رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني
رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في ظل التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، لم تعد الدول تقاس فقط بحجمها العسكري أو الاقتصادي، بل أيضًا بقدرتها على التأثير الهادئ والعميق في محيطها والعالم. وفي هذا الإطار، تبرز دولة قطر كواحدة من النماذج الإقليمية الرائدة في توظيف «القوة الناعمة» لبناء حضور فاعل على الساحة الدولية مما منحها مكانة إستراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، تفوق بكثير حجمها الجغرافي أو السكاني. وتُعدّ دولة قطر من أبرز النماذج العربية التي استطاعت أن توظف عناصر القوة الناعمة بفعالية.
ما هي القوة الناعمة؟ يُقصد بالقوة الناعمة قدرة الدولة على التأثير في الآخرين وجذبهم دون استخدام الإكراه أو القوة العسكرية، بل من خلال الثقافة، والتعليم، والدبلوماسية، والإعلام، والاقتصاد، والمساعدات الإنسانية.
منذ انطلاق شبكة الجزيرة في عام 1996، استطاعت دولة قطر أن تُحدث تحولًا نوعيًا في المشهد الإعلامي العربي والدولي. فقد لعبت الشبكة دورًا محوريًا في نقل الأحداث، وكشف الحقائق، وفتح نوافذ جديدة للحوار في المنطقة، ما جعل دولة قطر حاضرة في تفاصيل الشأن السياسي العالمي، ليس من خلال الخطاب الرسمي فحسب، بل عبر صناعة الرأي العام. وتعد شبكة الجزيرة الإعلامية من أبرز مظاهر القوة الناعمة القطرية والتي أصبحت صوتًا عالميًا في نقل الأخبار وتشكيل الرأي العام، كما أنها لعبت دورًا محوريًا في تغطية الأحداث السياسية في العالم العربي والعالم، ما جعل دولة قطر لاعبًا حاضرًا في القضايا الإقليمية والدولية.
* اتبعت الدوحة سياسة خارجية تقوم على الحوار والوساطة وحل النزاعات، ما منحها ثقة الأطراف المتنازعة في عدة أزمات. وساهمت في رعاية مفاوضات سلام في ملفات شائكة مثل دارفور ولبنان وأفغانستان وفلسطين، مؤكدة بذلك أن الدبلوماسية لا تحتاج إلى حجم بقدر ما تحتاج إلى رؤية ومصداقية اتبعت قطر سياسة خارجية نشطة ومرنة، هذا النهج الدبلوماسي أكسبها احترامًا دوليًا ودورًا محوريًا في التهدئة والتفاوض.
لقد راهنت دولة قطر على المعرفة كأداة إستراتيجية لتأثيرها العالمي، فأطلقت مبادرات نوعية من خلال «مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع»، وأنشأت المدينة التعليمية التي تحتضن أفرعًا لأعرق الجامعات العالمية، لتصبح الدوحة مركزًا إقليميًا للتعليم والبحث العلمي. كما أطلقت دولة قطر مبادرات رائدة في التعليم، كما استثمرت في البحث العلمي والمعرفة كرافعة للتنمية والتأثير. ومن ضمنها مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم «WISE» السنوي وهو منتدى رائد في مجال التعليم ومنصة دولية متعددة القطاعات للتفكير الإبداعي والنقاش والعمل الهادف لبناء مستقبل التعليم عن طريق التعاون.
* نجحت دولة قطر في تسخير الرياضة كجسر للتقارب بين الشعوب، من خلال استضافة كبرى الفعاليات، وعلى رأسها كأس العالم FIFA 2022، الذي لم يكن مجرد حدث رياضي، بل رسالة حضارية قدمت من خلالها دولة قطر صورة مختلفة للعالم العربي والإسلامي، قائمة على الانفتاح والتنظيم الاحترافي والتنوع الثقافي. كما استثمرت دولة قطر بقوة في المجال الرياضي، سواء عبر ملكية أندية عالمية (مثل باريس سان جيرمان) أو عبر تنظيم البطولات الكبرى والذي جعل من دولة قطر أول دولة عربية وإسلامية تستضيف هذا الحدث العالمي. وقد ساهمت هذه الاستضافة في تعزيز صورة قطر عالميًا، وكسب تعاطف واحترام شعوب كثيرة وعاصمة للرياضة العالمية.
* تُسهم دولة قطر بفاعلية في تقديم المساعدات الإنسانية والتنموية حول العالم، فقد لعبت دولة قطر دورًا مهمًا عبر مؤسساتها مثل الهلال الأحمر القطري وقطر الخيرية وغيرها من الهيئات، مؤكدة التزامها بمسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية تجاه الشعوب المتضررة من النزاعات أو الكوارث والحروب ما عزز من صورتها كدولة داعمة للسلام والتنمية.
تؤكد التجربة القطرية أن القوة الناعمة لم تعد خيارًا تكميليًا، بل هي عنصر محوري في بناء النفوذ والتأثير، وقد استطاعت دولة قطر أن تُوظف هذا المفهوم بذكاء واستدامة، لتصبح دولة ذات حضور يفوق حدود الجغرافيا، ويعكس رؤية إستراتيجية عميقة لمستقبل العلاقات الدولية.
تمثل القوة الناعمة لدولة قطر نموذجًا متقدمًا في كيفية توظيف الأدوات الثقافية، والإعلامية، والتعليمية، والرياضية، والدبلوماسية لتحقيق النفوذ الإيجابي. وبينما تتغير معادلات القوة التقليدية، تواصل دولة قطر رسم ملامح دورها العالمي من خلال نفوذها الناعم، الذي بات جزءًا أساسيًا من إستراتيجيتها السياسية والتنموية بفضل السياسة الحكيمة والرشيدة التي تنتهجها القيادة القطرية وعلى رأسها حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى – حفظه الله ورعاه.
لم تنتظر دولة قطر وقتا، بعد تسلمها خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقطاع غزة والتي تنص بشكل رئيسي... اقرأ المزيد
141
| 01 أكتوبر 2025
إذا كنت قد زرت الكويت أو قطر الاسبوع الماضي عليك ان تتأكد أين انت بالضبط ؟ وفي اي... اقرأ المزيد
237
| 01 أكتوبر 2025
من النادر أن يُقدِم بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، المعروف بعناده وصلفه السياسي، على خطوة تُحسب في خانة... اقرأ المزيد
189
| 01 أكتوبر 2025
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
رئيس جمعية الصداقة الفلسطينية – القطرية
مساحة إعلانية
مساحة إعلانية
في قاعة الأمم المتحدة كان خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني حفظه الله مشهدا سياسيا قلب المعادلات، الكلمة التي ألقاها سموه لم تكن خطابًا بروتوكوليًا يضاف إلى أرشيف الأمم المتحدة المكدّس، بل كانت كمن يفتح نافذة في قاعة خانقة. قطر لم تطرح نفسها كقوة تبحث عن مكان على الخريطة؛ بل كصوت يذكّر العالم أن الصِغَر في المساحة لا يعني الصِغَر في التأثير. في لحظة، تحوّل المنبر الأممي من مجرد منصة للوعود المكررة والخطابات المعلبة إلى ساحة مواجهة ناعمة: كلمات صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني وضعتهم في قفص الاتهام دون أن تمنحهم شرف ذكر أسمائهم. يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودًا ويخططون لاغتيال أعضائها.. اللغة العربية تعرف قوة الضمير، خصوصًا الضمير المستتر الذي لا يُذكر لفظًا لكنه يُفهم معنى. في خطاب الأمير الضمير هنا مستتر كالذي يختبئ خلف الأحداث، يحرّكها في الخفاء، لكنه لا يجرؤ على الظهور علنًا. استخدام هذا الأسلوب لم يكن محض صدفة لغوية، بل ذكاء سياسي وبلاغي رفيع ؛ إذ جعل كل مستمع يربط الجملة مباشرة بالفاعل الحقيقي في ذهنه من دون أن يحتاج إلى تسميته. ذكاء سياسي ولغوي في آن واحد».... هذا الاستخدام ليس صدفة لغوية، بل استراتيجية بلاغية. في الخطاب السياسي، التسمية المباشرة قد تفتح باب الردّ والجدل، بينما ضمير الغائب يُربك الخصم أكثر لأنه يجعله يتساءل: هل يقصدني وحدي؟ أم يقصد غيري معي؟ إنّه كالسهم الذي ينطلق في القاعة فيصيب أكثر من صدر. محكمة علنية بلا أسماء: لقد حول الأمير خطابًا قصيرًا إلى محكمة علنية بلا أسماء، لكنها محكمة يعرف الجميع من هم المتهمون فيها. وهنا تتجلى العبارة الأبلغ، أن الضمير المستتر في النص كان أبلغ حضورًا من أي تصريح مباشر. العالم في مرآة قطر: في النهاية، لم يكن ضمير المستتر في خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني – حفظه الله - مجرد أداة لغوية؛ بل كان سلاحًا سياسيًا صامتًا، أشد وقعًا من الضجيج. لقد أجبر العالم على أن يرى نفسه في مرآة قطر. وما بين الغياب والحضور، تجلت الحقيقة أن القيمة تُقاس بجرأة الموقف لا باتساع الأرض، وأن الكلمة حين تُصاغ بذكاء قادرة على أن تهز أركان السياسات الدولية كما تعجز عنها جيوش كاملة. فالمخاطَب يكتشف أن المرآة وُضعت أمامه من دون أن يُذكر اسمه. تلك هي براعة السياسة: أن تُدين خصمك من دون أن تمنحه شرف الذكر.
