تقارير وحوارات

454

"جيل غير ضائع".. هدف الأمم المتحدة وبريطانيا وأمريكا في سوريا

تعهدت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة بتخصيص مساعدات مالية لمبادرة "جيل غير ضائع No Lost Generation "، التي تساعد في دعم تعليم الأطفال والشباب اللاجئين الذين تأثروا سلبا نتيجة الصراع في سوريا، الذي استمر لأكثر من ثلاث سنوات.

الجهات السابقة تعهدت بتوفير أكثر من 316 مليون دولار أمريكي لدعم أطفال سوريا الذين لحق بهم الضرر نتيجة الصراع، كجزء من مبادرة الأمم المتحدة لتخفيف تأثير الأزمة على أطفال وشباب اللاجئين السوريين، الذين كان قد تم وصفهم بـ "الجيل الضائع".

الأمم المتحدة تعهدت بتوفير تمويل قيمته 145 مليون دولار، والولايات المتحدة 90 مليون دولار، وبريطانيا 81.6 مليون دولار، لمبادرة "جيل غير ضائع"، التي دشنتها العام الماضي مجموعة من وكالات الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية ومتبرعين دوليين.

مضاعفة المساعدات المالية

وكان قد تم الإعلان عن خطوة دعم المبادرة على هامش اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي شهد مضاعفة المساعدات المالية الموجهة للمبادرة، التي تطالب بتوفير ما قيمته 885 مليون دولار لتمويل خدمات التعليم وحماية الأطفال في سوريا ودول مضيفة هذا العام.

ومن المقرر استخدام المساعدات المالية الموجهة للمبادرة لتمويل خدمات التعليم والاستشارات لأطفال اللاجئين في سوريا ولبنان والأردن. ومع ذلك، لا تزال هناك فجوة تمويل تقدر بأكثر من 200 مليون دولار أمريكي.

وكانت بريطانيا قد التزمت في وقت سابق بتخصيص 50 مليون جنيه إسترليني لمبادرة "جيل غير ضائع"، حيث وفرت 30 مليون إسترليني عندما دشنت المبادرة العام الماضي، و20 مليون إسترليني في أبريل من هذا العام.

العيش علي الامل

وكان قد انتقد تقرير نشره هذا الأسبوع معهد التنمية عبر البحار Overseas Development Institute، تحت عنوان "العيش على الأمل Living on Hope"، مجتمع المانحين لفشله في الإيفاء بالتزاماته تجاه دعم الأطفال المحاصرين نتيجة الصراع السوري، الذي يعد الآن في عامه الرابع.

وأفاد التقرير أيضا أن تعهدات توفير التمويل الحالية الموجهة للتعليم تعد غير كافية للتعامل مع التحدي".

التقرير توصل أيضا أن 41% من التمويل المطلوب لدعم التعليم، الذي تقدر قيمته بنحو 398 مليون دولار، في خطة الأمم المتحدة تم تلقيها في يونيو الماضي، وكما أن 43% من تمويل برامج التعليم التابعة لمنظمة اليونيسيف تم تلقيها بحلول منتصف أغسطس الماضي.

ووفقا للتقرير، أسفرت الأزمة في سوريا عن أكبر تراجع في التعليم في التاريخ، حيث تتساوى الخدمات التعليمية في الوقت الحالي مع دولة جنوب السودان.

وتستهدف مبادرة "جيل غير ضائع" إعطاء أطفال سوريا إمكانية أفضل للحصول على الخدمات التعليمية، وزيادة الدعم النفسي لهم، وتعزيز حماية الطفل والتشجيع على أن ينعم بالسلام.

تجارب مؤلمة

ومن جانبها صرحت، جاستين جرينينج، وزيرة التنمية البريطانية، بأن أموال المانحين سيتم توجيهها للاجئين من أطفال سوريا عبر حكومتي لبنان والأردن، اللتين عكفتا على تطوير الخطط التعليمية الموجهة لهم، فضلا عن توجيهها عبر المنظمات غير الحكومية، مردفة أن التمويل يشتمل على أموال تستهدف توفير استشارات نفسية للأطفال الذين تعرضوا بوجه خاص لتجارب مؤلمة.

وكان نحو 6.5 مليون طفل قد تأثروا نتيجة الصراع الدائر في سوريا، وفي دول مجاورة لها. ووفقا للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR، سجل أكثر من 3 ملايين سوري كلاجئ في الوقت الحالي.

ومن جانبه، أشار أنتوني ليك، المدير التنفيذي لمنظمة اليونيسيف، إلى أنه "إذا لم يتم توفير التعليم لهذا الجيل من الأطفال والعمل على مداواة عقولهم وقلوبهم، التي هم في حاجة ماسة إليها، فإنهم سيصبحون بالغين، وسيعكسون العنف الذي شاهدوه وهم أطفال، ومن المستبعد أن يساعدوا في بناء بلادهم" بعد انتهاء الصراع.