رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

بدور المطيري

• كاتبة وصحفية كويتية

مساحة إعلانية

مقالات

294

بدور المطيري

الأخضر يوحد القلوب الخليجية

01 أكتوبر 2025 , 02:51ص

إذا كنت قد زرت الكويت أو قطر الاسبوع الماضي عليك ان تتأكد أين انت بالضبط ؟ وفي اي دولة تحديدا، فالشوارع والابراج والعمارات الشاهقة في كلتا العاصمتين تزينت بالاعلام الخضراء حتى يخيل عليك لوهلة انك في قلب المملكة العربية السعودية.

تلونت الشوارع باللون الاخضر احتفالا بالثالث والعشرين من سبتمبر، حيث يطل اليوم الوطني السعودي كأنه نافذة على ذاكرة الوطن وروحه، فلم يكن يوما للسعوديين وحدهم بل كل خليجي يشعر أن هذه الأرض بتاريخها وانجازاتها جزء من وجدانه، يتردد الصدى في الكويت وقطر كما يتردد في الرياض وجدة،كأن الخليج كله يحتفل تحت علم واحد وكأن الحدود تتحول الى جسور محبة.

بين السعودية والكويت حكاية ممتدة، حكاية اخوة لا تذبل ولا تنكسر، فأي كويتي لا ينسى كلمة الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله حين قال «اذا راحت الكويت راحت السعودية.. إما نبقى سوى أو نروح سوى»، وكانت تعبيرا يجسد عهد الدم والمصير المشترك،فالكويت تنظر الى شقيقتها الكبرى باعتبارها السند والعضد والسعودية ترى في الكويت امتداد الروح والدم.

وفي قطر، تتجسد الحقيقة الثابتة أن القلوب واحدة والبيت واحد،فقد عبر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بوضوح منذ فترة بقوله « سنكون مع قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من اجراءات بلا حد، ونسخر كافة امكانياتنا لذلك،لذلك لم تكن مجرد جملة سياسية بل وعدا صريحا أن أمن قطر من أمن السعودية وأن المصير مشترك.

فأي قطري لا يمكنه أن ينسى كيف كانت الجماهير السعودية تملأ مدرجات كأس العالم 2022 ويرسم المشهد بروحه وأهازيجه ليصبح أكبر من مباراة رياضية فلقد بدا وكأن الخليج يهتف باسم واحد ويحتفل بروح واحدة.

وما كان لهذا المشهد الخليجي أن يكتمل لولا حكماء المنطقة وقادتها،في السعودية،يظل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز هو الراعي لمسيرة وطنية شامخة،فيما يمضي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بخطى جريئة تفتح أبواب المستقبل وتحول الاحلام الى حقائق، وفي قطر يواصل سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني نهجا يجمع بين الطموح والانفتاح، مثبتا أن مكانة قطر في قلب الخليج راسخة لا تهتز، أما في الكويت فإن سمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الصباح يضيف بحكمته ورؤيته المتزنة بعدا اخر من الاستقرار والوفاء للبيت الخليجي الواحد.

في هذا اليوم يلمس الكويتي والقطري والخليجي أن السعودية لم تكن مجرد دولة شقيقة، بل رمز جامع لقوة الخليج وتماسكه، فالأبراج في الكويت وقطر مضاءة باللون الأخضر والاذاعات والبرامج التلفزيونية كلها احتفلت بهذا اليوم بعبارات التهنئة والمحبة والتقدير، وكأن الخليج بيت واحد، وأن عز السعودية عزنا ونهضتها نهضتنا.

الاحتفال باليوم الوطني السعودي ليس مجرد مناسبة وطنية، بل هو احتفال بالأخوة التي صمدت أمام الأزمات، وبالوحدة التي تتجدد في كل لقاء، وبالأمل الذي يربطنا بمصير مشترك. في الثالث والعشرين من سبتمبر، لا نحتفل فقط بتاريخ المملكة، بل نحتفل بحلم خليجي واحد، حلم يزداد قوة كلما ارتفع العلم الأخضر في سماء الجزيرة العربية، ويزداد رسوخًا كلما تشابكت الأيادي فوق أرض الخليج، كأنها تعاهد أبدي بأن المصير واحد، وأن الدم والمصير يجمعنا.

مساحة إعلانية