاشيء يستحق أن نحزن من أجلهِ.. إلا الفقدان".. وأوافقه على ذلك، فوجود أحبتنا حولنا أهم من تضييع وقتنا في الحزن على أشياء لا تستحق دموعنا وهمومنا ووقتنا.

929

| 25 يونيو 2014

أجساد لا تموت

كنت ومازلت أؤمن أن مشاركة النعم التي يقدمها لنا الله مع غيرنا تجعل السعادة تتضاعف وتصل إلينا كلنا، وكانت فكرة التبرع بالأعضاء تدور في بالي لفترة طويلة، كنت أبحث فيها عن كل التفاصيل والإجابات للكثير من الأسئلة التي كانت تشغلني، وفي الشهر الماضي قررت التسجيل رسمياً في قائمة المتبرعين للأعضاء بعد الموت، وشعرت بعد ذلك اليوم أن هذا القرار من أفضل القرارات التي اتخذتها في حياتي، فالآن أشعر بالسعادة لأنني لو عشت غداً فسوف تكون فرصة رائعة لي في الحياة، وإذا مت غداً فسوف تكون فرصة رائعة لغيري في الحياة، وفي كل الحالات أنا راضية جداً بما يُخبئه القدر لنا.قرأت في أحد الأخبار الصحفية قبل عدة شهور أن الدكتور رياض فاضل مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء "هبة" يقول "نحن في حاجة إلى المزيد من الأشخاص الذين يدركون أن التبرع بالأعضاء هو عمل إنساني مهم جداً وخطوة ضرورية لتحقيق اكتفاء ذاتي في دولة قطر من ناحية توفر عدد كاف من المتبرعين يتناسب مع عدد المرضى المحتاجين لعمليات زراعة الأعضاء".فمجتمعنا الجميل فيه كل الخير والحب والعطاء لأفراد المجتمع، فنرى الكرم المتبادل بين الجميع ونلاحظ التكاتف لمساعدة الغير، ولو تكاتفنا جميعاً للتبرع بأعضائنا لغيرنا عندما نموت "بعد عمر طويل"، فسنستطيع إنقاذ الكثير من المرضى الذين قد يفقدون حياتهم لحاجتهم إلى عضو لا يتوفر لديهم. عندما يموت الشخص العادي، سيندفن وتندفن أعضائه معه .. ولكن عندما يموت الشخص المتبرع بالأعضاء فسوف تعيش أعضائه في أجساد من هم كانوا قريبين من الموت جداً، وأصبحوا أقرب إلى الحياة بفضل الله وكرم المتبرع ونبله. أكثر شيء كنت أخشاه قبل اتخاذي هو القرار .. هو أن تصل "الواسطة" إلى التبرع بالأعضاء، ولكن بعد بحوث طويلة عرفت أن أعضاء المتبرعين سوف تُقدم للمرضى حسب الأولوية والحاجة. أكدت اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء أنها تحرص على العدالة والمساواة والتوزيع العادل للأعضاء على المرضى بمختلف جنسياتهم، وكانت سمو الشيخة موزا بنت ناصر المسند من أول المسجلين في قائمة المتبرعين عند افتتاح مركز "هبة" للتبرع بالأعضاء. هناك الكثير من الشباب القطري والعربي المهتمين بالتبرع، ولكن منعهم عن ذلك عدم قبول أهاليهم بتبرع أبنائهم لأعضائهم بعد الموت، وأتمنى منهم الإطلاع والقراءة أكثر فالمتبرع بأعضائه، سوف يشعر بإحساس جميل في حياته، فلا يوجد أجمل من أن تنبض قلوبنا في أجساد غيرنا، حتى بعد مفارقتنا للحياة .. وأختم مقالي بجملة أمي الحبيبة بعد مناقشتنا لهذا الموضوع والتي قالت فيها: "إن المتبرع بماله إنسان كريم، والمتبرع بأعضائه هو إنسان نبيل"

