رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

438

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

قطر بين الثبات والمرونة.. قراءة في خطاب سمو الأمير

24 سبتمبر 2025 , 03:26ص

في قاعة الأمم المتحدة، حيث تُصاغ الكلمات التي قد تغيّر مسار التاريخ، ألقى سمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خطابًا حمل ملامح الرؤية القطرية في السياسة والدبلوماسية، رؤية تقوم على ثبات المبادئ ومرونة الأدوات، وتؤكد أن المواقف ليست رهينة اللحظة بل نابعة من أساس راسخ وقيم إنسانية أصيلة.

استهل سمو الأمير خطابه بالتذكير بمبادئ الأمم المتحدة، السلم والأمن، احترام السيادة وكرامة الإنسان، والتعاون بين الشعوب، لكنه نبّه إلى أن هذه القيم تواجه خطر التآكل نتيجة ازدواجية المعايير، حيث يُترك الضحايا لمصيرهم بينما يحظى المعتدي بحصانة، ومن هذا المنطلق جاء حديثه عن اعتداء التاسع من سبتمبر على الدوحة، الذي استهدف حيًا مدنيًا، يضم مدارس ومكاتب دبلوماسية، وأوقع قتلى وجرحى، ليصفه سموه بانتهاك صارخ للسيادة وخرق فاضح للقانون الدولي.

انتقل الأمير إلى القضية الفلسطينية، مؤكدًا أنها جوهر الصراع ومفتاح أي سلام عادل، عرض الجهود التي بذلتها قطر بالتعاون مع مصر والولايات المتحدة والتي أفضت إلى تحرير رهائن، قبل أن تجهضها إسرائيل بقرار أحادي، وأوضح أن إسرائيل تستغل المفاوضات غطاءً لمشاريعها، كالتهجير، وتوسيع المستوطنات، وتغيير هوية القدس والضفة، كما شدد الأمير على أن العالم بات أكثر إدراكًا لزيف هذه الممارسات، وأن الاعتراف الدولي المتزايد بدولة فلسطين هو رسالة واضحة بأن الشرعية لا تُنتزع بالقوة، بل بإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

لم يقتصر الخطاب على قضايا المنطقة، بل تناول دور قطر المتنامي في ملفات دولية، كالمساهمة في معالجة أزمة الغذاء الناتجة عن الحرب في أوكرانيا، ورعاية إعلان الدوحة بين حكومة الكونغو الديمقراطية وحركة 23 مارس، في خطوة اعتبرها الأمير دعمًا للسلم في أفريقيا، هذه المبادرات تؤكد أن الدوحة تجاوزت حدودها الجغرافية لتصبح فاعلًا في السلم والأمن الدوليين.

وفي الملف السوري، أعرب سموه عن تفاؤل مشوب بالحذر تجاه المرحلة الجديدة التي تشهدها البلاد، داعيًا لدعمها على أساس المواطنة وسيادة القانون، أما عن لبنان، فقد أشار سموه إلى انتخاب الرئيس يوسف عون وتكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة، معتبراً ذلك بداية لاستعادة الاستقرار، مجددًا دعم قطر للجيش ومؤسسات الدولة، أما السودان، فقد حذر سمو الأمير من كارثة إنسانية غير مسبوقة، داعيًا لحوار وطني يضمن وحدة البلاد ويحقق تطلعات شعبه.

اختُتم سموه الخطاب برؤية حضارية، أكد فيها أن الدوحة عاصمة عالمية للأحداث الكبرى، معلنًا عن استضافة قمة التنمية الاجتماعية الثانية في نوفمبر 2025، وتقديم ملف لاستضافة الألعاب الأولمبية 2036، إيمانًا بأن الرياضة ليست مجرد منافسة بل جسر للتواصل ومنصة للسلام، واستشهد بنجاح كأس العالم 2022 الذي أثبت قدرة قطر على جعل الرياضة ساحة للتقارب بين الشعوب.

لقد كان خطاب الأمير مزيجًا من الواقعية والصلابة، من النقد الواضح للنظام الدولي ومن الطرح العملي للحلول، ومن الانفتاح على العالم مع التمسك بالثوابت، وفي زمنٍ تقاس فيه مكانة الدول بقدرتها على التأثير في صياغة المستقبل، أثبتت الدوحة أن الصوت الهادئ الواثق يمكن أن يُغيّر المعادلات ويعيد للعدالة مكانها كضرورة لبقاء النظام الدولي.

اقرأ المزيد

alsharq بائع متجول

يطلّ عليك فجأة، لا يستأذن ولا يعلن عن نفسه بوضوح. تمرّ في زقاق العمر فتجده واقفًا، يحمل على... اقرأ المزيد

2196

| 26 سبتمبر 2025

alsharq عندما يبلغ الحلم سبعينا

أن تقضي أكثر من سبعين عاماً في هذه الحياة ليس مجرد مرور للزمن، بل هي رحلة مليئة بالتجارب،... اقرأ المزيد

264

| 26 سبتمبر 2025

alsharq الفن ضد الدمار

تواجه المجتمعات الخارجة من النزاعات المسلحة تحديات متعددة، تتراوح بين الصدمات النفسية، والانقسامات المجتمعية، وانهيار البنى الثقافية والاجتماعية.... اقرأ المزيد

543

| 26 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية