رئيس مجلس الإدارة : د. خالد بن ثاني آل ثاني

Al-sharq

رئيس التحرير: جابر سالم الحرمي

الشرق

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

مساحة إعلانية

محليات

600

أبرزها المسؤولية والاستقلالية وصعوبة التكيف..

مرشدون أكاديميون لـ "الشرق": 5 تحديات تواجه الطالب الجامعي في عامه الأول

03 أكتوبر 2025 , 07:00ص
alsharq
❖ نشوى فكري

- طالب السنة الأولى بين صدمة البداية وضغط التوقعات

- خبراء يقدمون خطوات عملية لتحويل التحديات إلى فرص نجاح 

أكد عدد من التربويين والمرشدين الأكاديميين أن العام الأول في الجامعة ليس مجرد بداية دراسية جديدة، بل هو مرحلة مفصلية مليئة بالتجارب والتحديات التي تصنع شخصية الطالب ومساره المستقبلي، لافتين إلى أن هناك عددا من التحديات يواجهها الطلبة الجدد، ويأتي في مقدمتها صدمة انتقال الطالب من بيئة مدرسية مألوفة يسودها التوجيه المباشر، إلى فضاء جامعي أوسع يتطلب منه الاستقلالية وتحمل المسؤولية في إدارة وقته وتنظيم أولوياته، بما يشكّل صعوبة في التكيف خلال الأشهر الأولى.

وقالوا لـ «الشرق» إن الجامعة تمنح مساحة كبيرة من الحرية، لكنها في الوقت ذاته تضع الطالب أمام مسؤوليات جديدة، موضحين أن الطالب قد يواجه ضغوطًا متنوعة، أبرزها ظاهرة المقارنات بين الزملاء، سواء من الأسرة أو المجتمع أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ولفتوا إلى أنه من أبرز التحديات معرفة أماكن القاعات في مبانٍ متعددة، والتأقلم مع نظام المحاضرات المتفرقة ومواعيد التسليم الصارمة، موضحين أن كثرة الضغوط وكثافة المتطلبات قد تدفع بعض الطلبة للتفكير في الانسحاب أو تغيير التخصص.  وشدد التربويون على أن المعيار الحقيقي للنجاح لا يكمن في التفوق الأكاديمي وحده، بل في قدرة الطالب على التطور الذاتي. وأكدوا أن التكامل بين الأسرة والمدرسة والأنظمة التعليمية ضروري لتهيئة الطالب مبكرًا للاستقلالية، ليخوض تجربته الجامعية بثقة، ويحوّل التحديات إلى فرص للإنجاز والنمو.

- ناصر بوهندي: أولى جامعة بداية مسؤولية واستقلالية

قال السيد ناصر ابراهيم بوهندي خبير تربوي، إن السنة الأولى جامعة ليست مجرد عام دراسي جديد، بل هي محطة فارقة في حياة الطالب،إذ تحمل في طياتها مزيجًا من التحديات والفرص، مشيرا إلى انه في هذه المرحلة يبدأ الطالب في اختبار قدرته على الاستقلالية بعيدًا عن مظلة الأسرة، فيصبح مسؤولًا عن تنظيم وقته، ترتيب أولوياته، واتخاذ قراراته اليومية، مما يمنحه خبرة عملية في تحمل، المسؤولية، ويضعه أمام أول امتحان حقيقي للنضج والاعتماد على الذات. وأشار إلى أنه رغم ما قد يصاحب هذه المرحلة من قلق وضغط نفسي نتيجة كثافة المواد الدراسية أو رهبة المحيط الجديد، إلا أن هذه التحديات تتحول إلى فرص حقيقية لصقل الشخصية، من خلال الانخراط في الأنشطة الأكاديمية والاجتماعية، لافتا إلى ضرورة المشاركة في النوادي الطلابية والفعاليات الثقافية والأنشطة التطوعية التي تعزز شخصيته، وتزيد من خبرته الحياتية، وتمنحه فرصًا لتوسيع دائرة ومعارفه.

