رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

330

منى الجهني

انتهاك السيادة القطرية.. اغتيال للوساطة

10 سبتمبر 2025 , 02:47ص

في انتهاك سافر للسيادة القطرية والذي تعرضت له الدوحة يوم أمس. الهجوم الجوي الإسرائيلي على قطر، والذي استهدف مقر إقامة أعضاء حركة حماس في الدوحة. هذا العدوان المباشر الذي تتجاوز إسرائيل فيه كل الخطوط الحمراء، وتخرق فيه القانون الدولي. 

وقد أثار هذا الهجوم استياءً قطريا واسعا رسميا وشعبيا، وإدانة دولية لإسرائيل، حيث اعتُبر انتهاكًا مباشرًا وعدوانا على دولة ذات سيادة.

العدوان على الدوحة يستهدف الوسيط القطري والحليف لأمريكا، وهي التي تسعى لإنهاء الحرب وإيجاد تسوية إنسانية وسياسية عادلة. فالقانون الدولي يحظر استهداف المقرات المدنية والسياسية، ويُلزم احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها.

من جانب آخر يرى الكثير من المحللين السياسيين ان هذه الضربة الإسرائيلية التصعيدية لا تعتبر كعمل عسكري فحسب، بل هي من جانب سياسي تظهر بشكل واضح عجز إسرائيل الميداني، وقتل المفاوضات الجارية بوساطة قطرية لإنجاز صفقة تبادل ووقف إطلاق النار في غزة. وقد تكرر تعطيل المفاوضات لتبادل الأسرى من قبل بنيامين نتنياهو. وعائلات الأسرى الإسرائيلية على علم بذلك انه دائما يسعى لإفشال العمليات وتعقيد الأزمة. 

من ناحية أخرى يريد بنيامين نتنياهو فرض قواعد جديدة بدون رادع أخلاقي ولا سياسي ولا قانوني. 

ومنذ سنوات، لعبت قطر دورًا محوريًا في ملفات الوساطة، واستضافت على أراضيها العديد من جولات التفاوض بين حماس وإسرائيل، بتنسيق دولي وخاصة مع الولايات المتحدة. غير أن ما جرى مؤخرًا يكشف عن تناقض عجيب: فبعدما اقترحت واشنطن استضافة جولة جديدة من المفاوضات في الدوحة، جاءت إسرائيل لتقصف مكان الاجتماع وأعضاء الوفد، في عملية اعتُبرت منسّقة ضمنيًا مع الإدارة الأمريكية. 

إن قصف الدوحة ليس مجرد عمل عسكري، بل هو عدوان سافر على دولة ذات سيادة، وتجاوز للخطوط الحمراء كافة. الاعتداء على قطر يمثّل انتهاكًا لهذه المبادئ، ما استدعى إدانات عربية ودولية واسعة، عبّرت عن رفضها لاستخدام أراضي وسيادة الدول كساحة لتصفية الحسابات

هل حان الوقت للتوقف عن المزيد من الدماء؟ أليس من حقنا، نحن الذين نحتمي بالله ثم بعلم قطر أن نعيش بأمان في بيوتنا دون تربص من طائرات الغدر من بعيد؟

نعم أنا مواطنة قطرية، قد أرتجف اليوم خوفا على بيتي وأهلي ووطني، ولكنني أعلم أن هذا الخوف سيتحول غدا الى قوة، وأننا سنغدو في تكاتف وتماسك مستمر مع قيادتنا. فالوطن الذي علمنا أن نمد أيدينا بالخير الى الغير، لن يعجز عن مواصلة رسالته كما فعل دائما.

ولعلي أختم بما يردده قلبي الآن: ان الاعتداء على سماء قطر اليوم لم يصب قطر فقط، بل أصاب قيم العدالة والإنسانية التي يفترض ان يحميها العالم بأسره. ومادامت كل القيم حية فينا، فلن ننهزم، وسيبقى وطني مهما اشتد الظلام، منارة تذكر الاخرين بان العدل لا يموت وان الحق لا يقصف. العدوان على الدوحة لم يكن مجرد استهداف لمكان أو أشخاص، بل كان محاولة لطمس مسار تفاوضي كامل. اللهم احفظ قطر وأميرها وشعبها وأرضها وسماءها، وأدم على بلادنا الأمن، والأمان والرخاء والعزة... كل هذا وبيني وبينكم

مساحة إعلانية