رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

صالحة أحمد

مساحة إعلانية

مقالات

306

صالحة أحمد

«الإعلام والصورة الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة.. بصمة لابد منها»

09 سبتمبر 2025 , 01:42ص

يتميز الإعلام ببصمته الإيجابية وبقدرته العالية على التأثير، ولعل ذاك التميز هو ما يضعه في الصفوف الأولى وتحديدا حين يتعلق الأمر بتوجيه المجتمع نحو المسارات الصحيحة الواجب سلكها، خاصة وأن كل قضية تُطرح في الساحة ولا تجمع ما يكفي من الأصوات الداعمة (فعلا) تحصد ما يفوق المتوفر منها بمجرد أن يتدخل الإعلام ويثبت حجته، ولأن إعلامنا يحمل على عاتقه هذه المهمة، فلا شك أن تحقيق غاياته هو الواجب الذي لن نتخاذل عن تأديته أبدا. 

منذ أسبوع مضى تشرفت بحضور ورشة «الإعلام والصورة الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة»، التي أطلقها مركز الشفلح للأشخاص ذوي الإعاقة بالشراكة مع المؤسسة القطرية للإعلام والقطري للصحافة، والتي حرصت على تعزيز المفاهيم الإيجابية حول الأشخاص ذوي الإعاقة في الخطاب الإعلامي، وتصحيح المصطلحات والمفاهيم المغلوطة المتداولة في وسائل الإعلام وتمكين الإعلاميين من إنتاج محتوى يعكس قدرات الأشخاص ذوي الإعاقة وإنجازاتهم، وهو ما تم وسط حضور لافت جمعني ببعض زملاء المهنة ممن سبق لي وأن تقاسمت معهم العديد من التجارب الإنسانية، التي انصبت في قالب واحد يخدم المجتمع، وبما أن هدف هذه الورشة يسعى إلى تقديم ذاك القالب فلا شك أن تلبيتنا لتلك الدعوة إضافة لنا بقدر ما هي إضافة لهذا الحدث. لن يختلف أي منا على حقيقة أن الإعلام يتمتع بدور كبير فيما يتعلق بتناول مختلف قضايا المجتمع وتسليط الضوء عليها، وهو لا يكون بهدف التغطية الإعلامية التي لا تتجاوز حدود الخبر، ولكن بهدف تلبية نداء المسؤولية الاجتماعية، التي تُحتم على المجتمع الالتزام بما عليه من واجبات؛ لضمان تسليم الحقوق لأصحابها، وبما أن الحديث عن فئة ذوي الإعاقة فلا شك أنه يلامس الأصل لا الفرع، ودورنا يقوم على أساس بذل كامل الأسباب؛ وتوفير كافة السبل؛ لتعزيز الوعي وترسيخ قيم الدمج والمساواة وما يقابله من تصحيح للمفاهيم الخاطئة المرتبطة بهذه الفئة وتعزيز ثقافة الدمج والتقبل. إن تلبيتنا للدعوة ومشاركتنا في هذه الورشة كانت من باب التعرف على أبرز المفاهيم والتحديات التي تم استعراضها من خلال الأوراق العلمية والتطبيقية، إضافة إلى الاستراتيجيات العملية والخطوات الواضحة، التي ساهمت بتعزيز الصورة الإيجابية، وتأكيد ثقافة الدمج والتقبل. 

لقد كانت ورشة «الإعلام والصورة الإيجابية للأشخاص ذوي الإعاقة» دعوة صريحة وُجهت لكل صانع محتوى؛ كي تحثه على تبني هذه الفئة، وضمها لسلة محتوياته وسلسلة موضوعاته المُفضلة، والتي تتلون بفكره وتوجهه في الحياة، وهو ما لا يهم بتاتا بقدر ما يهمنا أن يتناول هذه الفئة، ويخصها بشيء من أعماله، القادرة على نشر ثقافة الحقوق وتعزيز مفاهيم التقبل، الدمج، والتكافؤ؛ لبناء مجتمع يتمتع بالإنصاف والعدالة.  حقيقة فإن كل ما تم تناوله وتداوله في تلك القاعة قد أثار إعجابي، وأيقظ بداخلي رغبة عارمة حفزتني على التفكير بطرق جديدة يمكننا من خلالها خدمة هذه الفئة؛ لمنحها حياة كريمة تُسندها وتستند إليها، (حياة) تسمح لها بتحقيق كل المطالب التي تطمح للحصول عليها رغم أنف العراقيل والتحديات التي تقف لها بالمرصاد أحيانا؛ كي تحرمها من تحقيق ما تريد، ولكنها وبإذن الله لن تتمكن من ذلك طالما أننا نعمل سويا على تحقيق ذات الهدف.

بِنِيّةٍ صَالِحة أقولها لكم

الأمل يحثنا على العمل، وما سنقوم بعمله اليوم سنحصده غدا بإذن الله تعالى.

مساحة إعلانية