5568
| 25 سبتمبر 2025
يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على كتفه صندوقًا ثقيلًا ويعرض بضاعة لا تشبه أي سوق عرفته من قبل. لا يصرخ مثل الباعة العاديين ولا يمد يده نحوك، لكنه يعرف أنك لن تستطيع مقاومته. في طفولتك كان يأتيك خفيفًا، كأنه يوزّع الهدايا مجانًا. يمد يده فتتساقط منها ضحكات بريئة وخطوات صغيرة ودهشة أول مرة ترى المطر. لم تكن تسأله عن السعر، لأنك لم تكن تفهم معنى الثمن. وحين كبُرت، صار أكثر استعجالًا. يقف للحظة عابرة ويفتح صندوقه فتلمع أمامك بضاعة براقة: أحلام متوهجة وصداقات جديدة وطرق كثيرة لا تنتهي. يغمرك بالخيارات حتى تنشغل بجمعها، ولا تنتبه أنه اختفى قبل أن تسأله: كم ستدوم؟ بعد ذلك، يعود إليك بهدوء، كأنه شيخ حكيم يعرف سرّك. يعرض ما لم يخطر لك أن يُباع: خسارات ودروس وحنين. يضع أمامك مرآة صغيرة، تكتشف فيها وجهًا أنهكته الأيام. عندها تدرك أن كل ما أخذته منه في السابق لم يكن بلا مقابل، وأنك دفعت ثمنه من روحك دون أن تدري. والأدهى من ذلك، أنه لا يقبل الاسترجاع. لا تستطيع أن تعيد له طفولتك ولا أن تسترد شغفك الأول. كل ما تملكه منه يصبح ملكك إلى الأبد، حتى الندم. الغريب أنه لا يظلم أحدًا. يقف عند أبواب الجميع ويعرض بضاعته نفسها على كل العابرين. لكننا نحن من نتفاوت: واحد يشتري بتهور وآخر يضيّع اللحظة في التفكير وثالث يتجاهله فيفاجأ أن السوق قد انفض. وفي النهاية، يطوي بضاعته ويمضي كما جاء، بلا وداع وبلا عودة. يتركك تتفقد ما اشتريته منه طوال الطريق، ضحكة عبرت سريعًا وحبًا ترك ندبة وحنينًا يثقل صدرك وحكاية لم تكتمل. تمشي في أثره، تفتش بين الزوايا عن أثر قدميه، لكنك لا تجد سوى تقاويم تتساقط كالأوراق اليابسة، وساعات صامتة تذكرك بأن البائع الذي غادرك لا يعود أبدًا، تمسح العرق عن جبينك وتدرك متأخرًا أنك لم تكن تتعامل مع بائع عادي، بل مع الزمن نفسه وهو يتجول في حياتك ويبيعك أيامك قطعةً قطعة حتى لا يتبقى في صندوقه سوى النهاية.
