رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فاطمة بنت يوسف الغزال

  [email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

384

فاطمة بنت يوسف الغزال

اتفاق السلام.. من تحت الرماد تولد البدايات

15 أكتوبر 2025 , 05:06ص

في لحظة فارقة من تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ووسط صمتٍ عالمي أنهكته الدماء والدمار، وصرخات الأطفال التي دوّت في كل بيت، جاء الاتفاق الدولي برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية ليضع حداً لحرب عبثية حصدت أرواح الآلاف من الأبرياء في غزة، وعرّت وجه الاحتلال الإسرائيلي أمام العالم أجمع.

هذا الاتفاق لم يكن وليد الصدفة، بل ثمرة جهودٍ دبلوماسيةٍ مكثفة، قادتها الدوحة والقاهرة بشجاعةٍ ومرونةٍ، نجحتا من خلالهما في كسر جدار العناد الإسرائيلي، وإقناع الأطراف الدولية بضرورة وضع حدٍّ لآلة القتل والتدمير التي أرهقت المنطقة والعالم.

لكن السؤال الذي شغل المحللين: هل كان الاعتداء الإسرائيلي على دولة قطر الشرارة التي عجّلت بانهيار الموقف الإسرائيلي العنصري؟

فبعد استهدافٍ صاروخي غاشم لبعثة عاملة في الإغاثة الإنسانية داخل الأراضي الفلسطينية، ثارت موجة غير مسبوقة من الغضب الدولي، ووقفت معظم الدول الإقليمية والإسلامية، بل وحتى بعض القوى الغربية، صفا واحداً خلف الدوحة، في مشهد عزز من مكانة قطر كقوة دبلوماسية ووسيط عادل لا يُمكن تجاوزه في ملفات الشرق الأوسط.

لقد أدركت إسرائيل أن المواجهة لم تعد مع غزة وحدها، بل مع ضميرٍ عالمي يقظ، وأن استمرار عدوانها سيعني عزلة دولية خانقة، وهنا بدأ التراجع… وبدأت لغة القوة تستبدل بلغة الطاولة والمفاوضات، ووضح ذلك من خلال قمة السلام التي عقدت بشرم الشيخ والتي شارك فيها أكثر من 30 قائدًا وممثلًا دولياً، مما يعكس دعماً عالمياً غير مسبوق للسلام في الشرق الأوسط، كما رحبت الوثيقة التي تم توقيعها بالعلاقات الودية بين إسرائيل وجيرانها، مما قد يفتح الباب أمام تطبيع أوسع.

حماس والقرار التاريخي

 اللافت أن حركة حماس، التي وُصفت طويلاً بأنها ترفض التسويات السياسية، أظهرت هذه المرة نضجاً استثنائياً في قراءتها للمشهد، فوافقت على بنود الاتفاق رغم ما تحمله من بعض الإجحاف في حق أهل غزة، إدراكاً منها أن السلام لا يولد بلا تضحيات، وقد شبّه كثير من المحللين موقف الحركة بموقف النبي ﷺ يوم الحديبية، حين قبل بصلحٍ بدا ظاهره الظلم، لكنه كان يحمل في جوهره فتحاً ونصراً مبيناً، فكما فتح الرسول ﷺ للحق طريقًا بالحكمة، فتحت حماس اليوم باباً للاعتراف الدولي بحق الفلسطينيين في أرضهم ووجودهم.

* بقبولها الجلوس وجهًا لوجه مع قادة حماس، فقد اعترفت إسرائيل ضمنياً بواقعٍ جديد وهو أن حماس ليست مجرد فصيل مقاوم، بل كيان سياسي له شرعية شعبية في غزة، وأن أي حلٍّ دائم لا يمكن أن يتم دونها، لقد كانت هذه اللحظة مفصلية، ليس فقط في ملف الحرب، بل في مستقبل المعادلة السياسية الفلسطينية برمّتها.

غزة دفعت الثمن الأغلى، سبعون ألف شهيد — أكثرهم من الأطفال والنساء — ليبقى دمهم شاهدًا على الظلم، وعنوانًا لانتصارٍ لم يُكتب بالحبر بل بالدم الطاهر، وفي هذه اللحظات لم يفت المؤمنين أن يتأملوا حديث النبي ﷺ عن عسقلان حين قال: “يُقدَّم منكم سبعون ألفًا، فينتصرون على عدوّهم»، فكأن القدر شاء أن تمتد هذه الحرب لعامين كاملين لتصدق النبوءة، وتثبت أن النصر لا يقاس بالمدافع والصواريخ، بل بثبات الإيمان وعدالة القضية.

*كسرة أخيرة*

لقد خرجت غزة من الحرب مدمَّرة البنيان، لكنها منتصِرة المعنى. وخرجت إسرائيل مثخنة الجراح سياسياً وأخلاقياً، بعد أن أُجبرت على توقيع اتفاقٍ لم تكن تريده، أما قطر، فقد برزت كصوت الحكمة والاتزان، وأثبتت للعالم أن الدبلوماسية حين تتسلح بالإنسانية، تستطيع أن توقف حتى أعتى الحروب، ومن بين الركام، ارتفع نداءُ السلام من غزة إلى العالم: كفى دماءً… فها هي الحقيقة تنتصر، والعدل يبدأ من هنا.

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

165

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

231

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

141

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية