رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. عبدالله العمادي

د. عـبــدالله العـمـادي

 

مساحة إعلانية

مقالات

177

د. عبدالله العمادي

دولة الغـدر وأحلام السيطرة

25 سبتمبر 2025 , 05:27ص

لا يتوقف زعماء النظام الصهيوني البغيض منذ وعد بلفور البريطاني المشؤوم الغادر، عن ترديد خطابات التوسع والحديث عن أحلام السيطرة والتمكين لكيانهم المصطنع في المحيط العربي، مرددين شعارهم الذي يزين جدار الكنيست الأمامي في مواجهة النواب، القائل « حدودك يا إسرائيل من الفرات إلى النيل « ! 

 هذا الشعار الذي كان يتحدث عنه الصهاينة على استحياء قبل عقود مضت، صار حديث زعمائهم اليوم، كمجرم الحرب، رئيس وزرائهم الحالي، المطلوب للعدالة الدولية، والذي صار يؤكد على تلك الأحلام بالخرائط والصور، بل لم يعد يتردد في التصريح بها، مع ما يعني ذلك مزيد توسع واحتلال للأراضي في المحيط العربي، والذي بكل تأكيد لن يتأتّى لهم إلا عبر حروب ودماء وخراب ديار..

 أثبت هؤلاء المجرمون، أهل الغدر وسفك الدماء، أنهم خطر على البشرية كلها، وليس على المحيط المزروع فيه كيانهم المصطنع. وإن الإجماع العالمي تقريباً على وحشية الفكر الصهيوني وتطرفه، والذي ظهر منذ الأمس من خلال خطابات زعماء العالم في اجتماع الجمعية العامة السنوي، والمستمر لأيام أخرى قادمة، دليل على أن ما يحدث في العالم الآن من حراك سياسي وفكري وإنساني ضد هذا الفكر ومعتنقيه وداعميه، لم يكن ليحدث لولا استشعار ووعي عالمي ظهر أعقاب طوفان الأقصى. 

 إنّ أبرز من يتحرك وفق هذا الفكر المتطرف هو الكيان الصهيوني، وقد عرفه العالم بأنه واجهة استعمارية متقدمة لحكومات الولايات المتحدة لعقود مضت، من بعد بريطانيا العظمى. واجهة تحافظ على مصالح الولايات المتحدة بالمنطقة، لكنها كما أسلفنا، واجهة استعمارية إقصائية متوحشة غاية في السوء والفحشاء، حتى أمسى التصدي له وردعه، مطلباً عالمياً بدأ تدريجياً منذ أحداث السابع من أكتوبر المجيد، ولا أظنه سيتوقف أو يتغير إلا حين يحدث ما يفيد بتعطيل خطورة هذا الكيان، وما يحمله من فكر متطرف مؤذ، وقد يتسبب في كوارث عالمية، إن تُرك له الحبل على الغارب. 

 أتى خطاب سمو الأمير حفظه الله، ضمن السياق العالمي المحذر من هذا الكيان وخطورته، فكان الخطاب واضحاً حاسماً ومؤكداً على حقائق ملموسة كان لابد من التطرق إليها أمام هذا التجمع العالمي، من أجل نشر تلكم الحقائق وتعزيزها في الأذهان، منها حقيقة الغدر التي يتميز بها العدو الإسرائيلي، حتى صارت صفة أو طبعاً فيه، بل باتت جزءاً من شخصيته.. كيان مصطنع لا يحفظ عهداً ولا يفي بوعد، حتى أصبحت صورته في العالم مهزوزة أكثر مما كانت عليه من ذي قبل، والخطاب جاء يؤكد ذلك للعالم تارة أخرى.

 أضف إلى هذا، فقد تطرق سموه كعادته في الخطابات الرسمية، إلى قضية الأمة الكبرى، قضية فلسطين، التي لا يمكن أن ينافس على أهميتها أي قضية أخرى بالعالم اليوم. أهميةٌ تجعل من تصدي العالم لهذا الإجرام الصهيوني المستمر، أمراً ومطلباً ضرورياً يلزم من الجميع العمل على إنهاء، أو تحجيم هذا الكيان بصورة وأخرى. 

 أوضح سموه كذلك ضمن سياق الحديث عن الأمن والأمان، والسلامة والاستقرار، الدور المهم الذي تقوم به دولة قطر في عمليات إحلال السلام حول العالم، حتى أصبح البعيد والقريب يشهدان بهذا الدور، والذي جعل الجميع يضع ثقته في الدولة لتكون وسيطاً نزيهاً يعمل من أجل وقف عدوان جبهة متعجرفة لكنها غادرة جبانة، على جبهة أصيلة صادقة في وعودها، لكنها لم تجد حلاً تجاه هذه القوة الغادرة سوى المقاومة الشرسة، وإن كانت التضحيات كبيرة مؤلمة.

 لكن رغم الجهد القطري الصادق الأمين، يأبى هذا الكيان الغادر إلا أن يمارس غدره وخسته مع الوسيط في وضح النهار، بل خرج يتباهى ويفتخر بعدوانه الخسيس على مفاوضين مدنيين، هو ما جرى قبل أسابيع على أرض الدوحة، وهذا ما استلزم فضح هذا الكيان وإرهابه، وكشف أخلاقياته الدنيئة أمام العالم، والذي في ظني أنه سيساهم في مزيد عزلة، ومزيد غضب وحنق على هذا النظام الاحتلالي.

 سيكون الخطاب دون شك، عاملاً مساعداً ملهماً للعالم، يدفع بموجة الوعي الحقيقية التي تنتاب الشعوب الحرة أجمع نحو مزيد تفاعل وفاعلية هنا وهناك، لأجل عمل جاد حازم لعزل أو إنهاء هذا المحتل عاجلاً أم آجلا بإذن الله، والذي أعلن هو بنفسه أنه ضد أي مشاريع سلمية إنسانية، بل هو ضد العالم أجمع، وهذا ما يؤكد حديثنا في بداية هذا المقال، من أن هذا النظام العنصري، خطر على البشرية كلها، بل هو ورم سرطاني سيبدأ قريباً بالانتشار هنا وهناك، ما لم يتم محاصرته تمهيداً لمعالجته، أو إزالته كآخر أنواع العلاج.. ( ويقولون متى هو قل عسى أن يكون قريبا).

اقرأ المزيد

alsharq بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد

2403

| 26 سبتمبر 2025

alsharq عندما يبلغ الحلم سبعينا

أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد

267

| 26 سبتمبر 2025

alsharq الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد

570

| 26 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية