رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

خولة البوعينين


[email protected]
@Khawlalbu3inain

مساحة إعلانية

مقالات

366

خولة البوعينين

الاجتباء الحصيف

14 أكتوبر 2025 , 05:10ص

لبعض الاختيارات ثمنُها الباهظ الذي يجب أن يُدفَع، وتكلفتُها الغالية التي لا بدّ أن تُسدّد، إذ لا يمضي الإنسان في طريقٍ دون أن يؤدّي ضريبته، إمّا وقتًا، أو جهدًا، أو تضحية ما. 

فالتأجيل - وإن بدا راحةً مؤقتة - كثيرًا ما يكون قيداً خفياً يلتفّ حول الإرادة حتى يخمدها، فيُغري النفس بالسكينة الزائفة بينما يسرق منها زمنها الأجمل، وفرصها الأثمن !

وما اختيار المرء للتأجيل، وانتقاؤه للإرجاء هروباً أو تكاسلاً أو طولَ أملٍ أو تخبطاً وضياعاً، إلا عقبةٌ تجرّه إلى ما لا يُحمد عقباه. فكم من حلمٍ ذبل لأنه انتُظر طويلاً، وكم من فرصةٍ تلاشت لأننا لم نحسم أمرنا في لحظتها المناسبة. وهنا يظهر الفرق بين من يتقدّم بخطوةٍ واثقة، ومن يظلّ يُقلّب القرار بين كفيه حتى تبرد حرارته وتتفلت منه اللحظة في الشتات ! 

 فالحسم اجتباءُ الحصيف، والحزم انتخابُ الأريب، الذي يعي جيداً أن التبصّر في أمور الحياة لا يعني التردّد، بل وضوح البصيرة، وأن الحكمة ليست بطول التفكير، بل بصفاء النيّة ودقة التقدير. فالحكيم لا يهرب من القرار، ولا يفر من المواجهة، إنما يُمهل نفسه فسحة حتى تنضج رؤيته، ثم يُقدِم بثقةٍ بلا وجلٍ أو خور.

ومن يدرك هذه الحقيقة، يعلم أن اللحظة قد تكون أثمن من العام، وأن الخطوة الحاسمة - مهما كانت صغيرة - أصدق أثراً من آلاف الأمنيات المؤجلّة. فكل تأجيلٍ يخلق فراغاً جديداً، وكل ترددٍ يُهدر فرصة ربما لا تتكرر. وهكذا تتسع ضريبة التأجيل كلما اتسعت المسافة بين ما نعلم أنه صواب، وبين ما نجرؤ على فعله.

ومن هنا، فإن تقليل الخسائر وضبط الغرامات التي تتحصّل من التميّع في الانتقاء وتأجيل البتّ في القرارات وتضييع الوقت النفيس في التردّد، لا يتحقق إلا بالوعي بقيمة اللحظة. فكما يُقال: ما إن تدرك أنك تستقل القطار الخطأ، فاهبط في أول محطة، فتكلفة العودة ستزيد كلما زادت المسافة !

غير أن الأولى من كل ذلك، أن يُدرك الإنسان أنّ الحسم ليس عنفاً قاطعاً، ولا تعاطيا غاضبا مع الأيام، إنما هو احترامٌ للحياة في قيمتها، وأن يدرك أن القرار ليس تحدياً، أو عقبة تصده، إنما وضوح، ووعي صادق مع الذات.

 فأن تختار يعني أن تحيا، وأن تُقرر هو أن تتصالح مع قدرك وتستعيد زمام أمرك من الفوضى، أما المماطلة، فهي تسليمٌ بطيء لمصيرٍ لم تُشارك في رسمه، ولا حتى في معرفة وجهته ! 

* لحظة إدراك: 

الحزم هو بصيرةٌ فاعلة نقية تُمهل ولا تُهمل، وتُقدِم ولا تتراجع ! وهي انتقاء دال على الحصافة، ومؤشر يعين على السداد.

والقرار الصادق - مهما كان موجعًا - أخفّ وطأةً من التردّد، فليست المماطلة سوى استسلامٌ صامتٌ لمصيرٍ لم تختره، وانهزامٌ يدفعك قسراً للسير في دروب لا تلائمك ! 

اقرأ المزيد

alsharq فن التعامل مع العميل الغاضب

في بيئة العمل، نلتقي يومياً بأشخاص يختلفون عنا في أنماطهم وسلوكياتهم وتوقعاتهم. منهم من يمر مرور النسيم؛ هادئاً،... اقرأ المزيد

135

| 17 أكتوبر 2025

alsharq تحقيق الثروة الاقتصادية عن طريق الموارد البشرية

الرضا الوظيفي له دور كبير فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة وقد يعتقد الكثير من الهيكل الوظيفي المسئول... اقرأ المزيد

177

| 17 أكتوبر 2025

alsharq الجدالات التي تسرق أعمارنا

منذ عشر سنوات، كنت أدخل النقاشات كما يدخل أحدهم في معركة مصيرية. جلسة عائلية تبدأ بسؤال عابر عن... اقرأ المزيد

117

| 17 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية