رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
فاز جوليان أسانج (39 عاما) بمكانة رجل العام حسب الاستطلاع الذي أجرته مجلة تايم (توزع أكثر من أربع ملايين نسخة أسبوعيا) على موقعها الإلكتروني. شارك فيه أكثر من 1.5 مليون متصفح. لكن هيئة تحرير المجلة اختارت مارك زوكربيرغ (26 عاما) مؤسس موقع الفيس بوك. ويعود ذلك، في ظني، إلى كون "التايم" اختارت أن تراعي المؤسسة الإمبراطورية المتضررة مما فعله جوليان أسانج. الأمر الذي اضطر ريك ستينغل رئيس تحرير مجلة تايم إلى كتابة افتتاحية خاصة لتبرير تفضيل زوكربيرغ على أسانج، بفذلكة تسويغية، قائلاً:"إن أسانج ينظر إلى العالم على أنه مليء بالأعداء الحقيقيين والوهميين في حين ينظر زوكربيرغ إلى العالم على أنه مليء بالأصدقاء المحتملين". وذلك متوقع من مجلة يمينية الميول. تتبع مجموعة (AOL.Timewarner) أكبر مؤسسة إعلامية في العالم. يسيطر عليها رأس المال اليهودي. تبلغ قيمتها المالية 350 بليون دولار. عكس صحيفة لوموند الفرنسية، الأكثر مهنية في أوروبا، والتي اختارت جوليان أسانج "رجل العام" بعدما حصل على ما يفوق نسبة 56% من قراء الصحيفة. ونشرت له صورة ضخمة على صدر صفحتها الأولى من عددها الأسبوعي يوم 24 ديسمبر 2010، بينما لم يحصل زوكربيرغ صاحب موقع فيسبوك سوى على حوالي 7%... فمن أين ظهر على العالم جوليان أسانج هذا؟! أي فكرة جهنمية هذه الويكيليكس التي خطرت عليه فصيّرها صدمة وترويعاً (Shock and Woe) لأمريكا (روما الجديدة). حتى أن طريقة مطاردته والقبض عليه صارت أشبه بمطاردة الساحرات في العصور الوسطى (بالمعنى الرمزي). من حيث إن مطاردة الساحرات في العصور الوسطى كانت تعبيراً رمزيا بالمعنى التاريخي ـ المعرفي عن الخوف الذكوري الخرافي من إغواء المرأة ـ تفاحة المعرفة = الخطيئة الكبرى. الخوف من قوتها الغامضة. ومن هنا جرى أبلستها. كذلك الحال، رمزياً، مع جوليان أسانج الذي اجتمعت على شيطنته أعرق الحكومات الديمقراطية لأنه تجرأ على المس بقدس أقداسها (تفاحة معرفتها السرية) عندما أشاع أسرار محافلها الدبلوماسية...
لقد تابعت كغيري ما نشرته وسائل الإعلام نقلا عن ويكيليكس. خصوصا ما يخص أنظمة بني يعرب. بحيث تكاد كل وثيقة تستدعي موضوعا لمقال خاص سواء كان من باب التندر على فضائح الطغاة المستترة أو من باب خلع أقنعة النفاق عن وجوه عرب الخديعة والمراوغة. وليس صحيحا أنها مجرد نميمة دبلوماسية
من لدن سفراء أمريكا وقناصلها. فرغم أن ما ظهر من جبل جليد أسرار الإمبراطورية الأمريكية لا يساوي حجم دبوس إلا أن فيه الكثير مما يعزز حقيقة أن العرب فضيحة تاريخية صارخة. لكني أدرك أن كتابة مقالات حول الوثائق المثيرة يجبرني أن أكون انتقائيا كي أتمكن من نشرها. الأمر الذي سوف يضعني في دائرة المنافقة. بمعنى أن معظم وسائل الإعلام العربية استنسابية في الأخذ عن ويكيليكس. إذ نجد وسائل إعلامية عربية معينة (مقروءة ومرئية) تنشر أو تنقل عن وثائق معينة وتحرّم التطرق إلى غيرها، التي تبيح نشرها وسائل إعلامية عربية أخرى. على سبيل المثال نجد إعلام الدولة العربية (أ) لا يجرؤ على نشر الوثائق التي تفضح الحاكم ونظامه أو حكام الدول العربية المقرّبة والحليفة، في حين تجيز نشر وثائق تتعلق بفضائح نظام الدولة العربية (ب)، سيما إذا ما كان بين (أ) و(ب) خلاف أو عداوة... وهكذا. لذلك أفضل الحديث عن جوليان أسانج صاحب الويكيليكس وليس عن وثائقه مباشرة. حيث كان الإعلام قبله شيئا وصار بعده شيئا آخر. يذكرني ذلك بإميل زولا الروائي والمفكر الفرنسي المائز الذي بات مفهوم المثقف قبله شيئاً وبعده شيئا آخر. أسانج، أحببنا أو كرهنا، ثورة في فرد. قاد غزوا معلوماتيا ـ معرفيا لعرين عقل الإمبراطورية الأمريكية السياسي التي وصل بها غرورها إلى حد إشاعة أرشيف معلوماتها الدبلوماسية ذات الطابع السري (أي ما دون مستوى "سري للغاية") في متناول آلاف الموظفين، مدنيين وعسكريين، يحق لهم الاطلاع على بريد التقارير السرية المتدفقة ما بين وزارة الخارجية والبنتاغون ومجلس الأمن القومي وغيرها من وكالات متخصصة....
بحيث كان يكفي أن يقوم أحد ما من بين آلاف الموظفين بتنزيل مئات ألوف الوثائق في جهاز الذاكرة الإلكتروني الذي حجمه بحجم الخنصر، حتى تنتقل مئات ألوف الوثائق في دقائق معدودة كما فعلها الجندي برادلي مانينغ، والذي برر فعلته بأنه "ناشط في حرية تداول المعلومات" لأنها "تعود إلى الحيز الخاص بالجمهور، أكثر من أن تبقى طي النسيان في حجرة مظلمة في واشنطن دي سي". فيا لها من حركة ثورية مستقبلية صادمة ومرعبة (Shock and Woe) لإمبراطورية الهيمنة السرية وذيولها الخانعة من أنظمة الاستبداد والفساد. وبدلاً من الاكتفاء بمعاقبة المسرِّب بحكم القانون الوظيفي لاحقت الإمبراطورية الأمريكية وأتابعها الأوروبيون أسانج الناشر، الذي لم تكن مسؤوليته تختلف عن مسؤولية الصحف الأمريكية والعالمية التي نشرت ما نشره موقع ويكليكس. وهو ما يؤكد أن مطاردة أسانج أمريكيا وأوروبا يكشف عن تقصد انتقامي من شخصه. ومن هنا نبشوا له تهمة الاغتصاب. لأنهم لم يجدوا ما يتهمونه به قانونيا كناشر لمعلومات سُربت إليه دون معرفة له بمسربها. إنه "إبليس" المعرفة المحرمة. " برومثيوس" سارق الأسرار المقدسة. صبي حكاية (الإمبراطور العاري. الإمبراطور لا يلبس شيئاً.)
إن الذين يقولون إن الكثير مما نشرته ويكيليكس يكاد يكون معروفاً ومحللاً مسبقاً في وسائل الإعلام إنما يسكتون عن جوهر القضية. وهي أن وثائق الدبلوماسية الأمريكية السرية التي بحوزة موقع ويكليكس أكثر خطورة بكثير من الوثائق العسكرية التي نشرها الموقع بشأن العراق وأفغانستان. حيث إن الإدارة الأمريكية لم تثر ثائرتها كما حصل معها إزاء نشر الوثائق الدبلوماسية. لأن وثائق العراق وأفغانستان العسكرية تمس مؤسسة أداتية (البنتاغون) يمكن التملص سياسيا من ممارساتها. بدليل أن المحاكمات العسكرية طالت عديد الجنود والضباط الأمريكيين بتهم جرائم حربية. ولكن لا أحد في مؤسسة النظام الأمريكي يجرؤ على محاكمة هيلاري كلينتون أو مطالبتها بالاستقالة على الأقل لأنها انتهكت الاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها الولايات المتحدة عندما أمرت دبلوماسيين أمريكيين بالتجسس على الأمين العام للأمم المتحدة وكبار مساعديه ومندوبي الدول الأعضاء الدائمين بمجلس الأمن.
فشكراً لجوليان أسانج فبفضله ظهرت هذه الوثائق الفضّاحة التي طالت وسوف تطول أكثر فأكثر كل أنظمة العالم تقريباً بمساحة تواجد السفراء الأمريكيين في أمصار الأرض. أما فيما يخص أنظمة بني يعرب فإن الوثائق تفضح الشعوب العربية قبل أن تفضح حكامها. تفضح الشعوب العربية لأنها الشعوب الأكثر استغباء من حكامها في العالم. فقد تبين، من قراءة ما تسرب من وثائق، أنها تعيش جسدياً في عصر مارك زوكربيرغ (الفيس بوك) وجوليان أسانج (ويكيليكس) وذهنيا في عصر الراعي والقطيع...
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية




مساحة إعلانية
ليش ما يمديك؟! بينما ممداني زهران، الشاب ذو الأصول الأوغندية، صار اليوم عمدة نيويورك. لم يولد هناك، بل جاءها مهاجرًا يحمل حلمه في حقيبة سفر، بلا جنسية ولا انتماء رسمي. حصل على الجنسية الأمريكية عام 2018، وبعد سبع سنوات فقط أصبح نائبًا في برلمان ولاية نيويورك وأحد أبرز الأصوات الشابة في المشهد السياسي الأمريكي. عمره اليوم 34 سنة فقط، لكنه أصبح نموذجًا يُثبت أن الإرادة حين تتجذر في النفس وتُروّى بالجد والاجتهاد، تصنع المعجزات.ولا حاجة لأن احكي عن معاناة شابٍ مهاجرٍ في مدينةٍ كـنيويورك، بكل ما تحمله من صعوباتٍ وتحدياتٍ اجتماعية واقتصادية. والآن ماذا عنك أنت؟ ما الذي ينقصك؟ هل تفتقد التعليم؟ قطر وفّرت لك واحدًا من أفضل أنظمة التعليم في الشرق الأوسط والعالم، وجلبت إليك أرقى الجامعات العالمية تخدمك من امام عتبة بيتك، بينما آلاف الشباب في نيويورك يدفعون مبالغ طائلة فقط ليحصلوا على مقعد جامعي… وربما لا يجدونه. هل تفتقد الأمان؟ قطر تُعد من أكثر دول العالم أمانًا وفقًا لمؤشرات الأمن الدولية لعام 2025، بينما تسجّل نيويورك معدلات جريمة مرتفعة تجعل من الحياة اليومية تحديًا حقيقيًا. هل تفتقد جودة الحياة؟ قطر من أنظف وأجمل دول العالم، ببنية تحتية حديثة، وطرق ذكية، ومترو متطور يربط المدن بدقة ونظام. أما نيويورك، فتعاني من ازدحامٍ وضوضاءٍ وتراجعٍ في الخدمات العامة، والفرق يُرى بالعين المجردة. هل تفتقد الدعم والرعاية؟ قطر من أعلى دول العالم في متوسط دخل الفرد، بينما في شوارع نيويورك ترى المشردين والمدمنين ينامون على الأرصفة. أما في قطر، فالدعم لا يقتصر على الجانب المادي فقط، بل يمتد إلى الرعاية الصحية المتقدمة التي أصبحت من الأفضل عالميًا. فالنظام الصحي القطري يُعد من الأكثر تطورًا في المنطقة، بمستشفياتٍ حديثةٍ ومعايير طبيةٍ عالمية، ورقمنةٍ شاملةٍ للخدمات الصحية تسهّل وصول كل مواطنٍ ومقيمٍ إلى العلاج بأعلى جودة وفي أسرع وقت. وتُعد مؤسسة حمد الطبية ومستشفى سدرة للطب ومراكز الأبحاث والمراكز الصحية المنتشرة في كل مدينة نموذجًا لاهتمام الدولة بصحة الإنسان باعتبارها أولوية وطنية. إنها دولة تجعل من كرامة الإنسان وصحته وتعليمه أساسًا للتنمية، لا ترفًا أما الفرص، فحدّث ولا حرج. بلدك تستثمر في شبابها بلا حدود وتفتح لهم كل الأبواب داخلياً وخارجياً في كل مؤسسات الدولة وقطاعاتها. وهذا ليس كلاماً نظرياً بل هناك تطبيق عملي وقدوة حاضرة. فقطر أميرها شاب، ووزيرها شباب، وأركان دولتها شباب محاطون بالخبرات والكفاءات. أما هناك، في نيويورك، فالشباب يقاتلون وسط منافسة شرسة لا ترحم، فقط ليجدوا لأنفسهم مكانًا… أو فرصةً ليتنفسوا الهواء. فما هو عذرك إذًا؟ ممداني نجح لأنه عمل على نفسه، ولأن أسرته زرعت فيه حب المسؤولية والاجتهاد. أما أنت، فأنت اليوم في وطنٍ منحك ( الجنة التي في الأرض ) وكل ما يتمناه غيرك: الأمن والأمان والرغد في العيش والتعليم والرعاية الصحية والبنية التحتية التي تُحلم بها شعوب الأرض. الفرق ليس في الظروف، بل في القرار. هو قرر أن يبدأ… وأنت ما زلت تنتظر “اللحظة المناسبة”. لا تنتظر الغد، فالغد لا يصنعه إلا من بدأ اليوم. لا تقول ما أمداني.. لأنه لن يمديك بعد هذا كله.. وإذا تقاعست نفسك تذكر ممداني الحقيقي.
16887
| 11 نوفمبر 2025
ماذا يعني أن يُفاجأ أولياء أمور بقرار مدارس أجنبية رائدة في الدوحة بزيادة تتراوح بين 30% و75% أُعلن عنها في تاريخ 20 أكتوبر الماضي ويجب تطبيقها في الفصل الدراسي الثاني على وجه السرعة؟! ماذا يعني أن يجد هؤلاء الآباء أنفسهم أمام قرار لا يساعدهم على نقل أبنائهم لمدارس أجنبية أخرى في الفصل الدراسي الثاني ومن المفترض أن يدفعوا مبلغ 17 ألف ريال قطري عوضا عن سبعة آلاف ريال كانت تدفع بجانب الكوبون التعليمي لكل طالب قطري الذي يُقدّر بـ 28 ألف ريال وباتت زيادة العشرة آلاف ريال تمثل عبئا على رب الأسرة فجأة بعد أن أصبحت 17 ألف ريال ودون إشعار مسبق؟! ولم هذا القرار والطلاب على وشك إنهاء الفصل الأول وإدارات هذه المدارس تعلم بأن الآباء سوف يمتثلون في النهاية لهذا القرار غير المبرر له لصعوبة إلحاق أبنائهم إلى مدارس أجنبية أخرى أقل في التكاليف التي زادت فجأة ودون إنذار مسبق لطلب الزيادة في مخالفة واضحة للتعميم رقم (21/2023) وكأنها تلزم الآباء إما أن تدفعوا أو اتركوا أبناءكم في البيوت في هذا الوقت الحرج مع بداية الفصل الثاني رغم أن هذه المدرسة قامت بمخالفة تنظيمية كونها لم تنشر جدول الرسوم المعتمدة للسنة الدراسية كاملة مخالفة لتعميم رقم (11/2025) وفرضت رسوما إضافية غير معتمدة عند تقديم التسجيل أو الاختبارات أو التسجيل والموارد كما فرضت رسوما غير قانونية على اختبارات قبول مرحلتي الروضة والتمهيدي مخالفة لتعميم عام 2022؟!. كل ما قيل أعلاه هي مجموعة شكاوى كثيرة وعاجلة من أولياء الأمور تقدموا بها لوزارة التربية والتعليم بعد أن قامت مدارس عالمية أجنبية في قطر بفرض هذه الزيادة في الرسوم بواقع 17 ألفا يجب أن يدفعها كل ولي أمر من حر ماله بجانب ما يُصرف للطالب من كوبون تعليمي بقيمة 28 ألف ريال بعد أن كان يدفع سبعة آلاف ريال فقط بجانب الكوبون كل عام فهل هذا معقول؟! وبات السؤال الأكبر الذي يعلق عليه