رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

فيصل الحنزاب

 مساعد باحث في معهد دول الخليج العربية 
في واشنطن دي سي


[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

273

فيصل الحنزاب

العدوان على الدوحة: استهداف للسيادة واختبار للنظام الدولي

12 سبتمبر 2025 , 12:15ص

الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة لم يكن مجرد عملية عسكرية ضد طرف خارجي، بل كان اعتداء مباشرًا على سيادة دولة ذات دور مركزي في المنطقة. أرى أن ما حدث يشكل نقطة تحول مهمة في النقاش حول القانون الدولي، ومكانة المؤسسات متعددة الأطراف، ومستقبل الأمن في الخليج.

لطالما عُرفت قطر بدورها كوسيط في النزاعات المعقدة، من أفغانستان إلى غزة. وقد بنت لنفسها سمعة عالمية كدولة صغيرة الحجم كبيرة التأثير، تعتمد على الدبلوماسية وتوظيف مواردها السياسية والإعلامية لتعزيز الحوار وحل النزاعات. بل إن الدوحة يفترض أنها في قلب المظلة الأمنية الأمريكية. ومع ذلك، وجدت نفسها هدفًا لضربة عسكرية مباغته، وهو ما يثير تساؤلات جوهرية حول مصداقية الضمانات الأمنية الدولية.

يمكن قراءة هذا الحدث في ثلاثة مستويات. أولًا: على صعيد القانون الدولي، يمثل الهجوم انتهاكًا صارخًا لمبدأ سيادة الدول، وهو المبدأ الذي يشكل حجر الزاوية للنظام الدولي منذ تأسيس الأمم المتحدة. ثانيًا: على صعيد الأمن الإقليمي، يكشف الهجوم هشاشة التوازن القائم، ويؤكد أن حتى الدول المنخرطة بعمق في الدبلوماسية ليست بمنأى عن الاستهداف. وثالثًا: على صعيد التحالفات، فإن استهداف قطر رغم كونها حليفًا إستراتيجيًا للولايات المتحدة يضع واشنطن في موقف حرج، إذ يبدو أنها عاجزة عن حماية أقرب شركائها.

ما يجعل الاعتداء أكثر خطورة أنه وقع في لحظة كانت فيها قطر تلعب دور الوسيط النشط بين أطراف الصراع، وهو ما يبعث برسالة سلبية مفادها أن جهود الوساطة قد لا تكون درعًا يحمي من العنف. هذا درس واقعي يعكس الفجوة بين المبادئ النظرية التي نتعلمها في قاعات الدراسة وبين الواقع العملي الذي تحكمه القوة أكثر من القانون.

المطلوب اليوم لا يقتصر على بيانات إدانة أو اجتماعات طارئة في مجلس الأمن. بل يتطلب خطوات عملية لإعادة الاعتبار لمفهوم السيادة، وتعزيز مصداقية التحالفات، وضمان أن دور قطر كوسيط محايد يحظى بالحماية لا بالهجوم. فالدبلوماسية يجب أن تُصان، لأنها الأداة الأنجح لتحقيق الاستقرار.

إن العدوان على الدوحة لم يكن استهدافًا لمدينة فقط، بل كان استهدافًا لمنظومة قيم ومبادئ يُفترض أنها تحكم العلاقات الدولية. وإذا لم يُواجه هذا الاعتداء بموقف واضح يعيد ضبط القواعد، فإن الرسالة التي ستصل إلى المنطقة والعالم أخطر بكثير: لا حصانة للدبلوماسية، ولا حماية للوساطة.

 

اقرأ المزيد

alsharq هل الاعترافات كافية؟ مقاربة نقدية لأفق الدولة الفلسطينية

في السياسة، لا تكفي النيات الطيبة، ولا حتى الاعترافات المتأخرة، حين لا تُترجم إلى التزام ميداني أو محاسبة... اقرأ المزيد

54

| 15 سبتمبر 2025

alsharq الحاجة إلى نظام أمني جديد في الشرق الأوسط

لم يعرف الشرق الأوسط الاستقرار منذ مائة عام، فقد كان مسرحًا لمقاومة الاستعمار وحركات الاستقلال، وللانقلابات العسكرية، والحروب... اقرأ المزيد

78

| 15 سبتمبر 2025

alsharq أصدقاء ولكن..

على مستوى البشر والدول قد لا يوجد صديق بما تحمله هذه الكلمة من معنى صديق صدوق موثوق به... اقرأ المزيد

75

| 15 سبتمبر 2025

مساحة إعلانية