1502

| 17 يونيو 2014

من "مراكش" مع حبي

أكتب هذا المقال وأنا في مدينة "مراكش" الجميلة التي اخترتها لتكون وجهتي الثانية للتطوع الخارجي بعد الحدود السورية التي زرتها من قبل، وتم اختيارها بين 19 وجهة أفريقية وآسيوية ولاتينية لتقارب الثقافات وقدرتي على دعم المتطوعين الأجانب في اللغة العربية.وصلت إلى سكن المتطوعين ووجدت أفضل الناس في الأخلاق والإنسانية من جنسيات مختلفة مثل ايرلندا، أمريكا، قبرص، باكستان، وبريطانيا. سافرنا جميعاً من المملكة المتحدة إلى المغرب عبر شركة بريطانية تنظم الرحلات التطوعية. أعمار المتطوعين تبدأ من 18 عاماً ولا تقف عند حد معين، فالكثير من الطلاب دفعوا مالهم ووقتهم وجهدهم وحماسهم للسفر إلى دولة أخرى ليس لهم فيها مصالح، ولا يوجد فيها مايشابه دينهم أو ثقافتهم أو لغتهم فقط للمساعدة وإضافة بصمة في المجتمعات الفقيرة والمدارس وأدوار الأيتام.كان وجودي كمتطوعة عربية شيئاً جديداً على المسؤولين في المركز الذين تعودوا على كل الجنسيات إلا العربية، مما عصر قلبي ألماً لأنه في نفس الوقت الذين يتطوع الشباب الأوروبي في دول مختلفة حول العالم، يصرف الكثير من الخليجيين أموالهم لشراء الماركات والكماليات. لا يهم كم من المال نملك، بقدر مايهم كيف نستعمله؟ وفي ماذا؟ ولماذا؟.. كم أحزن جداً عندما أرى من يرزقه الله نعمة المال يستعمله في غير مكانه، ومن يفتقد إلى المال ويملك حب العطاء يصرف كل ريال في جيبه على التطوع والخير، فالتطوع والعطاء ومشاركة العالم وقتنا وجهدنا وعلمنا يجعلها تتضاعف وتصبح أجمل للجميع.في الأيام الماضية أنجزنا الكثير من الأشياء مثل الطبخ للمشردين والمشاركة في الكثير من أدوار الأيتام لعمل النشاطات واللعب معهم، بالإضافة إلى صبغ مدرسة وجعلها أفضل لأطفال مدرسة ابتدائية في المغرب. إن الحقائب تنتهي موضتها، والسيارات ينتهي موديلها، والتعلق بالماديات يخلق أشخاصا ماديين لا يشعرون بالجانب الآخر في المجتمعات الفقيرة وغير المتعلمة. أفضل استثمار في الشباب هو استغلال صحتنا وأموالنا في فتح قلوبنا للعالم والسفر إلى من يحتاج وجودنا للمساهمة في مجتمعات أفضل.أتمنى أن أرى الشباب العربي عامة والخليجي خاصة يساعد ويتطوع ويخصص جزءاً من حياته في استعمال نعم الله الجميلة في المبادرات الإيجابية للمساهمة في تغيير العالم. يقول ستيف جوبز: (الأشخاص الذين لديهم مايكفي من الجنون حتى يعتقدوا أن بإمكانهم تغيير العالم، هم من يغيرون العالم).

1668

| 11 يونيو 2014

alsharq
شاطئ الوكرة

في الساعات المبكرة من صباح السبت، ومع أول...

3654

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
سابقة قضائية قطرية في الذكاء الاصطناعي

بات الذكاء الاصطناعي اليوم واقعاً لا يمكن تجاهله...

2661

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
في رحيل الشيخ محمد بن علي العقلا

فجعت محافل العلم والتعليم في بلاد الحرمين الشريفين...

1680

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
عصا موسى التي معك

في كل يوم، ينظر الإنسان إلى ما ينقصه...

1563

| 02 ديسمبر 2025

alsharq
الفدائي يشعل البطولة

لم يدخل المنتخب الفلسطيني الميدان كفريق عابر، بل...

1344

| 06 ديسمبر 2025

alsharq
أهلاً بالجميع في دَوْحةِ الجميع

ساعات قليلة تفصلنا عن لحظة الانطلاق المنتظرة لبطولة...

1185

| 01 ديسمبر 2025

alsharq
مباراة لا تقبل القسمة على اثنين

تتجه أنظار الجماهير القطرية والعربية إلى استاد خليفة...

1155

| 04 ديسمبر 2025

alsharq
ثلاث مواجهات من العيار الثقيل

مواجهات مثيرة تنطلق اليوم ضمن منافسات كأس العرب،...

1146

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
الدوحة.. عاصمة الرياضة العربية تكتب تاريخاً جديداً

لم تعد الدوحة مجرد مدينة عربية عادية، بل...

864

| 03 ديسمبر 2025

alsharq
درس صغير جعلني أفضل

أحياناً نمر بأسابيع تبدو عادية جداً، نكرر فيها...

642

| 05 ديسمبر 2025

alsharq
المجتمع بين التراحم والتعاقد

يحكي العالم الموسوعي عبد الوهاب المسيري في أحد...

630

| 30 نوفمبر 2025

alsharq
خطابات التغيّر المناخي واستهداف الثروات

تشهد الساحة الدولية اليوم تصاعدًا لافتًا في الخطابات...

597

| 04 ديسمبر 2025

أخبار محلية