- نورة الكواري: يجب استكشاف الحرم الجامعي مبكرًا 

قالت السيدة نورة الكواري، أخصائي استقطاب طلبة في جامعة قطر، إن الجامعة تستقبل سنويًا آلاف الطلاب الجدد، وغالبية هؤلاء يواجهون صعوبة خلال الأسابيع الأولى في الوصول إلى قاعات المحاضرات بالوقت المناسب بسبب الازدحام أو عدم معرفتهم المسبقة بمواقع القاعات. وأكدت أن الطالب هو المسؤول عن الالتزام بالمواعيد، حيث إن التأخير قد يؤثر على انطباع الأساتذة وعلى مسيرته الجامعية منذ بدايتها.

وأشارت إلى أن الجامعة توفر مواصلات مجانية داخل الحرم لتسهيل التنقل بين المباني، وهو ما يساعد الطلبة على تفادي التأخير. وشددت الكواري على أهمية أن يستكشف الطالب الجديد الحرم الجامعي مسبقًا وينظم وقته جيدًا، مؤكدة أن عادة الالتزام بتنظيم الوقت لا تنفع فقط في المرحلة الجامعية، بل تبقى سلوكًا إيجابيًا يرافق الفرد في حياته العملية مستقبلًا.

- عماد العقاد: التخطيط وإدارة الوقت هما أساس النجاح

يرى عماد العقاد، المرشد الاكاديمي بمدرسة قطر للعلوم المصرفية، أن هناك عدة تحديات تواجه الطالب في العام الأول الجامعي، ويتمثل ذلك في قدرة الطالب على التوفيق بين متطلبات الحياة الجامعية من محاضرات ومشاريع واختبارات وبين متطلبات الحياة الشخصية، متسائلا كيف يستطيع طالب سنة اولى جامعة تحقيق ذلك التوازن بين حياته الجامعية وحياته الشخصية، موضحا أن الإجابة تكمن في التخطيط وهو أساس النجاح، فهناك حكمة قديمة تقول اذا كان لديك هدف بدون خطة فذلك يعني انه مجرد أمنية وليس هدفا.

وأوضح انه يجب على الطالب في بداية كل أسبوع أن يحدد كل مهامه الشخصية والأكاديمية، وذلك باستخدام أدوات بسيطة مثل مفكرة صغيرة او استخدم احد برامج الحاسوب.

- سارة سيفي: من المدرسة للجامعة رحلة نحو الاعتماد على النفس

أكدت السيدة سارة سيفي، المستشار الأكاديمي والجامعي والمهني، أن الطلاب في جميع المراحل بحاجة إلى الدعم عند انتقالهم من نظام تعليمي إلى آخر، مشيرة إلى أن التحدي الأكبر يظهر عند الانتقال من المدرسة إلى الجامعة، حيث لا يكون الكثير من الطلاب مهيئين للتوقعات الجديدة. فبينما يتوقعون متابعة ورعاية مشابهة لما اعتادوا عليه في المدارس، تتوقع الجامعة منهم الاعتماد على أنفسهم وتحمل مسؤوليات حياتهم الأكاديمية بشكل كامل.

وأوضحت أن البيئة الجامعية تفرض على الطالب واقعًا جديدًا، من معرفة أماكن القاعات في مبانٍ متعددة، إلى إدارة الجداول الزمنية للامتحانات وتسليم الواجبات. وأشارت إلى أن كثيرًا من الطلاب يهدرون وقتهم وطاقتهم في التكيف مع هذه التفاصيل بدلًا من التركيز على التحصيل العلمي منذ البداية.

- غيداء مصطفى: ضغـــوط المقارنات.. التحـــدي الخفـــي للطـــلبة

أوضحت السيدة غيداء مصطفى، أخصائية استقطاب طلاب للجامعات، أن السنة الأولى في الجامعة تُعد مرحلة مفصلية ينتقل فيها الطالب من بيئة مدرسية مألوفة إلى أفق جديد مليء بالطموحات والفرص، لكنها لا تخلو من ضغوط نفسية واجتماعية، أبرزها ظاهرة المقارنات والتباهي الاجتماعي.