5409
| 26 سبتمبر 2025
هناك لحظات تفاجئ المرء في منتصف الطريق، لحظات لا تحتمل التأجيل ولا المجاملة، لحظات تبدو كأنها قادمة من عمق الذاكرة لتذكره بأن الحياة، مهما تزينت بضحكاتها، تحمل في جيبها دائمًا بذرة الفقد. كنتُ أظن أني تعلّمت لغة الغياب بما يكفي، وأنني امتلكت مناعة ما أمام رحيل الأصدقاء، لكن موتًا آخر جاء هذه المرة أكثر اقترابًا، أكثر إيغالًا في هشاشتي، حتى شعرتُ أن المرآة التي أطل منها على وجهي اليوم ليست إلا ظلًّا لامرأة كانت بالأمس بجانبي. قبل أيام قليلة رحلت صديقتي النبيلة لطيفة الثويني، بعد صراع طويل مع المرض، صراع لم يكن سوى امتحان صعب لجسدها الواهن وإرادتها الصلبة. كانت تقاتل الألم بابتسامة، كأنها تقول لنا جميعًا: لا تسمحوا للوجع أن يسرقكم من أنفسكم. لكن ماذا نفعل حين ينسحب أحدهم فجأة من حياتنا تاركًا وراءه فراغًا يشبه هوة بلا قاع؟ كيف يتهيأ القلب لاستيعاب فكرة أن الصوت الذي كان يجيب مكالماتنا لم يعد موجودًا؟ وأن الضحكة التي كانت تفكّك تعقيدات أيامنا قد صمتت إلى الأبد؟ الموت ليس حدثًا يُحكى، بل تجربة تنغرس في الروح مثل سكين بطيئة، تجبرنا على إعادة النظر في أبسط تفاصيل حياتنا. مع كل رحيل، يتقلص مدى الأمان من حولنا. نشعر أن الموت، ذلك الكائن المتربّص، لم يعد بعيدًا في تخوم الزمن، بل صار يتجوّل بالقرب منا، يختبر خطواتنا، ويتحرّى أعمارنا التي تتقارب مع أعمار الراحلين. وحين يكون الراحل صديقًا يشبهنا في العمر، ويشاركنا تفاصيل جيل واحد، تصبح المسافة بيننا وبين الفناء أقصر وأكثر قسوة. لم يعد الموت حكاية كبار السن، ولا خبرًا يخص آخرين، بل صار جارًا يتلصص علينا من نافذة الجسد والذاكرة. صديقتي الراحلة كانت تمتلك تلك القدرة النادرة على أن تراك من الداخل، وأن تمنحك شعورًا بأنك مفهوم بلا حاجة لتبرير أو تفسير. لهذا بدا غيابها ثقيلاً، ليس لأنها تركت مقعدًا فارغًا وحسب، بل لأنها حملت معها تلك المساحة الآمنة التي يصعب أن تجد بديلًا لها. أفكر الآن في كل ما تركته خلفها من أسئلة. لماذا نُفاجأ بالموت كل مرة وكأنها الأولى؟ أليس من المفترض أن نكون قد اعتدنا حضوره؟ ومع ذلك يظل الموت غريبًا في كل مرة، جديدًا في صدمته، جارحًا في اختباره، وكأنه يفتح جرحًا لم يلتئم أبدًا. هل نحن من نرفض التصالح معه، أم أنه هو الذي يتقن فنّ المداهمة حتى لو كان متوقعًا؟ ما يوجعني أكثر أن رحيلها كان درسًا لا يمكن تجاهله: أن العمر ليس سوى اتفاق مؤقت بين المرء وجسده، وأن الألفة مع الحياة قد تنكسر في لحظة. كل ابتسامة جمعتها بنا، وكل كلمة قالتها في محاولة لتهوين وجعها، تتحول الآن إلى شاهد على شجاعة نادرة. رحيلها يفضح ضعفنا أمام المرض، لكنه في الوقت ذاته يكشف جمال قدرتها على الصمود حتى اللحظة الأخيرة. إنها واحدة من تلك الأرواح التي تترك أثرًا أبعد من وجودها الجسدي. صارت بعد موتها أكثر حضورًا مما كانت عليه في حياتها. حضور من نوع مختلف، يحاورنا في صمت، ويذكّرنا بأن المحبة الحقيقية لا تموت، بل تعيد ترتيب نفسها في قلوبنا. وربما لهذا نشعر أن الغياب ليس غيابًا كاملًا، بل انتقالًا إلى شكل آخر من الوجود، وجود نراه في الذكريات، في نبرة الصوت التي لا تغيب، في اللمسة التي لا تزال عالقة في الذاكرة. أكتب عن لطيفة رحمها الله اليوم ليس لأحكي حكاية موتها، بل لأواجه موتي القادم. كلما فقدت صديقًا أدركت أن حياتي ليست طويلة كما كنت أتوهم، وأنني أسير في الطريق ذاته، بخطوات متفاوتة، لكن النهاية تظل مشتركة. وما بين بداية ونهاية، ليس أمامي إلا أن أعيش بشجاعة، أن أتمسك بالبوح كما كانت تفعل، وأن أبتسم رغم الألم كما كانت تبتسم. نعم.. الحياة ليست سوى فرصة قصيرة لتبادل المحبة، وأن أجمل ما يبقى بعدنا ليس عدد سنواتنا، بل نوع الأثر الذي نتركه في أرواح من أحببنا. هكذا فقط يمكن أن يتحول الموت من وحشة جارحة إلى معنى يفتح فينا شرفة أمل، حتى ونحن نغالب الفقد الثقيل. مثواك الجنة يا صديقتي.
4434
| 29 سبتمبر 2025