رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

منى الجهني

[email protected] 

مساحة إعلانية

مقالات

150

منى الجهني

غزة.. والحلم خبزة

01 أكتوبر 2025 , 02:50ص

في مقابلة في إحدى القنوات الإخبارية ظهرت الأم الشابة التي تتحدث بألم وأسى عن الحالة التي وصلوا إليها من عدم توفر الغذاء في غزة. فطفلتها الصغيرة تطلب منها أن تخبئ قطعة الخبز الصغيرة إلى الغد لتجد شيئا تأكله. لقد أصبح نادرا لدرجة أن يُخبأ.

بالمقابل، في الحرب العالمية الثانية، وثّقت كتب التاريخ كيف كان الأطفال في الحرب العالمية الثانية يخبئون قطع الخبز في معسكرات الاعتقال النازية. فالصورة ذاتها تتكرر اليوم في غزة، ولكن بأعين تشاهد ومفتوحة للعالم.

«على هذه الأرض ما يستحق الحياة...» واليوم أطفال غزة لا يجدون الخبز وبالكاد الأم... فالطفولة في غزة مسروقة، وعالميا تعرف الطفولة بأنها مرادف البراءة والإنسانية، والدهشة. أما في غزة فقد أصبحت ذات مترادفات أخرى قاسية كالحرمان والألم والموت جوعا. كما أن الطفولة في غزة ليست دمى وكتبا ودفاتر وأقلاما ملوّنة، بل خيام في العراء وذكريات تحت الأنقاض. هناك تُسرق الطفولة جهارًا، ويموت الأطفال جوعاً والعالم يتفرّج. الطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع. 

إن ذلك كله بلا شك يعكس جرائم الحصار والتجويع، وشهادة على قسوة العالم كله الذي يشاهد ويسمع أحداث غزة من إبادة وتجويع وحصار ولا يحرك ساكنا. أيضا هي ازدواجية واضحة للعالم تجاه هذه الطفولة المسروقة.

 في غزة، لا يُقاس العمر بالسنوات، بل بعدد الغارات التي نجا منها الطفل. وانكتب له عمر آخر. طفولة مسروقة، متناثرة بين الركام، وتُختزل في قطعة خبز تُخبّأ خوفًا من الجوع. عدا ذلك غدت الطفولة في غزة صغارا ينتظرون الطعام في طوابير المساعدات الإغاثية. عائلة مكونة من خمسة أو ستة أطفال يتقاسمون خبزة واحدة، كان حلمهم لعبة اليوم صار الحلم قطعة خبزة.

فالطفولة التي خُلقت للعب والضحك والبراءة، تُختطف هناك تحت ركام البيوت، وفي طوابير الخبز، وبين صرخات النزوح والجوع.  فالنزوح ليس نجاة، ولا هو هروب من القصف، بل فقد أمان وبيت، بل هو عبور من موت سريع إلى موت أبطأ أكثر قسوة 

وكأن القصف والإبادة لا تكفي يأتي الجوع والتشريد بالإضافة إلى خذلان العالم وقسوة صمته.. سياسة ممنهجة ومساعدات شحيحة فالتقارير الدولية تشير إلى أن الحصار يمنع وصول الغذاء بشكل كافٍ وعمدا. أين ضمير العالم من هذا كله؟

وفي ظل تفاقم الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، فيما تؤكد الإحصاءات الميدانية أن سياسة التجويع باتت حقيقة يومية تفتك بالأطفال. فمنذ أشهر يرزح القطاع تحت حصار مشدد، يترافق مع قيود صارمة ومنع متعمد لوصول الغذاء والدواء، ما يجعل حياة آلاف المدنيين مهددة على نحو خطير. 

وبالرغم من التحذيرات المتكررة من المؤسسات الدولية والأممية، طوال أيام وشهور هذه الحرب، يظل التجويع أداة حرب ضد المدنيين الأبرياء في غزة. بالإضافة إلى ذلك فالأرقام الصادمة تؤكد أن الأطفال هم الضحية الأولى لسياسة ممنهجة، تقوم على حصار محكم ومنع وصول الغذاء والدواء منذ أشهر. هذه السياسة لا تكشف فقط عن أزمة إنسانية، بل عن عجز المجتمع الدولي عن فرض حماية حقيقية لأبسط الحقوق الإنسانية. 

المنظمات الدولية والحقوقية تصدر التقارير، ولكن الطفولة في غزة ما زالت تُغتال كل يوم. السؤال الجوهري: أليس من حق أطفال غزة أن يعيشوا كما يعيش أطفال العالم؟ أليس من حقهم أن يذهبوا إلى مدارسهم حاملين حقائبهم بدلا عن الأكفان؟!! كل هذا وبيني وبينكم...

اقرأ المزيد

alsharq القيادة الإدارية في ضوء السيرة النبوية

تعددت نماذج القيادة عبر الأزمان ولكن لسنا بحاجة للرجوع إلى النماذج الغربية للقيادة، فلدينا أعظم مرجع للقيادة يحتذى... اقرأ المزيد

153

| 03 أكتوبر 2025

alsharq استشهدوا وما زالت والدتهم تنتظر قدومهم

ليس واحدا أو اثنين أو ثلاثة، بل أربعة دفعة واحدة استشهدوا مع أبناء عمومتهم والجيران، قُصف المنزل على... اقرأ المزيد

99

| 03 أكتوبر 2025

alsharq الثراء اللغوي.. عودة تحمل الإبداع والتميز

في مشهد تربوي يؤكد حضور اللغة العربية كهوية وانتماء، دشّنت مدرسة الوكرة الإعدادية للبنات يوم الخميس 25 سبتمبر... اقرأ المزيد

165

| 03 أكتوبر 2025

مساحة إعلانية