رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

داهم القحطاني

داهم القحطاني

مساحة إعلانية

مقالات

201

داهم القحطاني

الصواريخ لن تهزم «كعبة المضيوم»

12 سبتمبر 2025 , 12:07ص

تواصلت مع كثير من الزملاء والزميلات والأصدقاء من القطريين والعرب وغيرهم في قطر الحبيبة للاطمئنان عليهم وعلى أسرهم بعد العدوان الصهيوني الغادر.

الحمدلله المعنويات كانت عالية، وهناك وعي كبير لما تم من قبل عدو همجي، وأن التضحية التي قدمتها قطر وشعبها من أجل نشر السلام، وإغاثة ضحايا الحروب والمآسي أمر يستحق التضحية.

كما لمست رغبة قوية في أن يكون هذا العدوان فعلا معزولا لا يغير مطلقا من كون هذه الأرض المباركة دار أمن وأمان ورخاء، و»كعبة المضيوم» تنشر الخير والسلام والحكمة والرخاء داخل وخارج أرضها.

كما وجدت تفهما عميقا للسياسات كافة التي اتبعتها الحكومات القطرية المتعاقبة في عهد الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني باني قطر الحديثة، وفي عهد صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، ولا يغير من ذلك تعرض قطر لهذا العدوان الغادر فهو حدث معزول عن سياق النجاحات المتعددة التي حققتها الدولة القطرية الحديثة رغم كل العوائق والآلام.

قطر الحديثة ليست مجرد منصات لتصدير الغاز والنفط، وليست مشاريع متسارعة تسعى لإنشاء الكتل الخرسانية، فهذه الدولة الضاربة في عمق التاريخ، والتي عبرت كل المخاطر والحروب منذ تأسيسها على يد المؤسس الشيخ جاسم بن محمد آل ثاني عام 1876 كانت بالفعل مشروعا حضاريا وإنسانيا انطلق من جذور راسخة، وتزامن فيه التقدم التقني والاقتصادي مع الحضارة والفكر والعمق الإنساني فكان هذا التمازج الفريد من نوعه.

الاعتداء الصهيوني لم يكن موجها ضد فكرة معينة أو حدث معين بل كان في مضمونه غيرة من قطر النموذج المتقدم والمتميز والمتحضر في مجالات عدة ومن أهمها الطاقة، والطيران، والإعلام، والسياحة المتنامية، والتأثير الحضاري المتمسك بالجذور العربية والإسلامية.

 عشت في دولة قطر نحو ثلاث سنين بشكل متقطع خلال جائحة كورونا، وقبل وبعد تحضيرات كأس العالم، وشاهدت بنفسي كيف يتطور مشروع الدولة القطرية بشكل سريع ومتوازن، ومن دون أن يتعرض لهزات اجتماعية كبيرة كما حصل في دول عدة، والسبب في رأيي أن القطريين لم يستوردوا مشروعهم الحضاري بأفكاره ومبادئه وأهدافه ووسائله من الخارج، بل كان مشروعا قطريا عربيا إسلاميا خالصا تناغم مع البعد الإنساني فكانت هذه القاعدة الصلبة التي بُني عليها كل شيء آخر.

كمواطن خليجي عشت حقبة النهضة الحديثة، والطفرة النفطية أفخر بدولة قطر وشعبها المتحضر كما فخرت وما زلت أفخر ببلدي العظيم الكويت الذي كان له قصب السبق في هذا التطور الحضاري والاقتصادي والإنساني.

بارك الله في خليجنا العربي وشعوبه وحكوماته ودوله، وحمانا جميعا من كل الأخطار، وجعلنا دوما بيارق أمل ترشد كل يائس، وأيادي تبني ولا تكل، وصدرا حنونا لكل مكلوم، وإرادة صلبة تتكسر عليها كل أوهام قد تظن أن هذا الخليج العربي الراسخ في الثبات والقدم سيكون لقمة سائغة لكل جاهل لا يدرك أنه خليج التبر، والصبر، وأنه الصحراء التي تبتلع برمالها كل طامع.

 

مساحة إعلانية