رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

ابتسام آل سعد

@Ebtesam777 

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

231

ابتسام آل سعد

خطة ترامب.. أسئلة تنتظر أجوبة

02 أكتوبر 2025 , 04:52ص

اعذروني ولكني أبدو متخوفة جدا من خطة ترامب بشأن غزة حتى وإن مالت الدول العربية ودول العالم ككل إلى جانب هذه الخطة...

هل ستكون تكرارا لخطة الولايات المتحدة الأمريكية بالعراق حينما أسقطت الرئيس السابق والراحل صدام حسين عن سدة الحكم آنذاك وعينت بول بريمر حاكما مدنيا على البلاد لحين تولي العراقيين مسؤولية انتخاب رئيس جديد للعراق؟ 

 واليوم يفعل ترامب ما فعله جورج بوش الابن سابقا بعد توارد أخبار تولي بلير مسؤولية الحاكم القادم على أنقاض قطاع مدمر بالكامل مثل قطاع غزة التي لا تزال تحت هيمنة وحقد وإرهاب القوات الإسرائيلية الهمجية والتي لم تترك طفلا ولا رضيعا ولا شبلا ولا شابا ولا رجلا ولا شيخا ولا امرأة وفتاة وعجوزا إلا امتدت أيادي الغدر الإسرائيلية لهم إما قتلا أو إصابة أو اعتقالا أو ملاحقة أو تنكيلا أو إخفاءً قسريا فكيف يمكن أن يكون شكل الخطة (الترامبية) التي قدم الوسطاء القطريون والمصريون نسخة منها إلى حماس منذ يومين للرد عليها في توقع القبول حيث هدد ترامب إن رُفضت خطته بأنه لن يكون مسؤولا عما يمكن أن يتضاعف في القطاع من عمليات عسكرية إسرائيلية ستكون أبشع مما عاشه أهل القطاع الذين فقدوا الأمل في نصرة الدول العربية والعالم لهم ولم يبق لهم سوى الله ليتمسكوا بتلابيب الدعاء لهم ليغير القضاء الذي يفوق استطاعتهم وباتت مقدرتهم لتحمله تتضاءل أمام ثقل هذه الجرائم اللاإنسانية التي تفجرت صورها المريرة على مرأى من العالم كله منذ أكثر من سنتين وهذا العالم بقياداته وحكوماته ووزرائه وبرلماناته وشعوبه وإعلامه لم يستطع أن يوقف آلة القتل الإسرائيلية التي تبدو مستمتعة بإراقة كل هذه الدماء البريئة التي بتنا نغض الطرف عن رؤيتها لكي لا نعود نتألم ونوقظ ضمائرنا الميتة ونحن على يقين بأن ألمنا هذا لا يعد شيئا أمام آلام أهل غزة وحياتهم التي تفضي كل يوم إلى الموت المحقق ولكن مع هذا نبدو مستعدين لخطة ترامب التي لا نعلم شيئا عنها ولا عن حيثياتها ولا أبعادها وما يمكن أن تؤثر به على أهل القطاع الذي يبدو أنهم سقطوا كما سقطت السلطة الفلسطينية التي رغم تنازلات رئيسها محمود عباس المتكررة في الاعتراف المتواصل بـ (الدولة الإسرائيلية) وحق إسرائيل في العيش جنيا إلى جنب مع (الدولة الفلسطينية) التي يصر نتنياهو على عدم القبول بها أو حتى الاعتراف بها لا على الورق أو حتى شفهيا على عكس ما يبدو عليه عباس وهذا ما صرح به نتنياهو وهو جالس على جانب ترامب الذي يروج لخطته التي قال رئيس الوزراء الإسرائيلي إنه قد وضع لمساته المؤثرة بها فكيف يمكن أن نتخيل هذه الخطة بعد ذلك؟!

العالم يقول لننتظر خطة ترامب وكيف يمكن أن يتنفس أهل غزة أكسجين الحياة بشكل دائم هذه المرة ولكننا أمام إنكار تل أبيب لمفهوم الدولة الفلسطينية التي اعترفت بها دول غربية كبرى مثل أسبانيا وإيطاليا اللتين تواصلان حتى الآن السباحة ضد تيار أوروبا والدول التي تؤيد السياسة الإسرائيلية الوضيعة وأثار اعترافهما غضبا إسرائيليا واسعا حيث وصف ممثلون إسرائيليون بأن الحكومة الإسبانية الحالية عار على تاريخ حكومات إسبانيا المتتالية ومع هذا يقف عباس اليوم موقف المنبوذ من الحسابات الأمريكية والإسرائيلية بعد أن حاول مرارا رسم مستقبل غزة تحت قيادته التي لم تحمِ الضفة الغربية اليوم التي تتعرض لاعتداءات إسرائيلية متكررة تهدد تواجدها تحت مظلة السلطة نفسها فكيف بمستقبل غزة الضائع حتى الآن من أن يجد العرب ممرا لهم فيه أو حتى للفلسطينيين أنفسهم من داخل القطاع وهل يمكن أن تنأى حماس بنفسها عن هذا المستقبل؟ هي أسئلة كثيرة تنتظر الإجابة.

مساحة إعلانية