رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

سلوى حسين الباكر

مستشار ومدرب موارد بشرية

[email protected]

مساحة إعلانية

مقالات

756

سلوى حسين الباكر

تعلّم كيف تقول لا دون أن تفقد نفسك

02 أكتوبر 2025 , 02:26ص

كم مرة قلت «نعم» في العمل بينما في داخلك ألف سؤال وتردد؟ كم مرة وافقت على مهام إضافية أو التزمت بموعد مستحيل فقط كي لا يُقال عنك إنك سلبي أو غير متعاون؟ الحقيقة أن كثيرًا منا يظنون أن الموافقة المستمرة هي الطريق للحفاظ على صورة الموظف المثالي، بينما في الواقع هي أقصر طريق لفقدان التوازن وربما احترام النفس أيضًا.

 قول «لا» في بيئة العمل لا يعني بالضرورة أنك شخص صعب أو غير راغب في المساعدة. بل أحيانًا هو أسمى درجات الاحترافية. الموظف الواعي يدرك حدوده ويعرف كيف يحمي جودة عمله دون أن يغلق باب التعاون. تخيّل زميلًا يأتيك بطلب عاجل وأنت غارق في مهمة حرجة ستحدد مصير مشروع بأكمله. هل تعتقد أن قول «نعم» هنا هو الحل الأمثل؟ أم أن توضيح ارتباطاتك الحالية، وعرض توقيت لاحق، أفضل بكثير للجميع؟

 المسألة كلها في أسلوب الاعتذار: بدلًا من ردود حادة مثل «لا أستطيع» أو «هذا ليس من مهامي»، يمكن أن تقول بلطف: «أقدّر ثقتك بي، لكن لديَّ حاليًا أولويات ستتأثر إن أضفت عليها المزيد. دعنا نرتب الوقت المناسب سويًا، أو نرى أن كان زميل آخر يمكنه المساعدة الآن». هكذا تحافظ على مهنيتك، وتظهر حرصك على النتائج لا على التهرب.

كما أن إشراك الطرف الآخر في البحث عن حل بديل يخفف من وقع كلمة «لا»، ويحوّلها من رفض مباشر إلى تعاون إيجابي. فتكون قد وضعت حدودك بوضوح، وأعطيت رسالة أنك حريص على الفريق كله، لا فقط على راحتك الشخصية.

وأخيرًا، تذكر أن قول «لا» ليس جريمة ولا علامة ضعف التزام، بل خطوة ذكية لحفظ نفسك وجودة عملك وحتى تقدير الآخرين لك. الموظفون الذين يعرفون متى يعتذرون بلطف ويضعون حدودهم يُنظر إليهم باحترام أكبر، لأنهم يُقدّرون وقتهم وطاقتهم دون أن يفقدوا روح التعاون. هكذا تحفظ نفسك… وتحفظ تقديرهم لك في آن واحد.

مساحة إعلانية