رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

555

المهندس إبراهيم بن هاشم السادة

القيادة التي آمنت بالإنسان قبل السياسة

15 أكتوبر 2025 , 03:14ص

في صباح أمس الأول، وبينما كانت الطائرة الرئاسية الأمريكية في طريقها إلى تل أبيب، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات لافتة على متن الطائرة، في تلك التصريحات أبدى ترامب ثناءً واضحاً على دولة قطر وعلى حنكة سمو الأمير وشجاعته، مشيداً بالدبلوماسية القطرية التي ساهمت في تقريب وجهات النظر في المنطقة، كان هذا الإطراء مقدمة لافتة وضعت قطر في صدارة المشهد الدبلوماسي في ذلك اليوم.

ورغم هذا التقدير الذي يسعد كل قطري، فإن قطر لم تكن لتنتظر مديحًا من أحد حتى تقوم بما تراه واجبًا أخلاقيًا وإنسانيًا، فمواقف قطر ليست استجابةً للثناء ولا بحثًا عنه، بل التزام بالمبدأ، فعندما اختارت الدوحة أن تقف إلى جانب السلام، وأن تفتح أبوابها للحوار، كانت تدرك أن هذا الطريق قد يُغضب بعض الأطراف ويثير حفيظة أخرى، لكنها مضت فيه بدافع أسمى، القيم، وحقوق الإنسان، والمبادئ النبيلة التي آمنت بها منذ تأسيسها، وجعلت منها عنوانًا لدبلوماسيتها المعاصرة.

هذه الإشادة التي جاءت من أقوى عواصم العالم لم تكن وليدة صدفة سياسية، بل ثمرة نهج ثابت تبنته قطر يقوم على الوساطة النزيهة والاحترام المتبادل والسعي إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، ففي عالم تضطرب فيه المواقف وتتبدل المصالح، ظلت قطر وفية لقيمها، تعمل بهدوء وتؤمن بأن البناء الحقيقي يبدأ من الثقة.

وقد دفعت قطر فاتورة هذا النهج الإنساني الشريف غالية، حين واجهت حملات تشويه ومحاولات لتقزيم دورها، لكنها لم تنحرف عن أهدافها، بل مضت بثقة حتى وصلت إلى لحظة الحقيقة، ثم جاءت الضربة الغادرة التي وجّهتها إسرائيل لتكون اختبارًا قاسيًا لالتزام قطر بدورها في صنع السلام، سقط فيها الشهيد القطري الأول وهو يؤدي واجبه الإنساني في قلب المهمة، ثم تبعته وفاة عدد من منتسبي الديوان الأميري في الحادث الأليم بمصر، بينما كانوا يعملون بصمت وإخلاص كجزء من فريق التفاوض، لقد رحلوا وهم يؤمنون أن الدبلوماسية الصادقة يمكن أن تُنقذ ما عجزت عنه البنادق.

ورغم هذه الجراح، لم تفقد قطر تركيزها ولا بوصلة رسالتها، تجاوزت الألم وواصلت دورها النبيل من أجل الإنسان بعيدًا عن المكاسب السياسية، وكما قال ترامب بالأمس: «لم أكن أعرف قطر جيدًا لكنني اليوم أرى دولة عظيمة وشجاعة».

وفي الختام، لا يسعنا إلا أن نُبارك لأهلنا الصامدين في غزة هذا الإنجاز الإنساني العظيم، الذي أوقف نزيف الدم وفتح نافذة للأمل بعد ليالٍ طويلة من الألم، لقد أثبتوا أن الصبر والثبات يمكن أن يصنعا النصر، وأن إرادة الحياة أقوى من الدمار.

وإن كنا اليوم نشهد لحظة سلام، فذلك بفضل من جعلوا الكلمة أقوى من الرصاصة، والضمير أبلغ من الخطاب، فشكرًا لقطر التي آمنت بالإنسان قبل السياسة، وشكرًا لسمو الأمير الذي قاد الموقف بشجاعة الحكماء، وجعل من الشجاعة طريقًا للسلام ومن القيم بوصلة للمستقبل.

اقرأ المزيد

alsharq اللغة العربية وإكسير الخلود

ما أشبه اللغة بالجسد، تنمو كما ينمو، وتذبل كما يذبل، وتمر بذات مراحله في التطور، تولد، وتشب، ثم... اقرأ المزيد

210

| 19 أكتوبر 2025

alsharq وقف حرب إسرائيل على غزة.. تحديات وعقبات

لا شك أن الرئيس دونالد ترامب والوسطاء وخاصة دولة قطر ومصر ومؤخراً تركيا لعبوا دوراً رئيسيا وحاسما بما... اقرأ المزيد

204

| 19 أكتوبر 2025

alsharq قطر أول مــن يمنح ولا يمنع

(70 مليون طن من الركام والأنقاض وأكثر من 20,000 من القنابل التي لم تنفجر في قطاع غزة) ربما... اقرأ المزيد

270

| 19 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية