رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

264

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

لا تنسَ لايك وسبسكرايب

17 سبتمبر 2025 , 02:13ص

عبارة باتت تتردد على مسامعنا في كل مقطع قصير، حتى صارت أشبه بمفتاح سحري يردده اليوتيوبر أو «المؤثر» قبل أن يختفي من الشاشة، لكن خلف هذه العبارة البريئة، تختبئ قصة أخرى عن عصرٍ تحوّل فيه الإنسان من ناقل معرفة إلى باحث عن متابعين، ومن ناقشٍ للفكرة إلى صائدٍ للمتابعين.

لقد أصبحنا أمام جيوش من الأشخاص المجهولين الذين يقتحمون شاشاتنا يوميًا، يقدمون نصائح في الطب، أو المال، أو التربية، أو حتى الدين، من غير أن نعرف عنهم مؤهلات أو خبرات، المهم أن يجمعوا أكبر قدر من الإعجابات، وأن تتسع دائرة المتابعين، وهنا يكمن الخطر: فالتفاهة حين تكتسب أجنحة المتابعة تتحول إلى قوة ناعمة قادرة على التأثير، بل وتوجيه السلوك والقرارات.

الأدهى من ذلك، أن بعضهم يلبسون قناع الصدق وهم يفتقرون إليه، فيقسمون بالله العظيم، ويؤكدون أنهم جرّبوا هذا الدواء أو استفادوا من ذلك المنتج، فيأتي المتابع المرهف البسيط ليقول: «فلان حلف بالله إذن الأمر صحيح»، ليجد نفسه أمام إما نصائح غذائية من شخص لا يعرف أبجديات الصحة، أو توصيات دوائية من فرد لم يقرأ كتابًا في الطب، وبهذا تتحول المعلومة من وسيلة للتنوير إلى سلعة قابلة للتسويق، حتى لو كانت مشوهة أو ناقصة.

الأخطر أن بعض هؤلاء لا يتورعون عن مدح أي منتج أو الترويج لأي سلعة مقابل عائد مادي، غير عابئين بنتائج ما يزرعونه من أوهام، إنهم يبيعون الوهم ملفوفًا بورق التغليف الرقمي، ولا يعنيهم أن المستهلك قد يخسر ماله أو صحته أو وقته.

ومع دخول الذكاء الاصطناعي إلى الساحة، ازدادت اللعبة خطورة، فلم نعد متأكدين إن كان المتحدث شخصًا حقيقيًا أصلًا، فقد تُستخدم صورته وصوته بتقنيات التزييف العميق (Deepfake) ليبدو وكأنه هو من يروج للمنتج، بينما الحقيقة أن المصنع أو المروج هو من صمم الفيديو لإضفاء مصداقية مزيفة، بل رأينا مقاطع تُنسب إلى شخصيات مشهورة أو مسؤولين كبار، مع أنهم لم يُطلقوا هذه الحملات ولم يتحدثوا بها يومًا، وهنا يصبح المشاهد أمام مستوى جديد من التضليل، تضليل رقمي لا تميّزه العين ولا الأذن بسهولة.

إن مسؤوليتنا كأفراد ومجتمعات أن نعيد التوازن إلى هذه المعادلة، فلا نُسلم عقولنا إلى كل من يملك كاميرا وميكروفون، المطلوب أن نتعامل بوعي مع ما يُعرض علينا، أن نسأل عن المصدر قبل أن نصدّق المعلومة، وأن ندرك أن «اللايك والسبسكرايب» قد تكون كلمات بريئة، لكنها تخفي وراءها معركة كبرى على العقول والاهتمامات.

وأخيرًا – وبما أنك وصلت إلى نهاية المقال – فلا تنسَ «اللايك والسبسكرايب!»

اقرأ المزيد

alsharq شنغهاي والقيادة الصينية لدول الجنوب

منذ تولى الرئيس شي جين بينج قيادة الصين في 2013، نال اهتمام الصين بما يسمى الجنوب العالمي أو... اقرأ المزيد

111

| 21 سبتمبر 2025

alsharq صورة السودان في الإعلام الخارجي من يرسم ملامحها؟ 1-2

الجدال الكبير الذي أثاره قرار سحب ترخيص مديرة مكتب إحدى القنوات من ممارسة العمل الصحفي في السودان يدعونا... اقرأ المزيد

87

| 21 سبتمبر 2025

alsharq رواتب العاملات

يتداول في هذه الأيام في أغلب دول الخليج العربية بشأن وجود قرار زيادة الأجور للعمالة المنزلية لدولة الفلبين... اقرأ المزيد

204

| 21 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية