رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

864

منى الجهني

قطر في الأمم المتحدة.. السيادة والإنسانية

24 سبتمبر 2025 , 06:26ص

يزورون بلادنا ويخططون لقصفها، يفاوضون وفودا ويخططون لاغتيال أعضائها.!!! من خلال هذه الكلمة عرف سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد معنى الدولة المارقة من منبر الأمم المتحدة. التي شارك فيها حضرة صاحب السمو في أعمال الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك، وسط تصاعد التوترات في المنطقة. كما أنها تأتي كرسالة سياسية ودبلوماسية تحمل مضمونا عميقا وواضحا حول السيادة، العدالة. هناك الكثير من الدلالات من خطاب سمو الأمير عندما عبر عن الاعتداء على سيادة دولة هو اعتداء سافر يخرق الأعراف الدولية. وهو اعتداء على دولة وساطة صانعة سلام كرست دبلوماسيتها لحل الصراعات بالطرق السلمية، لا يسعى طرف لاغتيال وفد يفاوضه إلا بهدف إفشال المفاوضات. وفي بداية كلمته أشار سموه بعد مرور ثمانية عقود من المحافظة على السلم والأمن الدوليين، واحترام كرامة الانسان وسيادة الدول. قطر كدولة تتمسك بالمبادئ وتدافع عن القيم الإنسانية على الصعيد الدولي وعلى صعيد التحالفات واثبتت ذلك في عدة دول أفغانستان، السودان، أوكرانيا، ولبنان.

وفي خطابه أكد سمو الأمير أن حماية السيادة لا يمكن تجاوزها بأي شكل من الأشكال. فالهجوم الإسرائيلي الذي طال قطر مثل انتهاكاً صارخاً للقانون والاعراف الدولية. وأن احترام القانون الدولي هو أساس أي نظام عالمي عادل. وعبر عن ذلك قائلا ان تراجع منطق النظام الدولي امام منطق القوة ذلك يعني تسيد نظام الغاب. وبالتالي ظهور مفهوم الواقعية السياسية الجديدة في عالم السياسة اليوم وذلك يعني فرض الأمر الواقع اجباريا على الدول. وشكك سمو الأمير من نوايا إسرائيل على السلام، وأكد ذلك من خلال خلط الأوراق ونسف المفاوضات، واطالة أمد الحرب لصالح اسرائيل.

 علاوة على ذلك لقد كانت فلسطين في قلب الخطاب القطري، إذ دعا سمو الأمير إلى وقف المأساة الإنسانية في غزة، والتأكيد على أن لا سلام دون عدالة ولا استقرار دون إنهاء الاحتلال. ولقد بذلت دولة قطر جهود ‏وساطة، ودعما لإيصال المساعدات، وجهودا شاقة للإفراج عن الأسرى.  لهذا السبب لا تريد إسرائيل انهاء الحرب الا بالتطهير العرقي والابادة، الامر الذي يضع علامة استفهام كبيرة امام رئيس هذه الحكومة. كما أشار الشيخ تميم في الأمم المتحدة أن قطر لن توقف جهودها نحو السلام بسبب دولة مارقة، بل ستستمر في مواقفها وحضورها السياسي والدبلوماسي. قطر عاصمة تحتضن الفعاليات الرياضية والسياسية وأثبتت أنها اكتسبت ثقة المجتمع الدولي.

 الرسالة واضحة من كلمة سمو الأمير: السيادة لا تُساوم، والسلام لا يتجزّأ، والدبلوماسية الحقيقية لا تكتفي بالتصريحات، بل تُترجم إلى أفعال. ويبقى التحدي الأكبر هو تحويل هذه المواقف إلى خطوات عملية تعزز الأمن والاستقرار في المنطقة. 

إن خطاب صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد أمام الأمم المتحدة يمثل نقطة قوية في المسار السياسي والدبلوماسي لقطر، بل أيضا في مجرى الأحداث في الشرق الأوسط. هو ليس فقط ردًّا على فعلة إسرائيل، بل هو إعلان موقف: أن بعض الممارسات لم تعد تُحتمل، وأن القوانين الدولية، حقوق الإنسان، السيادة ليست مفاهيم مرفوضة فقط، بل خط أحمر يتطلب احترامًا. في النهاية، يعبر هذا الخطاب القطري في الجمعية العامة بالأمم المتحدة عن مصداقيته عربيا ودوليا، ليست كدولة وساطة فقط، بل دولة ذات سيادة وذات موقف دبلوماسي، وان ذلك لن يجبر قطر على التراجع لأجل سلوك دولة مارقة... كل هذا وبيني وبينكم.

مساحة إعلانية