رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

أمل عبدالملك

[email protected]
@amalabdulmalik

مساحة إعلانية

مقالات

195

أمل عبدالملك

صرخة حق ودعوة للعدالة

28 سبتمبر 2025 , 03:20ص

في 23 سبتمبر 2025، ألقى صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، كلمة قوية أمام الدورة الـ 80 للجمعية العامة للأمم المتحدة، تناول فيها تطورات الصراع في غزة والهجوم الإسرائيلي على قطر، والدور القطري في الوساطة، مما أثار رداً دولياً واسع النطاق وأعاد إبراز مكانة قطر على المسرح الدبلوماسي الدولي.

في كلمته حفظه الله، رأى سمو الأمير أن الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية، وتحديدًا على مقر وفد حركة حماس داخل الدوحة، يُشكّل “خرقاً صارخاً لسيادة الدولة”، ووصمه بـ “العمل الإجرامي” و”الإرهاب من دولة إلى دولة”. 

وأشار إلى أن هذا الهجوم يهدف إلى الإخلال بمسارات المفاوضات والتهدئة، وأن إسرائيل تتعامل مع الحوار كسلاح يُستخدم لتحقيق مآرب سياسية، وليس كأداة للتسوية. وشدّد سموّه على أن التجاهل الدولي لهذه الانتهاكات يعني السماح بـ “قانون الغاب”، داعيًا إلى تحرك دولي فوري لحماية المدنيين وضمان قنوات إنسانية فعالة. 

في ختام كلمته، أعلن سموه أن دولة قطر على استعداد أن تواصل دورها الوسيط بين الأطراف رغم التحديات، وأنها ستظل تدعم حقوق الفلسطينيين وتدعو إلى حل سياسي عادل يستند إلى القانون الدولي والشرعية الدولية. 

وقد لاقت كلمة سمو الأمير رواجًا إعلاميًا ودبلوماسيًا، وحرّكت تفاعلًا على المستويين الإقليمي والعالمي منها:

1. إدانات للهجوم على قطر ودعم لقطر 

العديد من الدول وحكومات وبرلمانات أدانت الهجوم الإسرائيلي على الأراضي القطرية، معتبرة أنه انتهاك لسيادة دولة عضو في الأمم المتحدة. 

كما أكّد الأمين العام للأمم المتحدة في بيانه بعد لقائه سمو الأمير أن الهجوم يُعد خرقًا للقوانين الدولية، وأشاد بتعاون قطر مع الأمم المتحدة. 

2. تصدُّر الخطاب في الصحافة والمجتمع الدولي

وسائل إعلام عربية ودولية سلطت الضوء على استخدام سمو الأمير لمفردات قوية مثل “إبادة جماعية” و“إرهاب دولة”، وقد عدّ البعض حديثه ضمن أبرز خطب الجمعية العامة لهذا العام، باعتباره من الخطابات التي لا تُخشى فيها المواجهة الصريحة.

كما انتشرت ردود فعل في وسائل التواصل الاجتماعي من نشطاء مؤيدين للحقوق الفلسطينية، معتبرين أن الكلمة أعادت شحن الخطاب الدبلوماسي العربي المناهض للاحتلال.

3. تباين المواقف بين الدول العربية والإقليمية

في قمة عربية - إسلامية طارئة في الدوحة عقب الهجوم، دعا سمو الأمير إلى موقف موحد ضد “العدوان الإسرائيلي” واتُخذت قرارات رمزية داعمة لقطر وفلسطين، رغم وجود تباينات في التصعيد العملي بين الدول. 

بعض الدول التي لها علاقات تطبيع مع إسرائيل تأخّرت في المواقف أو اختارت التعبير عن القلق فقط، لكن غضب الشارع العربي والإسلامي دفَع بعضها إلى إظهار تأييد لفظي لخطاب قطر ودعم القضية الفلسطينية.

4. تضمين الخطاب في النقاشات الدولية

كلمة سمو الأمير شكلت مادة يتم الرجوع إليها في المفاوضات الدولية حول غزة، وذكرت في بيانات ومداخلات من قِبل ممثلي دول في الأمم المتحدة، سواء في جلسات حقوق الإنسان أو في النقاشات حول وقف إطلاق النار.

علاوة على ذلك، أعادت قطر إلى مركز الفاعل الدبلوماسي الذي يُدعى إليه في ملفات الشرق الأوسط، لا سيما في وساطتها بين إسرائيل وحماس.

*كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمام الأمم المتحدة عام 2025 جاءت في لحظة مفصلية، إذ مزجت بين التنديد القوي بالعدوان الإسرائيلي، والدعوة إلى تحرك دولي فاعل للحماية والمساءلة، وبين التأكيد على دور قطر الوسيط.

وقد أحدثت هذه الكلمة صدى دبلوماسياً واسعًا، إذ حفّزت إدانات دولية للهجوم على سيادة دولة عضو، وأعادت التأكيد على أن الخطاب العربي الداعم للقضية الفلسطينية لا يزال حاضرًا في المحافل الدولية، كما وسّعت من نفوذ قطر في ميدان الوساطة، وجعلت من نبرتها جزءًا من النقاش السياسي الدولي حول العدالة والحقوق في النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي.

 

مساحة إعلانية