رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

جابر محمد المري

مساحة إعلانية

مقالات

291

جابر محمد المري

يريدون أن يغيّروا قناعات الأحرار بأموالهم !

07 أكتوبر 2025 , 02:05ص

لا ريب أن لمواقع التواصل الاجتماعي الفضل الكبير في كشف وفضح كيان الاحتلال الصهيوني أمام العالم منذ حربه البربرية المجرمة وجرائم الإبادة التي اقترفها في غزة منذ عامين وحتى ساعتنا هذه، وهي التي كانت تُوظّف كل علاقاتها وأموال داعميها منذ عقود طويلة لخلق رواية الدولة التي تعيش ضحية إرهاب الفلسطينيين والعرب لتأتي حربها ضد غزة وتنسف كل ما بنته من أساطير وروايات كاذبة تدعي فيها مدنيتها وديمقراطيتها وبأنها حمامة سلام تعيش وسط عقبان ونسور ومتوحشة !!

لم يسبق لإسرائيل منذ احتلالها لفلسطين وإعلانها قيام دولتها عام 1948 أن عاشت في عزلة حقيقية كما هو حالها بعد جرائمها في غزة، ولعل اعتراف دول بحجم بريطانيا وأستراليا وكندا والبرتغال بدولة فلسطين لهو أكبر دليل على مدى العزلة التي تعيشها إسرائيل واضمحلال نفوذها وقوتها وانهيار سمعتها لاسيما في القارة الأوروبية التي شاهدنا الملايين من شعوبها يتعاطفون مع غزة المكلومة ويخرجون في مظاهرات منددة بالجرائم الصهيونية في غزة !

ومن الواضح بأن هذه الأحداث فرضت نفسها على أجندة رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أثناء تواجده في نيويورك واجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي اختتمت قبل أيام وشكّلت صفعة لنظام نتنياهو بعد ردود الأفعال الدولية حول الأحداث في غزة واستنكارها للجرائم الإسرائيلية، حتى باتت الدورة الثمانون من اجتماع مجلس الأمن وكأنها عُقدت من أجل غزة والتضامن والتعاطف معها، وهو الأمر الذي دعا نتنياهو إلى الاجتماع مع مؤثرين أمريكيين وحثهم على استخدام منصتي «تيك توك» و «إكس» بوصفهما «سلاحاً» لتلميع صورة إسرائيل أمام العالم.

يعي نتنياهو جيداً بأن هاتين المنصتين تستحوذ عليهما أمريكا ولاسيما بعد أن تمكنت من الاستحواذ على «تيك توك» وتمكنها من الوصول إلى ملايين الأمريكيين الذين تغيرت نظرتهم كلياً عن إسرائيل عما كانت عليه قبل السابع من أكتوبر 2023، وباتوا غالبيتهم يدركون بأن المُعادي هو إسرائيل والمعتدى عليه هو الشعب الفلسطيني.

وهو ما ركّز عليه نتنياهو بأهمية استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وشبهها بـ «أدوات المعركة» في دعم موقف إسرائيل لتنتصر في حربها على غزة، ولا سيما بعد أن كشفت الكثير من استطلاعات الرأي تعاطفهم مع الفلسطينيين وتنديدهم بالجرائم الإسرائيلية، كما كشف موقع نيويورك بوست الشهر الماضي دراسة تؤكد أن أكثر من 60 % من جيل زد في الولايات المتحدة يُعبّرون عن دعمهم لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) ضد إسرائيل.

 الأمر الخطير في صفقة التيك توك أن من اشتراها هما الملياردير لاري إليسون مالك شركة أوراكل وقطب الإعلام الملياردير روبرت مردوخ، وكلاهما داعمان رئيسيان لإسرائيل وصهيونيان حتى النخاع، وما يسعيان له الآن هو التحكم في بيانات ومعلومات مستخدمي «تيك توك» والتأثير عليهم من أجل تحسين صورة إسرائيل وداعميها والتضليل على كل ما يخالفها، يعني بكل لغات العالم ما لم يتمكنوا من تغييره بدس السم في العسل يريدون أن يُغيّروه بأموالهم !!

ومن هنا يأتي دورنا كعرب ومسلمين وأحرار العالم بأن نقف أمام محاولاتهم الخبيثة لتغيير الواقع المرير الذي يحدث في غزة وفي كل فلسطين وجعل إسرائيل ضحية والفلسطينيين إرهابيين وقتلة وإعادة الحال إلى ما هو عليه قبل السابع من أكتوبر واستمرار تزييف الحقائق والكذب بشأن ما يحدث في الأراضي المحتلة من قتل وتدمير وتجويع وتهجير، لذا وجب علينا أن نواجههم ونرد على كذبهم ولا نترك الساحة لهم حتى يغسلوا أدمغة الناس كما فعلوها معهم طوال العقود الماضية !

مساحة إعلانية