رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

170

عدوان سافر هدفه ترسيم المفاوضات بالنار..

قياديون فلسطينيون لـ "الشرق": الاحتلال أراد اغتيال التسوية السياسية ووساطة قطر

10 سبتمبر 2025 , 06:46ص
alsharq
الهجوم الإسرائيلي الجبان على مقرات سكنية لحركة حماس في الدوحة
❖ رام الله - محمـد الرنتيسي

احتراقٌ مبكر يستبق أي محاولة للحل، ومحاولة اغتيال إسرائيلية تحرق الأخضر واليابس بملف التسوية السياسية، وانتهاك لسيادة قطر، التي منذ الأيام الأولى للحرب الدامية على قطاع غزة، تفرد ذراعيها لكل الأطراف ذات العلاقة، وكانت في كامل حضورها السياسي ووهجها الإنساني، في مرحلة هي الأخطر في تاريخ الصراع الفلسطيني والعربي الإسرائيلي. هكذا بدا المشهد في الدوحة، مع سحب الدخان الأسود، التي لفت عاصمة الوفاق والاتفاق، مع زنّار نار امتد ليطال عاصمة عربية آمنة مطمئنة، ولم تدخر جهداً في سبيل طي صفحة الحرب، وليس أدل على ذلك، من أن الهدنة اليتيمة التي تحققت حتى الآن منذ بدء العدوان على غزة، أبرمت بجهود قطرية، وعلى أرض الدوحة.

وفي الوقت الذي انشدت العيون إلى عدوان الاحتلال على قطر، ومحاولة اغتيال قادة حركة حماس على أرضها، عبّر قياديون فلسطينيون عن مخاوفهم من مساع إسرائيلية لإشعال منطقة الشرق الأوسط بالكامل، وقتل كل محاولة لحل سياسي، وسط تقديرات بأن تؤثر هذه العملية الجبانة على مفاوضات التهدئة، التي باتت مرشحة لفصول من الأخذ والرد فوق الجمر.

فقد أكد نائب الرئيس الفلسطيني حسين الشيخ، أن الاعتداء الإسرائيلي الآثم على الدوحة، يشكل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي وسيادة دولة قطر، ويهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، معرباً عن بالغ تقديره لمواقف دولة قطر الثابتة والداعمة للقضية الفلسطينية. بينما اعتبر المتحدث باسم حركة فتح في قطاع غزة منذر الحايك، محاولة اغتيال الفريق المفاوض بحركة حماس، بينما كان يناقش الرد على المقترح الأمريكي، لتسوية سياسية توقف حرب الإبادة على غزة، بأنه قتل لكل محاولة للحل السياسي، وإشعال المنطقة برمتها، مضيفاً: «كنا ننتظر الردود الايجابية على مقترح الرئيس ترامب، لكن الرد كان مختلفاً إسرائيلياً، من خلال هذا العدوان الغاشم.

«ما جرى شريط مرعب من استهدافات هي الأعتى في ذروة الحرب ومحاولة وقفها» هكذا علّق القيادي الفلسطيني مصطفى البرغوثي، مشدداً على أن كيان الاحتلال يسعى لقتل أي محاولة تسبق الحل السياسي، وعليه، فالعدوان الإسرائيلي ظهر كمن يقفل الباب أمام كل الجهود السياسية التي تقودها قطر منذ بدء الحرب الدامية على غزة قبل عامين.

وأضاف البرغوثي: «بينما كانت الدوحة منهمكة في معركتها الدبلوماسية مع هذا الكيان، تنقل إسرائيل فظائعها وجرائمها إلى الدوحة، بمحاولة اغتيال قيادات حركة حماس على أرضها، ما يترك بين السطور حمّالة أوجه، لعدوانها هذا، الذي يستهدف ليس فقط قيادات حركة حماس، وإنما اغتيال مفاوضات التهدئة، كي تواصل حربها وإجرامها في غزة والقدس والضفة الغربية».

وفيما كانت شاشات الفضائيات لا تتسع لمشاهد سحب الدخان المنبعثة من الدوحة، ولا لعواجل الأخبار المتوالية حول محاولة الاغتيال الجبانة لـ»وفد مفاوض» يبحث التسوية السياسية مع الكيان المعتدي، استغربت أوساط سياسية، محاولة كيان الاحتلال الغاء الوساطة القطرية بمفاوضات التهدئة، إدراكاً منه بأن لا تسوية لحرب غزة دون قطر.

ومن قلب غبار سجالات «الربح والخسارة» في هذا الاعتداء الغاشم، وما إن كانت محاولة الاغتيال قد نجحت أم باءت بالفشل، فإن هذا لا يعفي كيان الاحتلال من جريمته، التي يستنبط منها مراقبون، محاولة لقتل أجواء التفاؤل التي أشيعت أخيراً، حول قرب التوصل إلى هدنة ثانية، توقف الحرب الطاحنة على قطاع غزة. يقول الباحث المختص في الشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى: «في العدوان الإسرائيلي ما كان مندساً بين سطور اغتيال قادة حركة حماس، بإزاحة قطر عن ملف التهدئة، فالكيان الإسرائيلي يدرك أنه لا تسوية سياسية دون قطر، وهذا ما لا يريده، الاحتلال يريد فقط الاستمرار في حرب الإبادة».

وبدوره، اعتبر عضو المكتب السياسي لحركة حماس سهيل الهندي، ما أقدم عليه كيان الاحتلال بأنه محاولة لاغتيال أي جهد قد يقوده لإعادة النظر في المذابح الدموية التي يرتكبها في قطاع غزة، مضيفاً: «مددنا أيدينا للحل، ولإنهاء هذه المجازر ووقف شلال الدم، لكن الاحتلال لم يرق له هذا الأمر.. هو يريد ترسيم المفاوضات بالدم والنار، وفرض شروطه التعجيزية، وقتل رسل السلام، بانتهاكه للسيادة القطرية». وتابع: «لم يكن عابراً، استهداف الاحتلال وفد حركة حماس على الأرض القطرية، فهو يهدف لزعزعة الاستقرار في المنطقة، بل وجرّها إلى كرة النار». ويقرأ الكاتب والمحلل السياسي هاني المصري في محاولة اغتيال قادة حماس على أرض قطر، بأنه تجاوز خطير لكل الخطوط الحمراء، ويمثل جريمة كبيرة وتجاوزاً سافراً، إذ لا يمس فقط بقادة حركة حماس، بل يطال الدوحة بصفتها وسيطاً أساسياً في مفاوضات التهدئة، وأحد أبرز الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة. وبرأي المصري، فهذا الاعتداء السافر، يكشف مجدداً أن حكومة نتنياهو ماضية بعزم لتحقيق أهدافها المعلنة وغير المعلنة من حربها ضد الشعب الفلسطيني، وأن حكام تل أبيب ذاهبون إلى أبعد مدى في حرب الإبادة والتجويع والتهجير، في قطاع غزة والضفة الغربية.

مساحة إعلانية