رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

عربي ودولي

4102

شاهد بالصور| فلسطينية تحول أنقاض منزلها للوحات فنية من شظايا الصواريخ والزجاج المهشم

16 يونيو 2021 , 11:05ص
alsharq
غزة/ حنان مطير

تجلس الشابة سجى موسى على أنقاض منزلها الذي دمّر منه الاحتلال الصهيوني أجزاءً كثيرة، حين قصف أحد بيوت مخيم يبنا في محافظة رفح جنوب قطاع غزة، تبحث عن لوحاتٍ تصلح للرسم أو الكتابة، لكنها ليست لوحات تقليدية.

 

شظايا صواريخ صهيونية بأشكال مسطحة وملتوية، لوحات زجاجية محطمة الجوانب، قطع حجارة الجدران، بلاط "سيراميك" بجوانب مختلفة التهشيم، جميعها وغيرها استخدمتها سجى -26 عامًا – كمساحة بوحٍ لما يلج في صدرها مما خلّفه العدوان الأخير على قطاع غزّة والذي امتدّ إلى 11 يومًا مليئة بالإجرام.

 

صنعت الشابة الفلسطينية والأم لطفلٍ بعمر العامين ما يقارب 13 لوحة فنية، ما جعل الأماكن المدمرة ببيتها أشبه بمعرضٍ فنيّ يضج بالإجرام إلى جانب التحدّي والثورة.

 

تقول سجى للشرق:" لم أتوقّع أنني سأرسم على تلك اللوحات يومًا، فأنا اعتدت الرسم على الزجاج والكؤوس والأواني لصنع الجمال وخلق لوحات مريحة يطلبها مني الزبون ويتوقّع أن تكون سببًا في راحته النفسية وإضفاء مساحة من الجمال في بيته".

 

وتضيف:" وهذا من شأنه أن يوفر لي مصدر دخلٍ في ظل انعدام فرص العمل في قطاع غزّة وأنا خريجة أحياء ولم أدرس الفن".

 

وتتبع:" تدمير هذا الجزء الكبير من بيتي وكل الآثاث والمقتنيات التي أحبها ترك بداخلي الكثير من الحزن والألم، لكننا نحن الفلسطينيون أصحاب الحق لا نترك للحزن أن يأكل قلوبَنا فنصمت ونقف مكتوفي الأيدي، فوجدتُ نفسي أرسم صور التحدي وأكتب عبارات الثورة والصمود على مخلفات العدوان".

 

تلك اللوحات اشتملت على صور وعبارات مختلفة، منها مسجد قبة الصخرة، وخريطة فلسطين وعلم فلسطين، ويد فلسطينية تُمسك بمفتاح العودة ومن تحتلها خطّت كلمة "لن نرحل"، وكلمات أخرى وعبارت توحي بالثبات والتحدي والصمود ومنها "باقون، صامدون، سوف نبقى هنا، باقون ما بقي الزعتر والزيتون".

 

العيش بسلام

تعلق سجى "للشرق":" أن تخرج هذه الكلمات والصور من تحت تأثير القصف أمر يختلف كثيرًا عنه حينما تخرج في أي موقف عادي، فهي تخرج من أعماق القلب، وأنا حين خططتُ هذه الرسوم والحروف وجدتها تندفع مني اندفاعًا، فتبوح عما في صدري من حزنٍ يقابله التحدي والصمود والرغبة في البقاء والعيش بسلام".

 

بجانب سجا كان صغيرها فايز ذي العامين يمسك بالفرشاة والألوان ويحاول أن يقلد بأصابعه الصغيرة ما تفعله والدته، فيما كانت تشجعه، وتترك له مساحةً من الحرية في التلوين بطريقة عشوائية، وحول هذا توضح:" صغيري فايز مثل كل أطفال غزّة الذين أصابعهم الذعر من هول القصف والتدمير، فتركتُ له وقتًا وألوانًا يمسكها ويلون بها كيفما شاء، إنه بحاجة للتفريغ النفسي ".

 

وتكمل:" هذا الصغير بات يعرف الكثير من المصطلحات ويستخدمها في حديثه وهو الذي لا يسمح له سنه الصغير بتكوين جملة من عدة كلمات، لكن الكثير من الكلمات باتت محفوظة في عقله ويكررها مثل شهيد، طخ، صاروخ، قصف، نار، زنانة، طيارة، قذيفة.. إلخ".

 

وتوضح سجى أن "الجميع في قطاع غزّة يناضل ويقاوم بطريقته الخاصة، فالمقاوم العسكري يقاوم بسلاحه والصحفي بقلمه والمصور بعدسته، والرسام بريشته، وسلاحي هو قلمي وريشتي ولوحاتي التي أحكي بها مشاعري وأجسد آلامي وتحدياتي وتحديات كل أفراد شعبي".

 

وتؤكد أنها ستظل تبني في فلسطين ما دامت على قيد الحياة "إن هدموا فإننا سنبني وإن دمروا سننهض من تحت ركامنا بل وسنخط رسائل التحدي عليه والمقاومة، لنقول للعالم أننا باقون على حبنا للحياة، مهما تمعّن الاحتلال بالموت والقتل والإجرام".

مساحة إعلانية