أولياء الأمور هل بات التعليم مجانيا فعلا لأبنائنا في ظل هذه التجاوزات التي تمارسها إدارات المدارس الأجنبية التي تحظى بعدد كبير من الطلبة القطريين ولم اختارت أن تكون هذه الزيادة في منتصف السنة الدراسية رغم علمها بأن هذا الأمر يربك الآباء ويضعهم في دائرة سوء التخطيط من حيث إيجاد مدارس بديلة في هذا الوقت الحرج من العام الدراسي ناهيكم عن إرباكهم بدفع 17 ألف ريال لكل طالب بعد أن كانت سبعة آلاف ريال فقط بينما كان مبلغ الكوبون التعليمي من الدولة يسد بباقي الرسوم المطلوبة؟! أنا شخصيا أجد الأمر مربكا للغاية وإصرار هيئات هذه الإدارات على أنها حصلت على موافقة الوزارة على هذه الزيادات في الرسوم يزيد الحيرة لدينا أكثر خصوصا وأنه لم يخرج مصدر رسمي من الوزارة ليرد على هذه الشكاوى التي وصلت لإدارات هذه المدارس بجانب ما يتم نشره على وسائل التواصل الاجتماعي من أسئلة تنتظر إجابات من المعنيين في الوزارة وعلى رأسها سعادة السيدة لولوة الخاطر التي تلقى احتراما وتقديرا لها ولجهودها التي بذلتها منذ استلامها هذا المنصب القدير بشخصية مثلها. ولذا فإننا نأمل من سعادتها أن تجد حلا سريعا وناجعا لفحوى هذه المشكلة التي تؤرق بيوت كثير من المواطنين القطريين الذين يلتحق أبناؤهم بهذه المدارس التي تقع تحت مظلة الوزارة من قريب ومن بعيد وهي ليست بالمشكلة التي يجب أن تنتظر لأن مستقبل الأبناء يقف على قرار يطيح بقرارات الزيادة غير المسبوقة والتي لم يتم إخطار الآباء بها قبل بدء العام الدراسي لترتيب أوراق أبنائهم قبل التحاقهم بهذه المدارس الماضية في قراراتها الفجائية وغير مبالية بكم الاعتراض الذي تواجهه بصورة يومية من الآباء وعليه فإننا على ثقة بأن وزارة التربية والتعليم سوف تعطي زخما إيجابيا للشكاوى كما نأمل بإذن الله.
7860
| 11 نوفمبر 2025
العلاقة العضوية بين الحلم الإسرائيلي والحلم الأمريكي تجعل من تهاوي الحلم الإسرائيلي سبباً في انهيار الحلم الأمريكي في حال لم يفصل بينهما، فمن الحلم تُشتق السردية، وانهيار الحلم يؤدي إلى تلاشي السردية، وهذا بدوره يمس مفهوم الوجودية. تحطّم الحلم الإسرائيلي أدى إلى اختراق الدستور الأمريكي، من حرية التعبير إلى الولاء لأمريكا، وحتى سنِّ القوانين التي تناقض الدستور الأمريكي، ومن الملاحقات إلى عدم القدرة على الحديث، إلى تراجع الديمقراطية وفقدان الولاء للدولة من قبل السياسيين. لقد انتقلت الحرب من الشرق الأوسط بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي إلى الولايات المتحدة الأمريكية والعاصمة واشنطن، ما بين المواطنين الامريكان الذين ولاؤهم لأمريكا وشعارهم «أمريكا أولاً»، وبين الامريكان الذين يدينون بالولاء لإسرائيل وشعارهم «إسرائيل أولاً». هكذا صار الطوفان يطرق أبواب الداخل الأمريكي، كاشفاً هشاشة السردية وانقسام الحلم ذاته. وفي خضم تشكل نظام عالمي جديد في طور النشوء، سعى الرئيس الأمريكي ترامب لتموضع أمريكي في أفضل صيغة ممكنة وذلك من خلال شخصيته ومن خلال رؤيته الخاصة التي ترى أن الوقت قد حان لأمريكا لان تكون علاقاتها مباشرة بالعالم العربي والعالم الإسلامي وبقية العالم كما حدث في زيارته للخليج وآسيا وعلاقاته بالصين. لم تعد الحسابات التقليدية التي نشأت من مخلفات الاستعمار وما بعد الحرب العالمية الثانية قادرة على استيعاب التغيرات الكبيرة والمتلاحقة في المنطقة أو على المستوى الدولي والعالمي، فأوروبا في تراجع صناعي ولم تعد قادرة على منافسة الصين لا تقنيا ولا صناعيا، والولايات المتحدة لم تعد قادرة على القيام بدور شرطي العالم. لقد كبر العالم وأصبحت أمريكا جزءًا من النظام العالمي بعد أن كانت تهيمن عليه. وفي حالة التحول هذه، تبحث أمريكا عن الإجابات، والإجابات الحاضرة اليوم هي إجابات السيد ترامب. فهو يرى أن العلاقة المباشرة أصبحت هي الأساس، سواء في مواجهة الصين سياسياً واقتصادياً أو تقنياً، ولم يعد الكيان قادراً على القيام بما وُكِّل إليه من قبل الدول الاستعمارية في مرحلة سايكس بيكو وما بعد الحرب العالمية الثانية، فالمكانة الاقتصادية ومشاريع التنمية تجاوز قدرات الكيان واصبح من مصلحة أمريكا العلاقات المباشرة. ومع تيقن أمريكا بعدم القدرة على إعادة تشكيل الشرق الأوسط ما بعد سايكس بيكو، وبعد الفشل في سوريا وليبيا والعراق ولبنان وقطاع غزة، ومع عدم قدرة الكيان على الهيمنة أو السيطرة، أصبح هذا الكيان منتجاً لعدم الاستقرار ومضرّاً بمصالح أمريكا وبمصلحته في حد ذاته. لذلك أصبح تدخل صانع القرار الأمريكي ضرورة لتجاوز مهمة الكيان الوظيفية التي وُكِّلت إليه أمراً حتمياً لتمكين أمريكا من إعادة تشكيل تموضعها في النظام العالمي القادم. ومن هنا نرى أهمية زيارة ترامب لدول الخليج والحديث عن التريليونات في تعبير واضح لعدم حاجة أمريكا لوكيل أو وسيط مع دول المنطقة مع بروز حاجتها لدولة قطر وعلاقاتها الحميمة بأمير قطر ورئيس مجلس الوزراء، وقدرة قطر على أن تكون ضابط الأمن والسلم الدولي والعالمي والمحور الرئيس لاقطاب المنطقة تركيا ايران والفاعلين في المنطقة من المقاومة وحتى سوريا، سواء على مستوى النزاعات الدولية من أفغانستان إلى إيران إلى القرن الإفريقي وإلى غزة. فقد أصبحت دولة قطر مركز حراك الولايات المتحدة ومركز اهتمامها، خاصة في بناء دور امريكا القادم في علاقاتها مع العرب، ومع الدول الخليجية، ومع تركيا، وحتى مستقبلاً مع إيران والشعب الفلسطيني، ومن أجل حماية أوروبا والغرب واستمرار تدفق الطاقة والطاقة النظيفة واستمرار تدفق الاستثمارات، خاصة من الصناديق السيادية، والقدرة على الولوج إلى الأسواق الخليجية، وهذا أصبح أولوية بالنسبة لصانع القرار في الولايات المتحدة. ان قوة ومكانة دول الخليج ومستويات التنمية جعلت من ترامب مؤمنا بأن علاقات مباشرة مع العرب وبالخصوص مع دول الخليج من مصلحة أمريكا وتتجاوز إسرائيل.
5871
| 10 نوفمبر 2025