رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

د. أحمد القديدي

د. أحمد القديدي

مساحة إعلانية

مقالات

186

د. أحمد القديدي

حقائق عن تنفيذ معاهدة السلام وجهود وساطات الخير

17 أكتوبر 2025 , 01:10ص

اليوم ونحن على مسافة سنتين من بداية الحرب بدأنا نتلمس نتائج وساطات السلام والخير التي أدتها دبلوماسية دولة قطر كرسالة إنسانية وقومية وأخلاقية الى جانب مصر وتركيا والولايات المتحدة وبفضل مساهمتها في وضع حد لحرب ابادة أشقائها في غزة عبر عديد القادة عن تقديرهم لصاحب السمو أمير دولة قطر، حيث قال الرئيس (ترامب): إن أمير قطر زعيم استثنائي يحظى باحترام الجميع، وقال قادة آخرون مثل رئيس وزراء بريطانيا ورئيس فرنسا، ومن العرب الرئيس السيسي والعاهل الأردني نفس معاني الشكر والتقدير في حق قطر وأميرها حفظه الله ورعاه. ونعلم أن قمة شرم الشيخ المنعقدة يوم الاثنين 13 أكتوبر خصصت مشاوراتها للمستقبل ما بعد الحرب أي لإعادة إعمار القطاع مما يتيح لسكانها الذين شردتهم الحرب ودمرت مساكنهم من العودة الى بيوتهم ولملمة جراحهم والترحم على شهدائهم خاصة بعد قصف المستشفيات واستهداف الأطباء ومخازن الأدوية. إلا أن العالم المبتهج بعودة السلام تفاجأ بعدم جدية المحتل واستخفافه ببنود الاتفاق والمراوغة بغاية فرض شروطه على الطرف الآخر والمماطلة الى درجة تحدي الرئيس (ترامب) صاحب الخطة والمساند الأكبر لرئيس وزراء إسرائيل! ومهما يكن فإن المرحلة الأولى لاتفاق السلام أسفرت عن نتائج مشجعة أكدتها صور الغزاويين العائدين الى منازلهم وسط ركام القصف الطويل لغزة ولكن وجوههم المبتهجة تثبت للعالم أن من تبقوا أحياء من الغزاويين متمسكون بأرضهم وأنهم لم يفكروا أبدا في الهجرة منها بقوة السلاح مستفيدين من تجربة التهجير الأكبر عام 1947 حين غشهم المحتل وغشهم آخرون واعدين جدودهم بالعودة بعد أيام قليلة من التهجير وتبين بعد ثمانين عاما أن العودة تحولت الى حلم بعيد وما تزال مفاتيح بيوتهم محفوظة لدى أحفادهم في صناديق مخملية كأنها مصوغ متوارث من جيل الى جيل!. ولوأردنا إحصاء مكاسب المرحلة الأولى للاتفاق لاخترنا ما أعلنه الرئيس (ترامب) مباشرة بعد توقيع الطرفين حين قال: « إن إسرائيل وحركة حماس توصلتا إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة لإنهاء الحرب المستمرة منذ عامين في قطاع غزة وإرساء سلام دائم. ولمعرفة نتائج قمة شرم الشيخ للسلام نورد أبرز قرارات القمة الواردة في بيانها الختامي:

* تناولت القمة أهمية التعاون بين أطراف المجتمع الدولي لتوفير كل السبل من أجل متابعة تنفيذ بنود الاتفاق والحفاظ على استمراريته، بما في ذلك وقف الحرب في غزة بصورة شاملة، والانتهاء من عملية تبادل الرهائن والأسرى، والانسحاب الإسرائيلي، ودخول المساعدات الإنسانية والإغاثية لقطاع غزة.

 شهدت القمة مراسم توقيع قادة الدول الوسيطة على وثيقة لدعم الاتفاق وتم كذلك التشديد على ضرورة البدء في التشاور حول سُبل وآليات تنفيذ المراحل المقبلة لخطة الرئيس ترامب للتسوية، بدءاً من المسائل المتعلقة بالحوكمة وتوفير الأمن، وإعادة إعمار قطاع غزة، وانتهاء بالمسار السياسي للتسوية. 

 أوضح (ترامب) أن الخطة المؤلفة من 20 بندًا صُممت لإحياء المفاوضات المتعثرة بين الجانبين منذ أشهر مشيرًا إلى أنه أوفد مبعوثه الخاص (ستيف ويتكوف) وصهره (جاريد كوشنر) إلى مصر لاستكمال التفاهمات النهائية مشيرا إلى أن الاتفاق لا يزال بحاجة إلى معالجة بعض القضايا في مراحل لاحقة منها آلية إدارة قطاع غزة وترتيبات الأمن والمطالب الإسرائيلية المتعلقة بنزع سلاح حركة حماس وفقا لصحيفة «وول ستريت جورنال» 

وتُفرج حماس عن جميع الرهائن لديها وعددهم 48 يُعتقد أن نحو20 منهم لا يزالون على قيد الحياة. كما نص الاتفاق على تسليم جثث الرهائن الذين لقوا حتفهم في وقت لاحق إذ أكدت حماس حاجتها إلى نحو عشرة أيام للعثور على الجثامين وفقًا لمصادر قريبة من المفاوضات. 

وبموجب الاتفاق تُفرج إسرائيل عن 250 أسيرًا فلسطينيًّا من سجونها، إضافة إلى 1700 معتقل احتجزوا في غزة خلال الحرب. وسعت حماس إلى إدراج عدد من الأسرى البارزين، بينهم القيادي مروان البرغوثي، المحكوم عليه بالسجن في إسرائيل لدوره خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية لكن تلك المساعي لم تحقق المرجو كما تقضي الخطة بانسحاب القوات الإسرائيلية من 70% من أراضي قطاع غزة، استنادًا إلى خريطة أولية لمناطق الانسحاب لم تُحدَّد مواقعها الدقيقة بعد، إذ لا تزال قيد النقاش بين الأطراف. وكان من المقرر أن يُعاد فتح معبر رفح الحدودي مع مصر فور دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والسماح بحركة السفر للفلسطينيين من والى القطاع لكن اسرائيل عادت للمماطلة.

 وكما نعلم فإن الجانب الإسرائيلي لم يحترم تماما بنود المعاهدة حيث واصل جيشه احتلال أجزاء جديدة من الضفة والقطاع وقصف متقطع لعديد الأحياء الغزاوية وغير بعيد عن رام الله. ولا نعتقد أن هذه التجاوزات ستحبط الجهود العربية والغربية لوضع حد للحرب وإعداد الشرق الأوسط لمستقبل سلام وازدهار في عالم مضطرب تسوده عديد بؤر العنف المهدد للسلم منها دم مسلم يسيل بين باكستان وأفغانستان ومنها الخوف من توسع حرب أوكرانيا حيث اختار حلف الناتو الزيادة في ميزانية الجيوش الى 5 مليارات يورو في اجتماعه الأخير في بروكسل.

مساحة إعلانية