وبيّنت أن بعض الأسر والمجتمع يعقدون مقارنات بين الطلاب، فبعض الأسر تقيس نجاح أبنائها بمستوى أقرانهم أو بما يحققونه من إنجازات أكاديمية واجتماعية مما يضعهم في سباق غير عادل لإثبات الذات، ويولّد شعورًا دائمًا بالقلق. وأضافت: من خلال خبرتي الممتدة لأكثر من ثماني سنوات في مجال استقطاب الطلاب للجامعات، لاحظت أن هذا الضغط، المدعوم بتأثير وسائل التواصل الاجتماعي، يؤثر على التجربة الجامعية فيجعل الطالب ينشغل بمراقبة درجاته ومكانته مقارنة بالآخرين، بدلًا من التركيز على تنمية مهاراته واستكشاف ميوله الأكاديمية.

- فاطمة النعمة: اكتساب مهارات جديدة في تحمل المسؤولية 

عبرت السيدة فاطمة عبدالله النعمة، ولية أمر طالبة جامعية، عن فرحتها الغامرة بتفوق ابنتها في المرحلة الثانوية والتحاقها بكلية الاقتصاد والإدارة بجامعة قطر، في تخصص العلوم المصرفية وإدارة الأعمال. وأشارت إلى أن هذا الانتقال يمثل بداية فصل جديد في حياة ابنتها، مليء بالتجارب والتحديات، وهو ما يعيد إليها شريط ذكرياتها في أولى سنواتها الجامعية.

وتابعت: ان مغامرات السنة الأولى لا تخلو من مواقف طريفة مثل دخول محاضرة خاطئة أو التأخر بين القاعات، لكنها في الوقت ذاته تصنع للطالب خبرة حياتية لا تُقدَّر بثمن. وأضافت أن الجامعة لم تعد فقط مكانًا للدراسة، بل أصبحت فضاءً متكاملًا يقدم تسهيلات وخدمات حديثة، مثل المواصلات الداخلية التي تساعد الطلاب على التنقل السريع بين المباني. وأكدت أن الطالب يكتسب خلال هذه المرحلة مهارات جديدة في تحمل المسؤولية، وتنظيم الوقت. 

- فاطمة المهندي: محطة لبناء الشخصية واختبار الاستقلالية

ترى السيدة فاطمة المهندي، من مركز غاية للتدريب والاستشارات، ان السنة الأولى في الجامعة تمثل نقطة تحوّل أساسية في حياة الطالب، فهي ليست مجرد انتقال أكاديمي، بل بداية مسار جديد يفتح آفاقًا واسعة للتجارب والفرص.

وأوضحت أن الطالب يدخل الجامعة محمّلًا بالآمال والتوقعات، لكنه يواجه أيضًا تحديات جديدة أبرزها كيفية إدارة الحرية التي يحصل عليها لأول مرة، مما يفرض عليه أن يتعلم مبكرًا مهارات الاعتماد على النفس مثل تنظيم الوقت، تحمل المسؤولية، واتخاذ القرارات. وبينت أن هذه المرحلة تعد اختبارًا حقيقيًا للتكيف مع بيئة أكاديمية واجتماعية متنوعة، إذ يتعلم الطالب الانفتاح على الآخرين، وبناء شبكة من العلاقات التي تدعم مسيرته التعليمية والإنسانية، مع إدراك أهمية التوازن بين الحرية والانضباط.

كما شددت المهندي على أن الجامعة ليست مكانًا للعلم فقط، بل فضاء شامل للنمو الشخصي، حيث يكتشف الطالب ذاته من خلال الأنشطة والبرامج التدريبية والعمل التطوعي، الذي يُكسبه مهارات حياتية كالتواصل والعمل الجماعي وحل المشكلات. 

مساحة إعلانية